|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
لن تهمل الثأر
__DEFINE_LIKE_SHARE__
حتى لو أطفأت المدن الكبرى أضواءها ســاعة أو سـاعتين أو وقفت المليارات السبعة من سكان هذا الكوكب ســاعة أخرى حدادآ. فالأمر لا يختلف كثيرآ. أجراس لا تكف عن الرنين منذو لقاء البرازيل حتى الدانيمارك فهي تنذر البشر بكارثة هي أشبه بقيامة عاجلة إنتقامآ مما لحق بالماء والهواء والتراب من أذى . الإنسان هو الإبن الوحيد العاق لهذا الكوكب الذي يقضم ثدي أمه ويبصق في البئر الذي ينتشل منه الماء ليشرب ويغتسل ويزرع الخلاصة الدرامية الكونية هي براقش جنت على نفسها وقد تجني على أحفاد أحفادها إذا إستمر الإنتهاك للبيئة الطبيعية بحيث يندر الأكسجين حتى الإختناق وتعصف الأعاصير بحضارات ومعالم تاريخية بحيث تحولها إلى خراب وأطلال . التوقعات لمستقبل الأرض غير ســارة على الإطلاق وهناك ما ينبىء عن موعد بشري فالفاضل أصبح مرشحآ بقوة الإنتهاك للتحول إلى رذل والكون الذي كان بيتآ أليفآ بدأ يتحول إلى منفى وبالتدريج قد يصبح جحيمآ أو قبرآ بسعة الكوكب كله . والغريب أن الناس لاهون عن كل هذا ونادرآ ما تشغلهم شجون الجغرافيا وأمراض البيئة وشجون السياسة والتاريخ ولهذا المديونيات تتراكم وتسديدها قد لا يكون متاحآ للأجيال المقبلة التي سوف ترث كوكبآ مريضآ مخلخلآ وعلى حافة الهاوية . أن العلماء والعباقرة والحاصلين على جوائز نوبل وغيرها لا يقرأون الفناجين ليقولوا لنا أن الغد سوف يكون أفضل أو أسوأ من اليوم بل يحتكمون إلى مراجع علمية بالأرقام والجداول . وإذا كان إطفاء الأنوار الساطعة في أبرز معالم المدن والعواصم الكبرى في العالم هو تعبير رمزي عن وعي الأخطار المحدثة بالأرض ومن عليها فإن التوقف مجرد طقس عابر لا يعيش أكثر من ساعة ثم يعود كل شيىء إلى ما كان عليه , فالتلوث أفسد الرئات والدورات الدموية وأصاب مليارات البشر بضيق التنفس وثـمة مدن في أسيا لم تعد الحياة فيها ممكنة، ولهذا سوف ترى الناس في الشوارع يحملون زجاجات الأوكسجين على ظهورهم . فهذا الزفير السام التي تلفضه مصانع العالم بعد أن إصبحت قادرة على إعادة الجنة إلى صحراء ، وقد يأتي يوم تحتجب فيه النجوم من ســماء فقدت صفاءها لأن المتوالية السوداء ليس لها نهاية . فأية عبقريات تلك التي جعلت ساكني هذا الكوكب يحولون كل ما فيه من أخضر إلى أصفر ومن نقي إلى ملوث، لقد أمهلتنا الأرض المعتدى عليها طويلآ لكنها لن تهمل الثأر منا جميعآ . مع تحيات نجيب ايوب |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |