إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: نصائح اختيار شركة لإدارة حسابات وإعلانات السوشيال ميديا (آخر رد :حسن سليمة)       :: المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل الدعوى (آخر رد :حوااااء)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تفسير الحلم بمعدات الصيد (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم انجاب ولد للمتزوجه (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم رؤية المطر (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم حادث دهس (آخر رد :نوران نور)       :: رؤيا اكل الحلوى في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الخنفساء السوداء في المنزل (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-29-2010, 04:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,612
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

من أسرارِ الصّلاة

لم أر في كلام العلماء أفضـل من تلخيص الإمـام ابن القيم رحمه الله لسرّ أسرار الصلاة إذ قال: ( للعبد بين يدي الله موقفان ، موقف بين يديه في الصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه ، فمن قام بحق الموقف الأول ، هـُوِّن عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ، ولم يوفـّه حقه ، شُّـدّد عليـه ذلك الموقــف ، قال تعالـى : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ، إنَّ هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا


وقال في كتابه العظيم أسرار الصلاة : ( فاعلم أنَّه لا ريب أنَّ الصلاة قـرّة عُيون المحبّين ، و لذّة أرواح الموحدين ، و بستان العابدين و لذّة نفوس الخاشعين ، و محكّ أحوال الصادقين ، و ميزان أحوال السالكيـن ، و هي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين )


وقال أيضا : ( ولما امتحن الله سبحانه عبده بالشهوة ، و أشباهها من داخل فيه ، و خارج عنه ، اقتضت تمام رحمته به ، و إحسانه إليه ، أن هيّـأ له مأدبة ، قد جمعت من جميع الألوان ، و التحف ، و الخلع ، و العطايا ، و دعاه إليها كل يوم خمس مرَّات ، و جعل في كلّ لون من ألوان تلك المأدبة ، لذّة ، و منفعة ، و مصلحة ، ووقار لهذا العبد الذي قد دعاه إلى تلك المأدبة ، ليست في اللون الآخر ، لتكمل لذّة عبده في كلّ من ألوان العبودية ، و يُكرمه بكلِّ صنفٍ من أصناف الكرامة ، و يكون كلّ فعل من أفعال تلك العبودية ، مُكفّرا لمذموم كان يكرهه بإزائه ، و يثيبه عليه نوراً خاصا ، فإنَّ الصلاة نورٌ ، و قوّة في قلبه ، و جوارحه ، و سعة في رزقه ، و محبة في العباد له ..


فيصدر المدعو من هذه المأدبة ، و قد أشبعه ، و أرواه ، و خلع عليه بخلع القبول ، و أغناه ، و ذلك أنَّ قلبه كان قبل أن يأتي هذه المأدبة ، قد ناله من الجوع ، و القحط و الجذب ، و الظمأ ، و العري ، والسقم ما ناله ، فصدر من عنده ، و قد أغناه ، و أعطاه من الطعام ، و الشراب ، و اللباس ، و التحف ما يغنيه )


وقال رحمه الله : ( و كان سرُّ الصلاة و لُبـُّها إقبال القلب فيها على الله ، و حضوره بكلِّيته بين يديه ، فإذا لم يقبل عليه ، و اشتغل بغيره ، و لهى بحديث نفسه ، كان بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذرا من خطاياه ، وزللـه ، مستمطراً سحائب جوده ، و كرمه ، ورحمته ، مستطعما له ما يُقيت قلبه ، ليقوى به على القيام في خدمته ، فلمَّا وصل إلى باب الملك ، و لم يبق إلاّ مناجته له ، التفت عن الملك وزاغ عنه يمينا ، وشمالاً ، أو ولاّه ظهره ، و اشتغل عنه بأمقت شيء إلى الملك ، و أقلّه عنده قدراً عليه ، فآثره عليه ، و صيَّره قلبة قلبه ، و محلَّ توجهه ، و موضع سرِّه) أ.هـ.


والصلاة هي زكاة الوقت ، فكما أنَّ للمال زكاة ، فللعمـر زكاة ، ولهذا كانـت الصلاة هي سـرُّ بركة العمر ، وكلَّما كان العبد معظِّمـا لها ، كانت بركة عمـره أعظـم من غيـره ، وعمله فيه كذلك .


ولهذا لاينظر الله تعالى إلى أي عمل من العبد يوم القيامة قبل نظره إلى الصلاة ، فإن صلحت صلح عمله ، وإن فسدت فسد عملُه ، كما لايقبل الصدقة ممن منع الزكاة .


ولهذا كانت هـي قرُّة عين النبـيِّ صلـى الله عليه وآلـه وسلـم ، وكان يقــول لبلال ( أ رحنا بها يا بلال ) .


هذا .. ومن تأمـَّل في أسرار هذه العبادة العظيمة ، التي هي أعظم العبادات بعد الشهادتين ، وهي ركن الإسلام الأعظم ، لأنهّـا اجتمعت فيها كلُّ معاني العبودية ، من تأمـّل في أسرارها ، واستحضرها أثناء أداء الصلاة ، صارت قـرّة عينه ، وراحـة نفسه ، وغاية أماني روحه.


وسرُّ أسرارها أنها لقاء العبـد بربِّه ، وإتصاله بخالقه ، ولهذا ورد في الحديث أنَّ المصلي يناجي ربه ، وورد أن ( الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة مالم يلتفت ) وأنه سبحانه يجيب المصلـّي في قراءة الفاتحة كما سيأتي.


وأوّل أسرارها ، أنَّ الإستعداد لها بالتطهّر من الذنوب بالوضوء فالشهادتين بعده ، لتفتح للعبد أبواب الجنة الثمانية ، فيستقبل هذا الإكرام الإلهي العظيم ، بأعظم عبادة وهي الصلاة.


ثم يكبـِّر معلنـاً خلع كلِّ ما سوى الله تعالى ، وإلقاءه وراءه ظهره ، إذ لايستحق أي شيءٍ حتـّى أن يخطر على باله ، وهو يقف هذا المقام العظيم بين يدي ملك الملوك .


ثم لايبدأ بشيء وهو يقف بين يديْ سيّده ، قبل البراءة من ذنوبه ، وطلب المغفرة من ربّه ، إذ كانت الذنوب هي الحائل بين العبد ، وبين كـلّ خيرٍ ، كما في حديث الإستفتاح ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي ..الحديث ) .


أو يسبّح الله ، وينزّهه ، ويحمدُه ، ويُثني عليه بأفضل الثناء في الإستفتـاح الآخــَـر ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمـك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ).


ثم لمـَّا كان الشيطان أحرص ما يكون على أن يحـول بين العبد ، وبين الإنتفاع من هذا الموقف الجليل الذي هو غذاء الروح ، ودواؤُها ، ورواء النفس ، وشفاؤُها ، أُمـر المصلّي أن يستعيذ في هذا المقام العظيم بالله من الشيطان الرجيـم ، من نفخه ، ونفثه ، ونزغه .


ثم أوّل شيءٍ يبدأ بـه بعد البسملة ، أن يقول : الحمد لله رب العالمين ،


فيحمد الله تعالى الذي أذن له أن يقف بين يديه ، وهداه إلى هذا الحال ، ورفعه إلى هذا المآل ، فكم من شقيِّ قـد حُرم من هذا الدخول ، وأُبعـد عن هذا الوصول.


فإذا قالها : أجابه ربُّه : حمدنـي عبـدي ، ثم إذا قال : الرحمن الرحيم ، أجابه ربُّه : أثنـي عليّ عبدي ، ثم إذا قال : مالك يوم الدين ، قال الله تعالى : مجّدني ، فإذا قال : إياك نعبد ، وإياك نستعين ، قال الله تعالى: هذه بيني ، وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم ، قال الله تعالى : هذه لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، وأما بقيّة هذه السورة الجليلة ، فهو وصف لصراط الهدى ، ولأهله .


ولاريب أنَّ هذا الدعاء : إهدنا الصراط المستقيم ، هو أنفع دعاء مختصر يدعو به العبد مطلقا ، ذلك أنَّه يجمع له الخير كلَّه ، ويصرف عنه الشرَّ كلّه .


ثم بعدما يقرأ ما تيسـَّر من القرآن ، قانتـاً لله تعالى ، واقفاً بين يدي ربّه موقف العبد الذليل ، يتلو كلام الله ، ويملأ قلبه من هذا الينبوع الإلهـي ، فيطهّر روحه به ، ويخرج منه وساوس الشيطان ، ورجس الذنوب ،


يفعل ذلك ليتهيأ بعده ، لينال أعظم شرف يناله مخلوق في الوجـود .


وهو أن يُشِّرفـه الله بالإذن له بالركوع بين يدي ملك الملوك ، فيركع معظّماً لسيده ، ويسبّحه تسبيحا مقرونا بتعظيمه .


ثم يرتفع حامداً ربه على أن فضّله بهذه النعمة العظيمة ، وشرّفـه بهذه المنـّة الجليلة ، ويقول : ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه ، ملء السموات ،وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيءٍ بعـد .


ثم بعدما شرفه الله بالركوع ، فحمد الله تعالى عليه ، استحـقّ بالشكر المزيد ، فحينئذٍ يأذن الله تعالى له بالسجـود ، وهو أعظم تقريب للعبد من الله تعالى ، كما في الحديث ( أقرب ما يكون أحدكم من ربه وهو ساجد ) ، وهو أجل مقامات العبودية ، ولهذا لما طلب ذلك الصحابيّ من النبيّ أن يرافقه في الجنة ، قال له : أعنّي على نفسك بكثرة السجود ، وفي الحديث : لايسجد العبد لربه سجدة إلاّ رفعه الله بها درجة ، وحطّ عنه بها خطيئة .


فيسجد لربّه مسبّحا له في عُلاه ، ولمـَّا كان الساجد في غاية العبودية ، والذلّ ، ناسب أن يسبَّح الله بإسمه الأعلى ، وليتوسَّل بهذا الإسم ليرفعه الله تعالى ، ويُعلي قدره.


والسجود هو معراج الرفعة عند الله تعالى ، ولهذا ورد في الحديث ( شرف المؤمن قيام الليل ) ، وإنما يرفع الله تعالى محمداً على الأوّلين ، والآخرين ، في القيامة ، إثـر سجوده تحت العرش ، فيعلّمه الله محامد ، لم يفتح الله بها على أحدٍ سواه ، فيُعطى بذلك المقام المحمود ، الذي يشرفه به على الخلق أجمعين ، وهم جميعا عليه شاهدين ، وقـد نال هذا الشرف العظيم أيضا بسجوده في ليالي الدنيا ، كما قال تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) وقال تعالى ( وتقلّبك في الساجـدين ) .



ولما كان هذه النعمة الجليلة ، والمنّـة العظيمة ، أعني أن يأذن الله تعالى لعبده الذي هو لاشيء أصلا ، أن يبلغ هذا المبلغ العظيم ، ويصل إلى هذه الحضرة الإلهية الشريفة العليّة ، لما كانت هذه النعمـة لايطيق العبد شكرها ، ناسب أن يستغفر الله تعالى بعدها فيقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي .


أي ربّ اغفر لي تقصيري ، وكيف لي أن أكون بهذا القرب منك ومعي ذنوبي ، وإنـّي مهما فعلت ، فلن أطيق شكر هذا التقريب إليك ، وإذنك لي أن أسجـد بين يديك ، مع كثرة خطاياي ، وعظيم ذنوبي ، وتقصيري .


ولما كان هذا الموطن من الصلاة ، أعني الجلوس بين السجدتين ، قد إستمد جلالته من وقوعه بين أعظم عبوديتين ، أعني السجدتين ، ناسب أيضا أن يدعو بخير الدنيا والآخرة ، ولهذا علم النبي أحد الصحابة أن يقول في هـذا الموضع : ( رب اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، واجبرني ، وعافني ، وارزقني ) وقال له : إنّ هذه تجمع لك دنياك ، وآخرتك .


وأما تكبيرات الإنتقال ، فسرُّها أنّ حـقّ العبد أن لايتحرّك منه ساكـنٌ ، ولا تطرف له عينٌ ، وهو واقف بين يدي ملك المـلوك ، سيد الأكوان ، ولهذا إذا تحرك من قيامه ليركع ، ناسب أن يجـلّ ربه أن يتحرَّك أيّ حركة بين يديه ، إلاّ بالتعظيم ، والتبجيل ، ولاتكون هذه الحركة إلاّ من القيام الذي هو عبوديـّة القنـوت ، إلى مقام عبودية أجـلّ منه ، وهو الركوع ، ثم إلى السجود أجلّ مقامات العبودية ، أو العودة إلى تكرار هذا الترتـيب .



وبهذه الأفعـال تكون الصلاة قد اكتملت ، ولم يبق إلاّ تكرار هذه العبوديات ، وذلك أنَّ الصلاة مثل المائدة التي تحتوي على غذاء القلب ، وشفاء الروح ، فلا بد من أخذهما شيئـاً بعـد شيء ، وتكرارهما ، حتى يعظم انتفاع الروح بهما .


يتبــــــــع
</B>



__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML