|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
بقلم : إبراهيم العـرب 1 - 4 – 2010 بسم الله الرحمن الرحيم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبهومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) قبل خمسة عشر عاما و في مثل هذا اليوم كان الشهداء على موعد مع الرفيق الأعلى فهم قد أحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم ، و من يحب الله لقاءه يرزقه الشهادة فى سبيله . لم يكن الشهداء من العوائل الثرية التي تكنز الذهب و الفضة و تسكن القصور ، و أنما كانوا من عامة أبناء هذا الشعب الفقراء ، لأن الثورة لا تخرج من القصور و لا من الفلل الفخمة و أنما تخرج من كهوف الفقراء !! في يوم السبت الأسود عرف الشهداء كيف يموتون فيهبوا الحياة لأمتهم ، لقد كان الشهيد محمد جعفر يوسف عطية شابا في مقتبل العمر له تطلعات و طموحات الشباب و لقد كان على موعد لكي يزف على عروسه في ذلك العام و لكنه آثر أن يزف إلى الحور العين ، حيث عرس الشهادة الذي لا ينتهي و كان له ما طلب . مرت على ذكرى سقوط الشهيدين محمد على عبدالرزاق الغانمي و الشهيد محمد جعفر يوسف عطية خمسة عشر عاما ، و لربما بعد طول أمد هذه الذكرى يتكاسل الكثيرون عن أحياء هذه المناسبة العظيمة ربما خوفا من المخاطر المستقبلية كالاعتقال و السجن و الفصل من الوظيفة و المنع من السفر و ما يستتبع تلك المخاطر من خسارة لكثير من الامتيازات ، و لكن الشهداء الذين قتلوا في يوم السبت الأسود قد طلقوا الدنيا ثلاثا فتركوا أزواجهم و أولادهم و أموالهم و وظائفهم و بيوتهم إلى غير رجعة . فالشهيد في آخر لحظات حياته في ماذا كان يفكر ؟ هل كان يفكر في زوجته ، في أولاده ، في أمواله ، في سيارته ، في بيته ؟ أم أنه كان يفكر في الحور العين ؟ لقد ضحى الشهداء بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله و في سبيل الحق و في سبيل الحرية و لذلك ينبغي علينا أحياء ذكراهم كل عام لكي نتذكر تلك القيم و المبادئ التي ضحوا من أجلها.
و إذا كان الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون و هم فرحين بما آتاهم الله من فضله ، بل و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، فينبغي علينا أن لا نأتي و نجلس على قبر الشهيد و نبكي عليه ، و بكاؤنا عليه ليس فقط ضياع لتلك القيم و المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء و أنما تعنى أيضا أننا لازلنا نكرس في واقعنا مفاهيم الذل و الخنوع و الاستسلام و الهزيمة و الفشل و بالنتيجة فأننا نحكم على الشهيد بالموت . فنحن الذين نحكم على الشهيد بالحياة و نحن الذين نحكم عليه بالموت !! فمتى يموت الشهيد و متى يحيى ؟ الشهيد يموت حينما يجد أبناء مجتمعه قد تركوا حمل رايته ، راية الحق و الحقوق و الحرية ، لقد ضحى الشهداء بدمائهم من أجل أن ترفرف راية الحق على ربوع بلادهم و لكي ينال المواطنون حقوقهم و لكي يعيش أبناء مجتمعهم فى جو من الحرية و الكرامة و العزة . و الراية العظيمة التي كان يحملها الشهداء تنتقل عظمتها لليد التي تحملها ، فهل نكون من أولئك العظماء الذين يحملون راية الشهداء فنستمر في دربهم ؟ و الشهيد يحيى حينما يجد أن رسالته و رايته قد رفعت عاليا ووقف خلفها رجال أشداء يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم . فحينما لا يحمل أبناء المجتمع رسالة الشهداء فهم بذلك يضيعون دماءهم من جهة بل و يحكمون على الشهداء بالموت و الفناء من جهة أخرى . و الأعظم جريمة من قتل الشهيد سحق رسالته !! فما هى رسالة الشهداء عبر مر التأريخ ؟ رسالتهم إلينا : أن استمروا على طريقنا ، نحن المشاعل و نحن الذين تقدمناكم . بعد خمسة عشر عاما على ذكرى سقوط الشهيدين السعيدين محمد على عبدالرزاق و الشهيد محمد جعفر يوسف عطية ، لابد من الوقوف لحظة و التأمل فى حياتهما و فيما يحملان من قيم و مبادئ خيرة و سامية ، لقد كانا ممن ينطبق عليه قول أمير المؤمنين ( ع ) ( المؤمن الخير منه مأمول و الشر منه مأمون ) لقد كانا سباقين الى كل خير و معروف ، و لقد كانت صفة خدمة الناس العلامة البارزة فى شخصياتهم ، لقد كانا من المؤمنين الأبرار الأخيار الأتقياء . لماذا ننسى الشهداء الذين ضحوا من أجلنا و سقطوا دفاعا عن كرامة أمتهم و نهتم بالتوافه ؟ أليست الدنيا تافهة و دنيئة و هي كما جاء في الحديث لا تسوى عند الله جناح بعوضة ( و أن من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها و لا ينال ما عنده إلا بتركها ) لقد كانت الدنيا عند الشهداء تافهة جدا ، فهم قد عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم كما يقول أمير المؤمنين ( ع ) و لذلك أقبلوا على الموت بنفس آمنة مطمئنة .
بعد خمسة عشر عاما من ذكرى استشهادهم لابد أن نقف لحظة و نسأل أنفسنا ، هل أننا لازلنا على عهدنا مع الله و مع رسوله و مع أمير المؤمنين و أهل بيته الطاهرين ؟ أم أن الدنيا حليت في أعيننا و راق لنا زبرجها ؟ أم أننا لازلنا نغتر بشبابنا و بقوتنا و بحياتنا و بأموالنا و أولادنا و أزواجنا ، بل و لا زلنا نحتجب عن ربنا بالإعمال السيئة القبيحة ؟ إن دماء الشهداء أمانة الله في أعناقكم ، و لا يجوز لقرية عظيمة برجالها و كبيرة بمواقف أهلها أمثال الشهيد الشيخ عبدالله العـرب و الملا عطية الجمرى و الشيخ عبدا لأمير الجمرى و الشهيد محمد على عبدالرزاق و الشهيد محمد جعفر يوسف عطية و الشهيد محمد رضا منصور و الشهيدة زهراء إبراهيم كاظم و أمثال الأستاذ عبدالأمير العـرب و سماحة العلامة الشيخ محمد على المحفوظ ، لا يجوز لقرية عظيمة كبني جمرة أن تتقهقر و تتراجع الى الوراء و ينشغل أبناؤها بالمتاع الزائل و بتوافه الحياة الدنيا . ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) فالسلام على الشهداء يوم ولدوا و يوم أستشهدوا و يوم يبعثون أحياء
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |