القت شرطة دبي القبض على سائقة صدمت شخصاً وهو يعبر الشارع في وقت متأخر دون أن ينتبه للسيارة المسرعة التي صدمته بقوة فقذفته إلى مسافة بعيدة وواصلت سيرها تاركة إياه ينزف حتى الموت.


وتعود التفاصيل إلى تلقي إدارة القيادة والسيطرة في عمليات شرطة دبي، صباح الثلاثاء الثامن عشر من نوفمبر، بلاغاً يفيد بوجود حادث دهس من قبل سيارة مجهولة لشخص من الجنسية الأوروبية على شارع طارق بن زياد المتجه لجسر المكتوم، وأدت إصابته البليغة لوفاته أثناء نقله إلى المستشفى.


وبانتقال الشرطة إلى مكان الحادث وتقصي الحقائق ممن شاهدوا الواقعة عن بعد، توصلت إلى أن شخصاً يعبر الشارع في حوالي الواحدة صباحاً، مستغلا خلوه في هذا الوقت المتأخر، ولم ينتبه للسيارة المسرعة التي اصطدمت به وقذفته إلى مسافة بعيدة وواصلت سيرها تاركة إياه ينزف حتى الموت دون أن تقدم له المساعدة الإنسانية اللازمة.


وبالتدقيق في بعض التفاصيل أفاد الشهود أن السيارة مجهولة المصدر والرقم، وهي من نوع هايونداي استيشن فضية اللون، كان يقودها السائق بسرعة وإهمال وعدم تقدير لمستعملي الطريق، مما أدى إلى دهس شخص كان يعبر الطريق من الشرق للغرب وتسببت إصابته البليغة في وفاته.



من خلال هذه المعلومات البسيطة كلفت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي إحدى فرق البحث الجنائي المختصة للبحث والتحري عن السيارة وسائقها وإلقاء القبض عليه. وكثف فريق البحث الجنائي عملياته مستفيداً من المعلومات التي أوردها شهود الحادث.


خاصة أوصاف السيارة، وتم التدقيق على عدد كبير من السيارات التي تحمل نفس المواصفات بعد استدعاء مالكيها ومعاينة السيارة إلا أنه لم يتم الوصول إلى السيارة المطلوبة، فلجأ الفريق لاستخدام خطط بديلة وتكثيف العمل الميداني والبحث عن السيارة على نطاق الإمارات الشمالية في المواقع التي يحتمل تواجدها فيه، كما تم التركيز من خلال دوريات التعقيب على مداخل ومخارج الإمارة.


وفي تاريخ الرابع والعشرين من شهر نوفمبر وأثناء مرور إحدى الدوريات المكلفة بالمهمة في إمارة عجمان شوهدت سيارة تحمل نفس المواصفات متوقفة في منطقة النعيمية، وبمعاينتها تبين وجود آثار لصدم في مقدمتها، وتهشم في زجاجها الأمامي، ما أدى إلى الاشتباه فيها وجلبها إلى المختبر الجنائي في دبي بالتنسيق مع شرطة عجمان لإجراء الفحوصات اللازمة.


ومن خلال فحص السيارة تم التأكد من أنها هي السيارة نفسها المتسببة في الحادث، وباستدعاء مالكها تبين أنه قد باعها للمدعو ( إ. إ ) إيراني الجنسية، وباستدعاء المالك الجديد وسؤاله، أفاد بان السيارة تقودها ابنته المدعوة (ب.إ) فتم القبض عليها وعلى كل من (م.ح) و(م.ع) من نفس الجنسية، كانا برفقتها وقت ارتكاب الحادث.


ومن خلال التحقيق معهم، أقرت (ب.إ) بارتكابها للحادث وهروبها من المكان نفسه، مخلفة المدهوس يعاني سكرات الموت دون أن تقدم له المساعدة الإنسانية الواجبة في هذه الظروف، فوجهت لها تهمة الدهس المؤدي للوفاة والهروب من مكان الحادث، كما وجهت للمتهمين الآخرين تهمة عدم الإبلاغ عن جريمة مع العلم بوقوعها وأوقفا على ذمة القضية.


من جهة أخرى أسفرت حملة الضبط على الشوارع الخارجية التي أطلقتها الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي مؤخرا عن تحرير 3762 مخالفة حضورية نتيجة السرعة الزائدة والطيش والتهور والتجاوزات الخاطئة وعدم ترك مسافة كافية بين المركبات، كما أسفرت عن حجز 25 مركبة في نفس زمن المخالفات.


وأكد النقيب ماهر بن حيدر، المشرف العام على الحملة أن الهدف من الحملة ليس تحرير المخالفات، بل ردع المتهورين ولفت انتباههم لأن الشارع ليس مكاناً للاستهتار، لذلك يجب عليهم احترام قوانين السير والمرور لتفادي وقوع الأخطاء التي قد تكون منها خطرة وقاتلة.


وأوضح أن للحملة أهداف توعية أيضا، فلقد قامت الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع نادي دبي لرياضة السيارات بعمل مسيرة للمركبات والدراجات النارية يوم الجمعة الماضية بهدف توعية السائقين والتصدي للقيادة العدوانية، شارك فيها 60 سيارة و50 دراجة نارية، وبدأت من شاطئ الممزر مرورا بشارع الخليج ومنطقة جميرا والبرشا فشارع الخيل إلى نادي دبي للسيارات.