المشيمع...ستتوقف الزوبعة إذا ما تحققت الأهداف التي تتوخاها السلطة

محروم.كوم · #1 02-28-2010, 01:40 AM

ما حصل هو هروب إلى الأمام ..
ستتوقف الزوبعة إذا ما تحققت الأهداف التي تتوخاها السلطة

تغطية خطبة المشيمع في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول

بعد صلاة العشاءين – ليلة السبت من كل أسبوع

( 11 ربيع الأول 1431 هجرية )

ليلة السبت – الموافق 26/2/2010م

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } الأعراف : 96.

الإيمان والتقوى وآثارهما العملية:
تناول فضيلة الأستاذ المجاهد حسن المشيمع في صدر خطبته الإشارة إلى صفتين درج القرآن الكريم على التركيز عليهما وهما الإيمان والتقوى، مبينا أنهما صفتين مهمتين مع ارتباطهما بحركة المجتمع والصلاح أوالفساد الذي يطال المجتمع جرَّاء هاتين الصفتين. وأوضح بشكل مجمل أنَّ صفة التقوى لها معنى آخر غير صفة الإيمان وأنَّ الله سبحانه وتعالى حين يربط عنوان الإصلاح الاجتماعي وحركة الخير الذي يعمُّ المجتمع والصفاء جرّاء صفتي الإيمان والتقوى لا يتحدث عن جوانب نظرية بل يتحدث عن ترجمة للعنوان النظري.

وأضاف: التقوى بتعبير الإمام الصادق (ع): " أنْ لا يَفقدكَ حَيثُ أمَرَك ، ولا يَرَاكَ حَيثُ نَهَاك "، سفينة البحار : ج8 ص558. هذا التعبير ليس نظرياً، كل مكان وموقع يريدك الله أن تكون فيه لا بدَّ أن تكون متواجدا فيه لتمثل عنوان التقوى وكل مكان يمثل غضب وسخط الله عليك أن تتجنَّبه، التقوى بالمضمون القرآني لشرع الله في سائر الأحوال والعلاقات، يقول سبحانه وتعالى: { ..وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } المائدة : 8، يفترض أن مجرد العداء بينك وبينه لا يجعلك تظلمه، .. العداء قد يدفع الإنسان لأن يمارس ظلما ضدَّ عدوِّه ويجحف حقه، لا بدَّ أن يكون تطبيق العدالة على أبعد الناس قبل القريبين والمحيطين، والتقوى هي كيف تستطيع أن تلزم نفسك وتتقوَّى عليها بحيث لا تظلم عدوك اللدود بل تمارس معه العدلو وتمارس الصدق؛ فالصدق مطلوب في كل موقع ومع كل الناس مهما كان دينه أو عرقه.
مضيفا: التقوى تقتضي أن تكون في موقع الدفاع عن المظلومين لأنه شأن يحبه الله وألا تكون مع الظالمين لأنه مما يمقته الله.
وأكد بأنه إذا توفر هذا النمط من التطبيق العملي لمفاهيم القرآن حتما سيكون الخير منتشرا، مبينا أن مما يمنع من انتشار الخير الأنا والعصبية وعدم التوزيع العادل للثروة بين الناس إذ أن الالتزام العملي بالتقوى يؤدي إلى خلق حالة الاستقرار والصلاح وعموم الخير كما في دولة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) حيث الصدق والورع والإيمان، وتابع: بسبب عدم توزيع الثروة ومحاولة البعض السيطرة على الآخر والاستئثار بالثروات تعيش فئة البذخ فيما يرزح آخرون في الفقر والحرمان، عن الإمام علي (ع) قوله: " ما رأيتُ نعمةً موفورةً إلا وإلى جانبها حقٌّ مُضيّع "، وقوله (ع): " فمَا جاعَ فقيرٌ إلا بِما مُتِّع بهِ غَنيّ ".

الزوبعة الإعلامية المفتعلة .. كيف نقرؤها؟ ما هي أهدافها؟ وما هو مآلها؟
اعتبر سماحة الأستاذ المشيمع أن ما أثير بعيد إقامة المؤتمر العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية بشأن ما ورد في خطاب الأمين العام للجمعية سماحة الشيخ علي سلمان مجرد زوبعة إعلامية مفتعلة ومقصودة مشيرا أن هناك أهدافا عدَّة من ورائها ومرجحا بأنها ستخبو عند تحقيق النظام أهدافه من تلك الإثارة، وقد تناول سماحته التعليق على الحدث في سياقات ثلاث:
1)الموقف من الإثارة.
2)كيف نقرأ الحدث؟ وما هي الأهداف والرسائل التي تتوخاها السلطة؟
3)ما هو مآل هذه الإثارات؟

1.الموقف من الإثارة:
أكد المشيمع موقفه بقوله: لا يزايدنَّ أحدٌ علينا - لأننا نحمل مبدأ - بأننا سنقف مع أي إنسان مؤمن صادق يدافع عن الوطن بغض النظر عن انتمائه ولا يمكن أن نقف مع الظالم ضد المظلوم خاصة عندما يكونوا إخوة مؤمنون ورفقاء درب، لا يتوقع أحدٌ أننا سنقبل بظلم السلطة وإن اختلفنا مع الوفاق؛ لذلك نحن مع الوفاق ومع وعد في نهاية المطاف وفي خندق واحد.
ودعا المشيمع إلى أن تكون هناك " إعادة قراءة لهندسة الوضع السياسي من جديد على اعتبار ان ما حدث تعتبر رسائل فكيف تقرؤها لتختار موقفا سياسيا على ضوء هذه المتغيرات ".

2. كيف نقرأ الحدث؟ وما هي الأهداف والرسائل التي تتوخاها السلطة؟
اعتبر المشيمع أن الحدث عندما تقرأه في مساره الطبيعي واضح أنه مختلق فلماذا كل هذه الضجة والإثارة؟ وما هي الأهداف التي تريد السلطة تحقيقها من خلال هذه الإثارة المصطنعة؟ واضح أولا أن الحكومة كانت في ورطة من تداعيات تقرير "هيومان رايتس ووتش" فكانت هذه اللعبة للهروب إلى الأمام والتغطية على الأزمة الأساسية التي تورطت فيها فهي لم تكن تتوقع صدور التقرير بهذه الصورة، فقامت بتدوير مناصب المعذبين للهروب من المسائلة. يضيف: كان يفترض ألا تخدع الوفاق في جرجرتها لموضوع آخر، الربط واضح بين مسألة الاعتداء والظلم على الناس وعدم وجود دستور شرعي وسلطة تشريعية حقيقية، ليس لدينا دستور ديمقراطي وسلطة تشريعية حقيقية تناظل وتكافح من أجل المواطن فالمجلس الحالي مخصي وغير قادر على الانتاج وهو كما قال الخبير الدستوري كالقطار الذ يمشي في غير سكته الصحيحة. ورأى المشيمع ألا فائدة من هدر الأموال من ميزانية الدولة في مقابل مؤسسة صورية.
وأضاف: يستطيع النظام تمديد الزوبعة الإعلامية لشهور لأنه هو من يتحكم فيها، .. النظام يريد أن يقول من خلال تهديده أنه حتى مجرد الحلم ممنوع عليكم، والمشاركة بصورتها الحالية هي محاولة إذلال وليست شراكة حقيقية، الكلام قيل سابقا وفي خطابات أخرى لسماحة الشيخ عليى سلمان حفظه الله فلماذا لم تفتعل الضجة آنذاك؟ يريدون أن يقولوا أنكم ممثلون ظاهرا وواقعا موظفون لدى الدولة وهي التي تدير عملكم، وعلق بالقول: لذلك رفضنا التسجيل تحت قانون الجمعيات السياسية لأنه فيه تقييد واضح للعمل السياسي بحيث تصبح جزء من الدولة كما أنه يمنع الاتصال والعمل الخارجي، ولأننا نحمل موقفا مبدئيا ولا نريد أن نأسس للخطأ الذي يدفعه الجميع، في أي وقت يستطيعون تحريك المسألة وادعاء تطبيق القانون الذي قبل العمل من خلاله، علينا أن نلتفت ونحلل الأمور لكي لا نؤخذ على حين غرِّة.
وألمح المشيمع إلى عجز المجلس الحالي عن أداء دورها الطبيعي إذ أنه منذ العام 2002 لم يستطع المجلس المنتخب تغيير لائحة داخلية، فما بالك بالدستور والمطالبة بتغيير شيء أكبر؟ وشدد المشيمع على قوله: لسنا أعداء لأحد، نحن خدّام لشعب البحرين، لسنا طلاب أموال أو مواقع، نريد عودة الحقوق للناس وكرامتهم وشراكة حقيقية لهم في موقع القرار،.. نحن مع الأهداف المشتركة سواء ما يتعلق بتداول السلطة أو الإبادة الجماعية، لقد كان الهدف من البصمة الشعبية مقدمة رمزية لتقديم شكوى لدى الجهات الدولية، وقد سعينا للتنسيق مع الجمعيات السياسية بشأنها ولم نحصل تجاوبا، وتساءل المشيمع: لماذا تجمع التوقيعات في العريضة الشعبية للجمعيات السياسية؟ بالنسبة لي لا أرى مسارا واضحا، كان كلام يطرح أن يتم تسليمها إلى الملك مع أنه في الحقيقة أنما يجري من توطين يديره الديوان الملكي نفسه!

3. ما هو مآل هذه الإثارات؟
توقع المشيمع أن الزوبعة الإعلامية لن تصل إلى نتيجة فقد يحدث تراشق إلا أنها في الأخير ستتوقف بشكل أو بآخر وذلك إذا ما تحققَّت الأهداف التي أثيرت الضجَّة من أجلها، وإلا ألم يكن يعلم مسئولو نادي طيران الخليج أن الوفاق التي طلبت استئجار الصالة جمعية سياسية؟ ولكن مطلوب إثارة الموضوع في هذا الوقت من أجل تحقيق أهداف ذكرت بعضها وإن شاء سأذكركم ببقية الأهداف في وقت آخر. وأخيرا استبعد المشيمع أن يتم حل جمعية الوفاق أو وعد ورأى أنه كلام غير جدّي بل حتى القرار الأقل المطروح وهو تجميد أنشطة الجمعيتين لمدة ثلاثة أشهر، مجددا التأكيد بأنه إذا ما تحققت الأهداف التي تتوخاها الحكومة فستنتهي الزوبعة حتما.

__DEFINE_LIKE_SHARE__