الحاضر فعـــــلٌ مضارع..

قال لي صديقٌ بالامس القريب..
(( انا اعيش الماضي واتوجس من المستقبل واخافه..
ولا اعرف مالحاضر.. ))
استوقفني كلامه.. ووجدتني مثله.. وكل من حولي في ذات
الحال..

لا نعرف كيف نعيش لحظتنا ونعايشها..
هكذا تعلمنا- او بالأحرى هكذا لـُقنـّا تلقيناً-
ان الماضي اجمل واحسن
وان فعل [ كان ] ليس فعلا ماضياً ناقصاً.. بل هو كاملٌ تمام الكمال
ولن يعود مثله ابدا..

اما المستقبل.. فهو الغيب..
المجهول..
وكل مجهول يثير الحذر..

اما الحاضر.. فكأنه حالة انتقال ليس الا
من ماض ٍ جميل.. ومعروف
الى مستقبل يشوبه الشك والتخوف..
وهذه المرحلة الحاضرة
تمر علينا ونحن في حالة
استسلام وسبات
نتضرع بالصبر ونتواكل على الله..
كي تمر بسلام.. المهم انها تمر بسلام ..

هذا هو واقع حياتنا الذي نعيشه..
ونحن وضعنا فيه
لنصل الى هذا الوهن المريــع

[الذي] وضعنا فيه
هو من ثابر خلال حاضره
ووصل الى غده الذي اصبح حاضراً له
فبنى بذلك كل ما يتمناه
ووصل الى غايته..
بالعمل خلال حاضره
لأجل مستقبله..
وحقق سعادته..

الا نتعظ..
ونحن من نتشدق بالاسلام ديناً ؟!!
اهذا ما هو مطلوب منا؟؟

العمل عبادة
اين عبادتنا..؟
هي ليست فقط
تلك العبادات بين العبد وربه..
ويحسب الناس انهم يحسنون عملا..
كلا والف كلا

العمل
الحركة بكل اتجاه.. وبكل الوسائل.
بالروح.. بالنفس وبالفكر..

العمل الصالح هو ما يوصل الانسان الى غايته
والغاية تكون في الحياتين الاولى والاخرة
فالاولى لابد من العيش فيها
وهي ليست ملغية.. او مستثناة
هي ليست مرحلة انتقالية دون فائدة.
فدون الحاضر لا وجود لمستقبل..

اهمية اليوم
هو ما يجب ان ننظر اليه..
وكل ما ياتي به
من حلاوة ومن سقم
من فرح ومن الم
من انتاج ومن عمل..

اليوم هو ما يحسب لنا غداً
كماض ٍ..
وما سيكون غداً
كمستقبل...

هل وصلت الفكرة..؟؟

ان نعيش اليوم بكل دقائقه..
بكل ما به
وألا نتناساه
فلا يبق ماض
ولا يتكون مستقبل..

الماضي هو فعل مضى وانتهى..

والمستقبل..
هو نتاج حاضرنا..
من صنع ايدينا.. وبأختيارنا
ونحن بحاضرنا
نختار
سواء أنكون سعداء في الجنة
ام تعساء في الجحيم..

ممــــا تصفــــــــحت