محاولات أمنية لإفراغ مهنة الطب والتمريض الإنسانية من أخلاقياتها

محروم.كوم · #1 03-21-2010, 10:00 PM

محاولات أمنية لإفراغ مهنة الطب والتمريض الإنسانية من أخلاقياتها

اعتقال نقابي واختصاصي أشعة بسبب معالجتهم لمصاب الشوزندون موافقة أمنية

مركز البحرين لحقوق الإنسان

19 مارس 2010

يعرب مركز البحرين لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الخطير الذي تنتهجه السلطات البحرينية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها قرى ومناطق البحرين، احتجاجا على الانتهاكات المستمرة التي تمارسها السلطة من خلال استخدام القوات الخاصة للذخيرة الحية ضد المحتجين في هذه التظاهرات السلمية، وكذلك في اعتقالها لممرضين احدهم ناشط لحقوق الإنسان بسبب مساهمتهم الإنسانية بعلاج أحد ضحايا هذه الاحتجاجات الشعبية.
ففي تاريخ 14 مارس 2010 أقدمت القوات الخاصة ( قوات من المرتزقة الأجانب) على قمع احتجاجات كانت قد شهدتها قرية كرزكان باستخدام الذخيرة الحية والرصاص الانشطاري المعروف محلياً بـسلاح "الشوزن" – والذي يستخدم عادة في صيد الطيور والحيوانات الصغيرة – وكان احد ضحايا هذه الاحتجاجات الشاب حسين السهلاوي 25 عاما حيث تم إطلاق النار عليه عدة مرات عن قرب عندما كان يهم خارجا من منزل جده في قرية كرزكان - مما خلف حوالي سبعون شظية مغروسة في جميع أنحاء جسده. ونظرا لسوء حالته وكثرة جراحه المنتشرة ونزيفه المستمر جراء تلك الشظايا، لجأ هو إلى منزل النقابي المعروف ونائب رئيس جمعية الممرضين إبراهيم الدمستاني والذي قام بعملية التضميد المبدئي ووقف النزيف ، داعياً إياه للذهاب سريعا إلى المستشفى لعمل الفحوصات والأشعة اللازمة والعلاج المطلوب، وهو الأمر الذي أدى إلى اعتقال الدمستاني وأخصائي قسم الأشعة في مستشفى السلمانية [1] السيد ع ش بتهم تتعلق بإسعاف وتطبيب مصاب في قضايا أمنية دون إذنٍ مسبق أو إبلاغ وزارة الداخلية.

[1] خبر اعتقال اختصاصي الأشعة ع .ش http://www.alwasatnews.com/2750/news/read/382549/1.html

وفي تصريح لمدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية [1] بتاريخ 15 مارس 2010 اقر فيه باستخدام الذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات من قبل القوات الخاصة ، بل أضاف في انه سيتم محاسبة الأشخاص الذين تجاوزوا الأعراف الإدارية المتبعة في إدخال المريض وعلاجه في المستشفى، مؤكدا بأن التستر على شخص مطلوب للعدالة يعتبر جريمة، ولكن الشخص المصاب لم يكن مطلوبا لأي جهة أمنية أو قضائية عند لجوؤه للعلاج، بل كل التهم التي وجهت له فيما بعد هي تتعلق بالتجمهر ولا تستدعى ردة الفعل العنيفة هذه أو إطلاق النار عليه. وبدل أن تحاسب الجهات الأمنية على جريمة اقترفتها وهي استخدام الذخيرة الحية ضد أبرياء مسالمين تحولت التهمة والإدانة إلى أناس قاموا بمهامهم الإنسانية بكل مهنية وحرفية أخلاقية تتطلبها مهنتهم.
وقد حاول أفراد من الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان زيارة الضحية في مستشفى السلمانية إلا إنهم منعوا من ذلك . ويذكر بأن لدى المستشفيات المحلية أوامر بضرورة إبلاغ الجهات الأمنية قبل الشروع في معالجة أي مصاب في التظاهرات الاحتجاجية، الأمر الذي يتعارض مع متطلبات مهنتهم الإنسانية. ونظراً لحالة الخوف التي تنتاب ضحايا الانتهاكات التي تقوم بها القوات الخاصة فإن غالبية ضحايا تلك التظاهرات والاحتجاجات يتخلفوا عن مراجعة المستشفيات لتلقي العلاج الصحيح، ويكتفون بالتضميدات المنزلية أو بعض العلاجات الشعبية، مما يشكل خطراً كبيراً على وضعهم الصحي.

[1] تصريح وزارة الداخلية حول قمع الاحتجاج في قرية كرزكان http://www.alayam.com/Articles.aspx?aid=10474

الناشط ابراهيم الدمستاني

يعتبر النقابي الدمستاني من المدافعين الحقوقيين المعروفين عن حقوق العاملين في مهنة التمريض. وقد سبق وقدم للتحقيق في فترات سابقة بسبب نشاطه في جمعية التمريض البحرينية وعمله الدؤوب من أجل تحسين أوضاع الممرضين . كما سبق أن تعرض لعدة مضايقات نتيجة عمله النقابي فقد وجهت له النيابة العامة تهمة القذف والسب لمسئولين في وزارة الصحة وتم الإفراج عنه لاحقا بضمان محل إقامته ومن ثم برأته المحكمة من هذه التهم. وقد قامت وزارة التنمية الاجتماعية بحل[1] إدارة جمعية التمريض التي هو ناشط فيها، وعينت رئيسا لها من قبل الوزارة إلا أن الجمعية العمومية لجمعية التمريض قد رفضت ذلك القرار وقامت بطرد الرئيسة المعينة من قبل الوزارة. ويعتقد مركز البحرين لحقوق الإنسان أن اعتقال الدمستاني في هذه الحادثة يأتي أولا ضمن سلسلة المحاولات للتضييق عليه وعلى نشاطه كنقابي معروف ومن اجل وقف عمله في الجمعية وإسكات صوت أخر لمدافع معروف عن حقوق الإنسان. ويهدف اعتقاله ثانيا هو وزميله أخصائي الأشعة إلى تخويف وترهيب جميع الأطباء والممرضين من القيام بدورهم الإنساني في تطبيب جميع الضحايا بعيدا عن خلفيتهم السياسية والاثنية والمذهبية والدينية ، ودون الرجوع إلى أي جهة أمنية أو مخابراتية لأخذ الإذن منها، لان ذلك لا يدخل في نطاق مهنة الأطباء والممرضين. ويعتقد المركز بان هذه الفزعة الأمنية ضد علاج الضحايا والضغط على الأطباء والممرضين للإبلاغ عنهم هو وسيلة لتحويل هذه المهنة الإنسانية ومن يقوم بها من أطباء وممرضين إلى رجال امن ومخبرين لأجهزة الدولة الأمنية والذي يتعارض تماما مع هذه المهنة الإنسانية وأخلاقياتها.

وتشهد قرى ومناطق البحرين احتجاجات شعبية متنامية شبيهة بانتفاضة شعبية نتيجة سياسة السلطة في الاعتقالات التعسفية المستمرة والتعذيب الممارس في السجون والتجنيس السياسي لتغيير التركيبة السكانية والتمييز المنهجي ضد الشيعة وجلب وتدريب أفراد المرتزقة وتجنيدهم للإغارة على القرى البحرينية وتزايد مستوى الفقر واستشراء الفساد في أوساط الحكم، ودخول السلطة طرف في إذكاء الخلافات بين الشيعة والسنة، وتهميش دور البرلمان والإمعان في إذلال المخلصين من ممثلي الشعب فيه.
وبذل أن تغير سياستها لإصلاح تلك الملفات العالقة المسببة للازمة، لجأت السلطة إلى الحلول الأمنية من خلال الاستقواء بقوات أجنبية للتعامل مع هذه الاحتجاجات وقمع كل تحرك سلمي.
و يطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان السلطات البحرينية بـ:
1. الإفراج الفوري عن النقابي والناشط الحقوقي إبراهيم الدمستاني وزميله اختصاصي الأشعة .
2. تقديم كافة متطلبات الرعاية الطبية لضحايا الانتهاكات من المواطنين بعيدا عن أي موافقات أمنية مسبقة والمحافظة على جميع المعايير المهنية الإنسانية وعدم الانصياع إلى أي ضغوط أمنية يمكن لها أن تفقد هذه المهنة من إنسانيتها أو أخلاقياتها.
3. رفع المنع عن زيارة الضحية في المستشفى حالا
4. وقف استخدام الأسلحة النارية والرصاص الانشطاري لقمع الاحتجاجات السلمية.
البدء عملية حوار جدي وفعلي مع قوى المجتمع والبحث الجدي في الأسباب التي تقف وراء هذه الاحتجاجات بدل الحلول الأمنية

[1]http://www.alwasatnews.com/2170/news/read/162480/1.html

--
للتواصل مع مركز البحرين لحقوق الإنسان:

البريد الإلكتوني: [email protected]
الفاكس: (973) 17795170
للإتصال : 39633399

الموقع الإلكتروني
www.bahrainrights.org

قناة المركز في اليوتيوب
http://www.youtube.com/user/baharincenter

مدونة المركز في الجوجل بلوجز
http://bahraincenter.blogspot.com/

حساب المركز في التويتر
http://twitter.com/bahrainrights

حساب المركز في الفيس بوك
http://www.facebook.com/home.php#!/g...7622539&ref=ts __DEFINE_LIKE_SHARE__