|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
استضافت صالة طيران الخليج، مساء الخميس الماضي، اجتماع الجمعية العمومية لأكبر جمعية سياسية في البحرين، تمتلك أكبر كتلة نيابية، وتمثل أكبر كتلةٍ شعبيةٍ في الشارع. المؤتمر العام استضاف هذا العام ضيوفا من خارج وداخل البحرين، في مقدمتهم رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في المملكة المغربية الشقيقة، التي تشبهنا ونشبهها في الكثير من القضايا والتطلعات والهموم. إلى جانب بعض السفراء ورؤساء الجمعيات السياسية وحشد كبير من الصحافيين ورجال الإعلام. كان واضحا أن «الوفاق» لم تأتِ لمناقشة المقاطعة والمشاركة، فالأمر محسوم سلفا، ولم ننتظر كصحافيين ومتابعين، صدور بيان لاحق يؤكد المشاركة خيارا استراتيجيا، فلا خيار بين أن تكون رقما صعبا أو نصف صعب في المعادلة، أو تكون مشرّدا في الشارع، يُصادر حقك في عقد اجتماع عام باسم القانون، وتُمنع من التعبير، وتتلاقفك الهراوات وتخنقك مسيلات الدموع. أطرافٌ كثيرةٌ متعارضةٌ، تتمنّى أن تعود «الوفاق» إلى التظاهر في الشارع، بعضها في الحكم وبعضها في المعارضة، ولكنها جميعا تنقصها الحسابات التي ترجّح المصلحة الوطنية العليا ومستقبل هذا الشعب. خطاب الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان جاء بمثابة «خريطة طريق»، استهله بتحية الشهداء الذين قدّموا أرواحهم نصرة لقيم الحق والخير والإصلاح، وحيّا الرموز الوطنية الغائبة (الشيخ الجمري، أحمد الذوادي، عبدالرحمن النعيمي وعبدالأمير العرب) الذين رفدوا بعطاءاتهم وتضحياتهم مسيرة العمل الوطني الموحّد. الوفاق إذا لم تأتِ بأكثر من ألف وخمسمئة عضو، ربعهم على الأقل من النساء لتناقش المشاركة، فالقرارات الاستراتيجية لا تخضع للأمزجة الشخصية والانفعالات النفسية، وإنّما تقوم على حسابات الربح والخسارة في لعبة السياسة، وما هو متاحٌ من خيارات مهما كانت مرّة أو محدودة. سلمان، بعث رسائل في عدة اتجاهات، أولها باتجاه الحكم، متمنيا استمرار التواصل الذي مازال دون الطموح، وكان موضوعيا حين أرجع ذلك إمّا إلى قصورٍ لدى الوفاق، أو لدى الدواوين حسب تعبيره. الرسالة الثانية باتجاه الجمعيات السياسية الحيّة والحليفة، والثالثة باتجاه العمّال الذين يواجهون مشاكل الفصل في أكثر من موقع عمل كبير، والرابعة باتجاه كوادر الوفاق نساء ورجالا. أما الرسالة الخامسة فلجمهور الوفاق الذي أنجح السلسلة البشرية الكبرى، ووقّع بالآلاف على الوثيقة التاريخية المناهضة للتجنيس، وأسقط مشروع زيادة سعر البنزين في مسيرة «إلاّ لقمة العيش». سياسيا، أعرب سلمان عن طموحاتٍ يعتبرها البعض حاليا أحلاما، ويعتبرها آخرون كوابيس، مثل التداول السلمي للسلطة والحكومة المنتخبة، وحرية تشكيل الأحزاب، وهي مرحلةٌ لم تنجز حتى الآن في أي بلد عربي كما قال. ونادى مجدّدا بأهمية المساواة الحقيقية بين المواطنين في الحقوق والواجبات، والعدالة والمساواة في الأصوات والكتل الانتخابية، ومعالجة داء التمييز الذي يفرّق بين أبناء الشعب أسرا وأفرادا، ما أثار عليها عشّ الدبابير. ضيف المؤتمر سعد الدين العثماني المغربي، تكلّم عن التحديات المشتركة أمام الأحزاب والجمعيات السياسية، فـ «المستقبل يحتاج منا جميعا إلى وضع برامج لمقاومة الفساد المالي والإداري الذي يشكل واحدا من أكبر تحديات تطوير النظام في العالم الثالث، والنضال من أجل تعزيز حقوق الإنسان، ثقافة وممارسة». في كلمة الجمعيات السياسية، تحدّث أمين عام المنبر الديمقراطي حسن مدن عن رغبتها في دخول الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة متفقة مع «الوفاق»، وهي رغبةٌ يشاركه فيها ويتمنى تحقيقها الكثيرون من أبناء الحركة الإسلامية والوطنية بمختلف تلاوينها، وكل الأمل أن تأخذها الوفاق بعين الاعتبار. وفي الوقت الذي عبّرت عن تطلّعها للتنسيق في الملفات المشتركة وفي مقدمتها الحريات والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان، فإنها ستكون أفضل سندٍ لكتلة الوفاق التي قدّرت موقفها النيابي عاليا في التصدي للفساد المالي والإداري. حصاد المشاركة دون الطموح بكثير. الوفاق رسمت خارطة الطريق الوعر، ولم يكن صعبا أن تختار بين البقاء والمدافعة... أو تُخلي الساحة للمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة... وتستعد للخروج نهائيا من الجغرافيا والتاريخ! http://www.alwasatnews.com/2726/news/read/374492/1.html __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |