إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2010, 11:20 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

خالد لايعرف من هذا العالم سوى قريته التي ترعرع فيها ونشأ بين جنباتها يسرح هنا ويمرح هناك

يستنشق هواءها و يتمرغ على ترابها ويتسلق جبالها ويتهادى بين أوديتها

ويعشق صمتها الرهيب

يتردد مع أبيه من و إلى المزرعة والماشية كُل صبح وعشية

يقلب نظره بجميل ما أبدعه الخالق من مخلوقات متنوعة عجيبة

يتنقل بين الحقول والسواقي ويشنف مسامعه بأصوات تغريد العصافير

هذا حاله طِوال اليوم من غير كلل ولاملل حتى إذا مابلغ الجهد منه مبلغه وبدأت أهدابه تتمايل على عينيه

من شدة التعب وأشرفت شمس ذلك اليوم على المغيب حتى أصبحت حمراء لاشعاع لها ثم بدأت تختفي شيئا فشيئا

غاب معها خالد وأخلد إلى فراشه طلبا للراحة وإستعدادا لخوض أحداث يوم جديد











كانت حياته غاية في الإختصار والبساطه من المزرعة إلى البيت ومن البيت إلى المزرعة

مرت السنيين مرور البرق الخاطف في ليلة دهما مظلمة حتى دخل خالد المدرسة

وبدأ مرحلة جديدة من حياته مليئة بالمتاعب والمفاجآت

تغير نمط حياته وتغيرت نظرته للحياة وشعر أن هناك عالم آخر قد غاب عنه طوال سنين عمره الماضية


أصبح يتردد يومياً على مدرسته محملاً بالكتب والدفاتر يجلس هناك حتى تتوسط الشمس كبد السماء

فيقفل راجعاً إلى بيته وأسرته أنهى خالد دراسته الإبتدائيه وانتقل إلى المتوسطة ومن ثم الثانوية

وفي كل مرحلة من هذه المراحل يشعر أن الحياة ليست مجرد بيت ومزرعة وقرية بل هناك عالم آخر

لايزال قيد البحث والتحري أنهى خالد الثانوية بعد أن قضى سنوات طويلة من عمره بين المدرسة والبيت

وبدأ يفكر بتأمين مستقبله وتكوين أسرته فصاحبه محمد الذي يكبره سناً قد حصل على وظيفة مرموقة

في العاصمة التي تبعد عن القرية مئات الكيلو مترات وصاحبه الآخر معاذ يرتب أمور زواجه بعد

أن انتقل لمدينة تقع على الساحل الشرقي واشترى بيتاً جديداً

انتابة خالد موجة عارمة من الأفكار

فقرر الذهاب والسفر عن القرية مدة ليبحث عن وظيفة يؤمن بها مستقبلة المجهول !!

سافر خالد للعاصمة مع أحد رفاقه وبدأ يتردد على المؤسسات والشركات ليحضى بوظيفة رائدة

وبحكم أنه طالب متميز وذا معدل مرتفع فقد تم قبوله على الفور بوظيفة مرموقة

بدأ خالد مرحلة جديدة من عمره وانخرط بالعمل الوظيفي يذهب صباحاً ويعود قبيل العصر

كان منزعجاً مما يرى من عادات وتقاليد تخالف مانشأ عليه وترعرع في قريته

أنكرها بقبله ثم أنكرها بلسانه لمن حوله رغم أنها لم تكن سوى اختلاف عادات وتقاليد

وليس للشرع علاقة بها

أصبح خالد يتردد بين الفينة والأخرى على أهله فلا تأتي إجازة نهاية الأسبوع

وإلا وقد ربط زاده وجهز أغراضه للسفر لقريته التي يجري حبها بدماء قلبه

يسير في الطريق وهو في غاية الفرح والسرور ويتمثل قول الأول

لك يامنازل في القلوب منازل

مرت السنين تلو السنين وبدأ خالد يفكر بالزواج فقرر أن يفاتح أباه بالموضوع

فرح أبوه وشد على يده وقال له أبشر ياخالد سأكلف أمك لتبحث عن امرأة تناسبك بإذن الله

تزوج خالد واستأجر شقة ليسكن فيها مع زوجته الجديدة بعد أن كان يسكن في السكن الوظيفي لغير المتزوجين

عاش خالد حياة جميلة شعر بالإطمئنان والسعادة بعد الزواج وكان لاينقطع عن الاتصال بأهله من خلال الهاتف

فلا يكاد يمر يوم إلا ويتصل بهم ليسأل عن أحوالهم بل ويسأل عن المزرعة والماشية التي

لاتزال ذكراها عالقة في ذهنة

تعاقبت الأيام والشهور وبدأ خالد يُحس بالتململ و بطويل الطريق إلى أهله وقريته

فبعد ان كان يسافر لاهله كل أسبوع قرر أن يجعل سفره كل اسبوعين ثم كل ثلاثة أسابيع ثم استقر به الحال

أن حدد الذهاب في كل شهرين مرة وتكون مدة إقامته في القرية لاتتجاوز يومين كحد أقصى

لأنه لم يعد يُطق العيش هناك بدأت نظرة خالد تتغير تجاه قريته وأصبح ينظر لقريته

التي ضمته حيناً من الدهر بعين الإزدراء والإحتقار

حتى أصبح يُحس أنه يعيش بسجن ضيق أثناء جلوسه هناك

طال الزمان على خالد وأصبح يصرح لكل من قابله من رفاقه أنه لم يعد يطق الذهاب لقريته

كان أبو خالد قد جاوز السبعين من عمره فرقّ عظمه واحدودب ظهره وكُف بصره


وكذلك الحال بأمه فقد كبر سنها ولم تعد تستطع المشيء

لم يمضي على والدا خالد سوى زمن يسير حتى احتملتهم المنايا من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة

أما خالد فقد عاش بقية عمره بين وظيفته وزوجته وأبناءه في العاصمة بعد اشترى بيتاً واسعاً في أحد أرقى الأحياء

أما القرية التي كانت مسرحاً وملعباً لخالد في أيام صغره وشبابه فلم تكن تشغل شيئا لدى خالد الآن

بل أصبحت كأحلام نوم قد عفى عليها الدهر .....

ــــــــــ

هذه القصة تصوير لواقع أحد الإخوة حينما التقيت به في مجلس وسألته عن مسقط رأسه ومولده ( قريته )

فكالَ لها كُل قبيح من القول فآلتمني تلك الكلمات ووقعت على قلبي كالسهم

فاجتهدت أن أصورها برواية مصغرة

قد يأتي البعض ويقول أمجنون أنت , أتريد من الناس يتقوقعوا في قراهم وديارهم دون بحث عن لقمة العيش ؟

فأقول ليس هذا ما أعنيه بل ما أعنيه هو ألا نمارس العقوق مع مسقط رؤوسنا ومدفن أبائنا وأمهاتنا

بل تكون لها منزلة ولو في أدنى القلب

وألا تنسينا حياتنا المتحضرة الآن والمدنية التي نعيشها عن تراث ومآثر الآباء والأجداد

سألت الدار تخبرني عن الأتحباب ماصنعوا ** فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا

فقلت وأين أطلبهم وأي منازل نزلوا ** فقالت في القبور وقد لقوا والله ماصنعوا

فهل تطاوعكم قلوبكم على فراق مسقط رؤوسكم ومسرح صباكم

ولو كان فيها مافيها ؟

أنتظر الإجابة
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML