إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: شراء الحذاء الجديد في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية الفراش في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم البيت القديم للمطلقة (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير رؤية الاسد في المنام لابن سيرين (آخر رد :نوران نور)       :: المصحف في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الحامل بالجماع مع غير زوجها (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الرياح (آخر رد :نوران نور)       :: احدث موديلات جاكيت رسمي رجالي,اجمل موديلات جاكيت رسمي رجالي,ارخص اسعار جاكيت رسمي (آخر رد :بوابة الصين العربية)       :: مباشرات ومباشرين ضيافة قهوجي في جدة 0539307706 (آخر رد :ksa ads)       :: تفسير رؤية الشخص يبكي في المنام (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-13-2010, 12:20 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

منجم يضخ السرطان والفشل الكلوي
سكان «المهد» يحصدون أوبئة الذهب


حسين الشريف المدينة المنورة

التلوث يتسرب الى سكان المهد في منازلهم
لم يكن لسكان «مهد الذهب» في المدينة المنورة، من اسم مدينتهم أدنى نصيب.. فالمعدن الأصفر، الذي يحتضنه باطن أرض مدينتهم ، يذهب لأصحابه، فيما لا يبقى لهم سوى «المعاناة» و»مر الشكوى».. فهل تصدقون أن 20 ألف مواطن، يسكنون «المهد»، تستوطن أجساد أغلبهم أمراض السرطان والفشل الكلوي، و»السليم» منهم، يعاني فقط من الربو وضيق التنفس.. هل تصدقون أن القدر كتب على هؤلاء طيلة ربع قرن، أن يستنشقوا هواءً ملوثاً بسلة من المعادن والكيماويات المستخرجة من باطن الأرض.. ومن يعترض عليه أن يكتم أنفاسه .. هل تصدقون أن لهؤلاء السكان شكاوى قديمة واعتراضات واستغاثات عمرها تجاوز الـ20 عاماً، وصلت إلى وزارات عدة، وجمعيات حقوق الإنسان، ورغم ذلك مازالت هذه الشكاوى محل بحث ودراسة.. هل تصدقون أن العاملين في منجم الذهب، عندما يمرضون ويسقطون أرضاً، يُستبدلون بآخرين «أصحاء»، ويُمنعون من أي حقوق.. بل يُمنعون من الذهاب إلى المستشفى إذا كانوا على رأس العمل، حتى لا تُلاحقهم تهمة «التكاسل والإهمال أثناء الدوام».. هل تصدقون أن سكان المدينة، رغم ما حدث، ورغم ما سيحدث، مازالوا يعشقون «مهدهم»، ولا يريدون شيئًا سوى «بعض» العدل والإنصاف، و»قليل» من الرحمة والشفقة.. ثم تساءلوا.. هل هذا كثير علينا؟
مشكلة أزلية
وسط زحمة المتجمهرين حول محرر "اليوم"، من سكان الأحياء المجاورة لمهد الذهب، انبرى نايف المطيري، ليكون أول المتحدثين عن هذه المشكلة "أعول أسرة مكونة من 5 أفراد، ومشكلتي الأزلية أنا وأفراد أسرتي، تكمن في ارتفاع التلوث الناتج من منجم مهد الذهب، ولا نطلب من أي مسؤول شيئاً، غير أن نعيش في بيئة خالية من التلوث، وأعتقد أن هذا حق من حقوقنا"، وأكمل قائلا: "أفراد أسرتي بالكامل، يعانون من مشاكل صحية عدة، فأمي تعاني من الربو، وأبنائي الثلاثة وزوجتي، مصابون بالحساسية والربو، بالإضافة الى ظهور التشنجات التي تغير ملامح الوجه من اللون الأحمر إلى الأسود"، مضيفاً "طرقنا الأبواب كافة، وذهبنا الى جمعية حقوق الانسان في جدة، وحولونا إلى ديوان المظالم، وهذه الجهة، وتلك، لم يحرك أحد مسؤوليها ساكناً حتى الآن"، موضحاً "عندما علم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بالأمر، شكل لجنة للوقوف على حقيقة المشكلة، وأصدرت اللجنة محضر توصيات كامل، يتضمن 13 فقرة، لم ينفذ منها أي فقرة، وجعلوا أذنًا من طين وأخرى من عجين".
الربو والسرطان
ولا تختلف مشكلات عايض المطيري (مدرس يسكن المنطقة ذاتها)، عن مشكلات نايف، وقال: "أعاني من درن الصدر منذ 4 سنوات تقريباً، وسبب المرض اننى كنت أمارس لعبة كرة القدم مع زملائي في ملعب مجاور لمنجم الشركة صاحبة الامتياز، وأصبت بالمرض نتيجة الغبار الموجود في المنطقة"، مؤكداً "لست وحدي بالطبع من أصيب، فهناك حالات مماثلة وكثيرة مثلي، حتى قامت الإمارة بوضع لافتات تحذيرية من التواجد في المنطقة، ثم قامت بعدها مباشرة بغلق هذا الملعب بسبب السموم التي اصابت المنطقة، نتيجة هذا التلوث، كما أصيب صديقان لي بالمرض نفسه، ولا أبالغ أن الغالبية العظمى من سكان مهد الذهب، مصابون بالربو والسرطان بالدم والغدة الدراقية وأمراض الكلى المختلفة، وضعف البصر بسبب ازدياد العناصر الثقيلة في المنطقة وعوامل التلوث"، مؤكداً أن هذه الأعراض ظهرت على سائر المخلوقات من الطيور والنباتات في المنطقة" .
دول عربية
ويصرخ يوسف المطيري (من سكان المهد) بأعلى صوته، داعياً إلى إنقاذ أفراد أسرته من الأمراض الخبيثة، وقال: "أصيبت طفلتي الصغيرة بالرمد، وابن اختي بسرطان الدم، وشقيقة لي عمرها 16 عامًا بسرطان الأوردة، ووالدي مصاب بالربو، أى ان كل أفراد البيت مصابون تقريبا بشتى الأمراض، بسبب التلوث الموجود في المنطقة"، مؤكداً "لم يستطع الأطباء تحديد سبب مرض طفلة من الأسرة حتى الآن، لدرجة اننى طفت جميع المستشفيات، وسافرت بها الى دول عربية، ولكن دون فائدة".
نعومة الأتربة
ويأتي الحديث على لسان فهد سعود المصري، أكثر مرارة، ليس لسبب سوى أنه لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المنجم، ويقول: "نعاني أشد المعاناة من الغبار الصاعد من عمليات التعدين اليومية، والتي لا تنتهي، ولا تترك مكاناً إلا دخلته، لنعومة الأتربة، التى تنتقل مع الهواء، ولو كان شبه ساكن"، موضحاً "يعاني أبنائي من تشنجات تحدث لهم، نتيجة الاختناق المستمر، وعدم وصول الاوكسجين الى الصدر، ويحدث مع هذه التشنجات تغيير في الوجة"، مضيفاً "عندي طفل أذهب به إلى المستشفى بمعدل 6 مرات يومياً، وأصبحت زائرا دائما على أبواب المنشآت الصحية، المختلفة، بسبب هذا التلوث والغبار المتناثر علينا من منجم الشركة صاحبة الامتياز".
الأوكسجين اللازم
وبأنفاس متقطعة، يشكو باسم خالد عبدالله المطيري (طالب بالصف الثالث المتوسط) من ضيق في التنفس، وحساسية، ويقول: "أراجع المستشفي بصفة يومية للحصول على الاوكسجين اللازم، كما تعاني أخواتي الاربع من المشكلات الصحية نفسها، بسبب العوالق والغبار الصاعد من منجم الشركة، حتى زملائي في المدرسة، يعانون العديد من المشاكل الصحية، بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو".
عمال المنجم
كان طبيعياً، ألا تقتصر المعاناة على سكان المدينة، لتطال أيضًا في مقتل عمال المنجم أنفسهم، ويقول خالد المطيري: "أصبت بالفشل الكلوي بعد عملي بـ 4 سنوات بالمنجم، وبعد الفحص، ذهبت إلى مستشفي الحمادي في الرياض، قالوا لي إنك مصاب بنيروز الذهب، الناتج عن الغبار، الذي يحدث اثناء عملية التعدين"، مشيراً إلى إصابته أيضاً بـ"ترسب في الكلي، أعقبه بـ 4 شهور، فشل كلوي، وأثبتت التحاليل التي اجريتها في المستشفي الوطني بالمدينة المنورة ان سبب حدوث الفشل الكلوي، هو العوالق الطائرة في الهواء اثناء العمل بالمنجم"، مضيفاً "حولت إلى التأمينات الاجتماعية، وعرضت على اللجنة، التي رفضت التقرير الذي بحوزتي، وقالوا لي ان التقرير خاطئ، رغم ثبوت التحاليل باني مصاب، واخبرني الطبيب ان هناك حالات مماثلة، حدثت لعمال في كندا وجنوب افريقيا نتيجة العمل فى التعدين"، مضيفاً "لم استطع زراعة كلى، لأنني لم استطع تحمل مصاريف العملية والعلاج، وأصبحت حالتي الصحية تسير من سيئ الى أسوأ، وأغسل 3 مرات في الاسبوع بمبالغ باهظة ترهقنى وترهق أسرتي".
3 حالات
ويتابع المطيري "موقف الشركة بعد إصابتي، كان سيئاً للغاية، حيث أجبروني على تقديم استقالتي، وأعطوني راتبا مقدما بـ 3 سنوات، بعدها ينتهي العقد بينى وبين الشركة بشكل إجباري، علماً بأنني متزوج وأعول أسرة"، مشيرا أن "هناك 3 حالات أخرى لزملاء لي، فى العمل منهم أحمد العتيبي جار لي ومريض, وسعيد سعيد الذي توفي قبل فترة"، مؤكداً أنه في بيئة العمل "لا يوجد أي وقاية صحية في المنجم، سوي فلتر، وبمرور ساعة من العمل، يمتلئ بالأتربة بسبب عوادم المعدات"، مضيفاً "الشركة لا تتعامل مع العمال بشىء من الرحمة، بل تتخلص منهم عندما، يصيبهم المرض، دون تقديم اى مساعدات يواجهون بها صعوبة الحياة"، مؤكداً أن "الشركة تخلصت من 38 عاملاً دفعة واحدة، لمجرد أن ظهرت عليهم أعراض المرض"، موضحاً "لم نتقدم بأي دعوى قضائية على الشركة، لاننا أناس بسطاء جداً، ولا نعلم أى شيء عن هذه الاجراءات"، متمنياً على الشركة "نقل المرادم من وسط الكتلة السكنية، إلى مكان آخر"، وقال: "الشركة أعلنت أن نقل المرادم لمكان آخر بعيد عن الأحياء السكنية، سيتكلف 7 ملايين ريال، وهذا بالطبع ما لا تنوي عليه الشركة، التي تضع صحة المواطنين في آخر أولوياتها".
جهات حكومية
وعمل عبدالله عبدالجبار المطيري 13 سنة في منجم مهد الذهب، وخرج من هذه بإصابة بالغة في العين بسبب الشظايا المتناثرة أثناء عمله في التعدين، وقال: "تم فصلي العام 2000 بحجة انهم سيقلصون العمالة بسبب إغلاق المنجم بعد سنتين"، مضيفاً "رغم أننا الآن في 2010، إلا أن العمل مازال جاريا حتى الان"، مؤكداً "بعد فصلي من الشركة وحتى الآن، لم احصل على شيء من حقوقي المالية، مما أدخلني في دوامة، لا أعرف متى تنتهي، وذهبت الي كل من يهمة الامر من ديوان المظالم، ومكتب العمل، وأرسلت العديد من البرقيات والشكاوى لجهات حكومية، ولكن بلا جدوى"، مضيفاً "أنا رب أسرة وأعول 8 أبناء، 4 منهم مصابون بالربو والحساسية، بسبب استنشاقهم الهواء المحيط بالمنجم، وهي نفس المشكلة التي تواجه سكان مهد الذهب"، مشيراً إلى أن "الشركة صاحبة الامتياز، تضع مخلفات المناجم في احواض مكشوفة، تنبعث منها روائح وغازات سامة، تسبب الحساسية بالاضافة إلى العديد من الامراض الجلدية والوبائية الخطرة".




مهد الذهب.. اسم جميل لمدينة «ملوثة»

أشجار صغيرة لاتمنع التلوث
يبدو اسم المحافظة جميلاً، وكأن شاعراً فحلاً اختاره بعناية، و تعتبر المهد أكبر محافظات المدينة المنورة مساحة، إذ تبلغ مساحتها الكلية (25.2) ألف كم، ويقدر عدد سكان المحافظه بـ 80 ألف نسمة، وتتبع المهد أكثر من 154 قرية وهجرة. أثبتت النظائر المشعة لمخلفات التعدين في محافظة مهد الذهب، أنها تعود لــ961 قبل الميلاد، وهذا ما يتفق مع فترة نبي الله الملك سليمان عليه السلام، وقد عُوِدَ التعدين فيها في العهد العباسي، أما البعثة العثمانية، فقد أقر خبراؤها بوجود الذهب، لكن تركوا مهمة التعدين لانهم وصفوها بالمستحيلة، في ظل انعدام المياه في المنطقة.
بالمحافظة، منجم للذهب قديم جداً، عرف في العصور القديمة بمعدن سليم، وقد استغل هذا المنجم أيضا في العهد السعودي في عهد الملك عبد العزيز، وقد افتتح المنجم بشكله الحالي في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، ومما يجدر ذكره، ان أول مصباح كهربائي أضيء في الجزيره العربية، كان في منجم مهد الذهب، وتقوم إحدى شركات التعدين حالياً بتشغيل المنجم. وتعد مدينة مهد الذهب من أشد مناطق المملكة تلوثاً بالعناصر الثقيلة، حيث أفادت الدراسات العديدة التي قامت بها جهات بحثية عدة، مثل جامعة مومريال الكندية، وجامعة الملك سعود وغيرهما، ان المهد من أشد مناطق المملكة تلوثاً بالعناصر الثقيلة، مثل الكادميوم والنحاس والرصاص والزنك والزئبق، بل ان نسب التلوث فاقت جميع المقاييس العالمية، لتصبح مصدر خطر يهدد صحة سكان المنطقة، وثبت أن مصدر التلوث هو عدم التزام الشركة صاحبة الامتياز بالمعايير البيئية المنصوص عليها في نظام البيئة.



دراستان: معدل التلوث وصل ذروته
من يبق في أرض «المهد»..يذهب إلى «اللحد»




نبقى مع «مهد الذهب»، ونبقى مع أزمة سكانه «المستعصية» منذ أكثر من ربع قرن، واستوجب دورنا الإعلامي، أن نفترض الشك فيما نشرناه بالأمس، فربما في الأمر نوع من «المُبالغة»، وربما في الموضوع تضخيم «مقصود»، فطرقنا باب العلم، لاستيضاح الأمر، واستجلاء الحقيقة، فجاءت النتيجة بتوقيع «سعودي ـ كندي»، بأن أرض المهد غير صالحة للإسكان الآدمي، وأن من يبقى فيها بعد الآن، كمن رضي بالموت المبكر، وأن من رفض مغادرتها، كمن فضل أن يصادق الأمراض الخبيثة، ويقضي حياته متنقلاً بين المستشفيات والمستوصفات لترميم جسده من آثار الأمراض. الجانب السعودي مثله الدكتور عبدالله الفراج، الحاصل على الدكتوراة في جامعة ولاية كولورادو الأمريكية, وأحد أفراد اللجنة المشكلة لمعالجة قضية مهد الذهب، ودرس تأثير العناصر الثقيلة الناتجة عن عمليات التعدين في الولاية, على معادن أكاسيد الحديد، وخاصة الجويوثايت، والجانب الكندي، مثله جامعة مومريال، واتفقت الدراستان على أن الخطر في أرض «المهد» بلغ ذروته، وأن سكانه دفعوا جزءاً من فاتورة استخراج الذهب في أرضهم، ولا حل الآن سوى إيقاف النزيف، ولملمة الجراح ووقف تسلل الأمراض الخبيثة إلى أناس بسطاء، ليس لهم ذنب في أن باطن أرضهم عامر بالذهب..
مركز البحوث
ويقول الفراج «عندما عدت إلى المملكة، توجهت إلى إجراء بحوث ودراسات، أردت أن أربط بين ما درست في الولايات المتحدة الأمريكية، وبين دراساتي في المملكة، فقررت أن أدرس العناصر الثقيلة وسلوكها في التربة، بما يتوافق مع البيئة السعودية التي تختلف بمكونات المعادن عن البيئة الموجودة في المناطق الاخرى، وكنت أركز على قضية الكربونات والمعادن الكثيرة بالمملكة، وكيف سيكون سلوك هذه العناصر, واخترت أقدم منطقة تعدين في المملكة، وهي منجم مهد الذهب، وكانت الفكرة بالتعاون مع الدكتور محمد الوابل رئيس القسم الحالي، وبتمويل من مركز البحوث التابع لجامعة الملك سعود.
الرفض المؤدب
وتابع الفراج «بدأنا نعد العدة، وتواصلنا مع الشركة صاحبة الامتياز في المنجم، وكان تصورنا السماح لنا بأخذ عينات قريبة من المنجم وللدراسة العلمية», مضيفاً «عندما تواصلت مع الدكتور منصور المعبر مسؤول الشركة, كان همي ان يسمح لي بالدخول، وأخذ عينات من التربة, ليس من المردم، إلا أنني صدمت بالرفض المؤدب من الشركة، دون أن تنطق بكلمة «لا», رغم انني حصلت على وعد بذلك»، مستطرداً «فما كان منا، إلا أن قررنا الاطلاع على الصورة الفضائية قبل ان نذهب الى المنطقة, فتواصلنا مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، للحصول على صورة فضائية لمنطقة مهد الذهب, وفوجئنا من خلال الصور، بعدم وجود منطقة للحماية من المرادم بمنطقة مهد الذهب, وأن المرادم موجودة مباشرة في نهاية منطقة الامتياز، وبجوار الامتداد العمراني في مدينة مهد الذهب، فوجدني أذكر لزملائي في البحث أن المسألة انتهت الآن، فقد كنا نريد الاستفادة من الشركة صاحبة الامتياز، لأخذ عينات من التربة, ولكن الآن لسنا بحاجة لها».
نتائج مزعجة
ويكمل الفراج «ذهبنا لمدينة مهد الذهب وأخذنا عينات للتربة من 55 موقعاً, وحاولنا ان نركز العينات في المنطقة التي توقعنا ان يكثر فيها التلوث, وأخذنا عينات من المنطقة الغربية من المنجم حتى نقارن اثر الجبل الموجود بين المنجم والجزء الغربي منه، حيث يوجد سكن الموظفين والبوابة الرئيسية، وفي الجهة الشرقية من الجبل توجد المرادم ومدينة مهد الذهب, وبعد ذلك بسنتين ظهرت النتائج، التي آلمتنا بدرجة كبيرة، وكشفت لنا حجم الكارثة, إذ يفترض أن يكون أعلى تركيز في التربة من عنصر الرصاص 200 ملجم لكل كيلوجرام, بيد أننا وجدنا في تربة مهد الذهب أن النسبة وصلت إلى 1100 ملي, وإذا كان الزئبق يجب ألا تتجاوز نسبته في التربة 0.4 ملجرام لكل كيلو متر، فقد وجدناه 4.3 ملجرام, والأمر نفسه لعنصر الكاديوم الذي ينبغي ألا يزيد على 0.7 ملجم، فقد وجدناه 51 ملجم لكل كيلوجرام من التربة, والزنك الذي يجب ألا يتعدى 300 ملجم في التربة غير الملوثة، وجدناه 10000 ملجم لكل كيلو جرام».
غبار الجو
ويضيف الفراج «اتخذنا بعد ذلك بعض المقاييس العملية، فقارنا بين الطبقة السطحية وما تحت السطحية, فوجدنا ان السطحية يزداد فيها تركيز العناصر الثقيلة, وهذا دلالة ان التلوث بهذه العناصر اتى من غبار الجو والتركيز، يزيد كلما اقتربنا من المنجم، ويقل كلما ابتعدنا عنه», موضحاً «مثل هذا التلوث، يسمى بالتلوث النقطي, وذلك لوجود نقطة مركزية للتلوث, واستخدمنا 3 معايير دولية, وهي المعيار الاسكتلندي، الذي يقسم التربة حسب البيئة, كما استخدمنا المعيار الهولندي وكذلك الصيني, وجميع هذه المعايير أكدت أن بيئة مهد الذهب ملوثة, وبناء على هذا المقياس، تم تقسيم التربة الى 5 اقسام, فاذا كان معامل الاثراء أقل من 2، تعتبر التربة طبيعية, وإذا كانت بين 2 إلى 5، تكون هناك مشكلة في التربة, وإذا كانت أعلى من 5، تكون التربة ملوثة «معنوية», وإذا كانت أعلى من 20، تكون التربة ملوثة بدرجة كبيرة, وإذا كانت أعلى من 40 تكون التربة ملوثة جدا، وللأسف الشديد، وجدنا في تربة مهد الذهب معامل الإثراء أعلى من 40, فجميع العينات الـ55 التي أجرينا عليها بحوثنا، ثبت أنها ملوثة، إما بدرجة كبيرة، أو كبيرة جداً أو معنوية»، مؤكداً «كما ثبت أيضاً أن التركيز العالي للتلوث بالعناصر الثقيلة وصل الى مرحلة الخطورة, وبناء على نتائج الدراسات, بدأنا مخاطبة الشركة صاحبة الامتياز في المنجم، عن طريق محافظ مدينة مهد الذهب المهندس صالح الحميدان، الذي بدوره تفاعل مع ما طرحناه، وقدمه إلى إمارة المدينة المنورة، التي كونت اللجان حيث بدأت عملها منذ سنتين».
جهات رسمية
وأسفرت أعمال اللجان التي شكلت بقرار من سمو أمير منطقة المدينة المنورة، عن عدد من التوصيات، وصدر الخطاب بتنفيذ هذه التوصيات في صفر من العام 1429هـ, وقال الفراج: «تم اختياري وزميلي محمد الوابل في لجنة مراقبة البيئة لمنجم مهد الذهب, وكان أول اجتماع لنا في العام 1430هـ، وذلك بعد سنة وأشهر من القرار الاول من تكوين اللجنة»، مضيفاً أن «الأطراف المشاركة في اجتماع اللجنة الاول هي وزارة البترول والثروة المعدنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهيئة الأرصاد, ووزارة الصحة، ووزارة الشئون القروية ووزارة الزراعة والمياه، بالإضافة لإمارة المدينة المنورة، والشركة صاحبة الامتياز، ومندوبين من الجامعة الكندية لسماع ما جاء بنتائج الدراسة، وكان الهدف من الاجتماع، الاستماع لتقرير جامعة الملك سعود, وفوجئنا ونحن ندخل الاجتماع ان ممثل الجامعة الكندية موجود، ويريد عرض نتائج دراسة جامعته، وبعد اخذ ورد مع الشركة صاحبة الامتياز, وافقت على عرض الدراسة الكندية في نهاية الاجتماع, وفوجئنا أن نتائج الدراسة الكندية موافقة بالكامل مع نتائج جامعة الملك سعود»، مؤكداً أن النقاشات فيما بعد أثبتت أن «الشركة صاحبة الامتياز سمحت لباحثي الجامعة الكندية بالدخول للمنجم، ولم تسمح للباحثين السعوديين من جامعة الملك سعود بذلك».
محيط التلوث
وأعلن الدكتور الفراج أن الأضرار التي يسببها التلوث بالنسب السابقة خطيرة على البشر الموجودين في محيط التلوث، وقال: «لنأخذ على سبيل المثال الرصاص، الموجود بنسبة تركيز 1100 لكل ملجم في عينات مأخوذة من ملاعب أطفال في مهد الذهب, وثبت أنه يسبب مشاكل في السمع وصعوبات في تعلم الاطفال والتشنجات, وايضاً اليورانيوم المستخدم في عملية التعدين، سرعان ما يتحول الى غاز مسرطن، ويسبب مشاكل في البلعوم، والكادميوم مرتبط بأمراض الفشل الكلوي».
الجهاز التنفسي
ويؤكد الفراج أن هناك أوجه تلوث أخرى، لم تدرس حتى الآن، مثل النظائر المشعة والغازات السامة، وهي لم تُدرس, كغاز كبريتيت الهيدروجين، الذي يسبب مشاكل بالجيوب الانفية, والخطورة تكمن في الغبار، لأن التلوث مركز فيه», موضحاً أن الغبار «ينقسم الى 3 اقسام؛ الهواء الذي يحمل الغبار الى حجم 60 ميكرون (الميكرون هو وحدة قياس وهو جزء من مليون متر)، والأقل من 10 ميكرون، ويذهب إلى الجهاز التنفسي، وأقل من 2 ميكرون، وينتقل هذا الى الاغشية الداخلية للانسان, من 2 الى 10 ميكرون تبقى في الجهاز التنفسي دون ان تدخل الى الاغشية الداخلية، ومن 10 الى 60 ميكرون، يذهب الى الجهاز الهضمي, وهنا تبدأ مشكلة أخرى خاصة بالأطفال، لأن جهاز الامتصاص عندهم نشط جداً، فيمتص هذه العناصر ويحولها من عنصر موجود داخل معدن في التربة، إلى عنصر منفرد، فينتقل للدم، ويؤثر بالتالي على الاجهزة المختلفة، مثل الكلى والجهاز العصبي والسمع والبصر وقدرات الانسان العقلية وله علاقة بمرض التوحد»، موضحاً أن «الشركة لا تهتم بهذه الجوانب، لدرجة أن شخصاً اتصل بي، مصاب بالفشل الكلوي، لأنه كان يعمل في المنجم، وأخبرني أن زميلا له، توفي جراء إصابته بالسرطان والفشل الكلوي، وكانا يعملان سوياً بالمنجم منذ العام 2002م. وأن الشركة أجبرت صديقه على تقديم الاستقالة، براتب تقاعدي، لا يتجاوز 1700 ريال».
النظام البيئي
وبين الفراج أن المشكلة تكمن في أن الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة ايدت الشركة صاحبة الامتياز في تحفظها على نتائج الدراسات العلمية، وقال: «ليس كل ما يُعلم يقال, فنحن نلتزم فقط بنتائج الدراسات وما رأيناه خلال المناقشات يقول ان الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة، وافقت على وصف تربة مهد الذهب بأنها ملوثة بدرجات عالية، ووقع ممثلها على هذا المحضر، ثم تحفظت عليه فيما بعد». ورأى الفراج أن الحل الوحيد، هو تطبيق «النظام البيئي السعودي بتعليماته وتوصياته، في إدارة منجم مهد الذهب»، مؤكداً «نحن لا يوجد عندنا عجز في الأنظمة، ولكن يوجد عجز في التطبيق، والشركة صاحبة الامتياز، يطبق عليها القانون البيئى من عام 1428 وهذا ما استندنا اليه في هذه القضية».



جريدة اليوم
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML