صورة: http://www.emaratalyoum.com/Articles...9-02_small.jpg حذرت أستاذة تاريخ دولة الإمارات في جامعة الإمارات الدكتورة فاطمة الصايغ من تغيير مناهج التاريخ، بما يؤدي إلى «خلق المواطن المتعولم»، حيث تعد مادتا التاريخ والتربية الوطنية من أكثر المواد قابلية لتمرير قيم معينة للطلبة. ونبهت إلى خطورة ما يجري الآن في جامعات الدولة من تدريس التاريخ باللغة الإنجليزية، حيث تحول تركيز الأساتذة والطلبة على شرح المصطلح اللغوي، وليس القيم والمعلومة التاريخية. وأعربت عن تخوفها من أن تؤدي هذه الممارسات إلى إيجاد جيل منقطع عن تاريخه ومسطح فكريا. وأشادت الصايغ في محاضرة ألقتها أول من أمس في أمسية نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، حول الكتابة التأريخية. الإمارات نموذجا، باهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المبكر بالتاريخ وتدوينه. رافضة الاتجاه الذي يرى إسناد كتابة تاريخ دولة الإمارات لمتخصصين ومؤرخين أجانب، وقالت «على الرغم من أن عددا منهم قد يتصف بالدقة، إلا أن الوصول إلى الحيادية المطلوبة من دون تحيز أو بحث عن مصالح معينة، أمر ليس من السهل تحقيقه، كما أن كتابة التاريخ لا تقتصر على تدوين وقائع وأحداث فقط، لكنها يجب أيضا أن تمس هاجس وحس المجتمع، وهو ما لا يستطيع المؤرخ الأجنبي تحقيقه». وأرجعت الصايغ ما يتردد عن أن تاريخ المنطقة بشكل عام، والإمارات بوجه خاص، مهرب أو منقول عن وثائق أجنبية توجد في الخارج، إلى عدم توافر وثائق محلية تتناول الأحداث التاريخية التي جرت في السنوات السابقة لقيام الاتحاد، إضافة إلى أن أصولا تاريخية عربية كثيرة قد نقلت إلى الدول الأجنبية إبان عصر الاستعمار، وأصبحت جزءاً من أرشيفاته، وحفظت بطريقة صحيحة وأصبحت اليوم جزءاً من التراث الإنساني. موضحة أن من الصعب المطالبة اليوم بأي من هذه الكنوز الثقافية أو الإرث الحضاري، لأسباب عدة، منها غياب القوانين الدولية الملزمة لإعادة تلك الكنوز، وعدم إصرار الدول النامية على استعادة كنوزها التاريخية.واستعرضت الصايغ التعريفات اللغوية المختلفة للتاريخ، وأهميته في الحياة اليومية، والعلوم المساعدة له والتي تساعد في التعرف إلى وقائع وحقائق التاريخ. وتوقفت عند مواصفات المؤرخ الناجح، وتتمثل في الصبر والإصرار على البحث، على الرغم من صعوباته وندرة المصادر وغموض الوقائع التاريخية. وشددت على أهمية توافر الأمانة والنزاهة العلمية والحيادية والشجاعة الأدبية لدى المؤرخ. ولفتت إلى أن التاريخ ليس مجرد قصص تحكى للترفيه، لكنه يقوم على أسس ومناهج علمية.