القياده بين التقديس الاعمى والانتقاد التسقيطي

محروم.كوم · #1 06-09-2010, 10:03 AM

بسم الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
ابدأ بحديث الامام وسيد الحكماء علي بن ابي طالب (ع) : (انظر لما قيل ولا تنظر لمن قال)
على هذا الاساس سوف ابدأ حديثي..
ومن منطلق هذه الآيه (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) ) سورة الفتح - سورة 48 - آية 29

اتمنى من الاخوة ان نتناقش بهدوء ونتحدث بموضوعية ونحترم بعضنا البعض حتى لو اختلفنا ومن لا يحمل هذه الروح اتمنى ان لا يضيع وقته ووقت الاخرين ...
العنوان... ( القياده بين التقديس الاعمى والانتقاد التسقيطي )
عندما نتحدث اليوم عن القياده فنحن نتحدث عن اربعة انواع من الناس
النوع الاول / يقدس مواقف القياده بحيث لا يناقش ولا ينتقد ولا يقترح ولا يحاسب القياده وكأنها معصومه بل ولا يعرض ما يقال على عقله، ينفذ ما يقال فقط ويهاجم كل من يختلف معه او من ينتقد مواقفه ويعتبرهم اعداء اكثر من العدو الحقيقي .

النوع الثاني / يعتبر القياده شخص عادي جدا معرض دائما للخطأ ويجب محاسبته وتعنيفه بل ومخالفته اذا لم يقتنع او يستصيغها عقله !وربما يقوم بمهاجمتها وتسقيطها بحجة نقدها حتى تنزل عند رغبته ، وعلى القياده ان ترجع له في كل صغيره وكبيره أو يفارقها.

النوع الثالث / لا يؤمن حالياً بوجود قياده قادره قويه متماسكه تستطيع ان تخلف الشهيد المجاهد الشيخ الجمري الذي احتضنى الجميع وستمع للجميع ويعلن بكل شفافيه مواقفه للجميع ، حيث لم يسلم (رحمة الله عليه) من التسقيط بعد ظهوره على الشاشه مع الملك .
النوع الارابع / وهو النوع المطلوب لللجماهير ولكن لا نجده الا نادرا جدا بينهم
فالذلك اصبح الناس في شتات وضياع ،ونحرف مفهوم القيادة والانقياد الحقيقي الاصيل الهادف عند الكثيرين، واستطاعة السلطه ان تخترق الناس واستطاعة ان تفرقهم، خصوصا عندما دخلت من المداخل الدينيه المتشدده والمواقف السياسيه والحزبيه المتصلبه والامور الاجتماعيه والمعيشيه ...

وخلقت هذه الاختراقات الفوضويه للجهاز البوليسي المخابراتي حالات كثيره جدا بين الناس واعرض منها حالتين هما جمعية الوفاق وتيار الممانعه.

الحالة الاولى (الوفاق): فقد ابتليت الوفاق بنوعين من الناس.
النوع الاول: الذين يقدسون مواقفها وتحركاتها بحيث اصبحت المواقف التي تعترف الجمعية نفسها بأنها أخطئة ، يقوم هؤلاء بتبريرها بل وتحويلها لمواقف صحيحه وغاية في الدقة والحكمة.
النوع الثاني: الذين يطمعون في مواقع ومناصب وكراسي وفاقيه معينه يتلصقون ويطبلون للجمعية ويتطرفون في الدفاع الاعمى والمستميت ،وعندما لا يحصلون على مآربهم تراهم يبتعدون ويتهجمون بل ويحاربونها في المجالس وشبكات الانترنت ويتقولون عليها ويسقطون قيادتها.

الحالة الثانية (الممانعه): والناس فيها ثلاثة انواع.
النوع الاول: الذين يحضرون مجالس قياديي التيار ويصرحون ويعلنون ويرفعون الاصوات من اجل فرض وجهات نظر معينه ويوجهونها والبعض منهم يريد مواقف تصعيديه متصلبه يعتبرها ثوريه وفي حالة تعرض هذا التيار وجماهيره المقربين للقبضه الامنيه والاعتقالات لا ترى لهؤلاء وجودً تماما.

النوع الثاني: الذين يعتبرون تيار الممانعه انهم قياده ومنهج للعمل السياسي تراهم في اقل المواقف والدعوات لا يلتزمون بها، بحجة انها مواقف ضعيفه ركيكة الطرح وغير واقعيه على حسب تقديرهم وفهمه! وكل هذا تحت مسمى القناعة الشخصية، ومثالا على ذلك عندما اصدر التيار بيان الترشيد ودعى الى اطروحة التكامل واعلن رفضه لاستخدام الملتوف، قامة القيامه عليهم والبعض قالها بكل صراحه (هذا فراقٌ بين وبينهم)! وكأن التيار وقياديه اناس لا يفقهون بالسياسة شيء أو انهم ضعفاء او تمارس ضدهم ضغوط .

النوع الثالث: الذين يمطرون التيار بوابل من الانتقادات في كل خطوة وامراً ونصيحة، الى درجة الاستنقاص والتصغير من قدرات القيادة واسقاط هيبتها وتقليل احترامها، واحيانا اخرى الى التسقيط واتهامها بالخنوع والانبطاح.

إذن هناك مشكلة في الحالتين من حيث تقديس القياده ومن ناحية التسقيط للقياده ولكل فرد تبريرهُ لما يفعل
ولكلت الحالتين سببها في وجهة نظري هي القياده نفسها ...

فعند الوفاق لم تُعود جماهيرها على الصراحه بل وفي بعض الامور لم تعطي المجال للانتقاد المباشر ولم تكن واضحه معهم ولم تكن مكاشفه بالمستوى المطلوب مما ادى لاعطاء الضوء الاخضر لمثل هذا النوع من التقديس والتصلب بأن يستمر ، وهي نوعا ما قويه في الحد من ابعاد المتسلقين المتمصلحين وحرمانهم من الحصول على منافعهم الدنيويه

وعند تيار الممانعه ...هو من زرع وبنا على اساس ان تبدي الجماهير نقدها و رائيها ( حتى ولو لم يكن ذو اختصاص او اطلاع ) مما اعطى بعض هؤلاء الحق الكامل في ادخال نفسه بعلم ومن دون علم، بأنهم يجب ان ينتقدون بمناسبه ومن دون مناسبه ، في الصغيره أو الكبيره وصارت التسقيطات والهجمات بأسم النقد وبأسم الراي الشخصي ...

النتيجه : على القيادات ان يعيدو هذه الحسابات ويستئصلوا هذا الورم المعدي للاجيال و ان يحدو على اقل التقاديرمن هذه الانواع فبعضها مرضيه وبعضها وجود غير صحي تماما حيث تجر وراءها من الويلات والنكبات التي سوف تفشل وتنهي العمل السياسي النافع والناجح الذي يقود الامة للنصر المأزر والنجاح الكبير والفوز برضا الله سبحانه وتعالى بالدرجه الاولى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) سورة الرعد - سورة 13 - آية 11

والحمدلله رب العالمين
مع خالص الشكر والتقدير
اخوكم وتلميذكم/ الوديع __DEFINE_LIKE_SHARE__