|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
الحراك الاجتماعي في جزيرة سترة بقراها الرئيسية يحتاج إلى وقفة تأمل. ففي مطلع الشهر الجاري اجتمع عدد من وجهاء سترة (من قراها الرئيسية: الخارجية، واديان، القرية، مهزة، سفالة ومركوبان) بهدف الخروج بصيغة مقبولة لتجميل المنطقة وإحياء البرامج الاجتماعية التي تجمع الناس على فعل الخير ونشر مبدأ الحوار والتسامح والتعاطي مع الظروف العصيبة برؤية وعزم نحو حلها من خلال ما يتوفر من إمكانات سلمية وقانونية. ردود الفعل كانت متفاوتة، فبينما أيّد عدد غير قليل من الوجهاء والمعنيين هذه الخطوة، اتضح أنها لم تكن واضحة للشباب الذي أصبح يائسا من الوعود السياسية الحالية، ونتج عن ذلك حرق سيارة رئيس نادي سترة، وقبل ذلك حرق خيمة كانت معدة لاحتفال يخطو خطوات باتجاه تشجيع نهج آخر للتعاطي مع مشكلات القرى السترية. على أن ما أصبح واضحا الآن أن المعاناة والحرمان والتجاهل الذي وقع على سترة خلق جيلا غير مؤمن بالوعود الرسمية، وربما يضيق صدره عندما تطرح مبادرات يشمون منها رائحة إطلاق المزيد من الوعود التي لم يتحقق منها شيء على مدى أربعين سنة. فالقرى السترية التي كانت عنوانا للجمال (سترة من النخيل مملوءة بالعيون، مثل عين أم الرحى)، أصبحت الآن محرومة من السواحل بعد أن صودرت جميعها، وحتى كان لديهم نحو 600 متر من الساحل تمت مصادرته العام الماضي وجرح عدة أشخاص وفقد أحدهم عينه (وهو معاق سمعيا) عندما احتجوا على مصادرته، وهدأت تلك الاحتجاجات، ولكن النتيجة كانت إطلاق مزيد من الوعود، وهي عبارة عن رسم تخيلي (من خلال برنامج باور بوينت الإلكتروني) يقول لأهالي سترة إنهم سيحصلون على شيء ما في يوم من الأيام. هذه الوعود لا يصدق الناس أنها سترى النور، لأن جميع الوعود السابقة تقريبا لم ترَ النور، فهذه الجزيرة التي تحوي أكثر من 30 ألف نسمة من المواطنين (إضافة إلى 31 ألف نسمة من الأجانب بحسب تقديرات 2007) ليس لديهم مستشفى للولادة (رغم أنه كان لهم مستشفى من هذا النوع قبل أكثر من خمسين سنة) وليس لديهم إسكان (معدل أربع أسر تسكن في كل بيت)، وليس لديهم ساحل، وليس لديهم شوارع، بل إن عددا غير قليل من شوارعهم مازالت من التراب، و«شارع رقم 1» المحاذي لخزانات النفط يتسبب مع في حوادث مرور يومية لأن أربع مدارس ومركز سترة الصحي تقع على هذا الشارع الخطير الذي تمر عليه شاحنات ثقيلة، وهناك آلاف الطلاب ينقلون إلى المدارس الثانوية خارج سترة لأن هذه الجزيرة ليست فيها ثانوية للبنين، وليس فيها متنزه يتناسب مع حجمها، وإكمال نادي سترة متعطل، ولا يوجد مقر ثابت لصندوق سترة الخيري، ولا مكتبة عامة، وكل الخدمات المتوافرة في منطقة بهذا الحجم ليست موجودة في سترة، إضافة إلى مصيبة التلوث البيئي وازدياد عدد البيوت الآيلة للسقوط والانخفاض المستمر في مستوى المعيشة. بعد هذا كله، هل نستطيع أن نلوم انتشار اليأس لدى الشباب من الوعود الحكومية التي لم ولا تنفذ؟ وهل يمكن أن نلوم انتشار أفكار متطرفة في مثل هذه الحالات؟ ربما أن الجواب أصعب من السؤال، ومع كل هذا، أودّ في الحقيقة أن أتوجه إلى الشباب الستري بأن لا ينجرّ إلى ما يزيد هذا الوضع سوءا، لأن إيذاء النفس لا يحلّ المشكلة أبدا. http://www.alwasatnews.com/2759/news/read/387977/1.html __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |