الجماهير تحاصر الساحر فالديفيا وتهنئ دياز
العين يرسم الفرحة في دار الزين
شايفر: الطرد لم يمنع نجوم الزعيم من التألق أمام الفهود

نجح العين في فرض أسلوبه على ضيفه الوصل والتفوق عليه بهدفين بتوقيع البرازيلي دياز في الوقت الصعب من عمر اللقاء باستاد خليفة بن زايد أمس الأول، وكفل هذا الفوز للزعيم فرصة المحافظة على مركزه الثالث في جدول بطولة دوري المحترفين برصيد 21 نقطة.

وبالعودة إلى الأحداث التي صاحبت المباراة، والتي غاب عنها أكثر من عنصر مؤثر في الفريقين، نجد أن العين قد انتزع فوزاً صعباً من بين أنياب الفهود الذين كانوا قاب قوسين أو أدني من تحقيق هدفهم، والعودة إلى زعبيل بنقطة ولا أغلى بعد أن أدخلوا نجوم العين في تجربة مريرة وقاسية، وجعلوا جماهير الزعيم تقف على أطراف أصابعها حتى الدقيقة ،82 والتي حملت الفرج بتوقيع دياز الذي كان جليس دكة البدلاء حتى الدقيقة 65 ليحمل معه الفرح المنتظر.

أسباب كثيرة قادت العين إلى تعقيد وضعه حتى قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة، يأتي على رأسها التفكير في كيفية تسجيل هدف مبكر دون تحديد الوسائل وإيجاد الحلول التي تؤدي إلى شباك الحارس ماجد ناصر، وكان الوضع يزداد تعقيداً مع مرور الوقت، ومع تشديد الوصل قبضته على منطقته الخلفية، علاوة على أن لاعبيه قد عضوا بالنواجذ على فرصة التعادل التي كادت أن تتحول إلى حقيقة، وواقع ضد الطموحات الكبيرة التي وضعها العيناوية كهدف أساسي يخرجون به من اللقاء الصعب.

وربما يكون اللعب بمهاجم واحد هو السنغالي أندريه سانجاهور، ووجوده بمفرده وسط كتيبة الدفاع الوصلاوي، قد سهل كثيراً من مهمة لاعبي دفاع الوصل وحارسهم ماجد ناصر الذين استطاعوا بكل هدوء إبعاد الخطر عن منطقتهم دون عناء يذكر.

وكحل لهذه المشكلة رأى الكثيرون أن دخول البرازيلي دياز ربما يخفف من العبء الذي تحمله زميله سانجاهور، ولكن ما كان يدور في رأس المدرب الألماني شايفر هو أمر مختلف تماماً حيث فاجأ الجميع بسحب سانجاهور ودخول دياز مكانه.

وأوضح شايفر وجهة نظره حول هذه النقطة وقال إنه قصد هذا التكتيك لزيادة حماس دياز لحظة دخوله، ومحاولته إثبات وجوده بعد الحالة التي مر بها قبل المباراة، وأثرت على معنوياته تماماً، كما فعل مع سانجاهور في مباراة الأهلي حيث كان اللاعب سبباً في هدف التعادل.

ولاشك أن دياز حقق أهداف مدربه شايفر وسجل هدفي الفوز، ولكن كانت هناك أيضاً عوامل كثيرة مساعدة لها نصيب الأسد في هذا الحصاد، من بينها الجهد الكبير الذي قام به علي الوهيبي في الجهة اليمنى من الملعب، ويكفي أنه صاحب الكرة العكسية التي سجل منها دياز الهدف الأول بقفزته المشهورة.

وكانت للوهيبي أيضاً محاولات متعددة طوال زمن المباراة لم يستثمرها زملاؤه اللاعبون، كما أن رباعي الدفاع كان متميزاً، بالرغم من قلة وخطورة الهجمات الوصلاوية، ومن خلفهم الحارس اليقظ معتز عبدالله الذي قام بواجبه كما ينبغي، بجانب رجال المهام الصعبة في منطقة المناورات أحمد معضد وسيف محمد ودرويش أحمد، وفي مقدمتهم الساحر التشيلي خورخي فالديفيا الذي كان كعادته شعلة من النشاط، وكتلة من الحيوية حيث صال وجال في كل الاتجاهات، ولم يأبه بالرقابة اللصيقة التي فرضها عليه الوصلاوي عمران عبدالرحيم.


كان الجميع مصدراً للضغط المتواصل الذي تعرض له فريق الوصل طوال زمن المباراة، وبصفة خاصة الشوط الثاني منها مما قاد إلى فتح الثغرات في دفاع الخصم.

كاد فالديفيا أن يصيب الوصل في مقتل أكثر من مرة بتسديداته الخطرة والتي تعامل معها الحارس الكبير ماجد ناصر بكل خبرة وفدائية وذكاء ليحرم العين وفالديفيا من استكمال ''الحلو''، ولأنه كان نجماً فوق العادة، وصاحب لمسات سحرية خاصة تجاوب معها الجمهور، فقد وجد ''الساحر فالديفيا صعوبة كبيرة، وهو يغادر بوابة ستاد خليفة حيث انتظرته جموع الجماهير العيناوية عند بوابة الخروج، وقامت بمحاصرته وهتفت باسمه واستوقفه الكثيرون منهم لالتقاط الصور التذكارية، وهو يقابل كل ذلك بابتسامة عريضة. واستمر الوضع على حاله لفترة طويلة إلى أن جاء من ينقذه ويسحبه صوب سيارته ليختفي في لحظة ويتوارى عن الأنظار، تاركاً الجميع في لهفة شوق لن تنتهي حتى يحين موعد مباراة الشارقة في بداية الدور الثاني، بعد أن أكد الإنذار الثالث غيابه عن مباراة الشعب في ختام الدور الأول.

لقد أثبت لاعبو الزعيم أنهم على قدر المسؤولية والتحدي عندما يواجهون الظروف الصعبة، وبالفعل كانوا كذلك أمام الوصل بعد أن انتزعوا فوزاً صعباً، وهم يلعبون معظم الوقت بعشرة لاعبين في أعقاب طرد زميلهم فارس جمعة.

ومن جانبه وفي مستهل المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول بقاعة المؤتمرات الملحقة باستاد خليفة بن زايد عقب مباراة العين والوصل في افتتاح مباريات المرحلة العاشرة من بطولة دوري المحترفين، اعترف الألماني شايفر مدرب العين ببعض الصعوبات التي واجهها الزعيم أثناء سير المباراة قبل أن يقوده البرازيلي دياز لبلوغ الأفضلية في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وقال شايفر إن منافسهم الوصلاوي تمكن من إغلاق كافة المنافذ وسد الطرق التي تقود إلى مرمى حارسه ماجد ناصر وذلك باتباع أسلوب دفاعي محكم قوامه الزيادة العددية في المنطقة الخلفية .

وأكد شايفر أن طرد المدافع فارس جمعة لم يمنع لاعبي الزعيم من بلوغ طموحاتهم والحصول على النقاط الثلاث، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن لاعبيه واجهوا صعوبات جمة أمام الوصل لكنهم لم ييأسوا ولم تهبط معنوياتهم بل واصلوا زحفهم وتقدمهم نحو مرمى الخصم بعد طرد اللاعب فارس جمعة، وزادت نزعة اللاعبين في الحصول على النقاط الثلاث أمام رغبة الوصل في الحيلولة بين لاعبي العين وبين الوصول إلى شباكهم .

وقال شايفر: من المهم أننا نجحنا في تحقيق الفوز في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة، وذلك بفضل هدفي اللاعب دياز، وقلل مدرب العين من أثر غياب اللاعبين فالديفيا وفارس جمعة في مباراة المرحلة الأخيرة من الدوري أمام فريق الشعب الذي يستضيف اللقاء.

وأوضح مدرب العين أن فريقه نجح من قبل في الفوز أمام عدة أندية في بطولة الدوري على الرغم من غياب بعض عناصره بمن فيهم فالديفيا نفسه، والدليل على هذا القول تحقيق العين الفوز على الوصل في غياب سفيان العلودي وعبدالله مال الله ومهند العنزي، موضحاً أن قائمة العين تحتشد بعناصر جيدة تملك القدرة على تعويض النقص وتصنع الفارق في الدفاع عن طموحاتها في دوري المحترفين.

ودافع شايفر عن تبديلاته المستمرة في قائمة العين وقال إنها ضرورية وتفرضها الظروف التي يمر بها الفريق، مؤكداً أن تشكيلة المباراة تعتمد إلى درجة كبيرة على طريقته التكتيكية أثناء المباريات، وقال إن الظروف التي تواجه فريقه بين الحين والآخر، تفرض عليه التدخل في طريقة اختيار اللاعبين وتحديد مراكزهم داخل المستطيل الأخضر.


وعبر مدرب العين عن حالة الاستياء التي انتابته بعد قرار تأجيل المرحلة الأخيرة من الدور الأول للدوري، مؤكداً أن هذا القرار يؤدي إلى حالة سلبية على صعيد اللاعبين بسبب ابتعادهم عن أجواء المنافسات الرسمية لبضعة أسابيع، نافياً في الوقت نفسه في رده على سؤال حول مساعٍ يجريها العين للتعاقد مع محترف أرجنتيني في فترة التسجيلات المقبلة