معتقل بوكا، أو كما بدا لنا من السماء (مدينة كبيرة وسط الصحراء) واستخدام الأضواء الكاشفة الكبيرة يجعل من جميع أبنية وأسيجة وبوابات وجدران وأسوار بوكا الخارجية، التي تقف فوق مرتفع ترابي يحيط بالمعتقل واضحة.
ويبدو المعتقل من أكثر معتقلات العالم تشددا، بحسب كلام احد الضباط الأميركيين، الذي رافقنا في رحلة الذهاب إلى بوكا البالغة الصعوبة، فقد استغرقت ورغم إمكانات القوات الأميركية مدة يومين ذهابا ومثلها للعودة، لكنها مهمة تستحق العناء، كما قالها الكابتن كرين الذي اشرف على برنامج الزيارة، وقال «انك أول صحافي عراقي يدخل هذا المعتقل، وأيضا لم تطلع أي وسيلة أعلام، بما في ذلك المرافقة للقوات الأميركية على بعض تفاصيل السجن، لكننا تعمدنا اطلاعكم على السجن لعدة أسباب، منها أن العراقيين يظنون أن من يدخل هذا السجن كمعتقل سيدخل في دوامة المجهول، ولا أمل في عودته أو إطلاق سراحه، وأيضا انه مكان للتعذيب والعقاب، والأهم من ذلك يجب أن تطلعوا عليه لأننا غير باقين في هذا المعتقل، ولا حتى في العراق، وسيأتي اليوم الذي سيكون تحت الإدارة العراقية وهذا ما بدأنا نخطط له منذ مدة».