|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا |
#1
| ||
| ||
عودة الى التاريخ بقلم: ساطع نور الدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل أيام، والتي لم تكشف تفاصيلها كاملة، عدا اصابته بطلق ناري في رجله، لم تكن تذكيرا فقط بان الرجل ما زال يخوض عملية سياسية انتحارية، بل ايضا بان الانتخابات العراقية التي كانت اختراقا مهما، لن تكفي وحدها لضمان الاستقرار المنشود في بلاد الرافدين. بناء على ما صدر حتى الان من نتائج اولية لفرز الاصوات، يبدو التقدم الذي حققه المالكي ولائحة دولة القانون مؤشرا على وطنية عراقية مستعادة، وعلى رغبة شعبية واسعة في اعادة بناء دولة مركزية قوية، ودليلا على ان الصراع السياسي في العراق ممكن، في ظل الاحتلال الاميركي من جهة، وفي ظل الارهاب الاسلامي من جهة اخرى.. برغم انه لن يؤدي بالمرشح المتقدم في هذه الحالة الى السلطة، ولا ربما الى الشراكة فيها. محاولة الاغتيال مجرد اشارة اولية الى ان بقاء المالكي في رئاسة الوزراء مرفوض من جميع خصومه الداخليين الذين لا يحتملونه لانه يختصر الشخصية العراقية القوية والمستقلة الى حد ما، كما هو منبوذ من جميع جيران العراق الستة من دون استثناء، من ايران الى سوريا الى السعودية الى الكويت الى الاردن وصولا الى تركيا، وهي الدول التي تجمع يوما على موقف، لكنها تتفق فقط على كره الرجل وحتى الحقد عليه، لاسباب خاصة بكل دولة ، لكنها ترجح فعلا وصول رئيس آخر الى رئاسة الحكومة، بغض النظر عن الغالبية الانتخابية التي لن يكون لها اعتبار خاص، وربما لن يكون لها اي تقدير. وينسحب هذا الموقف على ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي لا تكن له ودا شديدا، لكنها تميل الى الاحتفاظ به مع فريقه السياسي والعسكري في الحكم، بناء على توصية القادة الاميركيين في العراق الذين يريدون شريكا عراقيا يعرفونه ويعتمدون عليه، لا سيما في الاشهر المقبلة التي ستشهد اكتمال انسحاب القوات الاميركية المقاتلة قبل آب المقبل، تمهيدا للخروج العسكري الاميركي الاخير المقرر في نهاية العام 2011.. اذا لم يطرأ جديد على الوضع العراقي او الاقليمي. لكن رغبة العسكر الاميركي لا تضمن بقاء المالكي الذي يمكن ان يتحول استهدافه او اسقاطه الى عمل من اعمال المقاومة الوطنية للاحتلال، كما يمكن ان يتحول الى عنوان للتنافس الاقليمي على وراثة الاميركيين في العراق، او على الاقل الى شرط للحد من هذا التنافس، بحيث يتم التوصل الى تفاهم خارجي على بديل يمثل قاسما مشتركا بين الدول الست، ولا يستفز ايا منها، كما لا يثير القوى السياسية الداخلية التي وان كانت تعترف بقوة لائحة دول القانون وشعبيتها لكنها تجمع هي الاخرى على رفض الرجل. وفي هذه الحالة يخشى ان تكون الانتخابات العراقية لحظة مضيئة وعابرة في التاريخ العراقي الحافل بالانقلابات والاغتيالات التي طالما عكست صعوبة حكم بلاد الرافدين، حتى في الحقبات التي اضاءت التاريخ العربي والاسلامي. السفير - 15-3-2010 __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |