اتفق مع ما ذكره الكاتب الصحافي بالزميلة «الوسط» قاسم حسين، في أن الذين يشنون حرباً إعلامية على كتلة الوفاق، يخدمونها ويرفعون رصيدها في الشارع، بعد أن انخفض بسبب المشاركة والآداء الضعيف إذا ما قورن بطموح شارعها. واتفق معه أيضاً في أن الوفاق ما كانت تحلم بهذه الفرصة الذهبية، لكنني لا أوافقه الرأي فيما ذهب إليه من أنهم يخدمونها من حيث لا يشعرون. بل أستطيع الجزم أنهم يعلمون تمام العلم أن هذه الحملة سترفع رصيد الوفاق في الشارع، ولكنها أيضاً بالمقابل ترفع رصيدهم هم، وتجعل حظوظهم مرتفعة في دخول المجلس من جديد، كما ترفع أسهم الوفاق. ولعل الجميع يتذكر لأن نائباً من قادة هذه الحملة، لم يستطع الفوز في الانتخابات البلدية عام 2002، ولولا أن الحظ أسعفه في الانتخابات النيابية التي أقيمت بعدها بأشهر، ودخل جولة الإعادة مع امرأة، لما كان يفوز بعضوية البرلمان.
ولكنه عاد في انتخابات 2006، وحقق فوزاً مريحاً، بسبب مواقفه المنتقدة للوفاق، وهو في الحقيقة لا يناكف الوفاق فحسب، بل يناكف حتى غير الوفاق من المحسوبين طائفتها. أنا لا أنتمي لجمعية الوفاق، بل لا أنتمي حتى إلى تيارها، وهذا واضح لكل من يعرفني، وأنا هنا لا أدافع عنها، بل إنني أريد أن أثبت أن الهدف من الحملة عليها هو دعاية انتخابية ليس إلا. فما قاله النائب الشيخ علي سلمان بشأن الحكومة المنتخبة في المؤتمر العام للوفاق، ليس جديداً، بل قاله أكثر من مرة، وقد سبق أن قاله في جلسة النواب، بل سبق أن قاله في الجلسة النيابية المتعلقة بموضوع الدفان، صحيح أن رئيس المجلس وقتها أراد شطب كلامه من المضبطة، لكن ما حصل أن كلامه أثبت بعدها عند التصويت. فلماذا لم تثر هذه الضجة حينها، ألا يوحي ذلك بأن الضجة المثارة الآن ليست لدوافع وطنية، وأنما لأجندات لدى مثيريها؟! أما موضوع اللقاء بالسفير البريطاني، فهو وإن كان اللقاء يخالف اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية، ويخالف قانون الجمعيات، إلا أنه وكما جاء في بيان السفارة، لم يصدر هذا الخطأ منها وحدها، فقد سبق والتقت السفارة بنواب مستقلين وآخرين من كتلة أخرى، مما أوقع أولئك النواب في حرج، الأمر الذي دفعهم لتكذيب السفارة، بيد أن السفارة ردت وذكرت التواريخ والنواب!، ولا أنصح النواب بتكذيب السفارة مجدداً، لكي لا يتم نشر صور اللقاءات!!. إنها فضيحة بكل المقاييس، أن يتظاهر نواب بأنهم وطنيون ويدافعون عن مصالح البلد، على حساب طأفنة الشارع، ويرفعون الأصوات المنادية بحب الوطن، وهم في الحقيقة، لا يريدون إلا رفع حظوظهم لدخول المجلس من جديد. أقول لنوابنا، اتقوا الله في هذا الوطن، فبالأمس القريب كنا نعيش أخوة متحابين، لا فرق بين سني وشيعي، وإن ما تهدفون له عبر هذه الحملات الممجوجة حطام زائل لا محالة، وغداً تغادرون الدنيا لا تحملون منها سوى أكفانكم، فاعتبروا يا أولي الألباب.
__DEFINE_LIKE_SHARE__