|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
الربط بين رؤيتي التكامل و المواجهة السياسية كثر الحديث عن رؤية التكامل التي طرحها تيار الوفاء و لم تعر رؤية المواجهة السياسية بالا لأن من طرحها ليس رمزا و لا تيارا. إلا أن الجميل في الأمر أن مهزلتي المشاركة و المقاطعة تنبه الأستاذ عبدالوهاب حسين متأخرا أنهما لا تشكلان رؤية و لا تقدمان حلا عقلائيا لمعضلة هذا الشعب مع هذا الحكم في هذه الجزيرة. المشاركة خنوع و المقاطعة هروب، فما الذي توفره رؤية المشاركة و ما الذي تقدمه رؤية المواجهة. بعد ثمان سنوات عجاف مرت على هذا البلد - يجب أن تكون لنا خبرة الأن أن المشاركة هي رؤية عقيمة مع مثل هذا النظام المفسد في الأرض. فهذا نظام لا يعامل بالمنطق لأنه لا منطق يستوعبه، و لا يعامل بالحسنى لأنه لا قيم لديه يحترمها. نمى و شب على التسلط و الغطرسة و الفهلوة، فلا تنفع معه كلمة المعروف، و لا يمكن أن يرتدع إلا بمقاومته و ردعه عن غيه. بقيت المقاطعة في ذاتها جميلة، لأنها حتما ستعريه من ملابسه الداخلية و تزيل جميع مساحيقه، فالفهلوة هذه التي يتذاكى دائما بها لن يكون لها موقع من الإعراب. و لكن هذه المقاطعة تتطلب شرطا واحدا أساس، هو الشمول - أي أن تكون مقاطعة شاملة الطير فيها لا يطير في السماء. و معنى ذلك أن تتحول المقاطعة إلى الحالة العامة من "العصيان المدني"، إما إختيارا و إما جبرا. أما إختيارا فهي حالة في عالم الأحلام كما ثبت من مشاركة فريق الدراويش - أو الدواب السائمة همها علفها - في الأربع السنوات الأولى من عمر البرلمان الكسيح، و من مشاركة فريق الإنتفاع في الأربع السنوات التالية. و كلا الفريقين لا إرادة و لا نية لهم في مواجهة النظام بأي صورة، و لذا لم يحققا شيئا أخرا غير ملئ جيوبهم و هو الهدف من مشاركتهم. و أما جبرا - فهي حالة في عالم الأحلام أيضا فليس لأهل البحرين بطنا للدخول في صراعات بينية، بعد أن دجنهم النظام ما يفوق قرنيين من الزمن، و هم شعب صغير على جزيرة صغيرة أحالها النظام إلى سجن كبير. و بذلك نصل إلى نتيجة مفادها أن المشاركة و المقاطعة هما رؤيتان مفلستان غير عمليتان و لا يمكن أن تقدما حلا عقلائيا لمعضلة أهل البحرين مع حكم بني خليفة. بعد هذه المقدمة الضرورية، فيما هو مطروح على الأرض حاليا، نأتي لمناقشة رؤية التكامل التي طرحها تيار الوفاء، و التي يقول الأستاذ عبدالوهاب أن المرجعية - السيد السستاني حفظه الله تعالى - نصح بها و وجه إليها. إذا ما فهمت هذه الرؤية على ضوء المعطيات القائمة حاليا، فإنها رؤية باهتة فاقدة للأركان تبدو أنها رغبة و ليست رؤية. و أن البيانين الذان خرجا من تيار الوفاء بعنواني الرؤية، و المذكرة التفسيرية لها، لم يزيدا في هذه الرؤية سوى المزيد من الإبهام - بحيث أصبحت تسمى "التنازل" و ليس "التكامل" في مفردات حركة حق - و الغرابة كل الغرابة لدى دكان الوفاق. أما إذا فهمت على أنها تؤسس لحالة مستقبلة غير قائمة على الأرض الأن - أي أنها الحلم الجميل - الأيام التي لم نعشها بعد - حسب تعبير ملك البحرين حمد بن عيسى - فهي رؤية جديرة بالإهتمام تعتمد أساسا على إرادة الأطراف المتبنية لها و مدى مصداقيتهم و عملهم الدؤوب المخلص فيها. أما ملك البحرين فمعلوم ألا مصداقية له، و الذئب لا يتحول حملا وديعا لأنه قال يوما أنه وديع. أما رموز تيار الوفاء فمصداقيتهم ثابتة و راسخة الأركان، فهم جديرون بأن يراهن عليهم فيها. و لكن و الرسالة قد وصلت لهم سلفا، أن رؤية التكامل هذه لن تفهم إلا بتبيان معادلة التكامل و هي 1 + 1 = 2. هذه المعادلة تحدد أن هناك دور س = 1 و دور ص = 1 - يضافان لبعضهما أي يتكاملان لينتجا نتيجة ن = 2. لا يمكن أن تفهم هذه الرؤية على أن هناك فريق س = المشاركون يتنعمون بالخيرات و همهم أكراشهم، يكملون فريق ص = المقاطعون ، حاملون أرواحهم على أكفهم يقارعون هذا النظام المتجبر. هذان الفريقان لا علاقة تربطهما ببعض و لا يمكن أن يتكاملا أبدا إلا في عالم الأحلام في جزيرة الواقواق، و نتيجة تكاملهم حتما لن تكون ن = 2، و لكنها بكل تأكيد ن = صفرا على الشمال. على تيار الوفاء إذا ، أن يقدم شرحا لم يقدمه لهذه المعادلة ( س + ص = ن )، و ما هو دوري "س" و "ص" و كيف أن النتيجة "ن" لن تساوي صفرا. أنا أزعم أن الحل العقلائي و المنطقي و الممكن لهذه المعادلة لن يفهم إلا في ضوء رؤية "المواجهة السياسية". لا يمكن أن يكون "س" في هذه المعادلة أطراف من الدكاكين السياسية القائمة، هؤلاء إنتفاعيون بالسليقة، و لن يثبتوا غير ذلك على الأرض. و من غير المنطقي و المعقول أن يكون الطرف "ص" من الحاملين أرواحهم على أكفهم يتكاملون مع مثل هؤلاء. نعم أن يكون هؤلاء الحاملون أرواحهم على أكفهم هم الطرف "س" في هذه المعادلة، و الطرف "ص" فريق أخر من نفس الصنف. من الممكن لهذين الفريقين أن يتكاملا و تكون النتيجة ن = 2. و هذا بالضبط ما تطرحه رؤية "المواجهة السياسية. أي أن أقوى و أنصع و أشرف العناصر المقاومة لهذا النظام تخوض الإنتخابات القادمة بشكل مستقل عن هذه الدكاكين السياسية القائمة، و تنبع من المناطق في الدوائر الإنتخابية و تمثلها على أساس الحق الإنتخابي و التمثيلي من ضمن منظومة حقوق الأمة. و في هذا البرلمان تواجه هذا النظام بأدوات سياسية فائقة الذكاء حديدية الإرادة، متسلحة بإرادة الفريق الأخر الذي يكمل عملها على الأرض خارج البرلمان. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |