إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2009, 08:50 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

الدفعة الثالثة من أجوبة سماحة الشيخ سعيد النوري على أسئلة أعضاء ملتقى شهداء البحرين



س21 : تيار الوفاء الاسلامي .. انطلق كمشروع متكامل ( ديني واجتماعي وسياسي ) لكن نشاهد الحديث عن المشروع السياسي فقط ؟ أين المشروع الديني والثقافي ؟ وما هي الرؤية والأهداف الأساسية لكل المشاريع ؟

ج21 : لقد تم التأكيد على شمولية تيار الوفاء بما يجسد شمولية الإسلام العزيز . وقد سعى التيار منذ البداية لتجسيد هذه الشمولية على مستويين أساسيين هما :

1- مستوى الخطاب والطرح العام . والمتتبع لخطابات وبيانات التيار ورموزه ، فإنه يلاحظ تنوعا وشمولية في الطرح والخطاب . فالقضايا الدينية حاضرة بقوة كقضايا الشرعية والولاية والوحدة والتعدد والشهادة والجهاد وسيرة أهل البيت (عليهم السلام ) وقيمة العدالة وخط العلماء والفقهاء وثقافة العقل والحق وغيرها من القضايا الدينية والثقافية . كما أن التيار يصدر بيانات في المناسبات والقضايا الدينية أيضا . وهكذا هي القضايا السياسية المعروفة حاضرة بقوة كالتجنيس والدستور والمعتقلين والتمييز وغيرها . ومن المنطقي والطبيعي أن تأثر بعض الأحداث أو المناسبات على طبيعة خطاب التيار ورموز ، مما يقتضي أحيانا التركيز أكثر على الشأن الديني أو الشأن السياسي بحسب ما يقتضيه الظرف والضرورة . ولكن الخط العام للتيار هو خط الشمولية والتوازن بين الثقافي والسياسي .

2- مستوى البرامج والمواقف : وعموما فإن برامج التيار هي في بداياتها ، وهيئات التيار هي في طور التشكل والتبلور . وقد تم تشكيل بعض الهيئات ومنها الهيئة الثقافية والهيئة السياسية . وقد أسهم التيار بإنجاز موسمين حتى الآن منها الموسم الرمضاني الأول والذي كان مميز ومنوعا . وهناك برامج قادمة للهيئة أيضا بإذن الله تعالى . علما بأن التيار يعمل في ظروف غير طبيعية وغير صحية ، ولا يتوقع الجمهور أن التيار يعمل بكل حرية ، فهناك حصار مزدوج يمارس عليه .

ولذلك أقول بأن التيار يحمل مخزونا ثقافيا وسياسيا كبيرا يمكنه أن يقدم للساحة ما يساهم برفد مسيرة الوطن والمجتمع بالكثير من جوانب التقدم والإبداع . ولكن المؤسف أن هناك عصي كثيرة توضع في عجلة التيار ، وأشواك وحواجز رملية كثيرة ومعرقلة تنصب في طريقه ، وهو ما يجعل التيار ورموزه غير قادر على تقديم غير 50 في المائة تقريبا من مخزونه الثقافي والسياسي . ولذلك فإن هناك الكثير من العطاء الثقافي والتربوي والسياسي والاجتماعي مما لم يظهر حتى الآن بسبب الظروف الصعبة والمعيقة التي تعرقل الانطلاقة المنشودة للتيار ورموزه . ولذلك فإن من الضروري التخطيط الحكيم والنافذ للتحرر من المعوقات الميدانية .

س22 : حينما يتم التحشيد للمقاطعة والتيار الآخر يحشد للمشاركة ؟ أليس هناك خوف من حدوث فتنة بين الشعب ؟ ويكون المستفيد هو النظام ؟


ج22 : هناك في الساحة الاجتماعية شرائح مختلفة من الناس . فهناك شريحة متعصبة ومنغلقة تسعى لإقصاء كل ما تتصور أنه لا يتطابق مع توجهاتها الذاتية من أشخاص وأفكار ، وتعتبر أن أفكارها السياسية وغيرها قضايا نهائية لا تقبل المراجعة والتأمل . وللأسف إذا استطاعت هذه الشريحة أن تفرض منطقها ومنهجها على المجتمع وفعالياته في المرحلة الحرجة من سباق المشاركة والمقاطعة ، فسيكون من الطبيعي حدوث فتنة بل فتن . ولقد شهدنا مثالا لذلك في قضية المنع من الصلاة وغيرها من الحوادث . وأما إذا تغلب المنطق الموضوعي الحواري ، وتم التعامل مع قضية المشاركة والمقاطعة ، وعموم القضايا السياسية بصفتها موضوعات قابلة للتفكير والتأمل الحر مما يعطي للجميع حقا متساويا في التفكير واتخاذ القرار المناسب ، بعيدا عن الطعن والصدام ، فأعتقد أن الأمور يمكن أن تسير بسلاسة وأريحية وأخوية . وللأسف فإن الأمور في وضعها الحالي لا توحي بغلبة المنطق الحواري ، والمنطق الإقصائي هو الأكثر حضورا وقوة . ولذلك فأعتقد أننا لأجل تغليب المنطق الحواري نحتاج لأحد الخيارات التالية وهي :

1- أن تجلس الأطراف الفاعلة في المعارضة للخروج بموقف موحد من القضية الإنتخابية سواءا كان موقفا بسيطا أو مركبا . وهو أفضل الخيارت ولكنه أصعبها .

2- أن يتم التوافق على مجموعة من الآليات والوسائل التي تكفل تقديم الخيارين بصورة متوازنة ومتعادلة لجميع المناطق والقرى ثم تترك حرية الاختيار للناس . وهو خيار صعب أيضا .

3- أن يتم التوافق على قيم وآداب الإختلاف والحوار ، بما ينظم العلاقة بين الأطراف المختلفة وفق مبادئ الأخوة والحقوق والمصالح العليا . وهو أسهل الخيارات في نفسه ، ولكنه أيضا يحتاج لعمل نوعي لتوفير أرضية معنوية مناسبة له هي غير متوفرة حاليا .

س23 : لقد انشق رموز خط الممانعة عن الوفاق بسبب آليات اتخاذ القرار ؟ والسؤال الذي يدور في ألسنة البعض .. أليس من المتوقع أن يحدث هذا الشيء من جديد في حال الاختلاف ؟ وما هي آليات اتخاذ القرار في تيار الوفاء الاسلامي ؟

ج23 : هناك العديد من الأمور التي تجعل من عملية حصول التوافق في القضايا المختلفة داخل الوفاء أمرا سهلا ، وتجعل من عملية تنظيم الإختلاف – إن وجد أمرا ميسورا أيضا . وهذه الأمور هي :

1- هناك انسجام كبير بين قيادة الوفاء في الرؤى النظرية والفكرية لفكر الإسلام ومدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

2- هناك انسجام كبير في الرؤى السياسية والإجتماعية داخل التيار .

3- هناك تقارب معنوي ونفسي قادر على ضمان استيعاب مختلف التحديات .

4- هناك كذلك حالة جيدة من التشاور والحوار واحترام الآراء المختلفة . وإذا لم يتحقق التوافق وهو أمر قليل الحدوث ، يتم اللجوء للتصويت كما حدث مثلا في اختيار اسم التيار .

س24 : إن أكثر المواضيع التي تثار بين الجماهير هي موضوع القيادة ؟ ما هي مواصفات القيادة ؟ وكيف نقيم كفاءة القائد ؟

ج24 : بحسب وجهة نظري ، فإن للقائد ثلاثة شروط أساسية هي :

1- الاستقامة الشاملة فكريا وروحيا وسلوكيا . ويجب أن تكون استقامة مستوعبة ومن المستوى الراقي ، لأنه سوف يمثل القدوة الملهمة للمجتمع ، ويعتمد على استقامته كل بناء المجتمع المادي والمعنوي .

2- الفقاهة أو الإذن الشرعي ، فإما أن يكون فقيها أو مأذونا من الفقيه بحيث يطمئن لسلامة آراءه وقراراته شرعيا .

3- الكفاءة القيادية . ويقصد بها الكفاءة في بعدها الإداري الموضوعي . فالاستقامة والشرعية لا تكفي بدون الكفاءة الإدارية لأنها تسبب العجز والجمود . والكفاءة الإدارية دون إستقامة وشرعية لا تكفي أيضا لأنها تسبب الانحراف والضياع .

وتتمثل الكفاءة الإدارية العملية في الأمور التالية :

1 - حسن إدارة الاختلاف داخل النخبة والجمهور .

2- حسن ادارة الطاقات والكفاءات النخبوية والجماهيرية .

3- حسن ادارة العلاقة مع السلطة السياسية ، بما تقتضيه من حزم وشدة مشوبة بشيء من اللين مما قد يتطلبه الظرف السياسي .

4- حسن إدارة العلاقة مع الرموز والشخصيات والتيارات داخل البلد وخارجه .
وأعتقد أن النخبة والجمهور الواعي له دور محوري في عملية اختيار القيادة وصناعة القرار . وكذلك في مراقبة كفاءة العملية الإدارية ، بما يضمن سير العمل السياسي وفق الأصول الإدارية الموضوعية و المنطقية .

س25 : نفهم من مجمل طرحكم أن للجمهور أن يقترح ويراقب ولكن القرار في النهاية هو قرار فوقي يأتي من الأعلى أي من القيادة . فبهذا أين يكمن الاختلاف العملي بينكم وبين تيار الوفاق فيما يخص العلاقة مع الجمهور في جنب صوغ القرارات ؟ وهل تؤمنون بحق الجمهور بأن يكون صاحب القرار الحاسم ( فيما يخص إدارة شؤونه لا التشريع ) وأن القرارات لابد وأن تصدر عبر تصويت غالبية الجمهور بالموافقة عليه ؟

ج25 : ولتوضيح الإجابة حول السؤال المذكور أشير لوجود ثلاث فرضيات فيما يرتبط بموضوع السؤال هي :

1- أن يتم تجاهل رأي الجمهور بصورة كاملة سواء في اختيار المنهج والقيادة والقرار وغيرها من الأمور ، ويكون دور الجمهور هو الإستماع والتسليم والتنفيذ فقط . وهذه الرؤية لا نقبلها اطلاقا . وهي رؤية تفرط في دور الجمهور .

2- أن يتم تجاهل دور القيادة والإدارة المتخصصة ، وتعطى كل الصلاحيات والقضايا للجمهور ليقرر فيها ، ويكون دور القيادة والإدارة المتخصصة شكليا فقط . وهذا أيضا ليس منطقي وغير مقبول ، وهو إفراط في دور الجمهور .

3- أن يتم عقد شراكة حقيقية بين الجمهور والإدارة المتخصصة ، بحيث يحفظ لكل طرف دوره وصلاحيته فيما يمكنه المساهمة فيه . وتكون العلاقة بينهما على أساس وحدة الأهداف العليا ووحدة المنهج السياسي الموصل لهذه الأهداف .
فمن حق الجمهور مراقبة القيادة ومدى التزامها بالمنهج العام ، ومن حق القيادة أن تدعم من الجمهور مادامت أمينة على أهداف ومنهج المؤسسة . وأما حسم القرارات فالحكم فيها مختلف بحسب طبيعة الموضوع . فهناك القضايا الفكرية والشرعية التخصصية يرجع فيها لأهل الإختصاص من التيار . وهناك القضايا الإدارية الدقيقة والتي أيضا يرجع فيها للإدارة المتخصصة . وهناك القضايا ذات البعد الإجتماعي والسياسي الموضوعي ، والتي يمكن حسمها من خلال غالبية الجمهور . فقضية المشاركة والمقاطعة مثلا ، يمكن للإدارة المتخصصة بيان رؤيتها للموضوع ثم تعطي الفرصة لتصويت غالبية الجمهور . وهذه رؤية وسطية متوازنة لدور الجمهور ، يمكن تأصيلها بحسب العقل والنصوص الإسلامية .

س26 : كان الشيخ النوري رئيسا لجمعية التوعية ( الجمعية الثقافية للتيار الآخر ) ثم انضم لتيار الممانعة ؟ ما هي أسباب الابتعاد عن التوعية ؟

ج 26 : هناك فكرة غير دقيقة تضمنها السؤال ، ووجدتها كذلك تتكرر على لسان بعض الإخوة . ومفاد هذه الفكرة أنني انضممت للتيار الممانع ، وابتعدت عن التوعية . وأحب توضيح هذا الاشتباه الكبير بالصورة التالية :

فلم أكن يوما خارج التيار الممانع لأنضم إليه . فمن يطرح هكذا فكرة يتجاهل حقائق واضحة ترتبط بي شخصيا ، وترتبط بالسير التاريخي للأمور . فمنذ متابعاتي الأولى للفكر الإسلامي ، وجدت في خط السيدين العظيمين الخميني والصدر ( قده ) ، النبع الزلال الخالص للإسلام المحمدي الأصيل . ولم أحد عن هذا الخط المحمدي الثوري منذ عرفته بحمد الله تعالى . ويمكن للإخوة مراجعة محاضراتي و كتاباتي قبل دخولي جمعية التوعية وأثناء وجودي فيها وبعد خروجي منها وحتى الآن ، وسوف يجدون الفكر الخميني الثوري ، حاضرا دون أدنى تغيير في كل المراحل المذكورة وإلى الآن . ولذلك كان الحرص على تأسيس تيار الوفاء و على تجسيده الأمين لخط السيدين الخميني والصدر ( قده ) . ولذلك أيضا فإن وجودي في تيار الوفاء هو بسبب كونه أمينا لخط السيدين الخميني والصدر ( قده ) . وأما من ناحية تاريخية فعندما تم النقاش حول المشاركة والمقاطعة في 2002 ، فقد كنت والأستاذ الفاضل عبد الوهاب حسين في إدارة التوعية ، وكنت أشارك في التحشيد للمقاطعة ، ولم تتغير آرائي الفكرية والسياسية منذ ذلك الوقت . كما لم يكن في تلك الفترة أثر للتقسيمات الموجودة حاليا . فقد كان الجميع يعبر عن رأيه الفكري والسياسي بحرية كبيرة ، ولم تكن هناك حساسيات أو تصنيفات واضحة هذا إلى ما قبل سفري لقم . ثم حدثت الإختلافات المعروفة وبدأت تظهر التصنيفات الحدية ، والحساسيات الفكرية والسياسية . وما كان متاحا من حرية طرح الآراء الفكرية والسياسية في السابق ، أصبح الآن غير ممكن ؟؟ فأنت مطالب إما بأن تسلم لشعارات وأفكار جاهزة وهزيلة وإلا فأنت مصنف ضد فلان ومع فلان ؟ لقد فقد المجتمع البحريني تسامحه واعتداله ومنطقية تفكيره وحريته العقلية المتناغمة مع أصالته الإسلامية . فشخصيا لم أتغير في أي من أفكاري ومبادئي ، ولكن المجتمع البحريني تغير للوراء كثيرا . وعندما أتأمل في حال بعض الإخوة أصحاب الفكر والوعي والثقافة أشفق لحالهم كثيرا ، لأنهم يعيشون في غربة ووحشة فكرية وقيمية ، وبعضهم مصاب بالإحباط والعزلة الإجتماعية . فنحن اليوم لا نعيش مرحلة الفكر والوعي و المنطق العقلي ، ولا مكان لأهل الفكر والوعي . ولكن المرحلة هي لأهل الشعارات المبتورة ، والأفكار المعلبة الجاهزة وغير المنطقية . فالمطلوب هو أن تكون ببغاء وليس أن تكون إنسانا . إن الغربة التي يعيشها أهل الوعي والقيم الفكرية يمكن مشاهدتها في التاريخ مع كل الصالحين الصادقين ، الذين لا يتنازلون عن قيمهم العقلية والدينية الأصيلة ، لصالح قشور من شعارات مبتورة وأفكار عاطفية معلبة . وأما جمعية التوعية الإسلامية فقد انتهت الدورة الإدارية ، وكانت رؤيتي أن الأفضل هو السعي لمواصلة المسار العلمي الحوزوي .


س 27 : تيار الوفاء وحركة حق يتخذون خيار المقاطعة وهذا الخيار يعتمد على الالتفاف الشعبي ؟ ماذا لو لم يلق مشروع المقاطعة التفاف كافي ؟ ما هي خيارات خط الممانعة خاصة ان المقاطعة بحاجة الى توافق والتفاف جماهيري ؟

ج 28 : إن رؤيتنا لخيار المقاطعة ، تتلخص بأننا عندما نريد بناء بيت محكم البناء مكان خربة متهالكة ، فلابد من هدم الخربة المتهالكة أولا وهو عمل سلبي ثم يمكن العمل ثانيا على بناء البيت المحكم البناء مكان الخربة المتهالكة وهو عمل إيجابي .
فمادامت الخربة المتهالكة قائمة وتشغل الأرض ، فلا يمكن بناء البيت المحكم البناء .
ودستور المنحة وبرلمانه الصوري هو بمثابة الخربة المتهالكة ، والدستور الشعبي العادل والبرلمان كامل الصلاحيات هو بمثابة البيت المحكم البناء . فلأجل بناء الدستور العادل وهو عمل إيجابي لابد من عمل سلبي يسبقه ، وهو هدم دستور المنحة سياسيا . والمقاطعة تمثل الجانب السلبي من عمل المعارضة ، حيث تهدف المقاطعة الشعبية لإسقاط دستور المنحة سياسيا ، وذلك بتحويله لوجود سياسي منبوذ ومعزول وغير معترف به شعبيا ، وإرسال رسالة قوية محرجة للسلطة وللخارج بهذا المضمون السياسي . ثم تحتاج المعارض لعمل إيجابي وهو ممارسة العمل الشعبي السلمي الضاغط بأشكاله المختلفة للوصول للدستور العادل . ولذلك كلما ترسخ دستور المنحة ومؤسساته بصفته أمر واقعا ، كلما صعب الوصول للدستور العادل . والمعارضة الممانعة ليست وظيفتها فرض خيارها السياسي على الناس ، بل وظيفتها توضيح عواقب ونتائج الخيارات المختلفة للناس بكل أمانة وموضوعية . فالمعارضة الممانعة تسعى لمساعدة الناس للوصول للرؤية الأقرب لأهدافها الإنسانية والإسلامية . وكذلك فإن المعارضة الممانعة تسعى لإزالة الموانع التي تحول دون التفكير المنطقي الحر في القضايا السياسية سواءا للنخبة والجمهور . فقضية المشاركة أو المقاطعة لا يمكن اعتبارهما شأنا شرعيا خالصا ونهائيا بصورة مطلقة . ففي الإطار السياسي فإن المبدأ الديني الأول هو مبدأ العدالة الإجتماعية ، ونقاش المقاطعة والمشاركة يرتبط بالتساؤل الشرعي السياسي ، الذي مفاده أن أي من الخيارين هو الأقرب لتحقيق العدالة الإجتماعية للشعب البحريني ؟ وللإجابة عن السؤال يجب دمج الرؤية الإسلامية الكلية مع الرؤية الموضوعية السياسية . ولذلك فالقضية ذات وجهين شرعي و سياسي ، وليست دينية محضة .

وعموما فالناس تستطيع التفكير بحرية في هكذا قضايا دينية سياسية ، لأنه حتى البعد الديني من القضايا السياسية هو في جذوره يمثل أهدافا فطرية إنسانية أيضا . وعموما فالناس يجب أن يكون لها دور محوري في هكذا قضايا ، حتى لو كانت النتيجة خلاف رؤية التيار الممانع ، ويجب على الممانعين تقبلها بواقعية ما دامت تمثل نتاجا لحرية التفكير والقرار الشعبي . وسوف يتحمل الناس مسؤولية قراراتهم الصائبة والخاطئة . والممانعون في طول الخط وظيفتهم أن يقوموا بدورهم التوعوي والسياسي بكل أمانة وإخلاص .

س29 : ما هي نوع الشرعية التي يمتلكها تيار الوفاء ؟

ج29 : يستمد التيار شرعيته من التزامه العام بالمبادئ الإسلامية والضوابط الشرعية . ويمتلك التيار كذلك إذنا شرعيا من مرجعية دينية معتبره ، تجيز له التصدي للمطالبة بالحقوق السياسية المشروعة ، وأن الأضرار التي تقع في سبيل المطالب المشروعة ، لا تتنافى مع مشروعيتها ومظلومية الأشخاص الذين يقع عليهم الضرر . وبحمد الله تعالى فإن التيار يملك القدرة على فهم القواعد الشرعية الكلية ، وتطبيقها بحسب مواردها المختلفة .

س30 : ما قولكم فيمن يصف الوفاق ورجالها بالعمالة للنظام والارتشاء والخيانة ؟

ج30 : لقد كان موقفنا واضحا منذ بداية الإنطلاق الأول مع بيان ( الانطلاق ) من الإخوة المختلفين معنا . وكررنا ذلك في أكثر من موقع ومناسبة . وخلاصة هذا الموقف أننا لا نلزم أحدا بمواقفنا وأفكارنا ، وغاية ما ندعو له هو أن لا يلزمنا إخوتنا بمواقفهم وأفكارهم . فنحن ندعو ليحترم بعضنا وجود ومنهج ومرجعية بعضنا البعض ، فلا يتهم بعضنا بعض بصنوف الاتهامات من عدم الشرعية والخيانة وغيرها . ولنسعى للعمل في الملفات المشتركة وما أكثرها ، و يحترم كل منا خصوصيات الطرف الآخر . ولذلك فالمطلوب هو الوصول لميثاق شرف يضمن تطبيق المضامين التي تم ذكرها .

س31 : ما هو ردك على الانتقادات التي توجه إليك وتتهم خطاباتك بالتقسيمية التي تزيد الانشقاق ؟

ج31 : عندما نستعين بالتقسيم لتوضيح بعض الأفكار ، فهناك حالاتان يمكن أن يوظف فيهما التقسيم هما :

1- التقسيم بهدف التصنيف الأخلاقي والقيمي . ومثاله أن تقسم الناس إلى ملتزم ومنحرف ، وأمين وخائن ، وصادق وكاذب . وهذا النوع من التقسيم يتضمن حكما أخلاقيا وهو تقسيم خطير وتشطيري . وللأسف فإن تقسيم المؤمنين المتدينين إلى الخط العلمائي وغيره ، والخط الشرعي والمرجعي وغيره . يمثل نموذجا سيئا تم ممارسته ضد التيار الممانع ، ولم يعتذر منه حتى الآن ؟ رغم أنه يعتبر تجاوز خطير على حرمات المؤمنين . ولذلك لم أقبل بإستعمال مصطلح المسايرة لأن بعض الإخوة يعتبرونه حكما أخلاقيا سلبيا عليهم .

2- التقسيم بهدف بيان التفاوت العلمي والفكري . وعموما فهناك مبدأ ألتزم به وهو أن الإختلاف السياسي الموجود في الساحة هو إختلاف في المنهج السياسي ، وليس إختلاف مزاجي أو شخصي . ولذلك فإنني مثلا أقسم المنتمين للخط العلمائي بحسب موقفهم من القضايا السياسية إلى مدارس ثلاثة . وهو لا يتضمن أي طعن أخلاقي لأي تيار ، كما أنني في بيان موقف كل تيار أكدت على إنتماءه للخط العلمائي ، وأعتمدت على معرفتي الأكيدة واليقينية بأفكار ومواقف كل تيار ، ولم أعتمد على الظنون . ولذلك فإن التقسيم في القضايا العلمية والتفاوتات المنهجية يمثل حالة طبيعية جدا . والمؤسف أن هناك في ساحتنا حالة من الإصرار على شخصنة الإختلافات السياسية الموجودة ، بينما أصر شخصيا على فهم هذه الإختلافات بصورة علمية منهجية .

س32 : ما هي موقعية الشيخ المقداد بالنسبة لتيار الوفاء الإسلامي بشكل خاص وكذلك تيار الممانعة بشكل عام ؟؟

ج32 : أعتقد أن شخصية الشيخ المقداد تمثل موقعا متقدما في عموما الساحة الإسلامية والوطنية . فالشيخ المقداد يمثل اليوم ظاهرة علمائية تضيف العديد من المضامين الإيجابية للساحة الوطنية . فالصدق والشجاعة والمبدئية والبصيرة النافذة هي مميزات ألمسها بوضوح في شخصية الشيخ المقداد . ولو أن الظرف غير الظرف والمجتمع غير المجتمع ، ولو كنا في غير هذا الزمن الرديء ، ولو توفر بعض الإنصاف لكان للشيخ المقداد ما يستحقه من تقدير وتكريم . وعموما فللشيخ المقداد رمزية خاصة ومتقدمة ، معنوية وشرعية وسياسية في إطار الوفاء وخط الممانعة . وفي الختام أقدم إعتذاري عن قصور الإجابات وعن عدم الإجابة عن بعض الأسئلة ، بسبب كثرة الأسئلة وضيق الوقت . ويمكن للإخوة عند الضرورة تذكيري ببعض الأسئلة الضرورية للإجابة عنها إذا لزم الأمر . والحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة سماحة الشيخ سعيد النوري يوم الجمعة (صوت)1-1-2010 محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 01-02-2010 09:50 PM
حوار خاص مع سماحة الشيخ سعيد النوري. محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-09-2009 01:30 AM
حوار خاص مع سماحة الشيخ سعيد النوري. محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-09-2009 01:20 AM
الدفعة الثالثة من أجوبة سماحة الشيخ النوري على أسئلة أعضاء ملتقى شهد محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-02-2009 08:40 PM
الليلة سماحة الشيخ سيعد النوري في بني جمرة عن الشرعية والخط العلمائي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-23-2009 12:40 PM


الساعة الآن 03:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML