|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
عبدالأمير داود قيمة أي تيّار إسلامي حضاري في حركة التاريخ و في أدبيات النهوض الإسلامي و ثقافة الانبعاث الإنساني هي بمقدار ما يحمله للأمة من نظريات و حلول و شعارات و برامج تتسم بالواقعية و الاستراتيجية و التأثير ، ومدى موائمتها مع النصوص الإسلامية ومطابقتها لحركة التحولات والمتغيرات والتّبدلات المتنوّعة من سياسة و ثقافة و فكر وعلوم إنسانية، حيث تقاس التيارات الإسلامية اليوم لدى المراقبين و الراصدين لها بمدى عصرنة واقعية و ملائمة و انسجام الاجتهادات النظرية و الشعارات المرفوعة مع الواقع بالإضافة إلى أصالة الطرح على مستوى التأصيل و مستوى قوة استدلاله وملامسته لفلسفة الفقه ومقاصد الشريعة العليا، فما كل ما يطرح من تياراتنا الإسلامية اليوم يعتبر واقعي وأصيل، وليس كل ما يطرح اليوم قريب من روح و قيم و فلسفة الشريعة، لأننا بحاجة اليوم لمعايير دقيقة في الطرح الإسلامي على مستوى الشعار و الممارسة و على مستوى الواقع والتراث، والتجديد والعصرية، حتى نقيس بها مدى جدوائية و شرعية و موائمة أيّ نظرية أو أيّ شعار يطرح، و ما نظرية “التكامل” التي طرحها تيار الوفاء الإسلامي في داحل الجسد المعارض إلا إحدى النظريات الحضارية في العمل الإسلامي وإن أخذت الصبغة السياسية؛ إلا أنها نظرية تحمل بين طيّاتها قِيَم التسامح و التلاقي و التقاطع و المشتركات، و الحوار المبني على الاعتراف بالآخر و حقّه في التعبير عن قناعاته دون تسلّط و قمع و إرهاب فكري و اجتماعي و سياسي، وهي نظرية بإمكانها أن تؤسّس لأعراف جديدة في العمل الإسلامي تصون كرامة و حقوق أيّ قوة اجتماعية في أيّ زمان، و هي نظريّة لا تحدّ بمنطقة معينة فليس لها حدود جغرافية، لأن مبدأ “التكامل” يعدّ أحد أركان و سمات المجتمعات البشرية، فوجود تكامل يعني وجود إرادة و اختيار، و وجود تكامل يعني أن هناك وجود حقيقي لممارسة حق كرامة الإنسان في التعبير و المشاركة و التفاعل دون اخترال حق الاجتهاد لدى تيّار أو فكر معين، و دون شوفينية و عنصرية و حزبية في التفكير و الاجتهاد و العمل. فوجود نظرية “التكامل” يعني وجود سلم أهلي و وحدة إسلامية جليّة لا لبس فيها، و وجود هذه النظرية يعني تلاشي كل أجواء مناخ الشحن الحزبي القاتل، و كذلك وجودها يعني وجود حب و مودة و إطار إيماني ينمو و مشتركات تقترب من بعضها البعض،أيضاً وجودها يمثل تطلعات أمة وتلاشي هموم الحزب و الفئوية، و اضمحلال الإرهاب المجتمعي، و من تلك النظرية يؤكد تيار الوفاء في طرحه الإسلامي الذي يتّسم بالواقعية و المعاصرة و الأصالة، و أن نظرية “التكامل” و التي كانت مطروحة في بشكل مقتضب في بيان الانطلاق و اليوم نراها بشكل مفصّل في المذكرة التفسيرية؛ لهو تأكيد على الأدبيات الحضارية الراقية و الخطاب الإسلامي المتوازن و الواقعي الذي يرى الواقع بعين التحوّلات ويستشرف المستقبل دون إفراط و تفريط و دون إسقاط و تسقيط و دون تجاوزِ للثوابت الإسلامية و الوطنية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستلاقى هذه النظرية أذُن واعية حتى تتحول لوقود و دافع قوي في تحريك طاولة الحوار مع المختلفين مع التيار، أم سيتم تجاوزها دون نقاش و رد و حوار و تأمّل؟؟ المصدر:http://www.ezaonline.com/?p=6925 __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |