|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
ولنا في كل »داعوس« قائد 2010-04-03 نعي في مجتمع يصر على أن يبقى مدى الحياة كالقطيع، مجتمع لا يريد أن يتحرر من سطوة القيود والسلطات الوهمية، مهما علت أو خفضت. نحن مجتمع يريد أن يعيش بلا إرادة وبلا عقل وبلا هوية، يريد أن يعيش إلى أن يموت هكذا، مسلوب القرار، أسيراً للقيادات الزائفة، مطيع لها في خنوع، ومنساق لها في خشوع. نحن في مجتمع لا يستطيع البقاء إلا بعد أن يصنع لنفسه قائداً ولو كان من ورق، لأنه لا يريد أن يكمل ما تبقى من وجوده،إلا أن يكون عبداً للقائد الضرورة. نحن نعيش في مجتمع يخترع القيادات اختراعاً، ولهذا صنعنا بأنفسنا قيادات لكل شيء، ففي المنزل لنا قائد فحل، وفي الشارع لنا قائد بغل..للدين قائد، وللمسجد قائد، وللمأتم قائد آخر، وللموسيقى قائد، وللجمعية السياسية قائد، وحتى المناطق التي لا يقطنها بني آدم اخترعنا لها قائداً نحن مجتمع يعشق القائد، ويعبده ويقدِّسه، ويسبح له أناء الليل وأطراف النهار، مجتمع لا يرتضي أن يُمس قائده المغوار بسوء، وإن كان مه يخرج كل السوء. نحن نعيش في مجتمع يعتبر طفله قائداً، ومراهقه قائداً، ورجل الدين فيه قائداً، ومعتوهه السياسي قائداً، وفوضويه قائداً...مجتمع فيه عدد أنفاس القيادات أكثر من عدد النسمات. نحن نعيش في مجتمع لا يملك قراره، ولا يعرف ليله من نهاره، مجتمع مخدر بخدر القيادات الوهمية، تسيِّره قيادة أيرجل دين ولو كان دون قدرات حقيقية، وتتحكم في إرادته قيادات الدكاكين السياسية من المنامة ومروراً بكابل وانتهاء ببلد الضباب الجميلة. نحن نعيش في مجتمع معصوب العينين مكبل اليدين، منزوع العقل والإرادة، لأننا نستطيع بعد كل هزيمة أن نعلق كل إخفاقاتنا وسخافاتنا في عنق قيادات صنعناها من عجز محاكاة الحاضر، فضلاً عن المستقبل، لهذا قنعنا بالموت تحت أوامر القيادات المبتذلة، بدلاً من أن نعمِّر الحياة التي لا تعترف بالضعفاء والعاجزين. نحن نعيش في مجتمع يمجد القيادات تمجيداً، لسبب وجيه ودون سبب، بل نحن نمجد مستلزمات القيادات، فكتبنا أشعاراً في حاويات القمامة وفي قياداتها، وقارنَّا أنفسنا بعلي والحسين وكربلاء، وكأننا نسكن في عصر الفتوحات والمعارك الأولى في صدر الإسلام، لهذا فإما أن تتبع القيادة التي يرسمها الأطفال والسياسة، أو أنك ستذهب إلى الجحيم. نحن نعيش في مجتمع مفعول به ولسنا من الفاعلين، فحياتنا مرهونة بقائد لا يأبه بنا، فهو تحت مسمى ''الله'' و''السياسة'' يركب فوق ظهورنا تارة، وتارة يكسر لنا الضلوع، وفي كل حين يأخذنا نحو الأزمات والتأزيم، فيلوي لنا أذرعا تكدح في النهار، كي تستر على عيالها في الليل، فسحقاً لنا،ولكل من لا يتبع القيادة ''المهزلة''. نحن نعيش في مجتمع قائده هو الذي يختاره، كما أنه لا يقبل القسمة على اثنين، ولا يقبل النقاش، ولا يرتضي بالنقد، هو القائد الذي لا يخطئ، هو تحت الإله وفوق البشر، وهو القائد المعصوم في عصر الأخطاء. نحن نعيش في مجتمع يخلق بالكذب والترهات و''بالجمبزات''، مجموعة من القادة يفوق عددهم كافة الناس، ففي كل منعطف، وفي كل وادٍ، وفي كل شارع، وفي كل مسجد لنا قائد مغوار، هو يأمر وعلينا الطاعة، لقد كذبوا وكذبوا وكذبوا حتى صدقوا وصدقنا معهم كذبهم. نحن نعيش في مجتمع ''يبوس'' القائد بوساً، ثم يحمله على الأكتاف والأعناق الذليلة، فيعلق صورهُ ''بنرات بنرات''، بدءاً من الداعوس، وانتهاء بجامع المحلة، ثم المساجد والحسينيات، وعلى زجاج المركبات، وبين هذا وذاك صلوات ودعوات أن يطيل الله عمر قائدنا المؤمن. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |