موقف السيد السيستاني والشيخ النجاتي من الانتخابات

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين...

وبعد: فلا يخفى على جمهور المؤمنين والمواطنين أن من أهم القضايا التي نمر بها ويمر بها الوطن - حالياً - هو قضية المشاركة أو المقاطعة للإنتخابات النيابية القادمة في الشهر القادم.

أولاً: من هنا توجه الناس إلى رموزهم وعلمائهم ومراجعهم للإسترشاد بآرائهم ومعرفة تكليفهم في هذا الأمر المهم والحساس، وقد كان المرجع الأبرز الذي تطلعت الناس بل والرموز أيضاً لمعرفة رأيه في هذا الأمر هو سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله العالي)، وإدراكاً من سماحته لأهمية هذا الأمر فقد نصح فيه بنصيحةٍ معينة، وقد إطلع سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي على ذلك من خلال رسالة شفوية وصلت إليه من ناحية سماحة السيد (دام ظله).

لكن بما أن خصوصيات رأي سماحة السيد لم تكن واضحةً بشكلٍ دقيق لذا بادر سماحة آية الله الشيخ النجاتي إلى الإتصال ببيت سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في النجف الأشرف وتحدث مع نجله سماحة العلامة الكبير السيد محمد رضا السيستاني (دام عزه) في الموضوع بشكل تفصيلي، وقد تحصل من تلك المحادثة أن سماحة السيد السيستاني (دام ظله) يؤكد على ثمان نقاط، هي كالتالي:

النقطة الأولى: (أن سماحة السيد السيستاني يرى أن الأصلح هو المشاركة، كما كان ذلك أيضاً نصيحته في لبنان والعراق).

توضيح: ذكر سماحة السيد هنا منطلقات هذا التشخيص السياسي، لكن لا حاجة لنقل ذلك.

النقطة الثانية: (في خصوص نظرية المقاطعة ذكر أن سماحة السيد يرى أن المقاطعة إذا كانت تتحقق بالشكل الشامل ربما كانت مفيدةً، لكنها ليست متحققة بالشكل الذي تكون آثارها وفوائدها أكثر من المشاركة).

النقطة الثالثة: (وفي التعليق على أن هناك جمعٌ من رموز البلد المخلصين ومن أهل الخبرة يرون أصلحية المقاطعة، ذكر بأن: سماحة السيد يحترم ويقدر قيمة وإخلاص رأي المقاطعة).

النقطة الرابعة: (وفي التعليق على أن صلاحيات البرلمان هنا لا تقاس أصلاً بـ صلاحيات البرلمان في العراق حيث أن البرلمان هنا صلاحياته قليلةٌ جدّاً، ذكر بأن سماحة السيد يرى بأن الأحسن المشاركة على كل حال، لأن المقاطعة بالنحو الذي تكون آثارها أقوى من المشاركة ليست في متناول اليد).

النقطة الخامسة: (أن رأي سماحة السيد في المشاركة مجرد نصيحة بذلك من منطلق خبرويته في هذه الأمور، كما نصح بذلك في العراق ولبنان أيضاً).

النقطة السادسة: (أن رأي سماحة السيد ليس فتوىً ولا حكماً شرعياً ولا هو وجوب شرعي. وإنما هو تشخيصٌ موضوعيٌ، ولكل إنسانٍ الحق في أن يعمل بتشخيصه حتى إذا كان تشخيصه هو المقاطعة).

النقطة السابعة: (أن سماحة السيد يدرك مع ذلك كله جيداً أنه قد يعرف من يعيش الوضع عن قرب ويخالطه ليلاً نهاراً وعن كثبٍ ما لا يدركه الغائب البعيد، وقد يعرف الحاضر ما لا يعرفه الغائب).

النقطة الثامنة: (أن سماحة السيد لا يهدف من خلال إبداء هذه النصيحة تحشيداً معيناً مماّ قد يتوهم منه البعض أنه تدخلٌ في شؤون الآخرين، وإنما بيّن الأصلح بنظره للمؤمنين الذين يستفسرون منه ذلك من منطلق إعتقادهم بـ خبرويته وتجربته الكبيرة والعريقة والواسعة في هذه الأمور.

ثانياً: وأماّ بالنسبة إلى رأي سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي في خصوص قضية المشاركة والمقاطعة، فننوه إلى أنه قد صدر في تاريخ 16/شعبان/1426ﻫ الموافق 21/9/2005م بيان من المكتب جاء فيه ما يلي:

(.... إن مكتب سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي يؤكد أن ما تناقلته بعض الصحف المحلية من أن سماحة الشيخ حسين النجاتي يرى المشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة لم يصدر التصريح به من سماحة الشيخ في أي موقع أو لقاء أو خطاب، والإشارات التي قد تصدر من سماحته هنا أو هناك داخل في إطار العمل السياسي الهادف الذي يقصد به رعاية المصلحة العامة، ولا يقصد به الإعلان عن موقف معين بشأن الإنتخابات.

لكن الأحداث السياسية الماضية والجارية، وفشل المجلس القائم، والوضع الدستوري، والدوائر غير العادلة كله لا يبعث على التفاؤل بالمشاركة، والموقف النهائي سيعلن في وقته).
وقد نُشر هذا البيان في مجلة الحكمة (العدد 22).

والواقع أن الوضع اليوم ليس لم يتحسن فقط بل إزداد تراجعاً كما أوضح ذلك تقرير البندر الذي كشف عن برامج سريةٍ خطيرةٍ لإقصاء طائفةٍ معينةٍ عن جميع المواقع الحساسة وإعمال سياسة التمييز الطائفي بشكلٍ واسعٍ في المساحات المختلفة، والتجنيس السياسي الجاري وغير ذلك.

ولكن على الرغم من ذلك كله يرى سماحة الشيخ النجاتي أن كسر كلمة سماحة السيد السيستاني (دام ظله) لا مصلحة فيه إطلاقاً، وهو المرجع الأعلى لأتباع أهل البيت (ع)، فالمناسب للجميع العمل بنصيحة سماحة السيد واحترام كلمته.

لكن يجب الإلتفات إلى أن هذا لا يمثل تكليفاً شرعياً وليس هو من الواجبات الدينية، بل إن سماحة الشيخ النجاتي يرى أن حشر الدين في هذا الأمر غير صحيح، كما هو رأي سماحة السيد السيستاني (دام ظله) أيضاً، فإنه قد يدفع إلى أضرارٍ كبيرةٍ أقلها توهم الناس أو جمعاً منهم فسق من لم يشارك وأنه قد صدرت منه مخالفةٍ شرعية، وهذا معناه إيقاع الناس في مطباتٍ لا يرضى بها الشرع الأقدس قطعاً.

هذا وقد اجتمع سماحته يوم أمسٍ الإثنين 7/شوال/1428ﻫ - الموافق 30/10/2006م مع الإخوة المحترمين رموز المقاطعة ووضعهم في صورة نصيحة سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بشكل دقيق، وقد أبدوا غاية احترامهم لكلمة المرجعية وأوضحوا لسماحة الشيخ أنه لن يكون بناءً على ذلك أي تحشيد للمقاطعة، بل ستحترم كلمة المرجع الأعلى انطلاقاً من احترامهم وإيمانهم العميق بالثوابت الدينية والإيمانية، وقد شكرهم سماحة الشيخ النجاتي على هذا الموقف الإيماني المسؤول، فجزاهم الله خير الجزاء.

وإنما تأخر صدور هذا البيان لأن المشاورات وتبادل النظر حول مواده كانت مستمرة لحين صدور البيان.

هذا وسيتحدث سماحة الشيخ حسين النجاتي عن نقاطٍ وجوانبٍ مهمةٍ أخرى تتعلق بالموضوع في خطبة الجمعة القادمة بإذن الله تعالى.


مكتب سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي
8/شــوال/1427ﻫ الــمـوافق 31/10/2006م

-------------------

بعد هذا الكلام وينقل عن الاستاذ بإن السيستاني حفظه الله ليس مع المشاركة وليس مع المقاطعة فهذا ما لا يدخل العقل ، ربما نحن لم نفهم كلام السيستاني فهل يغقل إن النجاتي لم يفهمه ايضا ؟

تحياتي