إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: رؤية السجائر في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الافعى السوداء (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم تساقط الشعر للعزباء (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الثوم (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم اكل الثعبان (آخر رد :نوران نور)       :: احدث موديلات نظارات سيلين,اجمل موديلات نظارات سيلين,ارخص اسعار نظارات سيلين (آخر رد :بوابة الصين العربية)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: التسجيل في الضمان المطور: خطوة نحو حياة أفضل ومستقبل آمن (آخر رد :مصطفيي)       :: دراسة جدوى زراعة النعناع في الريف: نحو مشروع ناجح ومربح (آخر رد :مصطفيي)       :: ورشة مظلات وسواتر الاختيارالاول 0114996351 ابتكارجميع انواع المظلات والسواتروالهناجر (آخر رد :مظلات وسواترالاختيارالاول)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2010, 01:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

لقاء الثلاثاء ( 42 )

مساء الاثنين ـ ليلة الثلاثاء
بتاريخ : 20 / ربيع الثاني / 1431هج
الموافق : 5 / ابريل ـ نيسان / 2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين

· نجد بعض الناس يمتنعون عن بعض الأعمال تأدبا لوجود شخص من الأشخاص وحشمة له، كأن يكونوا في حضرة حاكم أو مرجع دين أو وجيه من الوجهاء الكبار، ولكنهم لا يمتنعوا عن تلك الأعمال تأدبا بين يدي الله جل جلاله وحشمة له !!
· إذا أردنا أن نتجنب حدوث المشاكل والاختلافات الضارة بيننا وحل مشاكلنا وخلافاتنا بصورة واقعية وبشكل ممتازة وبكل سهولة، فعلينا أن نشعر برقابة الله جل جلاله على أنفسنا، وأن نلتفت بأن هناك إماما شاهد ينظر إلى أعمالكم .
· من المستحيل أن يشعر إنسان برقابة الله جل جلاله عليه، ثم يكون منحطا في ذاته وسخيفا في فكره وروحيته وشعوره وسلوكه ومواقفه وتكون علاقاته مع الغير علاقات غير إنسانية وغير راقية .
· كما أن السكتة القلبية أو الدماغية تقضي على حياة الإنسان الطبيعية، فإن لحظة واحدة من الغفلة قد تقضي على حياة الإنسان الروحية والمعنوية ويسقط بسببها في وادي سحيق لا يستطيع الخروج منه .
· لو لم تكن الصلاة والحج والصيام وغيرها من العبادات المكتوبة، لفقد الإنسان الشعور برقابة الله جل وجلاله الدائمة على نفسه، وأنشغل بمحيطه المادي والنفسي والاجتماعي، وغفل عن الله ذي الجلال والإكرام ورقابته عليه، ولكن العبادات تقوم بترسيخ الشعور بالرقابة الدائمة وتنميتها وتقرب الإنسان من الكمال .
· شعور الإنسان برقابة الله جل جلاله على نفسه، يمنح الإنسان الحياة الروحية السامية، ويكسبه نور المعرفة الذي يستطيع من خلاله التمييز بين حقائق الأمور، ويكسبه القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الظروف الصعبة، بينما يكون الغافل أعمى لا يبصر حقائق الأمور، ويصعب عليه اتخاذ القرارات الصائبة لاسيما في الظروف الصعبة .
· لا تكون المادة حجابا إلا في ظل الخلل الفكري والأمراض الروحية والنفسية، ومع الاستقامة في التفكير وسلامة القلب والروح، فإن المادة لا تقف حجابا بين الإنسان وربه، وبين الإنسان والحقيقة .
· العالم المغتر بعلمه والذي لا يتمتع بطهارة القلب والروح يتحول العلم لديه إلى حجاب بينه وبين ربه، وبينه وبين الحقيقة، ويتحول هذا العالم إلى كائن ضار، بل يكون أكثر ضررا من غيره .
· علينا أن نستعيذ بالله جل جلاله من التكبر والأنا والاستغراق في الذات والحسد، نظرا لعظيم خطرهم، وتسببهم في خروج الإنسان من السعادة الأبدية إلى الشقاء الأبدي .
· الانتهاكات الأخيرة التي مارستها السلطة في كرزكان الجريحة بهدف اعتقال الشباب الأبرياء حقيقة، والمتهمين زورا وبهتانا، والرغبة في الانتقام منهم والانتقام من الشعب والمعارضة فيهم، هي ممارسات مدانة ومرفوضة بكل ما للكلمة من معنى .
· لا يمكن تصنيف ممارسات السلطة في كرزكان أبدا على أنها ممارسات سلطة مع شعبها، بل هي ممارسات عدائية لا تمارسها سلطة مع شعبها، وإنما يمارسها الأعداء مع أعدائهم .
· الكل رأى وعلم كيف تصرف المواطنون بشكل راقي وحكيم جدا مع ميثاق العمل الوطني، وكيف استجاب المحتجون لدعوة سماحة العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد، ذلك لأنهم لا يريدون سوى الأمن والاستقرار والحقوق التي توفر لهم العزة والحياة الكريمة .
· تصرفات السلطة اليوم في كرزكان هي تصرفات عدائية مجنونة وغير مسؤولة، وهي أسوأ من تصرفاتها المدانة في التسعينات وما قبلها، وهذا يعني أنها تعمل على وضع السدود في طريق رجعة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وتضع العراقيل أمام إقامة العلاقة الطبيعية بينها وبين الشعب .
· صحيح أن السلطة تعمل على استبدال شعب بشعب آخر من خلال التجنيس السياسي الممنهج، ولكنها ـ وإن تألم الشعب وأصابه الضرر البليغ من ممارساتها ـ هي المتضرر الأكبر والحقيقي في النهاية، وعليها أن تدرك ذلك وتعلمه .
· السلطة مهما جنست فإنها لن تستطيع أن تستبدل شعب بشعب آخر، ولكن الشعب يستطيع أن يستبدل السلطة بسلطة أخرى، وهذا حق من حقوقه .
· السلطة بهذه الممارسات العدائية وغير المسؤولة، تفتح الباب على مصراعيه أمام الاحتجاجات وأعمال المقاومة، وستكون مقبولة لدى كل الأطراف الشريفة في المعارضة، وستكون السلطة هي المدانة، وهي التي تحفر قبرها بيديها الآثمتين .
· لو نجحنا في تفعيل قراري المشاركة والمقاطعة على أساس التكامل بينهما ( وهي رؤية إستراتيجية يتبناها التيار وأعلنها في بيان الانطلاق ) فلا شك أن ذلك سيعود بنتائج إيجابية على الساحة الوطنية .
· لا يلزم العمل من أجل تحقيق أهداف المشاركة والمقاطعة الانشغال بالطرف الآخر، ولا يلزم من التكامل عدم سعي كل طرف لتحقيق أهدافه، بل إن تجنب المواجهة البينية سوف يخلق بيئة أفضل للنجاح .
· أطروحة التكامل لا تتوقف على قبول الأطراف الأخرى بها في الوقت الحاضر، ولم تقم على مراعاة المشاركين أو المقاطعين ونحوه، وإنما قامت على الفهم الشامل والدقيق لمكونات الساحة الوطنية والأفضل في إدارتها .
· لم يقف تيار الوفاء الإسلامي عند حد رؤية التكامل وإنما تقدم خطوة أكبر وأكثر أهمية حينما طرح توحيد القيادة وبنائها على أصول صحيحة، بحيث تأخذ بتعدد الخيارات والتكامل بينها، وتكون مظلة ممدودة يستظل بها الجميع .
· قدمنا الإعلان عن الرؤية على الإعلان عن الموقف التفصيلي، لأننا نريد أن نقف على نتائج الحوارات والمناقشات حول الرؤية، فهذا التقديم يسمح بتبادل حول الرؤية وإنضاج أكثر للموقف من الانتخابات، ويحترم عقول الجماهير، ونحن نتطلع بصدق وإخلاص إلى مشاركة الجميع في تطوير الرؤية وإنضاج الموقف .
· جاءت شروط التيار للمشاركة في الانتخابات، لتبين بأن الهدف هو المطالبة بالشراكة الفعلية والوصول إليها عبر نضالات شعبنا التي لم تنقطع ولن تنقطع قبل أن يحدث الإصلاح الحقيقي وتحصل الشراكة الشعبية الفعلية في صناعة القرار .
· رؤية التكامل لا تؤدي إلى ترسيخ خيار المشاركة على حساب خيار المقاطعة، فهذا الطرح طرح مرعوب لا يملك الثقة الحقيقية في خياراته وقدرتها على الانتصار في الصراع من خلال الأدوات السلمية والأساليب الواقعية البعيدة عن الضجيج والإثارة .
· نحن قد أعلنا موقفنا العام من الانتخابات وهو المقاطعة، وسوف ندافع عن هذا الخيار بكل شجاعة ونبينه للناس بالتي هي أحسن، ونضع برامج وآليات عمل من أجل تحقيق أهداف المقاطعة ولن نكتفي بنشر الرؤية .
· المقاطعة موقف واقعي من أجل معالجة قضايا حقيقية على الساحة الوطنية وليست رغبة سياسية في مقابل رغبات سياسية أخرى .
· هناك عوامل دفعتنا للمقاطعة، وهناك عوامل أخرى دفعتنا لطرح التكامل ضمن الرؤية الشاملة والدقيقة لمكونات الساحة والأفضل في إدارتها، والنقاط التي دفعتنا إلى المقاطعة لا تمنع من التكامل، كما توهم البعض .
· أملنا كبير جدا في أن نكسب الجولة لصالح هذه الرؤية المتوازنة والعمل بها من أجل مجد الوطن ومصالح المواطنين، إن لم يكن على المدى القريب فعلى المدى البعيد، والعاقبة للتقوى والمستضعفين في الأرض .
· من الخطأ تصور أن الانتصار لأحد الخيارين في الظروف الراهنة لا يكون إلا بمحاربة الخيار الآخر وإلغائه، فهذا التصور في الوقت الحاضر غير واقعي، وهو تصور جامد لا يدرك المتغيرات، ولا يأخذ جميع المكونات بعين الاعتبار في فهم المعادلة السياسية وإدارة الموقف السياسي، وسيكون ـ لو عمل به ـ فشلا لكلا الطرفين، بل هو انتحار سياسي إراديناتج عن سوء التقدير وسوء الإدارة .
· حق والأحرار شركاء حقيقيين في الرؤية، والمقاطعة موقف مشترك بيننا، وسوف تكون هناك برامج مشتركة لتحقيق أهداف المقاطعة قبل الانتخابات وبعدها .
· حينما ترغب في الصعود إلى مكان مرتفع فأنت بحاجة إلى سلم، ويجب أن يتكون السلم من مجموعة عتبات وليس من عتبة واحدة، فإذا تألف السلم من عتبة واحدة، فإنه يفقد قيمته ولا يصلح للصعود .

الشعور برقابة الله تعالى على النفس ..
ابتدأ الأستاذ عبد الوهاب حسين الجلسة بذكر مقطع من دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) في عرفة، قوله : " عميت عين لا تراك عليها رقيبا " وقال : لله وجود فعلي هو أقوى من كل وجود، وله حضور ورقابة فعلية على الإنسان هي أقوى وأدق من كل رقابة، فهو أقرب للإنسان من حبل الوريد، وهم يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولا يفوته إحصاء شيء، ولا ينسى شيء .

وقال : لا يوجد من هو أكثر جلال وهيبة ولا أكثر كرما وعطاء للإنسان من الله تبارك وتعالى، ولكن وبسبب الغفلة وعدم الالتفات قد يتجاهل بعض الناس الرقابة الإلهية عليهم، وربما يجعل بعضهم من الله جل جلاله أهون الناظرين إليه . فنجد بعض الناس يمتنعون عن بعض الأعمال تأدبا لوجود شخص من الأشخاص وحشمة له، كأن يكونوا في حضرة حاكم أو مرجع دين أو وجيه من الوجهاء الكبار، ولكنهم لا يمتنعوا عن تلك الأعمال تأدبا بين يدي الله جل جلاله وحشمة له !! فهل لهذا الإنسان من الجلال والهيبة والكرم أكثر مما هو لله ذي الجلال والإكرام، لكي يمتنع الإنسان عن بعض الأعمال تأدبا وحشمة له، ولا يمتنع عنها تادبا وحشمة لله جل جلاله، ألم يجعل هذا الإنسان من الله جل جلاله أهون الناظرين إليه ؟!

العمل من أجل الوهم !!
وقال : ربما يعمل البعض عملا صالحا رياء للناس وسمعة أو خشية منهم، ولا يفعلوه قربة لله تعالى وخشية منه !! فهل هؤلاء الناس الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا أولى من الله جل جلاله مالك الملك بالعمل والخشية ؟!

وقال : إن الإنسان الغافل عن الله جل جلاله قد يرتكب بسبب غفلته هذه حماقات كبيرة في سلوكه ومواقفه وعلاقاته مع الغير، كأن يطيل صلاته لأنه سمع صوتا في المسجد، ثم يكتشف أن مصدر الصوت الرياح أو حيوان، فيكون قد أطال صلاته وحسّنها من أجل الوهم أو من أجل حيوان بدلا من أن يطيل صلاته ويحسّنها من أجل الله سبحانه وتعالى وتقربا إليه !! فأي حماقة أعظم من هذه الحماقة ؟! وقد يرتكب الإنسان حماقات كبيرة في مواقفه وعلاقاته مع الغير ( الصالح والطالح ) بسبب هذه الغفلة عن الله عز وجل .

وقال : الغفلة عن رقابة الله جل جلاله هي المسؤولة عن الحماقات والسقطات والأخطاء التي نرتكبها، السياسية والاجتماعية وغيرها، ولو وجدت هذه الرقابة لعافانا الله جل جلاله من الأخطاء والحماقات التي نرتكبها بحق أنفسنا وبحق الآخرين، ثم إذا حدثت الأخطاء في لحظات غفلة، فإننا سنتمكن من حلها بشكل ممتاز وبكل بساطة، بما لله عز وجل فيه رضى وللناس فيه صلاح . فالشعور برقابة الله جل جلاله على أنفسنا يعصمنا من الوقوع في الأخطاء والسقطات الكبيرة، وإذا حدثت منا الأخطاء والسقطات الكبيرة في لحظات الغفلة، فإننا على ضوء الشعور بالرقابة الإلهية على أنفسنا سوف نتمكن من حلها بشكل ممتاز وبكل بساطة، ولكننا للأسف الشديد وقعنا في ظلمات الغفلة ومتاهاتها، وأصبحنا ندخل في المشاكل والخلافات ولا نستطيع الخروج منها، وربما كانت تلك المشاكل والخلافات عقابا من الله جل جلاله لنا بسبب غفلتنا، فهل نصحوا من غفلتنا، أم ننتظر الصحوة الصاعقة، قول الله تعالى : { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ . وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ . لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ( ق : 19 ـ 22 ) .

أيها الأحبة الأعزاء : إذا أردنا أن نتجنب حدوث المشاكل والاختلافات الضارة بيننا وحل مشاكلنا وخلافاتنا بصورة واقعية وبشكل ممتازة وبكل سهولة، فعلينا أن نشعر برقابة الله جل جلاله على أنفسنا، وأن نلتفت بأن هناك إماما شاهد ينظر إلى أعمالكم، وأن سلوكنا ومواقفنا قد تدخل السرور إلى قلبه وقد تدخل الحزن والأسى عليه، وان نتصرف بمسؤولية كاملة على ضوء ذلك كله، بدلا من الطواف حول الذوات، والوقوف عند حدود القناعات الخاصة، وعدم تجاوزها إلى المشتركات .

تأثير الشعور برقابة الله على النفس ..
وقال : حينما يشعر الإنسان برقابة الله جل جلاله على نفسه، فإنه يسموا في ذاته سموا حقيقيا، ويرتقي في فكره وروحيته ومشاعره وأخلاقه ومواقفه وعلاقاته مع الغير ( الصديق والعدو، الصالح والطالح ) فمن المستحيل أن يشعر إنسان برقابة الله جل جلاله عليه، ثم يكون منحطا في ذاته وسخيفا في فكره وروحيته وشعوره وسلوكه ومواقفه وتكون علاقاته مع الغير علاقات غير إنسانية وغير راقية، فالإنسان حينما يجعل الله جل جلاله عليه رقيبا فالنتيجة الحتمية هو السمو في الذات والارتقاء في التفكير والروحية والشعور والسلوك والمواقف والعلاقات مع الغير .

العبادات تمثل درجة الذروة في الحضور والشعور بالرقابة ..
وقال : الشعور برقابة الله جل جلاله على النفس يجب أن تكون حالة دائمة وغير منقطعة، لأن لحظة واحدة من لحظات الغفلة قد تكون بمثابة السكتة القلبية أو الدماغية التي تقضي على حياة الإنسان، فكما أن السكتة القلبية أو الدماغية تقضي على حياة الإنسان الطبيعية، فإن لحظة واحدة من الغفلة قد تقضي على حياة الإنسان الروحية والمعنوية ويسقط بسببها في وادي سحيق لا يستطيع الخروج منه . أما عن حالة التوجه إلى الله عز وجل في العبادات، مثل : الصلاة والحج، فهي تمثل درجة الذروة في الحضور بين يدي الله ذي الجلال والإكرام والالتفات إلى الرقابة الإلهية، وتقوم بدور التغذية للشعور بالرقابة الدائمة والقيام بالله جل جلاله، فلو لم تكن الصلاة والحج والصيام وغيرها من العبادات المكتوبة، لفقد الإنسان الشعور برقابة الله جل وجلاله الدائمة على نفسه، وأنشغل بمحيطه المادي والنفسي والاجتماعي، وغفل عن الله ذي الجلال والإكرام ورقابته عليه، ولكن العبادات تقوم بترسيخ الشعور بالرقابة الدائمة وتنميتها وتقرب الإنسان من الكمال .

الشعور بالرقابة يكسب الإنسان نور المعرفة ..
وقال : شعور الإنسان برقابة الله جل جلاله على نفسه، يمنح الإنسان الحياة الروحية السامية، ويكسبه نور المعرفة الذي يستطيع من خلاله التمييز بين حقائق الأمور، ويكسبه القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الظروف الصعبة، بينما يكون الغافل أعمى لا يبصر حقائق الأمور، ويصعب عليه اتخاذ القرارات الصائبة لاسيما في الظروف الصعبة، قول الله تعالى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ( الأنعام : 122 ) .

كما أن الشعور برقابة الله جل جلاله على النفس، وما يصاحبها من سمو في الذات وارتقاء في التفكير والروحية والشعور والسلوك والمواقف، يكون سببا لانتصار الإنسان وظفره بمطلوبه، قول الله تعالى : { قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ } ( يوسف : 90 ـ 91 ) .

مع صاحب العصر والزمان ..
وقال : القرآن والأحاديث الشريفة عن الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الطيبين الطاهرين ( عليهم السلام ) قد نبهتنا إلى أن أعمالنا تعرض على الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى صاحب العصر والزمان ( عليه السلام ) قول الله تعالى : { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ( التوبة : 105 ) وقول الله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } ( النساء : 41 ) .

وقال الأستاذ : بالتأكيد أن لهذا العرض للأعمال أثره علينا وعلى الإمام ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) فالأعمال الحسنة تسره ( عليه السلام ) والأعمال السيئة تحزنه وتؤذيه، فمن منا لا يحرص على أن يدخل السرور على قلب صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) ومن منا من لا يحذر من إدخال الحزن والأسى إلى قلبه ( عليه السلام ) ؟! وكيف يكون الواحد مؤمنا ولا يحرص على إدخال السرور إلى قلب الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وكيف يكون الواحد مؤمنا ولا يحذر من أن يكون سببا لإدخال الأذى والحزن على قلبه ( عليه السلام ) ؟!

وقال : لو علم أحدنا بأن تقريرا سيرفع عنه إلى مسؤوله في العمل، فكيف سيتصرف ؟ هل انه سوف يقابل ذلك بعدم اكتراث وهو يرغب في الاستمرار في الوظيفة والترقي فيها، أم أنه سيحرص كل الحرص لتكون سمعته المهنية جيدة عند المسؤول، ويكون التقرير ممتازا عنه ؟ لا شك أنه سيحرص على أن تكون سمعته المهنية جيدة عند مسؤوله، وان يكون التقرير ممتازا .

وقال : عرض الأعمال على صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) هو بمثابة رفع تقرير دوري عنا للإمام ليكون مطلعا على أوضاعنا ليستطيع تأدية دوره كإمام بنجاح تام . فهل التقرير الذي يرفع إلى مسؤولنا في العمل أكثر أهمية من التقرير الذي يرفع عنا إلى الإمام صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) فليكون لنا بالنسبة إلى التقرير الذي يرفع عنا للإمام صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) نفس الدرجة من الحرص ـ على الأقل ـ الذي نظهره بالنسبة إلى التقرير الذي يرفع عنا للمسؤول في العمل !!

المادة ليست الحجاب الوحيد عن الحقيقة ..
وقال : الغفلة ليست بسبب حجاب المادة، بل ترتبط بخلل في التفكير وأمراض نفسية وروحية . فأول وصف في القرآن الكريم للمؤمنين هو الإيمان بالغيب، قول الله تعالى : { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } ( البقرة : 3 ) وقد سلط القرآن الكريم الضوء على حقيقة الدنيا والمادة، فالدنيا تفنى والآخرة تبقى، وان المادة تتوقف على الله جل جلاله في وجودها واستمرار بقائها وتأثيرها، ولا تستقل في شيء من ذلك عنه سبحانه وتعالى، ومن يؤمن بالغيب يصل إلى هذه النتيجة بكل تأكيد، ويصل إلى نتيجة أخرى، وهي : أن كل جبار وكل طاغوت لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فضلا عن أن يملكها لغيره، فهو لا يُخاف ولا يُرجى من دون الله عز وجل، وإنما الذي يُخاف ويُرجى هو الله وحده لا شريك له، قول الله تعالى : { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } ( الرعد : 14 ) .

وقال : أنظروا كيف يخاف بعض الناس من الجن ويتصرفون تحت تأثير هذا الخوف، ولكنهم لا يراعون وجود الملكين الرقيبين عليهم ذات اليمين وذات الشمال، قول الله تعالى : { إذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ( ق : 17 ـ 18 ) فهل الدليل على وجود الجن أقوى من الدليل على وجود الملائكة ؟! أم أنه الخلل في التفكير ؟! بل يصل تأثير الوهم على البعض إلى درجة الخوف الشديد من الميت، وهو يختلف عن الوحشة التي هي تمثل حالة طبيعية بسبب خروج الروح .

وقال : لا تكون المادة حجابا إلا في ظل الخلل الفكري والأمراض الروحية والنفسية، ومع الاستقامة في التفكير وسلامة القلب والروح، فإن المادة لا تقف حجابا بين الإنسان وربه، وبين الإنسان والحقيقة .

وقال : ليست المادة هي الوحيدة التي تقف حجابا بين الإنسان وربه، وبين الإنسان والحقيقة، وإنما العلم أيضا قد يكون حجابا بين الإنسان وربه وبين الإنسان والحقيقة، ويسمى بحجاب النور . فالعالم المغتر بعلمه والذي لا يتمتع بطهارة القلب والروح يتحول العلم لديه إلى حجاب بينه وبين ربه، وبينه وبين الحقيقة، ويتحول هذا العالم إلى كائن ضار، بل يكون أكثر ضررا من غيره، والتجارب التاريخية والمعاصرة في هذا المجال كثيرة لا تحصى .

وقال : الأنا وحب الذات والحسد حجب خطيرة ومظلمة، فإبليس ( عليه اللعنة ) كان يعيش بمظهر ملائكي ويعبد الله جل جلاله مع الملائكة في ساحة القدس، غير أن استغراقه في ذاته وحبه المفرط لها وحسده لآدم ( عليه السلام ) دفعه للتكبر على الله جل جلاله ومعصيته، فطرد من ساحة القدس، وهوى إلى واد سحيق وإلى الشقاء الأبدي الذي لن يخرج منه بإذن الله تعالى، قول الله تعالى : { قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } ( الأعراف : 13 ) .

وقال : حدث هذا وإبليس لا يشك في وجود الله وقدرته ولا يشك في وجود الآخرة والثواب والعقاب، بل لديه علم يقيني بكل ذلك، وكان بينه وبين الله عز وجل تخاطب مباشر، ولكن الأنا والاستغراق في الذات والحسد، حجبته عن الله ذي الجلال والإكرام والوصول إلى السعادة الأبدية وسقط مذموما مدحورا في واد الشقاء الأبدي، وقد جعل منه ما لديه من المخزون العلمي الكبير والخبرات والقدرات العظيمة الأكثر ضرر لنفسه ولغيره من الأنس والجن .

وقال : هذا ينطبق على بلعم بن باعوراء الذي كان حبرا من أحبار بني إسرائيل في زمن نبي الله موسى بن عمران ( عليه السلام ) وكان الآلاف يتلقون عنه العلم نظرا لغزارة علمه وتقواه، فقد آتاه الله تعالى آيات كثيرة وكان مجاب الدعوة، إلا أن حب الزعامة والمال والنساء وحسده لنبي الله موسى ( عليه السلام ) ضيع عليه دينه وإيمانه فانسخ من آيات الله عز وجل، واتبع هواه، وترك العمل بالعلم النافع الذي علمه إياه ربه، وارتد بعد الإيمان إلى الكفر والإلحاد، قول الله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } ( الأعراف : 175 ـ 176 ) فعلينا أن نستعيذ بالله جل جلاله من التكبر والأنا والاستغراق في الذات والحسد، نظرا لعظيم خطرهم، وتسببهم في خروج الإنسان من السعادة الأبدية إلى الشقاء الأبدي .

انتهاكات كرزكان ..
وبخصوص ما يحدث في كرزكان وانتهاك السلطة هناك، قال : الانتهاكات الأخيرة التي مارستها السلطة في كرزكان الجريحة بهدف اعتقال الشباب الأبرياء حقيقة، والمتهمين زورا وبهتانا، والرغبة في الانتقام منهم والانتقام من الشعب والمعارضة فيهم، هي ممارسات مدانة ومرفوضة بكل ما للكلمة من معنى وعلى كل المستويات، فهي مدانة ومرفوضة على المستوى السياسي، وهي مدانة ومرفوضة على المستوى القانوني، وهي مدانة ومرفوضة على المستوى الحقوقي والإنساني، وهي مدانة ومرفوضة على المستوى الشعبي .

وقال : لا يمكن تصنيف ممارسات السلطة في كرزكان أبدا على أنها ممارسات سلطة مع شعبها، بل هي ممارسات عدائية لا تمارسها سلطة مع شعبها، وإنما يمارسها الأعداء مع أعدائهم .

وقال : هي حالة خطيرة جدا، فالشعب أثبت بالتجربة رِقيّه في التعامل مع السلطة . فالكل رأى وعلم كيف تصرف المواطنون بشكل راقي وحكيم جدا مع ميثاق العمل الوطني، وكيف استجاب المحتجون لدعوة سماحة العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد، ذلك لأنهم لا يريدون سوى الأمن والاستقرار والحقوق التي توفر لهم العزة والحياة الكريمة . إلا أن السلطة تصرفت بشكل مختلف تماما، فانقلبت على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني، وأصدرت القوانين المقيدة للحريات، ومارست الانتهاكات الشنيعة لحقوق المواطنين ولا زالت، وتصرفات السلطة اليوم في كرزكان هي تصرفات عدائية مجنونة وغير مسؤولة، وهي أسوأ من تصرفاتها المدانة في التسعينات وما قبلها، وهذا يعني أنها تعمل على وضع السدود في طريق رجعة المياه إلى مجاريها الطبيعية، وتضع العراقيل أمام إقامة العلاقة الطبيعية بينها وبين الشعب .

وقال : صحيح أن السلطة تعمل على استبدال شعب بشعب آخر من خلال التجنيس السياسي الممنهج، ولكنها ـ وإن تألم الشعب وأصابه الضرر البليغ من ممارساتها ـ هي المتضرر الأكبر والحقيقي في النهاية، وعليها أن تدرك ذلك وتعلمه . فالسلطة مهما جنست فإنها لن تستطيع أن تستبدل شعب بشعب آخر، ولكن الشعب يستطيع أن يستبدل السلطة بسلطة أخرى، وهذا حق من حقوقه . والسلطة بهذه الممارسات العدائية وغير المسؤولة، تفتح الباب على مصراعيه أمام الاحتجاجات وأعمال المقاومة، وستكون مقبولة لدى كل الأطراف الشريفة في المعارضة، وستكون السلطة هي المدانة، وهي التي تحفر قبرها بيديها الآثمتين .

التكامل في الأدوار بين المقاطعة والمشاركة ..
وبخصوص رؤية تيار الوفاء الإسلامي حول الموقف من انتخابات العام 2010م، قال : لو نجحنا في تفعيل قراري المشاركة والمقاطعة على أساس التكامل بينهما ( وهي رؤية إستراتيجية يتبناها التيار وأعلنها في بيان الانطلاق ) فلا شك أن ذلك سيعود بنتائج إيجابية على الساحة الوطنية، وأحد أهم هذه النتائج هو توفير ظروف أفضل لعمل المشاركين والمقاطعين، بحيث يتجنب الطرفان المواجهة البينية داخل قوى المعارضة، وأن يكون التركيز على نيل الحقوق من السلطة وتحقيق الأهداف الوطنية، بحيث يعمل كل طرف لتحقيق أهدافه من خلال رؤيته وبرامج عمله دون الانشغال بالأخر .

وقال : لا يلزم العمل من أجل تحقيق أهداف المشاركة والمقاطعة الانشغال بالطرف الآخر، ولا يلزم من التكامل عدم سعي كل طرف لتحقيق أهدافه، بل إن تجنب المواجهة البينية سوف يخلق بيئة أفضل للنجاح . وقد ذكر تيار الوفاء في نهاية الرؤية : " أن تتطلع القوى المقاطعة لكسب الأكثرية لرؤيتها وموقفها على أسس واقعية تصب في خدمة المصلحة الوطنية العليا، بدون إحداث التصادم مع المشاركين " فالتيار سوف يسعى لبيان وجهة نظره وتحقيق أهدافه ولكن بالحسنى .

وقال : وقع البعض في فهم خاطئ لأطروحة التكامل من جهتين ..
· البعض ربط القبول بأطروحة التكامل بقبول الأطراف الأخرى لها، وهي لم تقبل، فلا قيمة عملية لهذا الطرح .
· والبعض رأي بأن أطروحة التكامل فيها مراعاة إلى الأطراف المشاركة على حساب الأطراف المقاطعة .
وكلا الفهمين خاطئ، فأطروحة التكامل لا تتوقف على قبول الأطراف الأخرى بها في الوقت الحاضر، ولم تقم على مراعاة المشاركين أو المقاطعين ونحوه، وإنما قامت على الفهم الشامل والدقيق لمكونات الساحة الوطنية والأفضل في إدارتها، وأن مسؤولية التيار هو طرح هذه الرؤية والدعوة إليها والسعي لإقناع الآخرين بها والعمل بجد وصدق من أجل تطبيقها . وهو إن واجه صدود وعدم قناعة بها في الوقت الحالي، فإن الأمر قد يختلف في المستقبل، فالواجب عليه أن يطرح ويعمل ما يؤمن بأن فيه لله رضا وللناس فيه صلاح، وان يسعى في تذليل العقبات التي تقف في وجهه وعدم الخضوع والاستسلام إليها، وقد بين تيار الوفاء مرارا وتكرارا بأنه ملتزم بمبادئه وقناعاته ولو كان العمل بها من طرف واحد .

وقال : لم يقف تيار الوفاء الإسلامي عند حد رؤية التكامل وإنما تقدم خطوة أكبر وأكثر أهمية حينما طرح توحيد القيادة وبنائها على أصول صحيحة، بحيث تأخذ بتعدد الخيارات والتكامل بينها، وتكون مظلة ممدودة يستظل بها الجميع .

وقال : في انتخابات 2002م رفضتُ شخصيا فكرة المشاركة بالصف الثاني، وذلك لأن هناك فرصة حقيقية لإحداث إصلاح حقيقي على مستوى المسألة الدستورية والدوائر الانتخابية وغيرها من خلال المقاطعة الشاملة، وهذا ما كاد أن يحدث وظهرت بوادره في العام 2004م، غير أن خطأ قد حدث بظهور رسائل القبول بالمشاركة في 2006م بدون قيد أو شرط مما دفع بالسلطة إلى التراجع عن التنازلات التي كانت على استعداد لتقديمها من أجل إقناع المقاطعين بالمشاركة .

وقال : الموقف في انتخابات العام 2010م مختلف عما سبق، فاليوم أصبحت قوي سياسية معارضة رئيسية ضمن المشاركين، وهذا أمر واقع لا يمكن تجاهله، فما هو الأفضل في إدارة الموقف ؟ هل ندخل في مواجهات بينية معهم ؟ أم نطرح التكامل ويسعى كل طرف لتحقيق أهدافه بالشكل الذي يراه مناسبا ؟ لا شك أن التكامل أفضل .

وقال : هذا الطرح ليس جديدا، فموقفي في العام 2002م هو عدم التعاطي مع أعضاء البرلمان، غير أن الموقف تغير بمشاركة الوفاق، وهذا لا يعني التمييز بين الوفاق في نفسها وبين غيرها من القوى السياسية الوطنية، وإنما لان مشاركة الوفاق قد خلقت معادلة جديدة على الساحة الوطنية، وقد سجلت ذلك في كتاب ذاكرة شعب .


الرؤيا تأسيس لحالة جديدة ..
وبخصوص الرؤيا، قال : نحن لدينا رؤية، ومن يملك رؤية فهو يمتلك موقف . والرؤية أعدت منذ شهور عديدة، وهي خلاصة لنقاشات واسعة ومعمقة وورش عمل وملاحظات أتت من علماء كبار ومحامين ومثقفين وسياسيين وغيرهم، ولدينا موقف أولي تفصيلي معد في خمسة بنود استندنا فيه إلى هذه الرؤية . وقد قدمنا الإعلان عن الرؤية على الإعلان عن الموقف التفصيلي، لأننا نريد أن نقف على نتائج الحوارات والمناقشات حول الرؤية، فهذا التقديم يسمح بتبادل الرأي حول الرؤية وإنضاج أكثر للموقف من الانتخابات، ويحترم عقول الجماهير، ونحن نتطلع بصدق وإخلاص إلى مشاركة الجميع في تطوير الرؤية وإنضاج الموقف .

وقال : الرؤيا تؤسس لحالة جديدة ولوعي جديد للساحة وللإدارة السياسية، فالأطروحات السابقة أحادية الجانب تتبنى إما المشاركة وإما المقاطعة، أما الرؤية فقد طرحت التكامل، كما أوضحت بأن المقاطعة ليست مطلوبة في نفسها، وإنما هي مطلوبة من اجل تحقيق الإصلاح الحقيقي والشراكة الشعبية الفعلية في صناعة القرار، فقد كانت انتفاضة الكرامة والشهداء الأربعين الذين سقطوا فيها وآلاف المعتقلين ومئات المهجرين والمبعدين من أجل المشاركة وليس المقاطعة، إلا أن المشاركة الحالية لا تؤدي إلى الشراكة الشعبية في صناعة القرار ـ وهي الغاية المطلوبة من المشاركة ـ بل هي عقبة في طريق الشراكة الشعبية الفعلية في صناعة القرار، ولهذا كانت مقاطعة تيار الوفاء، ثم جاءت شروط التيار للمشاركة في الانتخابات، لتبين بأن الهدف هو المطالبة بالشراكة الفعلية والوصول إليها عبر نضالات شعبنا التي لم تنقطع ولن تنقطع قبل أن يحدث الإصلاح الحقيقي وتحصل الشراكة الشعبية الفعلية في صناعة القرار .

وقال : رؤية التكامل لا تؤدي إلى ترسيخ خيار المشاركة على حساب خيار المقاطعة، فهذا الطرح طرح مرعوب لا يملك الثقة الحقيقية في خياراته وقدرتها على الانتصار في الصراع من خلال الأدوات السلمية والأساليب الواقعية البعيدة عن الضجيج والإثارة . فنحن قد أعلنا موقفنا العام من الانتخابات وهو المقاطعة، وسوف ندافع عن هذا الخيار بكل شجاعة ونبينه للناس بالتي هي أحسن، ونضع برامج وآليات عمل من أجل تحقيق أهداف المقاطعة ولن نكتفي بنشر الرؤية، فالمقاطعة موقف واقعي من أجل معالجة قضايا حقيقية على الساحة الوطنية وليست رغبة سياسية في مقابل رغبات سياسية أخرى، وهذا الموقف لا يتعارض مع أطروحة التكامل، فهناك عوامل دفعتنا للمقاطعة، وهناك عوامل أخرى دفعتنا لطرح التكامل ضمن الرؤية الشاملة والدقيقة لمكونات الساحة والأفضل في إدارتها، والنقاط التي دفعتنا إلى المقاطعة لا تمنع من التكامل، كما توهم البعض .

وقال : نتمنى أن تكون هناك مناقشات جادة وواعية لهذه الرؤية وما جاء فيها من التأسيس، وهذا ما حدث إلى حد ما، ولكن ـ وللأسف الشديد ـ وجدنا أيضا كثيرا من المناقشات الخشبية الجامدة التي تقوم على التعصب والأحكام المسبقة، والمناقشات الانفعالية الغرائزية وربما الموتورة، وهي لن تثنينا عن المضي قدما في الطريق الذي رسمناه، وقد وضعنا أدوات لمناقشة الرؤية ودراستها وتوصيلها إلى الجماهير، وأملنا كبير جدا في أن نكسب الجولة لصالح هذه الرؤية المتوازنة والعمل بها من أجل مجد الوطن ومصالح المواطنين، إن لم يكن على المدى القريب فعلى المدى البعيد، والعاقبة للتقوى والمستضعفين في الأرض .

وقال : من الخطأ تصور أن الانتصار لأحد الخيارين في الظروف الراهنة لا يكون إلا بمحاربة الخيار الآخر وإلغائه، فهذا التصور في الوقت الحاضر غير واقعي، وهو تصور جامد لا يدرك المتغيرات، ولا يأخذ جميع المكونات بعين الاعتبار في فهم المعادلة السياسية وإدارة الموقف السياسي، وسيكون ـ لو عمل به ـ فشلا لكلا الطرفين، بل هو انتحار سياسي إراديناتج عن سوء التقدير وسوء الإدارة .

موقف المقاطعة يقوم على بعد واقعي ..
وبخصوص تأثير تزوير نسبة التصويت على خيار المقاطعة، قال : للقرار السياسي والمواقف السياسية بعدان ..
· البعد الواقعي الحقيقي : وهو يرتبط بوجود قضايا وطنية حقيقية، مثل : المسألة الدستورية، والتوزيع الظالم للدوائر الانتخابية، والتجنيس السياسي الممنهج، والتمييز الطائفي البشع، والفساد الإداري والمالي، ونهب الثروة وسرقة الأراضي ونحوها، وكل هذه القضايا والملفات تبحث عن حلول واقعية تتطلب التغلب على الصعوبات، مثل : تزوير نتائج الانتخابات، وممارسة السلطة لإرهاب الدولة ضد المعارضين، ونحوها، وهي صعوبات حقيقية إلا أنها لا تلغي الموقف الواقعي المطلوب من أجل إيجاد حلول واقعية للقضايا والملفات الوطنية الفعلية . وقرار المقاطعة هو من قبل هذه المواقف الواقعية التي ينبغي أخذها والالتزام بها مهما كانت الصعوبات والتحديات من أجل الوصول إلى حلول واقعية لقضايانا الوطنية والملفات العالقة .
· البعد السطحي والشكلي : وهو البعد الذي ينظر إلى الصعوبات والتحديات ويتخذ المواقف التي تمليها عليه هذه الصعوبات والتحديات، بدون أن ينظر إلى فاعلية المواقف وقدرتها على حل القضايا الوطنية والملفات العالقة، وهذه الموقف تكون هدرا للجهد ومضيعة للوقت وسببا لضياع حقوق المواطنين وتشويه لصورة الوطن ومدعاة لتخلفه .

التحالف الثلاثي ( الوفاء وحق والأحرار ) ..
وبخصوص إعلان تيار الوفاء الرؤية وإعلان حق والأحرار الموقف، قال : البعض توهم بأن هناك اختلاف كبير بين تيار الوفاء من جهة وحركة حق والأحرار من جهة ثانية، وهذا غير صحيح، فحق والأحرار شركاء حقيقيين في الرؤية، والمقاطعة موقف مشترك بيننا، وسوف تكون هناك برامج مشتركة لتحقيق أهداف المقاطعة قبل الانتخابات وبعدها . والقول بأن الاختلاف في بعض التفاصيل، مثل : أن تيار الوفاء يؤمن بالتكامل بين خيار المشاركة والمقاطعة، بينما حق لا تؤمن بذلك، وهذا يلغي التحالف والعمل المشترك، هذا القول ليس في محله، بل هو من سوء التفكير، فليس من المعقول أن نسمح للاختلاف في بعض المسائل الجزئية ـ ووجودها أمر طبيعي بين القوى المتحالفة ـ بأن تعصف بالتحالف والعمل المشترك، فهذا النمط من التفكير سيء، وهو الذي يقف وراء نكبة العرب، حيث أن الاختلاف في بعض المسائل الجزئية يدخلهم في صراعات مريرة مع بعضهم، ويقف عقبة أمام وحدتهم وعملهم المشترك، بينما نجد الأوربيين يحافظون على وحدتهم والعمل المشترك بينهم رغم اختلافهم في الكثير من المسائل الجوهرية، وهذا سر قوتهم وتقدمهم .

وقال : حينما ترغب في الصعود إلى مكان مرتفع فأنت بحاجة إلى سلم، ويجب أن يتكون السلم من مجموعة عتبات وليس من عتبة واحدة، فإذا تألف السلم من عتبة واحدة، فإنه يفقد قيمته ولا يصلح للصعود، فلا بأس في أن يتكون عمل المعارضة من مجموعة عتبات لكي تستطيع الصعود إلى المكان المرتفع الذي ترغب الوصول إليه، ولا بأس في أن يؤلف العتبات مجموع التفاوت لدى المشاركين والمقاطعين .

صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML