|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
العلماء الأحرار.. أبو ذر الغفاري مثالاً ![]() منتظر الشيخ أحمد لا توجد سلطة سياسية تستطيع البقاء إلا بشرعنة العلماء لها، لهذا جاء توجيه القيادة الرسالية للمجتمع بالتحذير من علماء السوء اللذين يعطون شرعية للسلطات السياسية في تعديها وظلمها ونهبها لحقوق الناس. و لهذا تحمّل القيادة الرسالية المجتمع مسئولية (التدقيق لاختيار القائد الذي يتبعه)، وذلك لأن القيادة التي وكلت للعلماء في زمن غيبة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) تتحمل مسئولية توجيه المجتمع نحو الثقافة الرسالية الأصيلة، كما يقع على عاتقها مسئولية الدفاع عن أحكام الله. فهذا التاريخ يحدثنا عن العلماء الذين تخرجوا على يد الأئمة المعصومين ![]() هؤلاء العلماء الذي نذكر منهم أبو ذر الغفاري في زمن أمير المؤمنين والذي جعلته مثال مقالي هذا، كذا منهم أبي حمزة الثمالي وسعيد بن جبير وغيرهم الكثيرين، الذي يحدثنا التاريخ عنهم وعن بطولاتهم في الدفاع عن أحكام الله وقيم السماء، فبأمثال هؤلاء العلماء الذين حفظوا آثار النبوة وأبقوا على أحكام الإسلام ونشروا مبادئه وتعاليمه وزرعوا حب آل البيت ![]() ![]() عالماً رسالياً وفارساً شجاعاً حمل على عاتقه هموم المظلومين والمعذبين، فكان منبراً يمثل الشجاعة في حرية الرأي والتعبير، وعالماً محامياً عن أحكام الله، فاضحاً للظلمة والمنافقين. فعند قريش لم تمنعه أصنامهم ولا ذئابهم عن توسط المسجد الحرام والجهر بإسلامه منادياً (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) حتى ثار عليه القوم وضربوه حتى أضجعوه. و عند إسلامه تشهد له السيرة بشجاعته وورعه وعلمه، فقد وكل إليه رسول الله ![]() ![]() ![]() لم يتخلف أبي ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه) عن بيعة، فقد ثبت على بيعته الأولى في زمن رسول الله ![]() ![]() ![]() قال الشيخ المفيد رحمه الله، في بيان إمامة أمير المؤمنين علي ![]() وقال اليعقوبي، حول الموضوع ذاته: وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار، ومالوا مع علي بن أبي طالب. منهم: العباس بن عبد المطلب، إلى أن قال: وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر.. الخ ما ذكره[1] . أبو ذر الذي لم يخفي إسلامه حتى تلقى ضربات قريش، كذلك لم يخفي تشيعه حتى نفي إلى الربذه ومات جائعا هناك، فهذا المستدرك ينقل لنا صورة عن ذاك العالم الشجاع عن حنش الكناني، أنه قال: سمعت أبا ذر يقول ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ: أيها الناس، من عرفني، فأنا من عرفتم، ومن أنكرني، فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله يقول: ألا إن مثل أهل بيتي فيكم، مثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق [2] . لقد كان صلباً قوياً، متفانياً في سبيل ذلك. وكأنه في موقفه هذا، يفسر لنا بيعته لرسول الله ![]() لقد قاوم أبو ذر السلطات القائمة التي لم تسمح عقيدته في أهل البيت ![]() لقد عرض عليه أتباع عثمان مبالغ كبيرة بغية العدول عن مواقفه التي كان فيها يدعو إلى محاربة الظلم والمفسدين من بني أمية وبني مروان حيث أجابهم مستهجناً بما يدعوه إليه قائلاً: أنا لست فقيراً حتى تغروني بهذه الدراهم والدنانير وإن كنتم لا ترون في بيتي إلا أثاثاً بسيطاً ومتاعاً معدماً فأنا من أغنى الناس فقالوا له مستغربين: ومن أين هذا الغنى الذي تدعيه؟ أجابهم ![]() ![]() أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) الذي تحمل الصعوبات في سبيل تبليغ رسالات الله (سبحانه وتعالى) كما قال سبحانه: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله) [4] فتحمل الجوع والفقر والمرض والتبعيد وغير ذلك لكنه تمكن من تغيير المفاهيم الجاهلية إلى المفاهيم الإسلامية التي جاء بها رسول الله ![]() حري بنا عندما نقول هناك عالم أن ننظر للعالم كما ننظر لهذا العالم الشجاع الذي لم يقبل أن يعطي تلك السلطات أي شرعية في ممارسة الظلم والجور وبقي ثابتاً على بيعته الحقة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ![]() [1] سلسلة الأركان الأربعة (1) – محمد جواد آل فقيه [2] 1 ـ المستدرك / 3 / 150 ـ 151 نقلاً عن كتاب سلسلة الأركان الأربعة (1). [3] نفس المصدر [4] سورة الأحزاب: الآية 39. *كاتب من المنطقة الشرقية / السعودية __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |