حملة تشويه ضد المواطنين البحرينيين الشيعة يشارك فيها ولي العهد البحرين

محروم.كوم · #1 06-11-2010, 01:19 AM

مركز البحرين لحقوق الإنسان

حملة تشويه ضد المواطنين البحرينيين الشيعة يشارك فيها ولي العهد البحريني وسفيرة البحرين في واشنطن

نظام الحكم في البحرين يكرس نفسه كنموذج "لنظام الفصل والتمييز الطائفي"

ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد الخليفة

10 يونيو 2010

يساور مركز البحرين لحقوق الإنسان القلق والانزعاج الشديدين جراء حملة التزوير والتشويه والتحريض على الكراهية التي تقودها المؤسسة الحاكمة في خارج البلاد خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية. وتقود هذه الحملة السفارة البحرينية في واشنطن وقد شارك فيها الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي* ‬العهد البحريني واستهدفت الحملة التشويه والازدراء بالطائفة الشيعية ومعتقداتها متهمة هذه الشريحة المهمة والمكون الاساسي من مكونات المجتمع البحريني بالجهل والتخلف والولاء للخارج.

ففي حفل استقبال أقامته السفارة البحرين في واشنطن على شرف إحدى المنظمات العربية الأمريكية[1] بالولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 4 يونيو 2010، اعتصم [2] مجموعة من البحرينيين المقيمين في الولايات المتحدة وبعض المناصرين لقضايا حقوق الإنسان في البحرين خارج مقر السفارة [3] وذلك بدعوة من إحدى الجمعيات الأمريكية [4] احتجاجا على سياسة السلطات البحرينية في التمييز الطائفي والتجنيس السياسي وتغير النسيج الاجتماعي واستمرار جرائم التعذيب في السجون البحرينية وسياسة خلق الشقاق الطائفي بين المواطنين من السنة والشيعة . وأدت هذه التظاهرة إلى تساؤل الكثير من المشاركين في حفل السفارة عن حقيقة ما يدعيه ويطالب به هؤلاء المحتجين، خصوصا أن المدعوين في الحفل ينتمون إلى مؤسسة تنشط ضد التمييز في الولايات المتحدة .

التجمع الاحتجاجي خارج السفارة البحرينية في واشنطون

وبسبب الإرباك الناتج عن تلك الاحتجاجات وتساؤلات ضيوف السفارة حول ما يجري بالخارج ألغت السفيرة البحرينية في واشنطن السيدة هدى عزرا نونو كلمتها المزمع إلقائها في الحفل، وتم استبدالها بمنشور من ورقتين [5] تم توزيعه على المشاركين يحتوي ردود السفارة البحرينية على ما يدعيه المعتصمون خارج السفارة. وقام أحد موظفي السفارة ويدعى خالد الجلاهمة بتوزيع ذلك المنشور على المشاركين في الاحتفال. ما يثير الانزعاج والقلق هو ما ورد في المنشور والذي حوى الكثير من المغالطات والتزوير الخطير للحقائق والتشويه المتعمد لصورة سكان البحرين وخصوصا أبناء الطائفة الشيعية.

صور من المنشورين الذين وزعتهما السفيرة السيدة هدى نونو (اضغط على الصورة لإستعراض الحجم الأصلي)

ومن المغالطات التي ساقها المنشور المسيء ما يلي:
1- في إشارة ونفي لحقيقة أن الشيعة هم أغلبية السكان في البحرين ذكر المنشور في انه لا يوجد إحصاء رسمي يشمل الطائفة – (وهذه المعلومة تتناقض مع ما يسرده المنشور لاحقا في حجم أبناء الشيعة بالمؤسسات المختلفة).
2- أن غالبية أعضاء مجلسي الشورى والنواب هم من أبناء الطائفة الشيعية (والحال ان الشيعة ليسوا أغلبية [6] في المجلس المذكور، بالرغم من انهم معينون بناء على ولائهم للمؤسسة الحاكمة).
3- أن غالبية العاملين في وزارة الداخلية هم من أبناء الطائفة الشيعية كما إنهم الغالبية في عدة وزارات حكومية منها وزارة الخارجية والتربية والتعليم (في حين يشير التقرير الإحصائي لمركز البحرين لحقوق الإنسان إلى تراجع نسبة الشيعة في المناصب العليا بالدولة إلى 13% وهذه النسبة تتدنى في الوزارات السيادية إلى اقل من 2% كما هي وزارة الداخلية [7]) .
4- أن غالبية من يتم تجنيسهم هم من أبناء الطائفة الشيعة (والحقيقة ان السلطات قد منحت الجنسية المستحقة - وفقا لقانون الجنسية البحريني ووفقا لمقتضيات القانون الدولي لحقوق الانسان - لعدة مئات من الاسر الشيعية المحرومة من الجنسية ، ولكنها قامت باستغلال سلطات استثنائية منحتها السلطة الحاكمة للملك بتجنيس عشرات الآلاف من الأجانب من غير الشيعة من اجل تغيير التركيبة السكانية الطائفية في البلاد خدمة لاغراض ومصالح سياسية) .
5- أن البعثات التعليمية في البحرين تعتمد على التنافسية وليس الطائفية وان غالبية هذه البعثات التعليمية يحصدها أبناء الشيعة ( وهذا يتناقض تماما مع الحقيقة وهي حرمان ابناء الطائفة الشيعية من الحق المتساوي في الحصول على البعثات خصوصا في التخصصات المهمة والبلدان الغربية، بل أن الحكومة حاولت مؤخرا أن تتدخل في اختيار بعثات السفارة الأميركية والأوربية بمعايير طائفية [8]).
6- بعض الجماعات الشيعة في البحرين لها صلات بإيران- لكن الان وبما إن هناك اصطفاف دولي ضد النظام الإيراني قامت هذه الجماعات بإخفاء هذه الصلات بربط نفسها مع العراق (وهي اتهامات باطلة لم تستطع الحكومة تقديم اي دليل عليها بل ان الحكومة تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وثيقة بالحكومة الايرانية).
7- تساءل المنشور في إشارة لأهالي القرى البحرينية، كيف تتعامل مع أناس تحرق الإطارات والمدارس وتقطع الطرق (كان من الأولى هو البحث عن اسباب الاحتجاجات المستمرة والمتصاعدة في هذه القرى ووسائل معالجتها ضمن اطار حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية).
8- إن أسباب تدنى المستوى المعيشي [9] والفقر[10] في القرى البحرينية يرجع لحجم أسرهم الكبيرة المكونة من 12 فردا، والناتج عن جهلهم الاجتماعي والزواج المبكر وتعدد الزوجات، والاعتقاد المذهبي الخاص بهم الذي يعتقد بضرورة إكثار عدد أفراد الأسرة، والذي هو سبب حصولهم على وظائف متدنية ( إن معدلات الأسرة البحرينية نادرا ما تتجاوز الخمسة أفراد وقد اثبت تقرير مركز البحرين لحقوق الانسان الاحصائي بأن نسبة المتفوقين في المدارس والجامعات البحرينية تتناسب مع نسبتهم من مجموع السكان) .
9- ان تكلفة التعليم الجامعي في البحرين اقل من 300 $ في العام وانه لا يوجد احد دون سكن في البحرين (هذه التكلفة هي في جامعة البحرين التي لا تستوعب الا نسبة صغيرة من المتخرجين في حين ان تكلفة الجامعات الخاصة عالية جدا وتفوق هذا المبلغ بعشرات المرات، ولا يتمكن منها اصحاب الدخول المتدنية او المتوسط. كما ان احصائيات الحكومة نفسها تشير الى وجود 60 الف عائلة ينتظرون القروض السكنية لمدد تصل الى 18 عام).

المشاركون أثناء مغادرتهم حفل السفارة حاملين في أيديهم المنشور(المسيء للشيعة)

إن مركز البحرين لحقوق الإنسان يأسف لهذا السرد المضلل للواقع أو الحقيقة و لهذا الخطاب التحريضي الطائفي ضد سكان البلاد من أبناء الطائفة الشيعية، والدعوة الصريحة على كراهيتهم والحط من كرامتهم ومعتقداتهم في هذه الحملة التي تقودها سفارة البحرين في واشنطن ، والتي يفترض فيها التمثيل الوطني لكافة البحرينيين بمختلف طوائفهم أو أصولهم الاثنية وهي السفارة التي لا يوجد بها اي شخص من أصول شيعية، ويعتقد المركز بأن هذه الحملة تأتي هروبا من التساؤلات وموارد القلق التي تثيرها المنظمات الدولية عن الوضع الحقوقي المتدهور والتمييز الطائفي الممنهج في البحرين.
ومما يزيد من درجة جدية وخطورة هذه الحملة هو مشاركة ولي العهد البحريني فيها وهو الرجل الثاني في أعلى هرم نظام الحكم وهو الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى الخليفة وتبنيه نفس الخطاب التحريضي خصوصا في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 20 مايو 2010 وهي الزيارة التي تلت جلسة الاستماع التي عقدت بتاريخ 27 ابريل 2010 في مبنى الكونجرس الأمريكي حول أوضاع حقوق الإنسان في البحرين. حيث التقى بنائب الرئيس الأمريكي [11] ووزير الدفاع [12] والمستشار الأمني للرئيس الأمريكي . والتقى كذلك بمجموعة من أعضاء الكونجرس الذين رعوا أو شاركوا في " جلسة الاستماع " التي ناقشت ملف التعذيب في البحرين [13] وخصوصا تقرير التعذيب يبعث من جديد [14] الذي أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش وهم الأعضاء الذين كانوا قد حثوا الحكومة الأمريكية على الاستفادة من العلاقة المتميزة مع حكومة البحرين لتقديم النصح لها من اجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان. وكانت رسالة ولي العهد والوفد المرافق معه لأولئك الأعضاء هو الإيحاء بان "الشيعة يطمعون للاستحواذ على الحكم في البحرين وان وصولهم للحكم هو خطر على المصالح الأمريكية في المنطقة وأن سقوط البحرين التي تعتبر البوابة لبقية الخليج العربي هو سقوط الخليج بيد إيران حيث أن الشيعة ولائهم إلى إيران وليس لدولهم" . ونفس الخطاب المستخدم لولي العهد تم إيصاله لبعض الدول الغربية أو إلى سفاراتها في البحرين والمنطقة، وكذلك دول الخليج الأخرى من اجل تبرير احتجاجات الناس المستمرة في البحرين جراء السياسات الخاطئة لنظام الحكم خصوصا مند مجيئي جلالة الملك حمد بن عيسى الخليفة. وتعبر هذه الحملة المنظمة لتشويه صورة الشيعة وتخوينهم وربطهم بإيران عن الوضع المتردي ومستوى العلاقة السيئ بين المؤسسة الحاكمة مع سكان البلاد.
وعلق رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب على هذه التطورات قائلا " انه من المؤسف وصول العلاقة بين المؤسسة الحاكمة وأبناء البلاد إلى هذا المستوى من التدهور، وبات من الواضح لكافة سكان البحرين من أبناء الطائفة الشيعية أن المؤسسة الحاكمة تستهدفهم وتعمل على عزلهم على جميع الأصعدة الثقافية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والمعيشية، وتسعى اضافة لذلك الى تشويه سمعتهم في الخارج. وما يثير الاستغراب هو إن المؤسسة الحاكمة وفي الوقت التي ترتكب فيه هذه الممارسات الطائفية والعنصرية تجدها تتساءل عن سبب عدم ثقة و ولاء المواطنين لها " وأضاف رجب " انه من المعروف إن الولاء واحترام الأنظمة الحاكمة لا يعطى مجانا وإنما مقرونا بإعطاء الناس حقوقهم واحترام كرامتهم الإنسانية وهو الأمر المفقود هنا "
وتسعى السلطات البحرينية التي تنتهج سياسة تمييز وعزل ضد السكان من أبناء الطائفة الشيعية في تحسين صورتها أمام العالم الخارجي. فقد أبرمت عقدا مع جماعة الضغط الأمريكية المعروفة (باتون بوغز ) المتخصصة في مجال الضغط والعلاقات العامة من اجل تحسين صورتها في الولايات المتحدة الأمريكية [15] خصوصا بعد ورود اسمها كمنتهك لحقوق الانسان في الكثير من التقارير الدولية وافتضاح أمر سياستها القائمة على عزل وتجهيل وإفقار مواطنيها وخصوصا أبناء الطائفة الشيعية .

لذا يرى مركز البحرين لحقوق الإنسان التالي :
1. الوقف الفوري لحملة تشويه السمعة التي تقودها السلطة ويشارك فيها ولي عهد البحرين والسفارة البحرينية في واشنطون ضد الطائفة الشيعية.
2. وقف التشكيك في ولاء سكان البلاد الأصلين لأرضهم والتوقف عن الزج باسم إيران في خلافات سياسية داخلية.
3. التحقيق المحايد والنزيه والشفاف في حقيقة وجود سياسات منظمة تقوم بها المؤسسة الحاكمة ضد ابناء الوطن من المنتمين الى الطائفة الشيعية، ومن ذلك تقارير منظمات حقوق الانسان الوطنية والدولية بهذا الشأن، وماجاء في تقرير مستشار الحكومة السابق د. صلاح البندر.

4. اطلاق مشروع لإصلاح الأضرار الواقعة بالأفراد والمجموعات والمناطق الذين تعرضوا لسياسة التمييز والتهميش في جميع الاصعدة بسبب انتمائهم المذهبي.
----
[1]المنظمة العربية الأمريكية ضد التمييز
[2]فيديو المظاهرة والاحتجاج
[3] صور الاعتصام خارج السفارة البحرينية
[4] جمعية أمريكيون من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين
[5] الورقة الأولى من المنشور و الورقة الثانية من المنشور
[6]يمثل الشيعة ثلثي سكان البحرين إلا إنهم يمثلوا 17 نائب من أصل 40 نائب وذلك بسبب التوزيع غير العادل للدوائر الانتخابية ، وفي المجلس المعين 19 نائب من اصل 40 نائب أي 48% ، انظر تقرير مركز البحرين لحقوق الإنسان 2008
[7] الأمريكي تقرير مركز البحرين لحقوق الانسان حيث شارك في ندوة الكونجرس
[8] جاء في تقرير التمييز لمركز حقوق الانسان لسنة 2008 ان 70% من المتفوقين في المدارس الحكومية هم من الطائفة الشيعية
[9]تقرير قناة الجزيرة عن الفقر في البحرين مايو 2010
[10]
[11] خبر لقاء نائب الرئيس الامريكي وكالة بنا البحرينية
[12] خبر اللقاء بوزير الدفاع وكالة بنا البحرينية
[13] ملخص ندوة التعذيب
[14] نص التقرير
[15] السلطات البحرينية تبرم عقدا مع جماعات ضغط أمريكية لتلافي الشجب على سياساتها في التمييز الطائفي

للتواصل مع مركز البحرين لحقوق الإنسان:

البريد الإلكتوني: [email protected]

الفاكس: (973) 17795170
للإتصال : 39633399
الموقع الإلكتروني:www.bahrainrights.org

__DEFINE_LIKE_SHARE__