استنكر المجلس الإسلامي العلمائي في بيان صدر عنه أمس نزع السواد والأعلام العاشورائيّة، وجاء في البيان أن «تعليق السواد وتثبيت الأعلام العاشورائية في الشوارع والطرقات مظهر من مظاهر الحزن المتعارفة على فقد الأولياء من آل البيت (ع)، وهو عمل ديني عقلائي حضاري ليس موجّها ضدّ أحد، ولا يستهدف سوى الدلالة على تجدّد ذكرى الفاجعة والمصاب». وتسائل البيان: «هل يراد منّا أن نحبس أحزاننا تجاه أكبر فاجعة عرفها التاريخ الإسلامي في صدورنا من دون أنْ نعبّر عنها بالوسائل المتعارفة؟»، متابعا «في الوقت الذي يُفترض بوزارة سيادية مسئولة كوزارة الداخلية أنْ تحترم مشاعر الحزن والأسى للمواطنين في أيام ذكرى عاشوراء، نجدها عاما بعد عام تكرّر سلوكا استفزازيا بعيدا عن اللياقة وروح المسئولية، وذلك بإرسال مجموعة من قوّات الأمن المدجّجة بأنواع الأسلحة؛ لأجل نزع السّواد والأعلام العاشورائية من الطرقات والشوارع المارة والداخلة في عددٍ من مناطق البحرين بطريقة مستفزة تحمل الإهانة، ومواجهة مظاهر الاحتجاج العفوية على هذه التصرفات بمنتهى القسوة والعنف».
واعتبر البيان أنّ «تصرفات الوزارة تحمل عدّة دلالات خاطئة، وآثار سلبيّة كبيرة منها: تجاهل موقعية عاشوراء الحسين (ع) في واقع الأمة الإسلامية، وأثرها العميق على ملايين المسلمين، والاستخفاف بمشاعر المواطنين وأحاسيسهم تجاه هذا الموسم، وتعمّد توجيه الإهانة والإساءة إليهم، بالإضافة لعدم الاعتراف بحق المواطنين في الشوارع والطرقات المارة والداخلة في قراهم ومناطقهم ولو بمقدار الدلالة على أحزانهم وأفراحهم». واختتم المجلس بيانه بأنه «لا نجد أمامنا إلا أنْ نستنكر وندين بشدّة هذا التعدّي على الحريّات المشروعة»، مطالبا وزارة الداخلية «بالتّوقّف عن هذه الاستفزازات المتكررة، وتجنب كلّ ما يولّد الكراهية، ويؤزّم الوضع العام».
__DEFINE_LIKE_SHARE__