إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: شركة تنظيف مكيفات بالدمام (آخر رد :العنود جابر)       :: شركة تركيب كاميرات مراقبة بينبع (آخر رد :rwnaa_1)       :: المنصات عبر الإنترنت من التقنيات المبتكرة (آخر رد :اسماعيل رضا)       :: برامج الحفظ عبر الإنترنت المرونة (آخر رد :اسماعيل رضا)       :: تطبيق كليك كاش click cash (آخر رد :جاسم الماهر)       :: متجر ساكورا للهدايا: تمتع بتجربة تسوق استثنائية (آخر رد :نادية معلم)       :: التداول والأسهم: دليل شامل لعالم الاستثمار (آخر رد :محمد العوضي)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: التسجيل في الضمان المطور: خطوة بسيطة نحو مستقبل آمن (آخر رد :مصطفيي)       :: دراسة جدوى حناء: استثمار مربح في عالم الزراعة (آخر رد :مصطفيي)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-20-2010, 02:40 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

لقاء الثلاثاء ( 38 )
مساء الاثنين ـ ليلة الثلاثاء
بتاريخ : 1 / ربيع الأول / 1431هج
الموافق : 15 / فبراير ـ شباط / 2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين الأخيار
  • أن قريش لم تكن تدرك العلاقة بين بقاء الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبقاء الرسالة، بل بعض المسلمين حتى الوقت الحاضر لا يدركون هذه العلاقة، ولو كانت قريش تدرك هذه العلاقة لقصدت الإمام علي بن أبي طالب بالقتل والتصفية، كما كانت تقصد الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقتل والتصفية .
  • لو اجتمع أهل الدنيا كلهم من أجل قتل الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في زمن الرسالة، أو قتل الإمام زين العابدين في كربلاء، فلن يستطيعوا، لأن بقاء الرسالة يتوقف على سلامتهما من القتل في ذلك الزمن .
  • القتل ليس كل شيء، والكثير منا يعلم بأن الموت أهون عليه من الكثير من أصناف التعذيب في السجون وغيرها والكثير من أصناف الأذى المعنوي من الناس، حتى أنه يتمنى الموت للخلاص منها .
  • الدرس الأكبر من الهجرة الشريفة المباركة، أن تكون حركات الإنسان وسكناته وأنفاسه وعواطفه من الشدة مع الظالمين والرحمة بالمؤمنين، كلها من أجل الله عز وجل والهجرة إليه سبحانه وتعالى .
  • من لا يعيش الروح المتوجهة إلى الله ذي الجلال والإكرام بإخلاص، فالتيه مصيره كما تاه بنو إسرائيل أربعون سنة، ولا يدفع عنهم التيه في مثل هذه الحالة وجود رجال، أمثال : موسى وهارون ( عليهما السلام ) بينهم .
  • الركيزة الأساسية للحصول على الهداية، هي : أن يكون الإنسان محبا للحقيقة، وباحثا عنها، وحريصا عليها، ويمتلك الاستعداد التام للخضوع إليها والالتزام بها وتطبيقها بعد معرفتها، بعيدا عن العصبية العرقية والقبلية والحزبية وغيرها التي تمثل أعظم حجاب للإنسان عن معرفة الحقيقة والاهتداء إليها .
  • إني أشفق على نفسي وعلى بعض المؤمنين الواقعين تحت تأثير العصبية، حيث تحجبهم العصبية عن الله عز وجل وعن الحقيقة . فهم بسبب التعصب الأعمى يبتعدون عن الله جل جلاله من حيث يريدون التقرب إليه .
  • التعصب يجب أن يكون إلى الحق وليس إلى الأشخاص أو الأحزاب أو الطوائف أو غيرها، وعلى كل مؤمن أن يتجرد إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الحقيقة، وأن يحذر من الوقوع تحت تأثير العصبية الجاهلية، فتحجبه عن الله عز وجل وعن الحقيقة، فيكون من الضالين الخاسرين، رغم كونه يقف نظريا على سبيل الهداية والنجاة .
  • الإيمان الحقيقي يجعل الإنسان المؤمن أكثر عشقا للحقيقة وحرصا على أتباعها، وأكثر حساسية ضد الباطل والنفور منه .
  • إن الروح الإنسانية إذا أخلصت لله ذي الجلال والإكرام وأعرضت عن الهوى وولت وجهها شطر الحق، وتطهرت عن المعاصي والشهوات والتعلقات المادية، فإن الله عز وجل يرفع عنها الحجاب، فيلوح لها نور المعرفة وأسرار الإيمان والملكوت، فيراها الإنسان بعين القلب .
  • من يترك العمل بمقتضى الإيمان، وينطلق في المفاسد والشهوات، ويخضع للغرائز بلا حدود ولا قيود، فإن الإيمان يضمر في قلبه، ويحجبه ذلك عن رؤية عوالم الغيب والحقيقة .
  • نحن نحتاج إلى كيان إسلامي قوي يمتزج فيه العمل السياسي بالبعد الفكري والروحي، ويمارس الرعاية الشاملة للطائفة والقضايا الوطنية، ويكون قادرا على حفظ المصالح الحيوية، وحماية الحقوق الطبيعية والوضعية المكتسبة، وتحقيق الأهداف الإسلامية والوطنية على المدى البعيد .
  • العمل المؤسسي تحت مظلة قانون الجمعيات لا يمكن أن يحقق المطلوب، لأن قانون الجمعيات يقيد حركة المؤسسة، ويمنع تحقيق المطلوب، فليس أقل من التكامل في الأدوار بين القوى السياسية التي تعمل ضمن الأطر الرسمية، والقوى السياسية التي تعمل من خارج الأطر الرسمية .
  • وبخصوص توحيد القيادة، قال : أنا شخصيا وتيار الوفاء الإسلامي نتطلع لتحقيق هذا الهدف، وقد عملت من أجله وضحيت في أوقات سابقة، ولا مانع لدينا أن يكون توحيد القيادة تحت مظلة سماحة الشيخ عيسى أحمد ( حفظه الله تعالى ) أو غيره، المهم أن يقوم ذلك على قاعدة متينة وأصول صحيحة .
  • الاستماع إلى المؤمنين والتذلل لهم فضيلة، والتعامي عنهم، وتجاهلهم، وتحقيرهم، رذيلة لا تليق بخلق المؤمنين، لاسيما القيادات منهم .
  • يجب في اتخاذ المواقف مراعاة نضج الظروف للموقف، وعدم النظر إلى القيم والمبادئ، مثل : القيام لله عز وجل، والتضحية في سبيله تبارك وتعالى، مجردة عن الظروف الموضوعية .
  • تقرير منظمة هيومان راتس واتش يعد إنجازا كبيرا جدا، وهو إنجاز أجمعت كافة القوى السياسية المعارضة على أهميته، وهو إنجاز جاء نتيجة جهود القوى السياسية والمؤسسات الحقوقية التي تعمل من خارج الأطر الرسمية .
  • التأثير الأكبر للتقرير كان نتيجة لتداوله في وسائل الإعلام الكبرى في العالم، مما مثّل إحراجا شديدا للسلطة، وجعلها في مأزق حقيقي لم تعرف كيفية الخرج منه، وهو الأمر الذي يقف وراء تصريح وزير الخارجية، ولولا هذا التداول الإعلامي العالمي، لكانت التصريحات على غرار التصريح الانفعالي لوزير الداخلية .
  • التقرير يؤشر على بداية تهاوي ما يسمى بالمشروع الإصلاحي في الخارج، بعد أن سقط فعليا في الداخل، وليس من الحكمة التشبث بمشروع يتهاوى ومآله إلى السقوط .
  • أن قوى المعارضة لازالت تطالب السلطة بالحوار الجدي، والسلطة تأبى ذلك وتصر على فرض إرادتها المطلقة على الشعب، وليس لأي طرف من المعارضة أو غيرها أن يدعي بحق أنه يجيد الحوار مع السلطة، لأن المشكلة ليست في إجادة الحوار مع السلطة، وإنما في دكتاتورية السلطة واستبدادها .

مبيت الإمام علي ( ع ) على فراش الرسول ( ص ) ليلة الهجرة ..
تحدث الأستاذ عبد الوهاب حسين عن هجرة الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : هذه هي الليلة الأولى من ربيع الشهور شهر ربيع الأول لما ظهرت فيه من آثار رحمة الله تبارك وتعالى على العباد . ففي هذا الشهر كانت ولادة الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي أعظم رحمة مهداة من السماء إلى الأرض، وأصل الفضائل كلها والشرف العظيم لهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس . وفي هذه الليلة بات الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولمدة ثلاث ليال في غار ثور بجبل يقع على بعد ثلاثة أميال من جنوب غربي مكة المكرمة في النقطة المحاذية للمدينة المنورة، وذلك أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في السنة ( 13 ) للبعثة الشريفة ( 622م ) وقد فداه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بنفسه الشريفة، حيث بات في هذه الليلة الرهيبة في فراشه بهدف تضليل قريش، وتسهل أمر الهجرة، وضمان نجاحها، غير مكترث بما يلاقيه من المخاطر في سبيل الله عز وجل . وهذه المناسبة تحمل لنا دروسا عديدة في الدين والحياة .

فرار المشركين من الإمام علي ( عليه السللام ) ليلة الهجرة ..
وبخصوص فرار المشركين من مواجهة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لما عرفوه، بينما كانوا يريدون قتل الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : لم يكن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أكثر قوة ولا شجاعة ولا بصيرة من الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك بدليل العقل والتجربة .
وقال : ينبغي لنا التمييز بين القوة والشجاعة، فقد يكون الإنسان قويا ولكنه لا يمتلك الشجاعة الكافية، فينهزم من عدوه رغم قوته بسبب عدم إمتلاكه الشجاعة الكافية في مواجهة عدوه . وقد يمتلك القوة والشجاعة الكافية ولكنه يهزم من قبل عدوه بسبب عدم إمتلاكه البصيرة الكافية في مواجهة عدوه، فينتصر من هو أقل قوة وأقل شجاعة على من هو أكثر قوة وأكثر شجاعة بسبب البصيرة في المواجهة .

وبخصوص قوة الرسول والإمام، قال : لم تكن قوة الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مجرد قوة طبيعية في جسمه، وإنما هي قوة مدعومة بقوة الغيب، ومحاطة بهالة شديدة منه، فالرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو سيد الكون، والكون كله طوع إرادته، والملائكة ظهراؤه، والله جل جلاله مؤيده وناصره، قول الله تعالى : { وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } ( التحريم : 4 ) ولم تكن قوة أمير المؤمن ( عليه السلام ) مجرد ٌقوة طبيعية في جسمه أيضا، وإنما هي قوة مدعومة بقوة الغيب، ومحاطة بهالة شديدة منه، ولكن التفوق في ذلك هو للرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قطعا . وقد روي عن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قوله : " كنا إذا حمى الوطيس ( جدت الحرب واشتدت ) لذنا برسول الله وكان أقربنا إلى العدو " .

فلم يكن فرار المشركين من وجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الوقت الذي كانوا فيه يريدون قتل الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنهم يرون أن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أكثر قوة وشجاعة وبصيرة في المواجهة من الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإنما ..
  • لأنهم لم يكونوا يستهدفون بعملهم الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وإنما كانوا يستهدفون الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  • ولأنهم أرادوا الاغتيال وليس المواجهة، فهم عاجزين عن المواجهة في الحالتين، وكانت المفاجأة أنهم وجدوا الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ينتظرهم .
  • أن قريش لم تكن تدرك العلاقة بين بقاء الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبقاء الرسالة، بل بعض المسلمين حتى الوقت الحاضر لا يدركون هذه العلاقة، ولو كانت قريش تدرك هذه العلاقة لقصدت الإمام علي بن أبي طالب بالقتل والتصفية، كما كانت تقصد الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقتل والتصفية .

معاجز فتح ومعاجز بقاء ..
وقال : هناك مسألة من المفيد الإشارة إليها ونحن بصدد الحديث عن مبيت الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في فراش الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي أقسام المعجزة ..

وقال : يمكن تصنيف المعاجز إلى قسمين، وهما :
  • معاجز الفتح، وهي : المعاجز التي تتكفل بإقامة الدليل على صدق النبوة أو الإمامة، مثل : عصا موسى ( عليه السلام ) وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى من قبل عيسى بن مريم ( عليه السلام ) .
  • ومعاجز البقاء والاستمرارية للرسالة، وهي : المعاجز التي تتكفل بحفظ الرسالة وبقائها وذلك عندما تعجز الأساليب الطبيعية عن ذلك، لأن حفظ الرسالة وبقائها لا يقل أهمية عن إثبات صدقها، وهي من مقتضى اللطف الإلهي، قول الله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ( الحجر : 9 ) ويدخل في هذا القسم، سلامة إبراهيم ( عليه السلام ) من نار نمرود، لأن بقاء الرسالة يتوقف على سلامته، ومنها : سلامة موسى ( عليه السلام ) من بطش فرعون، وسلامة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من القتل في زمن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأن بقاء الرسالة واستمراريتها يتوقف على سلامته من القتل في ذلك العهد الشريف، وأيضا سلامة الإمام السجاد ( عليه السلام ) من القتل في كربلاء، فلو اجتمع أهل الدنيا كلهم من أجل قتل الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في زمن الرسالة، أو قتل الإمام زين العابدين في كربلاء، فلن يستطيعوا، لأن بقاء الرسالة يتوقف على سلامتهما من القتل في ذلك الزمن .

وقال : وفي التفصيل ينبغي الاطمئنان إلى الرعاية الإلهية إلى مسيرة الدعوة إلى الله عز وجل والجهاد في سبيله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمطالبة بالحقوق، حتى تتوج هذه المسيرة المباركة بإقامة دولة العدل الإلهي العالمية على يد صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .

وبخصوص قيمة جهاد الإمام علي ( عليه السلام ) مع يقينه بعدم تعرضه للقتل، قال : علم الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلم الإمام علي ( عليه السلام ) بسلامته من القتل في عهد النبوة، مسألة يقينية لا يدانيها الشك، واختصارا أقول : أن حديث الدار حين سأل الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قريشا " أيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم " فلم يجبه أحد غير الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا " يدل على أن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) سوف يبقى حيا، ولن يموت ولن يقتل على عهد الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا أن هذا لا يقلل من قيمة جهاد الإمام علي بن أبي طالب، لأن القتل ليس كل شيء، والكثير منا يعلم بأن الموت أهون عليه من الكثير من أصناف التعذيب في السجون وغيرها والكثير من أصناف الأذى المعنوي من الناس، حتى أنه يتمنى الموت للخلاص منها . ولو أن شخصا خير بين الموت بالرصاص أو الشنق وبين الكثير من أصناف التعذيب والأذى، لأختار الموت عليها . ويكفينا دليلا على قيمة جهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رغم علمه بعدم القتل في عهد النبوة، قول الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لمبارزة علي بن أبي طالب لعمروا بن عبدود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة " ( مستدرك الصحيحين . ج3 . ص34 ) .

الهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام ..
ومتابعة لموضوع الهجرة، قال : إن الله عز وجل قال بشأن مبيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في فراش الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة الهجرة الشريفة المباركة : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } ( البقرة : 207 ) .

أيها الأحبة الأعزاء : هناك حقيقة وجودية مهمة ومصيرية جدا يجب على الإنسان أن يعلمها وينتبه إليها ويتعاطى معها بجدية بالغة، وهي : أن مبدأ الإنسان من الله عز وجل، ومعاده إليه، وحسابه عليه وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل . والإنسان الذي يحمل وعيا حقيقيا بهذه المسألة، يكون لسان حاله ما قاله الله سبحانه وتعالى لخليله إبراهيم ( عليه السلام ) : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } ( الأنعام : 162 ـ 163 ) وهذه هي حقيقة الهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام، والكدح الخالص في ذاته، والفناء فيه .

وقال الأستاذ : الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) هو أكثر من يحمل هذه الروح الإيمانية المتقدمة جدا، ويعيشها في كل أعماله وحركاته وسكناته، وسكوته وكلامه، ونظرات عينه ولفتاته، وفي كل نفس يتنفسه ..
  • فكان صبره على أذى المشركين في مكة هو في سبيل الله عز وجل وهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام .
  • وكانت هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة هي في سبيل الله عز وجل وهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام .
  • وكان قتاله وجهاده في المدينة المنورة هو جهاد من أجل الله عز وجل وهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام .
  • وكان صبره على المؤمنين ورحمته البالغة بهم هما من أجل الله عز وجل وهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام .
وقال : وكان مبيت الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في فراش الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتعريض نفسه للخطر الشديد هو من أجل الله عز وجل وهجرة إلى الله ذي الجلال والإكرام، والكدح الخالص في ذاته، والفناء فيه، وبحسب القرآن الكريم : ( شراء النفس ابتغاء مرضاة الله عز وجل ) وكل ذلك مبني على حقيقة أن مبدأ الإنسان من الله عز وجل، ومعاده إليه، وحسابه عليه وحده لا شريك له، وأن سر سعادته وكماله هو في الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى . وهذا هو الدرس الأكبر من الهجرة الشريفة المباركة، أن تكون حركات الإنسان وسكناته وأنفاسه وعواطفه من الشدة مع الظالمين والرحمة بالمؤمنين، كلها من أجل الله عز وجل والهجرة إليه سبحانه وتعالى .

وقال : من لا يعيش الروح المتوجهة إلى الله ذي الجلال والإكرام بإخلاص، فالتيه مصيره كما تاه بنو إسرائيل أربعون سنة، قول الله تعالى : { قالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } ( المائدة : 26 ) ولا يدفع عنهم التيه في مثل هذه الحالة وجود رجال، أمثال : موسى وهارون ( عليهما السلام ) بينهم .

الهداية العامة والهداية الخاصة ..
وبخصوص الهداية، قال : الهداية في اللغة، هي : الدلالة بلطف، وفي الاصطلاح : السير على طريق التكامل، وهو سير تدريجي يقطع فيه الإنسان مراحل التكامل الكامنة في وجوده حتى يصل إلى مطلوبه في الحياة المتمثل في المراحل العليا للكمال الإنساني .
وقال : الهداية الإلهية إلى الناس في الحياة الدنيا تنقسم إلى قسمين ..
· الهداية العامة، والمراد منها : إراءة الإنسان المؤمن والكافر الطريق الموصل إلى مطلوبه، وذلك من خلال دعوات الأنبياء ( عليهم السلام ) قول الله تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } ( الدهر : 3 ) .
· الهداية الخاصة، والمراد منها : توفيق الله سبحانه وتعالى الخاص لإنسان ما للإيمان والطاعة والأخذ بيده إلى الصراط المستقيم وطريق الكمال وتحقيق غاية وجوده التي ينتهي إليها مطلوبه في الحياة، أي : تسييره إلى مطلوبه وإيصاله إليه، وليس مجرد إراءته الطريق إلى مطلوبه، قول الله تعالى : { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } ( البقرة : 213 ) .

وقال : الركيزة الأساسية للحصول على الهداية، هي : أن يكون الإنسان محبا للحقيقة، وباحثا عنها، وحريصا عليها، ويمتلك الاستعداد التام للخضوع إليها والالتزام بها وتطبيقها بعد معرفتها، بعيدا عن العصبية العرقية والقبلية والحزبية وغيرها التي تمثل أعظم حجاب للإنسان عن معرفة الحقيقة والاهتداء إليها . فالإخلاص للحقيقة هو طوق نجاة الإنسان من الغرق في بحر الجاهلية، ومن الضياع في ظلماتها الدامسة، ومنحه الفرصته للفوز بالهداية من الله عز وجل . وهذا هو النور الذي افتقدته قريش في علاقتها مع الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحاربوه وأجبروه على الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ولو تجردوا من التعصب الأعمى لعرفوا حقيقته ومكانته، وتمسكوا به، واغترفوا من فيض حكمته، واهتدوا بهداه، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة وسعادتهما، قول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } ( الزخرف : 23 ) .

وقال : بلقيس مثلا : كانت تعيش في الجاهلية بين جهّال، ولكنها كانت تحب الحقيقة، وتبحث عنها، وكانت تمتلك كامل الاستعداد للخضوع التام والكامل إليها واتباعها بعد معرفتها، فلما عرفتها على يد نبي سليمان ( عليه السلام ) اتبعتها وخضعت إليها، ولم يمنعها ملكها والقوة التي تحوطها من الاستجابة المباركة للحقيقة الناصعة التي عرفتها على يد نبي الله سليمان ( عليه السلام ) قول الله تعالى : { وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ . قيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ( النمل : 43 ـ 44 ) .

وقال : حينما يصف الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في دعاء الصباح الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) بـقوله : " والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول " هذا الثبات من الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في زمن الجاهلية لا يمكن أن يحصل لولا الإخلاص التام للحقيقة والعافية التامة من بلاء العصبية .

وقال : حينما يتمسك شخص بالمعتقدات الصحيحة التي ورثها من بيئته على أساس العصبية، فلا فرق في الجوهر بين موقفه وموقف الشخص الذي يتمسك بالمعتقدات الخاطئة على أساس العصبية أيضا، فكلاهما تمسك بمعتقداته على أساس العصبية وليس القناعة، ولو ولد الشخص الأول في بيئة ضالة ومنحرفة لتعصب لها كما تعصب الشخص الثاني لمعتقداته الباطلة . وهذه حالة غير إنسانية ولا سامية . وأمثال هؤلاء لا يمكن أن يتطوروا في مستوى التفكير، ولا تتاح لهم فرصة التصحيح لأخطائهم ما لم يتخلصوا من العصبية ويخلصوا إلى الحقيقة، ويرون فيها رضا الله عز وجل، وسعادتهم الحقيقية في الدنيا والآخرة، مهما كان الثمن الذي يقدموه في الدنيا من أجلها .

وقال : إني أشفق على نفسي وعلى بعض المؤمنين الواقعين تحت تأثير العصبية، حيث تحجبهم العصبية عن الله عز وجل وعن الحقيقة . فهم بسبب التعصب الأعمى يبتعدون عن الله جل جلاله من حيث يريدون التقرب إليه .

وقال : التعصب يجب أن يكون إلى الحق وليس إلى الأشخاص أو الأحزاب أو الطوائف أو غيرها، وعلى كل مؤمن أن يتجرد إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الحقيقة، وأن يحذر من الوقوع تحت تأثير العصبية الجاهلية، فتحجبه عن الله عز وجل وعن الحقيقة، فيكون من الضالين الخاسرين، رغم كونه يقف نظريا على سبيل الهداية والنجاة .

وقال : الإيمان الحقيقي يجعل الإنسان المؤمن أكثر عشقا للحقيقة وحرصا على أتباعها، وأكثر حساسية ضد الباطل والنفور منه .

تأثير التقوى والمعصية على المعرفة ..
وبخصوص تأثير التقوى والمعصية على المعرفة، قال : القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يتضمان الكثير من النصوص التي تتناول تأثير التقوى والمعصية على المعرفة ..
· إن الروح الإنسانية إذا أخلصت لله ذي الجلال والإكرام وأعرضت عن الهوى وولت وجهها شطر الحق، وتطهرت عن المعاصي والشهوات والتعلقات المادية، فإن الله عز وجل يرفع عنها الحجاب، فيلوح لها نور المعرفة وأسرار الإيمان والملكوت، فيراها الإنسان بعين القلب، قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } ( الأنفال : 29 ) أي : يجعل في قلوبكم نورا تفرقون به بين الحق والباطل، وبين الصواب والخطأ، إما بالبرهان والاستدلال العقلي، وإما بالشهود والمكاشفة .
· وأن الكفر والمعصية يوجدان حجابا يحيل بين الإنسان وبين المعرفة الوجودية والإنسانية ومعرفة الطريق، وليس معرفة الطبيعة والرياضيات ونحوها، قول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ( البقرة : 6 ـ 7 ) ومن يترك العمل بمقتضى الإيمان، وينطلق في المفاسد والشهوات، ويخضع للغرائز بلا حدود ولا قيود، فإن الإيمان يضمر في قلبه، ويحجبه ذلك عن رؤية عوالم الغيب والحقيقة، لأن المفاسد والشهوات تمنع من نفوذ نور الحقيقة إلى عقله وقلبه، لأن المفاسد والشهوات والخضوع للغرائز لا ينسجم من الخضوع للحق والحقيقة، فيكون الانغماس فيها بمثابة الحجاب عن الحق والحقيقة، قول الله تعالى : { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } ( المطففين : 14 ـ 15 ) .

الكيان الذي نحتاجه في البحرين ..
وبخصوص تيار الوفاء الإسلامي، قال : ولد تيار الوفاء الإسلامي متأخرا، في وقت تزداد فيه أوضاع البلد كل يوم سوءا، وتلحق بالمواطنين أضرار حقيقية يجب دفعها .


وقال : التيار لا يعاني من نقص في الرؤى، ولا نقص في الإرادة، ولكن تواجهه صعوبات صنعها الأخوة قبل الأعداء، كلما اجتاز عقبة، ظهرت في وجهه عقبة جديدة، وهي عقبات لا يستطيع الانطلاق الصحيح قبل معالجتها .

وقال : بهذه المناسبة أريد أن ألفت انتباهكم إلى الكيان السياسي الذي نحتاجه في البحرين، وينبغي علينا العمل والتضحية من أجل إيجاده . نحن نحتاج إلى كيان إسلامي قوي يمتزج فيه العمل السياسي بالبعد الفكري والروحي، ويمارس الرعاية الشاملة للطائفة والقضايا الوطنية، ويكون قادرا على حفظ المصالح الحيوية، وحماية الحقوق الطبيعية والوضعية المكتسبة، وتحقيق الأهداف الإسلامية والوطنية على المدى البعيد .

قال : الظروف ضاغطة جدا، ويجب الاهتمام بالملفات المهمة والساخنة الملحة والعاجلة، ولكن لا ينبغي أن يشغلنا ذلك عن العمل من أجل إيجاد الكيان القوى القادر على الرعاية للطائفة والوطنية الشاملة، وحفظ مصالحنا، وحماية حقوقنا، وتحقيق أهدافنا على المدى البعيد . ليكن هدفنا الأساس الذي نعمل من أجله هو إيجاد هذا الكيان، وليكن العمل على إيجاده مقدم على مجرد الاشتغال بالقضايا الآنية .

وقال : ليس معنى هذا ترك الاستجابة إلى الظروف المرحلية والاهمال للقضايا الآنية والملفات الساخنة العاجلة، ولكن لا يكون ذلك على حساب السعي لإيجاد هذا الكيان القوي . مع التنبيه إلى أن الاشتغال الحكيم والمدروس بالقضايا الآنية والملفات الساخنة العاجلة، مما يساهم في خلق الأرضية لإيجاد هذا الكيان، ولكن لا ينبغي أن تشغلنا عنه .

وقال : ليكن اهتمامكم مع تيار الوفاء الإسلامي هو العمل على إيجاد هذا الكيان القوى، وليس الوقوف عند حد الاهتمام بالقضايا الانية والملفات العاجلة فحسب . وإذا لم يستطع تيار الوفاء الإسلامي شق طريقه لإيجاد هذا الكيان القوي الذي يمتزج فيه العمل السياسي بالبعد الفكري والروحي، ويكون قادرا على حماية المصالح، وخفظ الحقوق، وتحقيق الأهداف على المدى البعيد، فإني أنصحكم في هذه الليلة أن تتحملوا أنتم جميعا هذه المسؤولية، فبه لا بغيره تستطيعون الثبات والمحافظة على الوجود والدور الإسلامي والوطني، في ظل الاستهداف الممنهج لكم من السلطة الظالمة التي لا ترحم ولا تراعي فيكم إلا ولا ذمة .

وقال : العمل المؤسسي تحت مظلة قانون الجمعيات لا يمكن أن يحقق المطلوب، لأن قانون الجمعيات يقيد حركة المؤسسة، ويمنع تحقيق المطلوب، فليس أقل من التكامل في الأدوار بين ..
  • القوى السياسية التي تعمل ضمن الأطر الرسمية .
  • والقوى السياسية التي تعمل من خارج الأطر الرسمية .

وبخصوص توحيد القيادة، قال : أنا شخصيا وتيار الوفاء الإسلامي نتطلع لتحقيق هذا الهدف، وقد عملت من أجله وضحيت في أوقات سابقة، ولا مانع لدينا أن يكون توحيد القيادة تحت مظلة سماحة الشيخ عيسى أحمد ( حفظه الله تعالى ) أو غيره، المهم أن يقوم ذلك على قاعدة متينة وأصول صحيحة .

وقال : الاستماع إلى المؤمنين والتذلل لهم فضيلة، والتعامي عنهم، وتجاهلهم، وتحقيرهم، رذيلة لا تليق بخلق المؤمنين، لاسيما القيادات منهم، قول الله تعالى : { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ( التوبة : 61 ) .

وبخصوص العلاقة بين الموقف ونضج الظروف، قال : يجب في اتخاذ المواقف مراعاة نضج الظروف للموقف، وعدم النظر إلى القيم والمبادئ، مثل : القيام لله عز وجل، والتضحية في سبيله تبارك وتعالى، مجردة عن الظروف الموضوعية ..
  • فالإمام الحسن ( عليه السلام ) كان قيامه لله عز وجل، وكان يمتلك الاستعداد التام الكامل للتضحية من أجل الله عز وجل ومن أجل الدين ومصالح العباد، ولكنه لو ثار كما ثار الإمام الحسين ( عليهما السلام ) لكانت ثورته فاشلة ولم تأتي بالثمار الطيبة التي جاءت بها ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وذلك لأن الظروف لم تنضج للثورة على زمن الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
  • وكان بعض أصحاب الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يطالبونه بمواجهة المشركين في مكة قبل الهجرة، وكان يجبهم : أمرت بالعفو، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وذلك لأن الظروف في مكة المكرمة لم تنضج للمواجهة مع المشركين، فلما انتقل إلى المدينة المنورة، وبنا هناك قاعدة المواجهة مع المشركين، قام بمواجهتهم بقوة وثبات ولم يضعف .

تقرير هيومان راتس واتش إنجاز كبير ..
وبخصوص تقرير منظمة هيومان راتس واتش الذي تحدث عن عودة التعذيب من جديد في البحرين، قال : تقرير منظمة هيومان راتس واتش يعد إنجازا كبيرا جدا، وهو إنجاز أجمعت كافة القوى السياسية المعارضة على أهميته، وهو إنجاز جاء نتيجة جهود القوى السياسية والمؤسسات الحقوقية التي تعمل من خارج الأطر الرسمية .

وقال : إذا أخذنا بعين الاعتبار ما ذكره الأخ جلال فيروز في البي بي سي العربية " بأنهم لا يستطيعون مناقشة الموضوع في البرلمان لكي لا يتهموا بالتحيز " نجد ..
  • أن المشاركة قد قيدت حركة أعضاء البرلمان وأخمدت صوتهم في الكثير من المسائل الوطنية الحساسة والمهمة .
  • وأن العمل من خارج الأطر الرسمية أعطى فرصة أفضل لرفع الصوت والتحرك في الداخل والخارج .

والنتيجة المنطقية : لا يصح حصر العمل السياسي ضمن الأطر الرسمية، وينبغي على كافة رموز وقيادات المعارضة وجماهيرها دعم العمل من خارج الأطر الرسمية، والحرص على خلق التكامل في الأدوار بين القوى السياسية التي تعمل ضمن الأطر الرسمية، والقوى السياسية التي تعمل من خارج الأطر الرسمية .

وقال : التأثير الأكبر للتقرير كان نتيجة لتداوله في وسائل الإعلام الكبرى في العالم، مما مثّل إحراجا شديدا للسلطة، وجعلها في مأزق حقيقي لم تعرف كيفية الخرج منه، وهو الأمر الذي يقف وراء تصريح وزير الخارجية، ولولا هذا التداول الإعلامي العالمي، لكانت التصريحات على غرار التصريح الانفعالي لوزير الداخلية .

وقال : الحكومة سمحت للمؤسسة الدولية بالإعلان عن تقريرها من داخل البحرين بهدف تلميع صورتها، لكي تظهر للرأي العام بمظهر الدولة الديموقراطية التي تسمح للمؤسسات الحقوقية بالعمل على أرضها، ولم تكن تتوقع ما جاء فيه، ثم تفاجأت بما جاء فيه، حيث وجدت نفسها في مأزق، وأنه لم يعد في إمكانها الاستفادة من الحدث لمصلحتها، فقد طارت الطيور بأرزاقها ـ كما يقولون ـ فتعاملت معه في البداية بهستيرية، ثم حاولت التدارك على لسان وزير الخارجية بعد الانتشار الواسع للتقرير في وسائل الإعلام العالمية .

والدرس الذي نستفيده من ذلك هو العلم بـ ..
  • أهمية العمل الحقوقي ودور المؤسسات الحقوقية الشعبية، ودور الإعلام الخارجي في خدمة قضايانا الوطنية .
  • وعلى الصعيد السياسي : فإن التقرير يؤشر على بداية تهاوي ما يسمى بالمشروع الإصلاحي في الخارج، بعد أن سقط فعليا في الداخل، فالمشروع يواجه في الداخل صعوبات حقيقية، وكانت السلطة تتوقع احتواء قوى المعارضة ضمن مشروعها ـ لاسيما بعد مشاركة الوفاق في الانتخابات ـ ولكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا، فبقيت المعارضة قوية لمشروع السلطة الانقلابي على الدستور والميثاق، وانتشرت الاحتجاجات الشعبية في مختلف مناطق البحرين وقراها، وفشلت السلطة في قمع الاحتجاجات الشعبية، وفي مسرحياتها الأمنية المفبركة ضد المعارضة، مما يجعل المشروع بحكم الساقط داخليا . ثم صدرت تقارير دولية تتحدث عن تراجع الحريات، وحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان، وعودة الاعتقالات السياسية التعذيب في داخل السجون، والقتل خارج القانون وغيرها، مما يؤشر إلى بداية سقوط المشروع في الخارج، وليس من الحكمة التشبث بمشروع يتهاوى ومآله إلى السقوط .

والمطلوب من قوى المعارضة حيال ذلك ..
  • التخلي عن مشروع السلطة الفاشل وتركه إلى قدره المحتوم بالسقوط، وعدم التشبث به لتثبيته وفرضه على الشعب ولو إلى حين بغير حق ولا مبرر معقول .
  • السعي الجدي للاستثمار السياسي للتقرير من خلال مجموعة من الأنشطة السياسية والحقوقية في الداخل والخارج .
  • السعي من أجل تحقيق الإصلاح الحقيقي والشامل في البلاد .

السلطة ليست صاحبة حوار ..
وبخصوص ما نقل عن إدعاء طرف سياسي بأنه يجيد الحوار مع السلطة، قال : النقل ليس بحجة على من نقل عنه، ولكن لنطرح الموضوع بشكل عام بعيدا عن الأشخاص والأطراف وذلك من خلال السؤال التالي : هل السلطة صاحبة حوار، والمطلوب من المعارضة أن تجيد الحوار معها لكي يتحقق الخير والعدل للمواطنين ؟ أم أن السلطة تمارس القمع والاستبداد وترفض الحوار الجاد مع المعارضة ؟

وأجاب : التجربة والممارسة لا تدل على أن السلطة تتطلع إلى الحوار مع المعارضة أو ترغب فيه، وإنما تسعى إلى فرض إرادتها المطلقة على الشعب ..
  • فالانقلاب على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني وفرض مؤسسة برلمانية صورية تفرض السلطة التنفيذية هيمنتها الكاملة عليها لا يتناسب مع الرغبة في الحوار .
  • وتقرير البندر لا يتناسب مع الرغبة في الحوار .
  • وقمع الأنشطة السلمية للمعارضة وفبركة المسرحيات الأمنية واعتقال الناشطين السياسيين والحقوقيين وممارسة التعذيب ضدهم لا يتناسب مع الرغبة في الحوار .

وقال : تعتبر الوفاق الطرف المعارض الوحيد المشارك في البرلمان، وهي تمتلك أكبر كتلة نيابية، والسؤال : هل نجحت الوفاق من خلال مشاركتها في البرلمان في خلق أرضية للحوار الجدي مع السلطة ؟ وهل نتج شيء ذو قيمة حقيقية لهذا الحوار ؟
وأجاب : الوفاق تجلوس مع المسؤولين في الدولة، وقد تحصل منهم على بعض المكاسب، ولكنها مكاسب شخصية ( المقصود هنا أنها ليست مكاسب عامة ينظمها القانون وتنفذها مؤسسات الدولة، فهي مكاسب ضمن نظام المكرمات لا غير ) ولم تؤسس لحوار جدي معها .

والخلاصة : أن قوى المعارضة لازالت تطالب السلطة بالحوار الجدي، والسلطة تأبى ذلك وتصر على فرض إرادتها المطلقة على الشعب، وليس لأي طرف من المعارضة أو غيرها أن يدعي بحق أنه يجيد الحوار مع السلطة، لأن المشكلة ليست في إجادة الحوار مع السلطة، وإنما في دكتاتورية السلطة واستبدادها .

صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .

__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML