مــــنٍ گــتًُـــآبٌٍـــآتًُــــيً،، أيًـــنٍ آٍلســبٌٍــيًــــــٍل - الصفحة 2

ضيّ الحروف · #1 06-17-2008, 09:36 PM

حٌٍُِبٌٍيًـــتًُ أعُرٍض ٍلگـــممم ... قصـــهِِ گتًُبٌٍتًُـــــهِِآ بٌٍقٍلمـــيً ...

بٌٍـــــــعُـــــــــنٍــــــــۉآنٍ ...

>>> أيًــــــــــــنٍ آٍلـــســـــــــــبٌٍـيًــــــــــــٍل <<<

( أين السبيل؟)

عاشت أسرة ميسورة الحال تتكون من أم و ابنتها سعاد، و هي في سنتها الأخيرة من الجامعة، و أخيها سامر ذو السادسة عشرة من عمره، أما الأب فقد توفي قبل ولادة سامر بيومين، فعاش سامر حياته مفتقدا لأبيه، صاحب اليد البناءة، فلم يدرك هذا الفتى بداية لشخصيته التي ما لبثت أن آلت إلى شخصية ناقصة ضائعة تسير نحو طريق وعر.
ففي يوم من تلك الأيام المظلمة الحالكة، جاء سامر من غرفته في الطابق العلوي مسرعا إلى مائدة الطعام، فاشمأز مما كان على الطاولة.. فنظر إلى أمه و قال ثائرا: ألا تعرفين بأني لا أحب هذا النوع من الطعام ... ها أجيبيني؟ . أجابته الأم و الحزن يذيبها: أي بني.. احمد ربك على ما يسره لك من طعام ؛ فغيرك يعيش بلا كسرة خبز تعينه. نفخ سامر و أشاح بيده: أوووه، نصائح نصائح ألا تكفين عن تقديم هذه المواعظ التافهة؟ . فأدار ظهره و ذهب إلى غرفته ثائرا عنيفا، و خبط الباب بقوة أفزعت الأم. جاءت سعاد من الجامعة و توجهت إلى أمها مقبلة رأسها: كيف حالك يا أماه؟ . طأطأت الأم رأسها،- أمي ما الذي حدث؟ أهو سامر؟. الأم في صمت و إطراق، تجهم وجه سعاد: ألا يكتفي هذا الفتى من تصرفاته المشينة؟ أنا سوف.... ، قاطعتها الأم: دعيه و شأنه يا سعاد. تجاهلت سعاد أمها و أسرعت إلى سامر، و هنا تبدد اليوم إلى يوم كريه تفوح منه رائحة الكآبة و الألم، فها هي سعاد تصعد الدرج مسرعة، و لكنها توقفت فجأة ، ترى ما الذي أوقفهاهكذا؟ إنها رائحة، رائحة ماذا؟ رائحة سيجارة تفوح، رائحة السبيل للدمار، اندفعت سعاد و فتحت الباب، فخبطت على صدرها كالمفزوعة، تأوهت: سامر.... ما الذي تفعله؟. أجابها ببرودة واضحة: أصنع من نفسي رجلا. فصرخت عليه و تحولت نبرات صوتها إلى أنغام متباينة ناشزة مقرفة: أتظن بأنك لو لبست هذا القناع ستصبح رجلا؟ أفق يا سامر ... أفق من نومك .... أفق!!. فنفخ سامر زفيرا ملتهبا تشنجت أطرافه و استنفرت أعصابه كأنها شرر متطاير،صرخ بأعلى صوته: أنا لست تافها... أنا لست تافها. ثم حمل آنية الورود و قذفها على أرض الغرفة يعنفها، و هجم على بعض التحف الفخارية و حطمها باكيا بكاء هستيريا، ملتاع صارخ، تسمرت سعاد في مكانها مذهولة، فأدركت أن سامرا مريض، نعم مريض فتوتره و انفعالاته و اضطراباته خلقت منه مخلوقا عدوانيا شرسا ، ناقصا، حاورته في تلك الليلة بضرورة الفحص النفسي لمعالجة هذه المشكلة فإلى متى تستمر هذه الحرب؟ !!لكن سامر رفض بشدة بحجة أنه ليس مجنونا.

و في فجر الجمعة حدث نقاش حاد بين سامر و أمه، استيقظت سعاد من نومها إثر هذا النقاش الذي ما لبث أن تحول إلى شجار عنيف، أسرعت إليهما و حاولت أن تهدئ من وطأة الحدث، و لكن فجأة يسيل الدم من فم سامر، نظرت إليه سعاد و الدهشة تعتريها: ما هذا يا سامر؟ . قال لها في ثورة: ماذا؟. أجابته: فمك. وضع يده على فمه ثم قال في فزع: دماء من فمي تسيل؟!! و أخذت تتصبب كالعرق على الجبين، لدرجة أن أرضية الغرفة لطخت بها تماما، اندفعت الأم إلى سعاد في فزع: فلننقله إلى المشفى بسرعة. -لا تفتح المشافي في هذا الوقت إلا الخاصة منها، لا بأس يا أمي، عل السبب ناتج عن درجة الحرارة أو ما شابه ذلك. و لكن الدماء سالت و أخذت تزيد و تزيد.
فنقلوه إلى المشفى في الثامنة بعد أن بزغت الشمس، و أخذ الأطباء بفحصه، ثم أخبر الطبيب أم سامر بالنتيجة، و قد كان وقع الخبر كالسم المميت، حيث قال لها: ابنك يا سيدة مصاب بمرض خبيث جدا ألا و هو..... السرطان. تأوهت الأم ثم وضعت إحدى يديها على فمها و شهقت محاولة إخفاء بكائها، و لكنها ما لبثت أن انفجرت من البكاء، و أخذت تردد وسط صرخات قوية تلطم وجهها: لا ....لا ابني...لا. تهدئها سعاد و الدموع تنهمر كالمطر: هدئي من روعك يا أمي، فإن شاء الله سيشفى سامر و يعود سالما، كفاك يا امي ...كفاك بكاء.
و بعد أشهر انقضت بإجراء الفحوصات و المحاولات التي باءت بالفشل بحثا عن العلاج، جاءته أمه مرحبة إياه، و لكنه كان ساكنا، وضعت إحدى يديها على صدره في حذر: سامر ....ما بك؟ أجبني. و لكنه لم ينبس بأدنى حرف بل استمر في سكونه و نظرات تفكير عميق تسطع من عينيه. جلست الأم على الكرسي تقرأ آيات قرآنية مصحوبة بأدعية نجوة لشفاء المريض ، فجأة كلمة صادقة لطالما انتظرتها الأم ... كلمة: أمي. شهقت الأم: أمي؟!! أجابها سامر: نعم يا أمي. ثم أضاف كلمات خرجت من صميم قلبه: بعد عدة أيام أو أقل أكون قد فارقت الحياة ، فتيقني يا أمي، بأني سأكون قابعا في قلبك أينما ذهبت، و لا يسعني إلا قول ...أنا آسف، إني نادم أشد الندم .. فسامحيني يا أمي.... أنا آسف يا أماه. و بغتة توقف جهاز قياس الضغط، و أشار على الصفر، ازرق وجهه، و ابردت يداه، لقد فارق الحياة، أخذت الأم تردد وسط أنهار من البكاء والصرخات: سامحك الله يا ولدي..... سامحك الله يا ولدي.

و هكذا تسير بنا الحياة، بثوانيها و دقائقها، نسير في دجى الليل و نور الصباح، تقودنا المشاعر إلى ذاك الحنان الذي يتجسد في صورة انسان، إلى روائع خلق الرحمن، التي لا بد أن تطبع على جبينها قبلة تحمل معاني الحب.
فكانت نهاية هذا الفتى، إحساسه بالندم و التوبة اللذان دفعاه إلى ترديد أعظم الكلمات، أنا آسف يا أمي.... أنا آسف يا أمي.

أرٍچــــۉ أنٍ تًُــنٍــآٍل إعُـــچآبٌٍـــگمممم ...

فٍيً آنٍـــتًُـــظآرٍ رٍدۉدگـــمممم ...

ۉ آنٍـــتًُــقـــآدآتًُگـــمممم ...

آخـــتًُــــگــمممم >>> آٍلحٌٍُِــٍلآآآ مــحٌٍُِتًُۉيًــنٍــيً <<< __DEFINE_LIKE_SHARE__