نقد "بيان الترشيد"

محروم.كوم · #1 03-26-2010, 06:43 PM

بعد أن ضجت الجماهير في القرى برفضها للتخريب و نبذها للحركات اللا مسؤولة و المتخبطة و عدم المنسقة بين البيوت وداخل الأزقة، أتى بيان "الترشيد" كنتيجة حتمية لهذا الضغط الشعبي.

اقتباس:
"إن تيار الوفاء لم يكن السبب في نشأة الاحتجاجات القائمة اليوم في البحرين، فهي سابقة على وجوده ككيان، وهو لا يدعي لنفسه شرف قيادتها، ولكنه يضع نفسه دينيا ووطنيا معها في خندق واحد"

التأخر عن الإرشاد له ضريبة و ثمن
أول ما يلفت في هذا البيان أنه أتى متأخرا، و عليه: فكل من سكت طوال الفترة السابقة عن ممارسي عمليات التخريب و التحركات الغير منظمة، أو لم يوجه هؤلاء الصبية بصورة واضحة و مشددة، أو وصفهم بالمجاهدين أو المقاومين أو ضمير الشارع أو غيرها من الأوصاف يتحمل كافة المسؤولية الشرعية و القانونية و التداعيات الوطنية الناتجة عن هذه العمليات من تخريب للمال العام و المال الخاص، و في مقدمتهم الأستاذ حسن مشيمع ثم الأستاذ عبدالوهاب حسين و اللفيف الذي حوله.

اقتباس:
"ومن حق الأفراد والجماعات في هذا البلد اتباع مختلف وسائل الاحتجاج السلمي لنيل حقوقهم كاملة.."

اقتباس:
"ونتيجة لتزايد الاحتقان السياسي والاجتماعي والاقتصادي من ناحية، وتصاعد سياسة قمع أعمال الاحتجاج السلمي
المنظم من ناحية ثانية، بدأت منذ ثلاث سنوات تقريبا مجموعات من الشباب باستخدام أساليب حرق الاطارات وحاويات القمامة وقذف رجال الامن بالحجارة، وتطور ذلك في بعض الأحيان إلى استخدام القنابل الحارقة ."
أولا: كيف يكون حرق و تخريب المرافق العامة و الخاصة من شوارع و إشارات ضوئية و حدائق و سيارات و بيوت- كيف يكون وسيلة سلمية؟ هذه مغالطة كبيرة! الحرق و التدمير هو من وسائل العنف، و وصف حركة ما أو تيار ما بأنه تيار سلمي لكنه يدعو أتباعه لمثل هذه الممارسات تناقض كبير، فلا يمكن بعد اليوم وصفكم بأنكم تيار يؤمن بالاحتجاج السلمي.
ثانيا: كون الطرف الحكومي ظالما، يبرر لي مواجهته ومقاومته بكافة الوسائل المشروعة سلمية أم غير سلمية لكن بصورة غير متخبطة، لا ظلم الآخرين بتكسير المرافق التي ينتفع منها عموم الشعب خاصة أن المناطق التي تتحرك هي مناطق مهملة و مقصاة عن التطوير و الشيء الذي يخرب يظل على حالة لمدة سنوات عقوبة لتلك المناطق.

اقتباس:
"إن تيار الوفاء لم يكن السبب في نشأة الاحتجاجات القائمة اليوم في البحرين، فهي سابقة على وجوده ككيان، وهو لا يدعي لنفسه شرف قيادتها.."
– مرة أخرى.
اقتباس:
"فإن أشكال الاحتجاج التي تنتشر في البحرين اليوم وتتصاعد رغم كل محاولات قمعها والحد منها ومحاصرتها تحت مختلف العناوين والمسميات، هي ثمرة طبيعية للظلم والقمع وتقييد الحريات ومنع العمل السلمي، ونشأتها لم تات بقرار من قيادات أو تنظيمات، وهي لا ترتبط ببعضها لا بشكل هرمي ولا مركزي"

هنا التيار يؤكد أن هذه التحركات و الممارسات هي :
أولا: متفلتة و غير متقيدة!

وهذه واقعية من التيار لأن المراهقين لن يلتزموا بما يقول هو أو حركة حق، وفي نفس الوقت هو هروب للأمام حتى لا يحاسبه أحد!

ثانيا: غير سلمية بل ناتجة عن تقييد العمل السلمي!

ثالثا: عشوائية و غير منظمة!

اقتباس:
"ولكنه لا يقبل أية تبريرات للقيام بالتصدي لفعاليات الاحتجاج السلمي، بحجة أنها لا تتوافق مع مرجعيته الدينية أو السياسية"

أولا: ماذا عن الاندساس لبعض الفعاليات و المسيرات لحرفها عن الغرض الذي أقيمت لها، أليس ذلك تصدي لفئة أخرى؟

ثانيا: ماذا عن حرق البيوت و السيارات و الخيم و الفعاليات؟ أليس من الواجب إنكاره و بصوت عال لا السكوت عنه أو مسيارته ، لأنه بحسب البيان تصدي و مصادرة للرأي الآخر.

ثالثا: ماهي مرجعيته التيار الدينية؟ كل ما نسمعه أن لها شرعية و من حقها أن تختار مرجعية، لكن من هو مرجع التيار؟ و هل هو شخصية وهمية أم هو الأستاذ نفسه؟ هو تأرجح بين عدة أشخاص بين الجمري ثم قاسم ثم المقداد ثم لا ندري من، فكل من لا يوافق الأستاذ يغيره كما يغير العقال الذي يلبسه حتى يأتي بشخص له مقاسه و مقاسه هو فكره المرحلي فكل فكر مرحلي للأستاذ له مرجعية سياسية و دينية جديدة!
و لا ننسى أن بعد رفض السيد فضل الله حرق الإطارات و غيرها من ممارسات ضد المال العام و الخاص لا يرتضيها أي مفت، توقف عبارات التمجيد له و توقف تيار الوفاء وحركة حق عن التلميح بأنها مسددة منه!
في رأيي أن الأستاذ عبدالوهاب حصر نفسه في المرجعية الدينية الأمر الذي استطاع الأستاذ حسن مشيمع أن يفلت منه بتكوينه لتيار وطني لا تيار إسلامي! طبعا عبدالوهاب حينما فقد المرجعية استعاض عنها ببعض العمائم لإضفاء صبغة شرعية ما!!

اقتباس:
" وهو-أي التيار- يعتز بالاستجابة الواسعة للنداء الذي أطلقه سماحة الشيخ عبد الجليل المقداد لوقف كل اشكال الاحتجاج لمدة أسبوع واحد، وذلك اثر تداعيات الخلاف وخصوصا في منطقة سترة بشأن الأعمال الاحتجاجية . "

اقتباس:
"وإن تيار الوفاء على أتم الاستعداد للمشاركة في أي حوار أو برامج باتجاه ترشيد العمل الاحتجاجي.."

إن الاستاذ نفسه دعي مرات و مرات سابقا من الشخصيات التي اجتمعت في سترة "فطنش"، فلماذا الآن يتوجه لمن يريد أن ينسق ويرشد؟ لأن الناس قالوا كفاية! وليس باستطاعتهم الآن تحمل ظلم من الحكومة و ظلم آخر من المراهقين المنتسبين للحركة أو التيار.

اقتباس:
"عدم المبادرة للاصطدام مع الأشخاص أو الفئات الذين لا يتفقون مع أساليب الاحتجاج السلمي، لكي لا يتحول العمل الاحتجاجي إلي سبب لصدامات بينية."

لماذا لم يتضمن البيان رفع الغطاء عمن يقومون بتكسر و حرق الممتلكات الخاصة؟ أم رفع القلم عنهم لأنهم يختلفون مع هؤلاء الأشخاص في أسلوب عملهم؟

أ إذا خرجت الآن و رأيت سيارتي محروقة و رأيت أن الفاعل هو القاريء الذي لم تعجبه كتابتي فأمسكته، أ أكون مخابراتأ أم صاحب حق يجب أن أعوض؟ __DEFINE_LIKE_SHARE__