إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2010, 04:00 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

ذكرى يوم السبت الأسود ( 1 . 4 . 1995 م )

ماذا عسايّ أن أقول .. إنها ذكريات مؤلمة وصعبة جداً ولكننا عشناها في تلك الفترة أي فترة الانتفاضة الشعبية .. كان منزلنا تحت الحصار والمتابعة الدائمة والقرية أيضاً بأكملها كانت محاصرة دائماً . ..


وفي تلك الليلة زاد الحصار على القرية فتوقعنا حدوث أمرٍ ما.. كانت مداخل القرية جميعها محاصرة من قبل قوات الأمن وسيارات المخابرات ..

بهذه الكلمات بدأت أم جميل حرم المرحوم المجاهد العلامة الشيخ عبد الأمير الجمري،حديثها لبرنامج نون الوفاق الذي نشرت نصه صحيفة الوفاق وروت تفاصيل ووقائع السبت الأسود والحصار على منزل الشيخ الجمري وقرية بني جمرة..

في قرية أحبت وطنها فأهدته الروح والدم .. وفي منزلٍ تشكل على شاكلة بحرٍ عميق يحتضنُ في أعماقه أسرار قبطان سفينة الوطن التي أعلنت ثورتها ضد عواصف الفجر وراحت تقدم عمرها فداءً للوطن ..

وعند حدود ذاكرة امرأة تكللت شخصيتها بالقوة .. داست على كل الأوجاع وأخذت تمسح بقايا الآلام بحنانها وشكلت ملامح الآمال ببسمة ثقة واعية برحمة ربها .. فكانت حواء التي تضمد جراح آدم في كل وقت ..



نرحب بضيفتنا الكريمة .. والدة هذا الشعب .. أم جميل .. حرم الشيخ الراحل سماحة العلامة عبد الأمير الجمري .. لتحدثنا عن واحدة من أهم المحطات التي عايشتها مع والد الشعب، و هي يوم السبت الأسود و الحصار الظالم على بيته و قريته.


السبت الأسود..
نون الوفاق : أم جميل .. فلتعذرينا على قسوتنا في فتح ذكريات ذلك اليوم .. أعني ( السبت الأسود ) .. ماذا حدث في ذلك اليوم .. وكيف كانت الأجواء ؟.. بالتحديد مع الشيخ الجمري رحمة الله عليه .

أم جميل : ماذا عسايّ أن أقول .. إنها ذكريات مؤلمة وصعبة جداً ولكننا عشناها في تلك الفترة أي فترة الانتفاضة الشعبية .. كان منزلنا تحت الحصار والمتابعة الدائمة والقرية أيضاً بأكملها كانت محاصرة دائماً . ..

وفي تلك الليلة زاد الحصار على القرية فتوقعنا حدوث أمرٍ ما .. كانت مداخل القرية جميعها محاصرة من قبل قوات الأمن وسيارات المخابرات ..

تكمل أم جميل قائلة : وأذكر في تلك الليلة كنا نملك أشرطة تسجيل خاصة بالسجن كنا قد تركناها في منزل الوالد الملا يوسف ملا عطية الجمري بالقرية فذهبت ابنتي وأحضرتها فقمنا بوضعها في آواني الطبخ خوفاً من مداهمة المنزل والحصول عليها ... إضافة إلى ذلك كنا نضع عباءاتنا بالقرب منا تحسباً لأي هجوم مفاجئ ..

الساعة الثانية عشرة بعد منتصف اليلل .. بداية الحصار!

تتوقف قليلاً عن الكلام وكأنها تعود لتلك الليلة ثم تكمل : عند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ... وإذا بالباب يُطرق بقوة .. نزل ابني صادق ليفتحه وإذا بالشارع مكتظ بالشرطة والكمندوز.. حتى أن أولادنا معتادين على رؤية هذه المناظر إلا أن ما شاهدوه في تلك الليلة كان شيئاً رهيباً ( أشكالهم مخيفة وتغطي وجوههم الأقنعة ) وكأنهم في معركة ! .. دخلوا المنزل وبدأوا بالتكسير .. امتلأت القاعة كلها وبقوا يكسرون أثاث المنزل حتى أسلاك الكهرباء لكي لا نستخدم أي جهاز نملكه في المنزل من تلفاز أو راديو .. و قد كنت قلقة بشأن الأموال الخاصة بالخمس لأنها أموال الناس فأخذت مفتاح الصندوق الخاص بتلك الأموال إلا أن الضابط "عادل فليفل" طلب مني أن أعطيه إياه ولكنني رفضت ذلك لأن الأموال ليست أموالنا الخاصة فهي أمانة وبعد جِدالٍ طويل أخذ المفاتيح وشمّع الصندوق ..

لم ينتهِ تفتيشهم وتخريبهم لأثاث المنزل بعد.. تواصل أم جميل نثر ذكريات ذلك اليوم قائلة : قاموا بتفتيش المنزل غرفة غرفة حتى وصلوا إلى الخزانة التي تحوي أشرطة التسجيل ( رسائل أُخرجت من السجن ) وإذا حصلوا عليها سيذهب ضحيتها ابني محمد جميل وزوج ابنتي عبد الجليل ... لذا كنت خائفة عليهم فتوسلت بالزهراء عليها السلام .. بالفعل .. فتحوا الخزانة وقاموا بتفتيش أطقم الطعام الموجودة فيها أشرطة التسجيل وقد كانوا خمسة أطقم فتحوا الأول والثاني والثالث ولم يفتحوا البقية والتي كانت تحوي أشرطة التسجيل ولله الحمد..

وبعد تفتيشهم الدقيق وتخريبهم لأثاث المنزل أخذوا ما تبقى من أثاث فامتلأت سيارة ( البيك آب ) التي جاءوا بها للمنزل بأغراضنا بعدما فتشوه .. حتى أنهم أخرجوا الجيران من منازلهم واقتحموا منزلنا ..

وبدأ الحصار الأول ..

تتحدث أم جميل وهي تصف أجواء الحصار وكأنه للتو قد حدث : بالصدفة في تلك الليلة كان الجميع متواجد في المنزل (19 شخص) ,لم نكن نعرف ما يدور بالخارج فلا تلفزيون ولا راديو ولا تلفون يمدنا بالأخبار ولم يكن يستطيع أحد الدخول لنا أو الخروج من عندنا حتى السيارات منعت من المرور عند المنزل لأنه كان محصار حصار شديد ومنارة الجامع كانت عبارة عن برج مراقبة للشغب ..

في تلك الفترة نفدت مؤونة الطعام لذا كانوا يأتون لنا بطعام كأنه طعام مساجين ويكتبون على علبة الكارتون الخاصة به ( 19 مجرم ) !

. فأشرت إلى ولدي صادق أن يخبر الضابط بأننا سنعطيهم مبلغاً من المال كي يشتروا لنا مانحتاج من طعام وشراب ووافقوا على ذلك بالفعل وبقينا على هذا الوضع لمدة أسبوع كامل .. كنا نقضي تلك الأوقات ما بين الصلاة والدعاء والمحاضرات وبسبب هذا الحصار مُنع أولادنا من الذهاب للمدارس.

أزمة صحية!

لم تنتهِ سلسلة الانقطاع عن العالم الخارجي وما فيه .. فلا وسائل اتصال ولا أمان والنتيجة تدهور الحالة الصحية لأفراد العائلة !

ما زالت أم جميل وهي تحكي لنا عن تلك الفترة الخانقة صابرة .. بل شامخة بصبرها : كانت ابنتي منصورة قد أجرت عملية فساءت حالتها الصحية بسبب سوء التغذية لذا طلبنا من الشرطة أخذها للمستشفى إلا أنهم رفضوا ذلك وقالوا بأنهم سيأتون بالدكتورة التي أجرت لها العملية للمنزل و بالفعل أتت الدكتورة وشخصت حالتها بأنها تعاني من الجفاف ولابد من نقلها للمستشفى لأنها لاتستطيع أن تعمل لها شيء في المنزل فتم نقل منصورة لمستشفى البحرين الدولي وقامت بالاتصال بالأهل وأخبرتهم عن الحصار وما جرى فيه ..

وبعد مرور عشرة أيام على الحصار سمحوا لأفراد االعائلة بالخروج ما عدا الشيخ الجمري وأنا ..

فقام الجميع بتجهيز حاجياته من أجل مغادرة المنزل وبعد فترة وجيزة تراجعت الشرطة عن موقفها وأخبرونا بأنهم قد تلقوا أمراً بعدم السماح لأي شخص منا بالخروج أياً كان..

الساعة الثامنة صباحاً من عُمر اليوم الخامس عشر من الحصار اعتقل الشيخ الجمري

وأنت تسمع حديثها عن ذلك اليوم تشعرُ بانقباضٍ حادٍ في قلبك .. وبصبرٍ لا حدود له تواصل حديثها : فاستمر الوضع لمدة خمسة أيام إضافية وفي اليوم الخامس عشر من الحصار في الساعة الثامنة صباحاً داهمت قوات الأمن منزلنا فأخبرت أبا جميل بأن فليفل وجماعته قد أتوا فقال حينها بأنه متأكد من أنهم سوف يعتقلونه .. طلبت من الشرطة أن يتركوه قليلاً حتى يتناول إفطاره وأحضرت له شيئاً بسيطاً وتناوله على عجل وغادر المنزل وأنا أدعوا الله أن يحفظه من كل سوء .. وآخر ما قلتهُ له لا تخف يا أبا جميل .. ، وبعد أن تم اعتقاله أتت الشرطة وقاموا بإعادة أجهزة التلفاز التي أخذوها وتصليح الأسلاك الكهربائية وإعادة خط الهاتف وتركيبه إلا أننا لم نكن نعرف إلى أي سجن قد تم أخذ الشيخ الجمري رحمه الله .

نون الوفاق : ماذا عن دوركِ في تلك الفترة عندما ترين أحد أفراد أسرتك منهاراً ومتألماً ؟

أم جميل : كنت دائماً أضحك وأقوي عزيمة الجميع حتى لو كنت من داخلي أتألم ، فقد كنت أعتصر ذلك الألم في أعماقي أما ظاهرياً فلم يكن يبدو عليّ ذلك ، و ما كان يخفف علينا وقع ذلك المصاب هو إقامة مجلس تعزية ليلياً من باب التخفيف من وتيرة الحزن والآلام .. إلا أنني شعرتُ بالانهيار لأول مرة عندما قالت لي إحدى قريباتي في أحد أيام تلك الفترة هل تذكرين كيف كان أبناءك يجتمعون على مائدة الطعام ؟ فلم أتمكن حينها من مقاومة الدموع التي انفجرت من مقلتي فأبنائي كانوا مابين سجين ومشرد .

نون الوفاق : هذا ما حكته ذاكرة والدتنا أم جميل عن يوم السبت الأسود الذي كوى قرية النسيج وراح يُشكل أطراف البحرين على هواه ..
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML