إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-09-2010, 03:56 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

عرس الشهادة لا ينتهي
بقلم : إبراهيم العـرب
1 - 4 – 2010




بسم الله الرحمن الرحيم

( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبهومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )

قبل خمسة عشر عاما و في مثل هذا اليوم كان الشهداء على موعد مع الرفيق الأعلى فهم قد أحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم ، و من يحب الله لقاءه يرزقه الشهادة فى سبيله .

لم يكن الشهداء من العوائل الثرية التي تكنز الذهب و الفضة و تسكن القصور ، و أنما كانوا من عامة أبناء هذا الشعب الفقراء ، لأن الثورة لا تخرج من القصور و لا من الفلل الفخمة و أنما تخرج من كهوف الفقراء !!

في يوم السبت الأسود عرف الشهداء كيف يموتون فيهبوا الحياة لأمتهم ، لقد كان الشهيد محمد جعفر يوسف عطية شابا في مقتبل العمر له تطلعات و طموحات الشباب و لقد كان على موعد لكي يزف على عروسه في ذلك العام و لكنه آثر أن يزف إلى الحور العين ، حيث عرس الشهادة الذي لا ينتهي و كان له ما طلب .

مرت على ذكرى سقوط الشهيدين محمد على عبدالرزاق الغانمي و الشهيد محمد جعفر يوسف عطية خمسة عشر عاما ، و لربما بعد طول أمد هذه الذكرى يتكاسل الكثيرون عن أحياء هذه المناسبة العظيمة ربما خوفا من المخاطر المستقبلية كالاعتقال و السجن و الفصل من الوظيفة و المنع من السفر و ما يستتبع تلك المخاطر من خسارة لكثير من الامتيازات ، و لكن الشهداء الذين قتلوا في يوم السبت الأسود قد طلقوا الدنيا ثلاثا فتركوا أزواجهم و أولادهم و أموالهم و وظائفهم و بيوتهم إلى غير رجعة .
فالشهيد في آخر لحظات حياته في ماذا كان يفكر ؟
هل كان يفكر في زوجته ، في أولاده ، في أمواله ، في سيارته ، في بيته ؟
أم أنه كان يفكر في الحور العين ؟
لقد ضحى الشهداء بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و في سبيل الحق و في سبيل الحرية و لذلك ينبغي علينا أحياء ذكراهم كل عام لكي نتذكر تلك القيم و المبادئ التي ضحوا من أجلها.


و إذا كان الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون و هم فرحين بما آتاهم الله من فضله ، بل و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، فينبغي علينا أن لا نأتي و نجلس على قبر الشهيد و نبكي عليه ، و بكاؤنا عليه ليس فقط ضياع لتلك القيم و المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء و أنما تعنى أيضا أننا لازلنا نكرس في واقعنا مفاهيم الذل و الخنوع و الاستسلام و الهزيمة و الفشل و بالنتيجة فأننا نحكم على الشهيد بالموت .

فنحن الذين نحكم على الشهيد بالحياة و نحن الذين نحكم عليه بالموت !!
فمتى يموت الشهيد و متى يحيى ؟

الشهيد يموت حينما يجد أبناء مجتمعه قد تركوا حمل رايته ، راية الحق و الحقوق و الحرية ، لقد ضحى الشهداء بدمائهم من أجل أن ترفرف راية الحق على ربوع بلادهم و لكي ينال المواطنون حقوقهم و لكي يعيش أبناء مجتمعهم فى جو من الحرية و الكرامة و العزة .
و الراية العظيمة التي كان يحملها الشهداء تنتقل عظمتها لليد التي تحملها ، فهل نكون من أولئك العظماء الذين يحملون راية الشهداء فنستمر في دربهم ؟

و الشهيد يحيى حينما يجد أن رسالته و رايته قد رفعت عاليا ووقف خلفها رجال أشداء يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم .
فحينما لا يحمل أبناء المجتمع رسالة الشهداء فهم بذلك يضيعون دماءهم من جهة بل و يحكمون على الشهداء بالموت و الفناء من جهة أخرى .

و الأعظم جريمة من قتل الشهيد سحق رسالته !!

فما هى رسالة الشهداء عبر مر التأريخ ؟

رسالتهم إلينا : أن استمروا على طريقنا ، نحن المشاعل و نحن الذين تقدمناكم .
بعد خمسة عشر عاما على ذكرى سقوط الشهيدين السعيدين محمد على عبدالرزاق و الشهيد محمد جعفر يوسف عطية ، لابد من الوقوف لحظة و التأمل فى حياتهما و فيما يحملان من قيم و مبادئ خيرة و سامية ، لقد كانا ممن ينطبق عليه قول أمير المؤمنين ( ع ) ( المؤمن الخير منه مأمول و الشر منه مأمون )

لقد كانا سباقين الى كل خير و معروف ، و لقد كانت صفة خدمة الناس العلامة البارزة فى شخصياتهم ، لقد كانا من المؤمنين الأبرار الأخيار الأتقياء .

لماذا ننسى الشهداء الذين ضحوا من أجلنا و سقطوا دفاعا عن كرامة أمتهم و نهتم بالتوافه ؟
أليست الدنيا تافهة و دنيئة و هي كما جاء في الحديث لا تسوى عند الله جناح بعوضة ( و أن من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها و لا ينال ما عنده إلا بتركها )

لقد كانت الدنيا عند الشهداء تافهة جدا ، فهم قد عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم كما يقول أمير المؤمنين ( ع ) و لذلك أقبلوا على الموت بنفس آمنة مطمئنة .


بعد خمسة عشر عاما من ذكرى استشهادهم لابد أن نقف لحظة و نسأل أنفسنا ، هل أننا لازلنا على عهدنا مع الله و مع رسوله و مع أمير المؤمنين و أهل بيته الطاهرين ؟
أم أن الدنيا حليت في أعيننا و راق لنا زبرجها ؟

أم أننا لازلنا نغتر بشبابنا و بقوتنا و بحياتنا و بأموالنا و أولادنا و أزواجنا ، بل و لا زلنا نحتجب عن ربنا بالإعمال السيئة القبيحة ؟

إن دماء الشهداء أمانة الله في أعناقكم ، و لا يجوز لقرية عظيمة برجالها و كبيرة بمواقف أهلها أمثال الشهيد الشيخ عبدالله العـرب و الملا عطية الجمرى و الشيخ عبدا لأمير الجمرى و الشهيد محمد على عبدالرزاق و الشهيد محمد جعفر يوسف عطية و الشهيد محمد رضا منصور و الشهيدة زهراء إبراهيم كاظم و أمثال الأستاذ عبدالأمير العـرب و سماحة العلامة الشيخ محمد على المحفوظ ، لا يجوز لقرية عظيمة كبني جمرة أن تتقهقر و تتراجع الى الوراء و ينشغل أبناؤها بالمتاع الزائل و بتوافه الحياة الدنيا .

( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا )
فالسلام على الشهداء يوم ولدوا و يوم أستشهدوا و يوم يبعثون أحياء
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML