|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا |
#1
| ||
| ||
المسألة: ثمة دعوى مثارة هي انَّ آدم الذي أخبر القرآن عنه بقوله: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ ليس هو آدم الذي أخبر عنه بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ فالأول هو أبو البشر والثاني هو آدم النبي الذي اصطفاه الله كما اصطفى نوحاً وآل إبراهيم. فثمة شخصيتان إحداهما غير الأخرى، الأولى هي آدم أبو البشر لم يكن لها سوى التكثير للنسل فلم يكن نبياً بل كان عاصياً فتاب، والأخرى هي آدم المصطفى، فهل هذه الدعوى صحيحة؟ الجواب: إنَّ آدم المذكور في القرآن الكريم شخصية واحدة، فهو أبو البشر وهو نفسه الذي اصطفاه الله تعالى، فالمعنيُّ بقوله تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾(1) هو عينه المعنيُّ بقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا...﴾(2)، نعم قد يكون ثمة آدم أو أكثر قد خُلقوا قبل آدمنا إلا انَّ آدم الذي تحدَّث عنه القرآن الكريم وذكر انَّه أبو البشر وانه خلقه وأسكنه جنةً وأمر الملائكة بالسجود إليه ثم أهبطه إلى الأرض بعد ان أكل من الشجرة التي نهاه عن الاقتراب منها، آدمٌ هذا هو عينه آدم الذي أخبر عنه القرآن بقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾ فهو الذي علَّمه الأسماء كلها وهو الذي تلقَّى من ربه كلمات فتاب عليه وهو الذي اصطفاه كما اصطفى نوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. ويمكن الاستدلال على اتحاد آدم المذكور في القرآن الكريم بأمور: الأمر الأول: الروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت (ع) والتي ورد الكثير منها في كتبنا المعتبرة ككتاب الكافي للشيخ الكليني وكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق وكتاب التهذيب للشيخ الطوسي وكتاب عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق وغيرها، ويمكن تصنيف هذه الروايات إلى طوائف: الطائفة الأولى: التي وصفت آدم الذي هبط من الجنة بالمصطفى. فمن هذه الروايات ما رواه الشيخ الكليني في الكافي إلى أبي عبد الله الصادق (ع) قال: "إنَّ الله عزَّ وجل لما أصاب آدم وزوجته الخطيئة أخرجهما من الجنة وأهبطهما إلى الأرض فأهبط آدم على الصفا وأُهبطت حواء على المروة، وإنما سُمي صفا لانَّه شُقَّ له من اسم آدم المصطفى، وذلك لقوله عزَّ وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾ وسميت المروة..."(3). ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق بسنده إلى أبي عبد الله (ع) في كتابه علل الشرايع ورواه في كتابه من لا يحضره الفقيه قال أبو عبد الله الصادق (ع): "سمّي الصفا صفا لأنَّ المصطفى آدم هبط عليه فقُطع للجبل اسم من اسم آدم (ع) يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ وهبطت حواء على المروة..."(4). وفي كتاب من لا يحضره الفقيه عن الإمام الصادق (ع): "وإنما سمي الصفا صفا لأن المصطفى آدم (ع) هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم (ع) لقوله الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾ وأهبط حواء على المروة..."(5). ومنها: ما رواه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾، قال (ع): "فهبط آدم على الصفا، وإنما سميت الصفا لأن صفوة الله قد نزل عليها، ونزلت حواء على المروة..."(6). فهذه الطائفة من الروايات صريحة جداً في ان آدم المصطفى هو عينه آدم الذي أزلَّه الشيطان فأهبطه الله من الجنة إلى الأرض، فالرواية الأخيرة وصفت آدم الذي أزله الشيطان بصفوة الله عزّ وجل، والرواية الأولى والثانية طبقت قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ﴾ على آدم الذي هبط مع حواء من الجنة وأفادتا انَّ جبل الصفا إنما سُميَّ بذلك لأنَّه اشتُق من اسم آدم المصطفى. الطائفة الثانية: والتي تصدّت لمعالجة ما اشتبه على الناس من معنى قوله تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ حيث أفادت في محصلها ان هذه الآية المباركة لا تنافي عصمة نبي الله آدم (ع) ثم اشتملت على ما هو صريح من انَّ المعنيِّ بقوله: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ﴾ هو المعنيُّ بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾، وهي روايات عديدة رُويت عن الإمام الرضا (ع). منها: ما رواه الشيخ الصدوق بسنده في عيون أخبار الرضا (ع) قال:... قام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له يا ابن رسول الله (ص) أتقول بعصمة الأنبياء؟، قال (ع): "نعم"، قال: فما تعمل في قوله الله عزَّ وجل: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ وقوله تعالى: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن ان لن نقدر عليه﴾ وفي قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾؟...، فقال الرضا (ع): "ويحك يا علي اتقِ الله ولا تنسبنَّ إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله برأيك فإنَّ الله عزَّ وجل قد قال: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ﴾، وأما قوله تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فإنَّ الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفته في بلاده لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب ان يكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله فلما هبط إلى الأرض وجُعل حجة وخليفة عُصم بقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾"(7). لتكملة الإجابة عليك بالرابط http://www.alhodacenter.com/upgrade/index.php?page=question&qID=8253 __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |