|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
![]() العلاقة بين رجم «الوفاق» وصعود الكراهية السياسية الأيام سيد جابر علي دأبت بعض الجهات والأصوات على رجم جمعية الوفاق ورشقها بالحجارة دون تفريق بين إيجابياتها وسلبياتها وبين أبيضها وأسودها، وأصبح ديدن هذا البعض الانتقاص من الدور الذي تلعبه الجمعية والمواقف السياسية التي تقفها ومن خلفها تيارها العريض. الأمر الذي ينعكس سلبا لا محالة على قراءة الوفاق ونخبها وشارعها للأمور والقضايا، وتعمق تلك السوداوية في النظر للجمعية من هيمنة العقلية المهووسة بنظرية المؤامرة، وتقوض بذلك فرص الدعوات المعتدلة والموضوعية في ترشيد الخطاب والتفكير السياسي داخل دهاليز التيار وشرائحه القديمة والصاعدة، بل يصعب حتى على مثل سماحة الشيخ علي سلمان ومن موقعه كأمين عام للجمعية أن يؤثر إيجابا في طريق محاصرة صعود وتيرة الكراهية السياسية. ولن أدخل عالم التخرصات والاستغراق في تفسير النوايا والأغراض التي تقف خلف الرجم واستمراريته، لأنه طريق ذات الشوكة الذي تكثر فيه الصوابات على غير منفعة وغير ثمرة، لكني أود الوقوف صادقا أمام صورة وظاهرة العلاقة الطردية بين عملية رجم الوفاق وتنامي ظاهرة الكراهية السياسية، ومدى الإحباط الذي يتسلل إلى نفوس المدافعين عن خيار المشاركة السياسية في تيار الوفاق لصالح ما يسمى «تيار الممانعة» وهي مسألة في غاية الأهمية من وجهة نظر سياسية وأمنية وحتى وطنية. وفي هذه النقطة بالتحديد يجب أن تكون أولوية الوطن فوق كل اعتبار، فإذا كان الطموح والرغبة في بناء سياسي تصاعدي وبشكل تدريجي وغير دفعي، فإن الرغبة نفسها عند معتدلي التيار بأن تعطى الجمعية الفرصة الكافية في تجاوز نقاط الخلاف وعدم مطالبتها بحرق المراحل، نظرا لتداخل المسائل السياسية التي تربطها بالسلطة من جهة وبشارعها من جهة ثانية وتربطها ثالثا بالتيارات الأخرى التي تختلف معها داخل المعارضة. وبصراحة أكثر فإن خيار الجمعية في المشاركة وهجر موقع المقاطعة السياسية والدخول في العملية السياسية التي دشنها جلالة الملك، يجب أن يشد من أزرها وتجعل في محلها الصحيح من كونها الخطوة الكبيرة التي لا يجوز التراجع عنها بوجه من الوجوه، وتستحق كامل التقدير بالنظر إلى التاريخ الذي حكم علاقة التيار المعني بالسلطة طيلة واحد وثلاثين عاما، كل ذلك من أجل أن تتبعها خطوات ثابتة أخرى في طريق بناء الوطن، وبلا عقد مركبة. وهنا لا ينبغي أن يفهم الكلام على أن الوفاق وتيارها مصاب بمرض الهلع والحساسية النفسية، والصدود عن النقد بما فيه البناء، بل المطلوب إعطاء مزيد من الإنصاف والنقد الحكيم والواقعي، لكي تصبح عملية النقد للجمعية ودورها النيابي والسياسي عامة عملية قادرة على ترك أثر وصدى إيجابي داخل أروقة الجمعية، وعلى كل حال فإن قضية الاعتدال في النقد ليست فقط حاجة وفاقية تطالب به خصومها، بل هي حاجة عامة يطلبها الجميع من الجميع، والوفاق طالبة ومطلوبة ليست استثناء. إن دخول الوفاق أو إدخالها في دائرة المناكفة السياسية يصعب على الوطن السير الحثيث في مسارات التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهي معادلة لا تحتاج إلى عقول جبارة لتكتشف حقيقتها، وقد مثلت لأحد الأصدقاء بمثل بسيط جدا أذكره هنا، فلو زارك ضيوف كثر واحتاج ضيوفك أن يركنوا سيارتهم على أبواب الجيران نظرا لضيق المكان واضطر ذلك من الجيران أن يزاحموا أنفسهم مؤقتا بإخراج سياراتهم من الحي السكني، حتى تنقضي الزيارة، فإن هذه الحالة لها صورتان، الأولى أن تكون أنت على وفاق مع جيرانك والثانية أن تكون على خلاف، فكم سيكون الموضوع عاديا وسهلا للغاية في الصورة الأولى وكيف ستعمل الخلافات والمناكفات السابقة على جعل الموضوع في غاية والصعوبة لأنه قد يجر جيرانك إلى فضحك أمام زوارك وتعقيد المسألة. والذكي لا ينشغل بالمثال كثيرا لكنه يأخذ منه «الزبدة» وما أردته هنا هو أن الوفاق أو أي جمعية سياسية أخرى لو أدخلت أو دخلت في مناكفة فقد تكون الخسارة للوهلة الأولى بسيطة لكن المناكفة والخصومة إذا بلغت عميق التفكير السياسي فستطال قضايا لا يختلف عليها عدوان في سفينة واحدة فضلا عن أخوة وأبناء وطن واحد، الأمر الذي يشغل الغيورين على مملكة البحرين من أن الحراك السياسي فيها وكأنه خاسر على الدوام سواء أخذ طابع المشاركة والعمل وفق الدستور والقانون، أم أخذ طابق العمل من خارج الشرعية السياسية. إن من حق هؤلاء الذين أكثروا التعرض للوفاق سياسيا وإعلاميا أن ينتقدوا الوفاق بحس وطني في كل شيء فهي غير معصومة عن الخطأ وإن احتمت بعناوين دينية لكن ليس من حقهم أن يشككوا في وطنيتها «في الصاعدة والنازلة» وليس من حقهم كذلك الاستفادة من نفوذهم في محاصرة ما قد يظن أنه منجز سياسي جاء بجهد وثقل وفاقي في مسألة تشريعية هنا أو خدمية هناك ، لأن ما تنتجه هذه الممارسة والرجم ليس إلا جينات الكراهية السياسية التي تأزم الأمور وتقطع على مملكة البحرين وشعبها حقها كباقي البلدان والشعوب في استذواق طعم الفرح والسعادة. & الشهركاني شخص محير & !!!!!!!!!!!!! __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |