أحتاط من كل صانعي الأنظمة وأتحاشاهم . إن روح النظام نقص في النزاهة . تلك فكرة حول النظام . النظرة ذاتها يشاطرها معه الكثيرون من المقاطعين . النظام بشكل عام ومطلق يبدو مثل غابة فخاخ أما إن وضعت قدميك قليلا داخل أرض غول الأنظمة الفاسدة فلن يتطلب الأمر فقط الحيطة , إنه يتطلب أن تأخد معك سياسة ضد العفونة وشمعتين لتضعهما على جثة الأخلاق . لا يعلم ما في الخف إلا الله , فإنه لا يعلم ما في البحرين إلا الله والنظام المخزي . النظام الذي يصنع الأحذية التي تدوس رقاب الشعب وتلوي أعناقهم وبالتالي جاءت الحدود بشكل بهلواني ومضحك أحيانا لا يراعي أدنى مفاهيم الدولة الحديثة . ولذلك نرى أيضا أن غالبيتها غرقت في صراعات طائفية دموية داخلية وأنها عانت ولا زالت تعاني من الفتنة المتواصلة . فهي لم تصل بعد لمرحلة نضج تاريخي يمكنها من تجاوز الإختلافات والأمراض التي ورتتها من التقسيم الطائفي سوف لن أحاجج كثيرا الأسباب الواهية التي يستقدمها الداعون إلى التصويت في الإنتخابات النيابية المقبلة. وسأقول لهم لهذا ولأسباب أخرى عديدة إننا ندعو لمقاطعة مسرحية الإنتخابات النيابية إن الدستور البحريني يجعل من الإرادة الشعبية شيئا تافها وبلا قيمة بتفريغ المؤسسات السياسية من مضمونها وجعلها فقط واجهة للإشهار , ويركز كل الصلاحيات في يد الملك والحكومة . إذ ما معنى وجود مؤسسات ديموقراطية غير قادرة على الفعل وتقوم بتطبيق أوامر الملك حرفيا . ويكون كل الوزراء والبرلمانيين والمنتخبين بمثابة موظفين للملك , بل ما جدوى القيام بانتخابات أصلا وصرف أموال الشعب فيها ؟ فالمنطقي أن يتم تعيينهم مباشرة من طرف الملك لتطبيق مفهوم الحكامة الرشيدة على الأقل الإقتصاد بالنسبة لمصاريف الإنتخابات. هل لتقديم فقط البحرين كبلد يتوفر على صناديق اقتراع زجاجية الجهاز المركزي للمعلومات يساهم في تزويرالإنتخابات وفي رسم مشهد سياسي يخدم مصالحه . وذلك بالعديد من الأساليب نذكر كأمثلة : تجنيس قبيلت الدواسرة للتلاعب بأصوات الناخبين , دعمه الكامل والغير مشروط للإنتهازيين واللصوص ولذيوله داخل الجمعيات السياسية , الضغط على المواطنين في البحرين عن طريق المعارضة والشيوخ توجيه الإرادة الشعبية , إفساد الساحة السياسية وتمييعها وتخريبها , الحياد السلبي اتجاه توزيع المال ودعم المرشحين الفاسدين , عدم استقلالية القضاء وخضوعه للسلطة المخزنية عدم ممارسة السلطة لمسؤولياتها اتجاه أموال الشعب , بتشجيع المنتخبين على السرقة وتسهيل عملية سطوهم على الشعب , وعدم متابعتهم قضائيا , وذلك حتى يتمكن الإنتهازيون واللصوص من كتم أنفاس الشعب وخنقه , وحتى تضمن أنه لن تتبلورهنالك رؤية ديموقراطية أو أن يتكون نضج سياسي , فتحافظ بذلك على موقعها وامتيازاتها لعقود كثيرة قادمة . إن دعوة الدولة للمواطنيين للتصويت في الإنتخابات والتصويت لتغيير مستقبلهم هو سذاجة للشعب البحريني . إذ كان من واجبها أن تأتي بعد الإنتخابات وتقول للشعب إذا رأيتم سرقة في الاراضي والمال العام فبلغونا لتغيير مستقبلكم لكي نحمي أموالكم ... حقيقة لا أفهم هذا الحب من طرف الدولة ليصوت البحرين بكثافة الإنتخابات صورة مناقضة للواقع المزري والمتخلف والإستعبادي , وأوجه هنا ملاحظة إلى الملك بأن يفتح مكتبا ضد العنصرية المذهبية عدم إمكانية التغيير نحو أفق جديد للديموقراطية إننا نقاطع الإنتخابات وفاء منا لمن يموتون وحيدين مع آلامهم وأمراضهم لأنهم لا يملكون ثمن عملية جراحية أو مهدئ , إننا نقاطع وفاء لمن يموتون رميا نفسهم في البحر للنجاة من الوطن , إننا نقاطع وفاء لمن كسرت عظامهم تحت هراوات وزارة الداخلية أنهم يبحثون عن لقمة خبز , إننا نقاطع وفاء لمن سحقته الحكومة الفاسدة , إننا نقاطع لنقول للعالم وللنظام القمعي : كفى . إننا لسنا أغبياء إلى هذا الحد لنشارك في برلمان مبني على باطل ولا يخدم الشعب.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
 | 
09-27-2010, 12:50 AM
العرض العادي
