|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
المشيمع.. الإمام الخميني أعاد للإسلام روحه وحركيته ودوره الرائد في الحياة تغطية خطبة المشيمع في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول بعد صلاة العشاءين – ليلة السبت من كل أسبوع ( 20 جمادى الثانية 1431 هجريَّة ) ليلة السبت – الموافق 4/6/2010م ![]() أكد فضيلة الأستاذ حسن المشيمع في خطبته بجامع الإمام الصادق عليه السلام بمنطقة القفول بالعاصمة المنامة - وبمناسبة ذكرى رحيل مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام المجدِّد السيِّد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه - على أنَّ الإمام الراحل كان رجلا مبدئياً وصاحب خطاب ثوري وأنه استطاع تحريك المضامين القرآنية التي جاء بها الإسلام وحوَّلها إلى واقع عملي. وقال المشيمع: أود هذه الليلة وخاصة أننا نعيش هذه الأيام ذكرى رحيل المجدد السيد الراحل رضوان الله عليه أن أسلط الضوء ولو بصورة موجزة عما نفهمه ونستوعبه ونعيه من سيرة هذا المجدد المرتبطة بالعزة والكرامة لأنه الشيء المؤسف جدا أن تناولنا لشخصية السيد الإمام في كل الذكريات والمناسبات أكثرها نظرية لا تغني ولا تسمن من جوع وكأنه رضوان الله عليه جاء ليقدم نظريات فقهية و أصولية لطلبة العلوم الدينية، هناك برامج ولكنها مجرد أفكار أما الجانب العملي في حركة الإمام فهو أمر مغفولٌ عنه تماما. إنَّ تلك الأفكار النظرية مهما كانت خلاقة وكان فيها إبداع إذا لم تلامس الجانب العملي وتتغلغل وتحرك الشعوب فهذا يعني أن فهمنا لحركة الإمام الخميني كان فهماً خاطئا. الكرامة والعزة عنوان قرآنيٌّ إسلامي..وأوضح أن القيمة والمضمون الحقيقي للعبادات في الإسلام تكون عندما تحدث تغييراً في الساحة الاجتماعية والسياسية وإلا فإنها تبقى ممارسات شكلية وكما عبر الشهيد الصدر في كتاباته عن هذا المعنى بمفهوم الإسلام النظري. وأضاف: الإسلام ليس حالة انفصالية وابتعاداً عن الحياة العامة واستغراقاً شخصياً مع الله سبحانه وتعالى، الإسلام هي هذه الروح المتوثبة، المتحركة، الثائرة، المتغيرة. وتابع: لقد استطاع الإمام الخميني أن ينقل الإسلام النظري إلى إسلام عملي، في ذلك الوقت كان دور المساجد ينحصر في أداء الصلاة والعبادة فقط والأحاديث التي كانت تلقى فيها تنصب على الأمور الفقهية فلم تكن المساجد والمآتم الأحاديث في الشأن العام والأمور السياسية بهذه الصورة التي نراها اليوم إلا بعد ثورة الإمام الخميني الراحل؛ لأنه أعطى الإسلام الروح العملية وحوَّل الإسلام النظري إلى ميدان عملي كامل في كل الأبعاد التي أرادها لله للكائن البشري. فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون الإسلام هو الرائد في عملية التغيير والتطوير وعملية الجهاد والنضال. أكد المشيمع أن عنوان الكرامة والعزة هو عنوان قرآني إسلامي، وأن الإسلام اهتمَّ بالجوانب الحقوقية وأكد عليها قبل الثورة الفرنسية وغيرها من مواثيق حقوق الإنسان بمئات السنين. مضيفا أنَّ الله سبحانه وتعالى أراد للبشر أن تكون لهم الكرامة من خلال محاربة كافة أشكال الظلم والفساد لتأسيس المجتمع العادل. وقال: إنَّ الإمام الخميني لأنه بَصُرَ وأدركَ هذا الإسلام ووعاه..لم يكن همه تدريس فقه وفلسفة بل سخَّر كل هذه العلوم من أجل بناء الإنسان الثائر والمغيِّر والرافض للظلم بكل ما يستطيع وبكل ما يمتلك من أدوات. ولفت إلى أن تميّز الإمام الخميني ليس من جهة نظرياته التي كان يطرحها بل لأنه أحدث نقلة نوعية وحرَّك ثقافة الثورة بكل معناها وغيَّر مساحة الصراع (مع المستكبرين) وجاء بالعناوين الإسلامية الواضحة، و ركَّز الإمام الراحل على عنوان المستضعفين في مقابل المستكبرين وهذا يعني أنَّ هناك صراعا، وهو صراعٌ دائمٌ بين المستكبرين والمستضعفين الذين تسعى تلك الدول الظالمة والمستكبرة والحكام المجرمين من أجل النيل من كرامتهم وحريتهم. وأضاف: هذا هو المشهد الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وآله الذي فسح مجالات للتضحية وأوجد ثقافة الشهادة في بداية الإسلام من أجل التحرُّر والكرامة الحقيقية. وأكد أنَّ الإمام الخميني أراد أن يحرِّك هذه المضامين المعنوية إلى ثقافة شعبوية ثورية عمليّة مغيِّرة؛ لذلك نجد أنَّ خطابات الإمام الراحل جاءت بأسلوب واضح ومبسط بعيداً عن العبارات الغامضة والمعقَّدة وكان يستخدم الألفاظ المعبِّرة عن حقيقة الصراع ويتحدث بمستوى الناس لكي تتبدل الثقافة الخاطئة السائدة في المجتمع. الوحدة في فكر الإمام الخميني هي مشروع متكامل..أكد المشيمع أن الإمام الخميني طرح مفهوم الوحدة التي تنطلق من خلال مشروع متكامل يتوافق عليه الجميع ويتحركون من أجله وكان يقول بأن الاختلافات ليست مشكلة في حدِّ ذاتها لكنه كان يشدد على أن تكون هذه الاختلافات من أجل الانتصار لله وقيم السماء وكرامة الإنسان وليس من أجل الانتصار لجماعة معينة أو حزب. وعلَّق المشيمع بقوله: قد نختلف في الأساليب ولكن يكون لدينا تصور مشترك وليس محاولة تمزيق بعضنا وإيجاد الإختلاف كما حدث في خروج ثلاث مسيرات (لدعم فلسطين ورفض الحصار على غزة) فهو أمرٌ سلبي وليس إيجابي، بحيث تتحول القضايا من قضايا لخدمة الوطن والإنسانية إلى قضايا خلافات حزبية. خطاب السيد الإمام الخميني، خطابٌ حركيٌّ ثوريّ..بيَّن المشيمع أنه بالإضافة إلى أنَّ خطابات الإمام الخميني امتازت بالثورية والحركية فهو قد حرَّك الناس من خلال إخلاصه وخطابه الثوري، لقد كان خطابه خطاباً تغييرياً يحرِّك الإنسان من أجل أن يستنهضه ليخلق فيه الرفض والثورة وليس الاستسلام والقبول بالأمر الواقع وخلق التبريرات لذلك، الإمام كان يرفض هذا النَّفَس. وقال: إنَّ الإمام الخميني كان يصرُّ على أولئك الذين ارتكبوا أخطاء تجاه الشعوب لا سيما من هم في المناصب الرسمية والقيادية بأنَّ عليهم أن يعترفوا بأخطائهم، إذا ارتكبت خطأ واعترفت سينتقدني الناس لكنهم سيقدرون هذه الصراحة وتكون منقذة للشعوب بدل الإستغراق في الضعف والإنهيار المستمر وتمضي السنوات ونكرِّر الخطأ لأننا لا نريد الاعتراف به، نحن بين أن يستمر الضعف في مقابل عدم الإعتراف بالأخطاء أو أن نعترف ونعوِّض عما فات. وأضاف: كل الحكام والظلمة لم يعترفوا أنهم أخطؤوا في يوم من الأيام، هل وجدتم أحدهم يعترف، خصوصا الحكام العرب لا يعترفون بخيبتهم وفشلهم. الإمام الخميني ركز مفهوماً لدى الناس وهو أنَّ العلماء ليسوا على درجة واحدة فهو في الوقت الذي يؤيد فيه الإلتفاف حول العلماء العاملين المضحِّين المخلصين الذين يحملون الرسالة وهموم الأمة وأولئك الذين يدافعون عن الأمة والمستعدون للتضحية يحذر من العلماء الذين يبتعدون عن المواجهة وتحمل المسئولية بحجج ومبررات مختلفة. لقد كان الإمام الخميني رجلاً مبدئياً لم يكن على استعداد أن يتنازل عن مبادئه بعنوان الواقعية وغيرها، فحين تقبل بشروط الطرف الآخر فهذا ضعف وليس قوة. هل عاش الشهيد الصدر رضوان الله عليه في وضع جيد؟ كان الشهيد الصدر يعرف أنه سيتعرض للتعذيب ويستشهد ولكنه أصرَّ على قول الحقيقة وأن يكون استشهاده سبباً لتهيئة بوادر التغيير والحركة في أوساط الشعب العراقي ولم يقبل بظلم وفساد وتضخُّم وتكبُّر صدَّام. العلماء العاملون هم علماء الثورة والحركة والتغيير لا أن يبرروا للناس كل موقف ليبقى خالياً من الحركة. إنَّ خطاب التبرير والضعف يخلق حالة من السبات ومن موت الإرادة كالتي حدثت في عهد الإمام الحسين عليه السلام حيث كان الناس يعرفون من هو يزيد وماذا يمثل لكنهم لم يكونوا مستعدين للتضحية من أجل التغيير. كان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُم ـ قوم معاوية ـ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ، وَالأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ، فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا، وَقُلْبَهَا، وَقَلائِدَهَا وَرُعُثَهَا، مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالإسْتِرْجَاعِ وَالإسْتِرْحَامِ، فَلَوْ أَنَّ امْرَءاً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً. نهج البلاغة: من الخطبة رقم 27. أهمية ودور الثقافة الثورية وتفعيل الشعارات.. أعتقد أنه لا بدَّ أن نعيد تقييم خطاباتنا، اعتداء على الحرمات والنساء والأطفال والمساجد والمآتم، فضلا عن الاعتداءات على الأراضي ونهبها وسرقة المليارات من أموال الشعب والتآمر عليه بأسلوب قلَّ نظيره في العالم مع ذلك وجدنا ردات الفعل لم تكن متناسبة مع كل ما حدث. الإمام الراحل تميزه هو هذا، خطابه كان ملائما ومتزامنا مع طبيعة وحجم التحديات، كان خطابه متصاعداً ومتوائماً مع الأحداث فكلما زاد الطرف الآخر ظلما وعتوا زاد الإمام قوة في طرحه، كان الإمام الخميني هذا الدور ليخلق الشجاعة والقوة لدى الناس. يقول جلّ وعلا: { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } الأحزاب : 39. وأضاف: عندما لم يعترف الشاه بأخطائه واستخدم العنف بدأت وتيرة الخطاب لدى السيد الإمام ترتفع وبعد سقوط الشهداء أصرَّ الإمام الخميني على المطالبة برحيل الشاه. لقد أبدى الشاه لاحقا استعداده أن تكون الملكية دستورية، لكن الإمام قال: على الشاه أن يرحل. أشار المشيمع أننا اليوم بحاجة ألا نبقى نعيش أسرى الشعارات حيث كان الإمام الراحل يؤكد أن الشعارات البراقة التي لا تترجم إلى أفعال لا قيمة لها، وقال: إذا قلت شعاراً فعليك أن تنفذه، إذا رفعت شعار الكرامة عليك أن تسعى من أجل كرامتك. لذلك توجَّه الإمام الخميني في خطاباته من أجل أن يعبأ الشباب للتحرك والنضال فانطلقت الجماهير للتحرك من أجل تحقيق كرامتها واستطاع بهكذا شعب معبأ بالطاقة أن يحقق النصر بعبق الثورة الإسلامية على الرغم امتلاك الشاه للقوة العسكرية واستفاديته من الدعم الأمريكي والغربي. وأكد المشيمع أنَّ الثقافة الثورية تعني عدم التنازل عن الموقف وإذا شعر (الحاكم المستبد) أن هناك موقفاً شعبياً سيتنازل أما إذا شعر بوجود ضعف فسيستمر في موقفه الظالم والمفسد. وأضاف: أقول هذا الكلام في ظلِّ أوضاعنا المتردية يوماً بعد يوم كما تعلمون، في كل يوم نرى مقدار التخلف والرجعية التي تعيشه الحكومة التي إن لم تستفد وتأخذ العبرة من كل ما جرى فلن يحدث ذلك إلا مع حركة وثورة. في الأسبوع الفائت يصدر إيعاز من رئيس مجلس الوزراء بنصب الكاميرات في الشوارع في وقت يتم الحديث فيه عن نقص في الميزانية يقدر بمئات الملايين، وهذا دليل على أن أنهم يعيشون ضعفا كبيرا وهو اعترف في إحدى المرات أنه وراء كل الإنتهاكات و وراء كل الفساد والظلم الذي حدث ضدَّ شعب البحرين في الحقبة المنصرمة. وعلق المشيمع بقوله: هل مشاريعكم كلها عبارة عن بناء المزيد من السجون وشراء الأسلحة ونصب الكاميرات الأمنية؟ ألا يوجد مشروع يدل على أنَّ هناك عقل يعترف بوجود مشكلة يجب معالجتها؟ وأضاف المشيمع أنَّ المنطق الذي تتكلم به الحكومة هو منطق أمني وقال إنَّ البحرين اليوم تتحول إلى بلد أمنيَّة؛ فالأخبار تتحدث أنه من يريد استخراج سجل تجاري يلزمه موافقة الجهات الأمنية أولا، وهذا هو منطق الانسان العاجز الحوار. إنهم يدركون الأسباب الحقيقية وراء عدم الاستقرار، هناك فساد وانتهاكات حقيقية. الملايين التي ستنفقونها لنصب الكاميرات الأمنية والملايين التي تصرفونها على الإعلامين وتشترون بها مواقف بعض المنظمات والهيئات أليس من الأجدى أن تصرفوها لصالح الفقراء والمحتاجين من أبناء الشعب. وشدد المشيمع بالقول: إنَّ كل إنسان يعشق أرضه وتربته وبلده يتمنى لها الهدوء والإستقرار والتطور، ليس لدينا غير هذه الارض وسنظلُّ ندافعُ عنها وجزء من هذا الدفاع أن نصل لتحقيق الحرية والكرامة الحقيقية لجميع المواطنين. تقدير عواطف المواطنين واستمرار رحلة العلاج..
__DEFINE_LIKE_SHARE__
في ختام خطبته توجه المشيمع بالشكر والتقدير لعواطف الناس وتضامنهم معه بعد مرض سرطان الغدد اللمفاوية الذي ألمَّ به، وأضاف: أكثر من مرَّة قلت أنني أنحني أمام مواقفكم ومشاعركم، أرجو من الله أن يوفقني لخدمتكم. سأسافر الأحد إلى تركيا لاستكمال الفحوصات وسأعود الأربعاء وقد أضطر للسفر بين حين وآخر، شكرا لموقفكم وعواطفكم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |