في البداية أود أن أطلب من الأخوة الكرام عدم التحسس من الموضوع، وعدم حرف الموضوع عن مساره حيث أن الهدف ليس ضرباً لأي تيار أو جماعة، وكذلك أريد أن يرفع الجميع سابقية القبول أو الرفض، فليأخذ الكلام مجرداً ولتكن المحورية هي محورية الحق والحقيقة، ولتستثيروا عقولكم.
لقد أخذ موضوع الغطاء الشرعي أو المرجعية نصيبه الوافر من الأخذ والرد والنقاشات والمناوشات بين مختلف الأطراف السياسية في الساحة الإسلامية في البحرين، ودخل الكثيرون في مجال التسقيط و الشتيمة للآخر، ووصلت الأمور مؤخراَ إلى حد لا يطاق من القطيعة والخصام بين الفصائل المختلفة، وذلك ما لا يجب أن يكون ومن الأمور التي يأسف عليها الجميع في هذا الوطن سواء الجماهير أو الرموز والقيادات السياسية، رغم حساسية الموضوع وأهميته للواقع البحراني السياسي والإسلامي.
إلا أن الرساليون قد حسموا أمرهم منذ إنطلاقة حركتهم السياسية ومع بداية المد الإسلامي، وبقوا متمسكين بمرجعيتهم الصامدة المجاهدة، وإعتبروها جزءا لا يتجزأ من مسيرتهم وقراراتهم في كل خطوة من الخطوات، ولا بد من الإسترشاد برؤيتها ونظرتها للواقع السياسي في جميع المراحل.
إن سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دام ظله كان ولا يزال وسيبقى، ملهم الحركة الرسالية في البحرين وقائدها على طول الخط، فلن تفصله الحدود الجغرافية ولا الزمنية، وعلى الرغم من حساسية النظام القبلي في البحرين من إسمه ومن وفكره وتياره، إلا إن هذا التيار العريق لا يزال يؤكد ويصرح بأن مرجعيته هي عمامة المدرسي السوداء التي ستنير الدرب للأجيال بفكرها وبصيرتها الحية.