|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
الدفعة الثالثة من أجوبة سماحة الشيخ سعيد النوري على أسئلة أعضاء ملتقى شهداء البحرين س21 : تيار الوفاء الاسلامي .. انطلق كمشروع متكامل ( ديني واجتماعي وسياسي ) لكن نشاهد الحديث عن المشروع السياسي فقط ؟ أين المشروع الديني والثقافي ؟ وما هي الرؤية والأهداف الأساسية لكل المشاريع ؟ ج21 : لقد تم التأكيد على شمولية تيار الوفاء بما يجسد شمولية الإسلام العزيز . وقد سعى التيار منذ البداية لتجسيد هذه الشمولية على مستويين أساسيين هما : 1- مستوى الخطاب والطرح العام . والمتتبع لخطابات وبيانات التيار ورموزه ، فإنه يلاحظ تنوعا وشمولية في الطرح والخطاب . فالقضايا الدينية حاضرة بقوة كقضايا الشرعية والولاية والوحدة والتعدد والشهادة والجهاد وسيرة أهل البيت (عليهم السلام ) وقيمة العدالة وخط العلماء والفقهاء وثقافة العقل والحق وغيرها من القضايا الدينية والثقافية . كما أن التيار يصدر بيانات في المناسبات والقضايا الدينية أيضا . وهكذا هي القضايا السياسية المعروفة حاضرة بقوة كالتجنيس والدستور والمعتقلين والتمييز وغيرها . ومن المنطقي والطبيعي أن تأثر بعض الأحداث أو المناسبات على طبيعة خطاب التيار ورموز ، مما يقتضي أحيانا التركيز أكثر على الشأن الديني أو الشأن السياسي بحسب ما يقتضيه الظرف والضرورة . ولكن الخط العام للتيار هو خط الشمولية والتوازن بين الثقافي والسياسي . 2- مستوى البرامج والمواقف : وعموما فإن برامج التيار هي في بداياتها ، وهيئات التيار هي في طور التشكل والتبلور . وقد تم تشكيل بعض الهيئات ومنها الهيئة الثقافية والهيئة السياسية . وقد أسهم التيار بإنجاز موسمين حتى الآن منها الموسم الرمضاني الأول والذي كان مميز ومنوعا . وهناك برامج قادمة للهيئة أيضا بإذن الله تعالى . علما بأن التيار يعمل في ظروف غير طبيعية وغير صحية ، ولا يتوقع الجمهور أن التيار يعمل بكل حرية ، فهناك حصار مزدوج يمارس عليه . ولذلك أقول بأن التيار يحمل مخزونا ثقافيا وسياسيا كبيرا يمكنه أن يقدم للساحة ما يساهم برفد مسيرة الوطن والمجتمع بالكثير من جوانب التقدم والإبداع . ولكن المؤسف أن هناك عصي كثيرة توضع في عجلة التيار ، وأشواك وحواجز رملية كثيرة ومعرقلة تنصب في طريقه ، وهو ما يجعل التيار ورموزه غير قادر على تقديم غير 50 في المائة تقريبا من مخزونه الثقافي والسياسي . ولذلك فإن هناك الكثير من العطاء الثقافي والتربوي والسياسي والاجتماعي مما لم يظهر حتى الآن بسبب الظروف الصعبة والمعيقة التي تعرقل الانطلاقة المنشودة للتيار ورموزه . ولذلك فإن من الضروري التخطيط الحكيم والنافذ للتحرر من المعوقات الميدانية . س22 : حينما يتم التحشيد للمقاطعة والتيار الآخر يحشد للمشاركة ؟ أليس هناك خوف من حدوث فتنة بين الشعب ؟ ويكون المستفيد هو النظام ؟ ج22 : هناك في الساحة الاجتماعية شرائح مختلفة من الناس . فهناك شريحة متعصبة ومنغلقة تسعى لإقصاء كل ما تتصور أنه لا يتطابق مع توجهاتها الذاتية من أشخاص وأفكار ، وتعتبر أن أفكارها السياسية وغيرها قضايا نهائية لا تقبل المراجعة والتأمل . وللأسف إذا استطاعت هذه الشريحة أن تفرض منطقها ومنهجها على المجتمع وفعالياته في المرحلة الحرجة من سباق المشاركة والمقاطعة ، فسيكون من الطبيعي حدوث فتنة بل فتن . ولقد شهدنا مثالا لذلك في قضية المنع من الصلاة وغيرها من الحوادث . وأما إذا تغلب المنطق الموضوعي الحواري ، وتم التعامل مع قضية المشاركة والمقاطعة ، وعموم القضايا السياسية بصفتها موضوعات قابلة للتفكير والتأمل الحر مما يعطي للجميع حقا متساويا في التفكير واتخاذ القرار المناسب ، بعيدا عن الطعن والصدام ، فأعتقد أن الأمور يمكن أن تسير بسلاسة وأريحية وأخوية . وللأسف فإن الأمور في وضعها الحالي لا توحي بغلبة المنطق الحواري ، والمنطق الإقصائي هو الأكثر حضورا وقوة . ولذلك فأعتقد أننا لأجل تغليب المنطق الحواري نحتاج لأحد الخيارات التالية وهي : 1- أن تجلس الأطراف الفاعلة في المعارضة للخروج بموقف موحد من القضية الإنتخابية سواءا كان موقفا بسيطا أو مركبا . وهو أفضل الخيارت ولكنه أصعبها . 2- أن يتم التوافق على مجموعة من الآليات والوسائل التي تكفل تقديم الخيارين بصورة متوازنة ومتعادلة لجميع المناطق والقرى ثم تترك حرية الاختيار للناس . وهو خيار صعب أيضا . 3- أن يتم التوافق على قيم وآداب الإختلاف والحوار ، بما ينظم العلاقة بين الأطراف المختلفة وفق مبادئ الأخوة والحقوق والمصالح العليا . وهو أسهل الخيارات في نفسه ، ولكنه أيضا يحتاج لعمل نوعي لتوفير أرضية معنوية مناسبة له هي غير متوفرة حاليا . س23 : لقد انشق رموز خط الممانعة عن الوفاق بسبب آليات اتخاذ القرار ؟ والسؤال الذي يدور في ألسنة البعض .. أليس من المتوقع أن يحدث هذا الشيء من جديد في حال الاختلاف ؟ وما هي آليات اتخاذ القرار في تيار الوفاء الاسلامي ؟ ج23 : هناك العديد من الأمور التي تجعل من عملية حصول التوافق في القضايا المختلفة داخل الوفاء أمرا سهلا ، وتجعل من عملية تنظيم الإختلاف – إن وجد أمرا ميسورا أيضا . وهذه الأمور هي : 1- هناك انسجام كبير بين قيادة الوفاء في الرؤى النظرية والفكرية لفكر الإسلام ومدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) . 2- هناك انسجام كبير في الرؤى السياسية والإجتماعية داخل التيار . 3- هناك تقارب معنوي ونفسي قادر على ضمان استيعاب مختلف التحديات . 4- هناك كذلك حالة جيدة من التشاور والحوار واحترام الآراء المختلفة . وإذا لم يتحقق التوافق وهو أمر قليل الحدوث ، يتم اللجوء للتصويت كما حدث مثلا في اختيار اسم التيار . س24 : إن أكثر المواضيع التي تثار بين الجماهير هي موضوع القيادة ؟ ما هي مواصفات القيادة ؟ وكيف نقيم كفاءة القائد ؟ ج24 : بحسب وجهة نظري ، فإن للقائد ثلاثة شروط أساسية هي : 1- الاستقامة الشاملة فكريا وروحيا وسلوكيا . ويجب أن تكون استقامة مستوعبة ومن المستوى الراقي ، لأنه سوف يمثل القدوة الملهمة للمجتمع ، ويعتمد على استقامته كل بناء المجتمع المادي والمعنوي . 2- الفقاهة أو الإذن الشرعي ، فإما أن يكون فقيها أو مأذونا من الفقيه بحيث يطمئن لسلامة آراءه وقراراته شرعيا . 3- الكفاءة القيادية . ويقصد بها الكفاءة في بعدها الإداري الموضوعي . فالاستقامة والشرعية لا تكفي بدون الكفاءة الإدارية لأنها تسبب العجز والجمود . والكفاءة الإدارية دون إستقامة وشرعية لا تكفي أيضا لأنها تسبب الانحراف والضياع . وتتمثل الكفاءة الإدارية العملية في الأمور التالية : 1 - حسن إدارة الاختلاف داخل النخبة والجمهور . 2- حسن ادارة الطاقات والكفاءات النخبوية والجماهيرية . 3- حسن ادارة العلاقة مع السلطة السياسية ، بما تقتضيه من حزم وشدة مشوبة بشيء من اللين مما قد يتطلبه الظرف السياسي . 4- حسن إدارة العلاقة مع الرموز والشخصيات والتيارات داخل البلد وخارجه . وأعتقد أن النخبة والجمهور الواعي له دور محوري في عملية اختيار القيادة وصناعة القرار . وكذلك في مراقبة كفاءة العملية الإدارية ، بما يضمن سير العمل السياسي وفق الأصول الإدارية الموضوعية و المنطقية . س25 : نفهم من مجمل طرحكم أن للجمهور أن يقترح ويراقب ولكن القرار في النهاية هو قرار فوقي يأتي من الأعلى أي من القيادة . فبهذا أين يكمن الاختلاف العملي بينكم وبين تيار الوفاق فيما يخص العلاقة مع الجمهور في جنب صوغ القرارات ؟ وهل تؤمنون بحق الجمهور بأن يكون صاحب القرار الحاسم ( فيما يخص إدارة شؤونه لا التشريع ) وأن القرارات لابد وأن تصدر عبر تصويت غالبية الجمهور بالموافقة عليه ؟ ج25 : ولتوضيح الإجابة حول السؤال المذكور أشير لوجود ثلاث فرضيات فيما يرتبط بموضوع السؤال هي : 1- أن يتم تجاهل رأي الجمهور بصورة كاملة سواء في اختيار المنهج والقيادة والقرار وغيرها من الأمور ، ويكون دور الجمهور هو الإستماع والتسليم والتنفيذ فقط . وهذه الرؤية لا نقبلها اطلاقا . وهي رؤية تفرط في دور الجمهور . 2- أن يتم تجاهل دور القيادة والإدارة المتخصصة ، وتعطى كل الصلاحيات والقضايا للجمهور ليقرر فيها ، ويكون دور القيادة والإدارة المتخصصة شكليا فقط . وهذا أيضا ليس منطقي وغير مقبول ، وهو إفراط في دور الجمهور . 3- أن يتم عقد شراكة حقيقية بين الجمهور والإدارة المتخصصة ، بحيث يحفظ لكل طرف دوره وصلاحيته فيما يمكنه المساهمة فيه . وتكون العلاقة بينهما على أساس وحدة الأهداف العليا ووحدة المنهج السياسي الموصل لهذه الأهداف . فمن حق الجمهور مراقبة القيادة ومدى التزامها بالمنهج العام ، ومن حق القيادة أن تدعم من الجمهور مادامت أمينة على أهداف ومنهج المؤسسة . وأما حسم القرارات فالحكم فيها مختلف بحسب طبيعة الموضوع . فهناك القضايا الفكرية والشرعية التخصصية يرجع فيها لأهل الإختصاص من التيار . وهناك القضايا الإدارية الدقيقة والتي أيضا يرجع فيها للإدارة المتخصصة . وهناك القضايا ذات البعد الإجتماعي والسياسي الموضوعي ، والتي يمكن حسمها من خلال غالبية الجمهور . فقضية المشاركة والمقاطعة مثلا ، يمكن للإدارة المتخصصة بيان رؤيتها للموضوع ثم تعطي الفرصة لتصويت غالبية الجمهور . وهذه رؤية وسطية متوازنة لدور الجمهور ، يمكن تأصيلها بحسب العقل والنصوص الإسلامية . س26 : كان الشيخ النوري رئيسا لجمعية التوعية ( الجمعية الثقافية للتيار الآخر ) ثم انضم لتيار الممانعة ؟ ما هي أسباب الابتعاد عن التوعية ؟ ج 26 : هناك فكرة غير دقيقة تضمنها السؤال ، ووجدتها كذلك تتكرر على لسان بعض الإخوة . ومفاد هذه الفكرة أنني انضممت للتيار الممانع ، وابتعدت عن التوعية . وأحب توضيح هذا الاشتباه الكبير بالصورة التالية : فلم أكن يوما خارج التيار الممانع لأنضم إليه . فمن يطرح هكذا فكرة يتجاهل حقائق واضحة ترتبط بي شخصيا ، وترتبط بالسير التاريخي للأمور . فمنذ متابعاتي الأولى للفكر الإسلامي ، وجدت في خط السيدين العظيمين الخميني والصدر ( قده ) ، النبع الزلال الخالص للإسلام المحمدي الأصيل . ولم أحد عن هذا الخط المحمدي الثوري منذ عرفته بحمد الله تعالى . ويمكن للإخوة مراجعة محاضراتي و كتاباتي قبل دخولي جمعية التوعية وأثناء وجودي فيها وبعد خروجي منها وحتى الآن ، وسوف يجدون الفكر الخميني الثوري ، حاضرا دون أدنى تغيير في كل المراحل المذكورة وإلى الآن . ولذلك كان الحرص على تأسيس تيار الوفاء و على تجسيده الأمين لخط السيدين الخميني والصدر ( قده ) . ولذلك أيضا فإن وجودي في تيار الوفاء هو بسبب كونه أمينا لخط السيدين الخميني والصدر ( قده ) . وأما من ناحية تاريخية فعندما تم النقاش حول المشاركة والمقاطعة في 2002 ، فقد كنت والأستاذ الفاضل عبد الوهاب حسين في إدارة التوعية ، وكنت أشارك في التحشيد للمقاطعة ، ولم تتغير آرائي الفكرية والسياسية منذ ذلك الوقت . كما لم يكن في تلك الفترة أثر للتقسيمات الموجودة حاليا . فقد كان الجميع يعبر عن رأيه الفكري والسياسي بحرية كبيرة ، ولم تكن هناك حساسيات أو تصنيفات واضحة هذا إلى ما قبل سفري لقم . ثم حدثت الإختلافات المعروفة وبدأت تظهر التصنيفات الحدية ، والحساسيات الفكرية والسياسية . وما كان متاحا من حرية طرح الآراء الفكرية والسياسية في السابق ، أصبح الآن غير ممكن ؟؟ فأنت مطالب إما بأن تسلم لشعارات وأفكار جاهزة وهزيلة وإلا فأنت مصنف ضد فلان ومع فلان ؟ لقد فقد المجتمع البحريني تسامحه واعتداله ومنطقية تفكيره وحريته العقلية المتناغمة مع أصالته الإسلامية . فشخصيا لم أتغير في أي من أفكاري ومبادئي ، ولكن المجتمع البحريني تغير للوراء كثيرا . وعندما أتأمل في حال بعض الإخوة أصحاب الفكر والوعي والثقافة أشفق لحالهم كثيرا ، لأنهم يعيشون في غربة ووحشة فكرية وقيمية ، وبعضهم مصاب بالإحباط والعزلة الإجتماعية . فنحن اليوم لا نعيش مرحلة الفكر والوعي و المنطق العقلي ، ولا مكان لأهل الفكر والوعي . ولكن المرحلة هي لأهل الشعارات المبتورة ، والأفكار المعلبة الجاهزة وغير المنطقية . فالمطلوب هو أن تكون ببغاء وليس أن تكون إنسانا . إن الغربة التي يعيشها أهل الوعي والقيم الفكرية يمكن مشاهدتها في التاريخ مع كل الصالحين الصادقين ، الذين لا يتنازلون عن قيمهم العقلية والدينية الأصيلة ، لصالح قشور من شعارات مبتورة وأفكار عاطفية معلبة . وأما جمعية التوعية الإسلامية فقد انتهت الدورة الإدارية ، وكانت رؤيتي أن الأفضل هو السعي لمواصلة المسار العلمي الحوزوي . س 27 : تيار الوفاء وحركة حق يتخذون خيار المقاطعة وهذا الخيار يعتمد على الالتفاف الشعبي ؟ ماذا لو لم يلق مشروع المقاطعة التفاف كافي ؟ ما هي خيارات خط الممانعة خاصة ان المقاطعة بحاجة الى توافق والتفاف جماهيري ؟ ج 28 : إن رؤيتنا لخيار المقاطعة ، تتلخص بأننا عندما نريد بناء بيت محكم البناء مكان خربة متهالكة ، فلابد من هدم الخربة المتهالكة أولا وهو عمل سلبي ثم يمكن العمل ثانيا على بناء البيت المحكم البناء مكان الخربة المتهالكة وهو عمل إيجابي . فمادامت الخربة المتهالكة قائمة وتشغل الأرض ، فلا يمكن بناء البيت المحكم البناء . ودستور المنحة وبرلمانه الصوري هو بمثابة الخربة المتهالكة ، والدستور الشعبي العادل والبرلمان كامل الصلاحيات هو بمثابة البيت المحكم البناء . فلأجل بناء الدستور العادل وهو عمل إيجابي لابد من عمل سلبي يسبقه ، وهو هدم دستور المنحة سياسيا . والمقاطعة تمثل الجانب السلبي من عمل المعارضة ، حيث تهدف المقاطعة الشعبية لإسقاط دستور المنحة سياسيا ، وذلك بتحويله لوجود سياسي منبوذ ومعزول وغير معترف به شعبيا ، وإرسال رسالة قوية محرجة للسلطة وللخارج بهذا المضمون السياسي . ثم تحتاج المعارض لعمل إيجابي وهو ممارسة العمل الشعبي السلمي الضاغط بأشكاله المختلفة للوصول للدستور العادل . ولذلك كلما ترسخ دستور المنحة ومؤسساته بصفته أمر واقعا ، كلما صعب الوصول للدستور العادل . والمعارضة الممانعة ليست وظيفتها فرض خيارها السياسي على الناس ، بل وظيفتها توضيح عواقب ونتائج الخيارات المختلفة للناس بكل أمانة وموضوعية . فالمعارضة الممانعة تسعى لمساعدة الناس للوصول للرؤية الأقرب لأهدافها الإنسانية والإسلامية . وكذلك فإن المعارضة الممانعة تسعى لإزالة الموانع التي تحول دون التفكير المنطقي الحر في القضايا السياسية سواءا للنخبة والجمهور . فقضية المشاركة أو المقاطعة لا يمكن اعتبارهما شأنا شرعيا خالصا ونهائيا بصورة مطلقة . ففي الإطار السياسي فإن المبدأ الديني الأول هو مبدأ العدالة الإجتماعية ، ونقاش المقاطعة والمشاركة يرتبط بالتساؤل الشرعي السياسي ، الذي مفاده أن أي من الخيارين هو الأقرب لتحقيق العدالة الإجتماعية للشعب البحريني ؟ وللإجابة عن السؤال يجب دمج الرؤية الإسلامية الكلية مع الرؤية الموضوعية السياسية . ولذلك فالقضية ذات وجهين شرعي و سياسي ، وليست دينية محضة . وعموما فالناس تستطيع التفكير بحرية في هكذا قضايا دينية سياسية ، لأنه حتى البعد الديني من القضايا السياسية هو في جذوره يمثل أهدافا فطرية إنسانية أيضا . وعموما فالناس يجب أن يكون لها دور محوري في هكذا قضايا ، حتى لو كانت النتيجة خلاف رؤية التيار الممانع ، ويجب على الممانعين تقبلها بواقعية ما دامت تمثل نتاجا لحرية التفكير والقرار الشعبي . وسوف يتحمل الناس مسؤولية قراراتهم الصائبة والخاطئة . والممانعون في طول الخط وظيفتهم أن يقوموا بدورهم التوعوي والسياسي بكل أمانة وإخلاص . س29 : ما هي نوع الشرعية التي يمتلكها تيار الوفاء ؟ ج29 : يستمد التيار شرعيته من التزامه العام بالمبادئ الإسلامية والضوابط الشرعية . ويمتلك التيار كذلك إذنا شرعيا من مرجعية دينية معتبره ، تجيز له التصدي للمطالبة بالحقوق السياسية المشروعة ، وأن الأضرار التي تقع في سبيل المطالب المشروعة ، لا تتنافى مع مشروعيتها ومظلومية الأشخاص الذين يقع عليهم الضرر . وبحمد الله تعالى فإن التيار يملك القدرة على فهم القواعد الشرعية الكلية ، وتطبيقها بحسب مواردها المختلفة . س30 : ما قولكم فيمن يصف الوفاق ورجالها بالعمالة للنظام والارتشاء والخيانة ؟ ج30 : لقد كان موقفنا واضحا منذ بداية الإنطلاق الأول مع بيان ( الانطلاق ) من الإخوة المختلفين معنا . وكررنا ذلك في أكثر من موقع ومناسبة . وخلاصة هذا الموقف أننا لا نلزم أحدا بمواقفنا وأفكارنا ، وغاية ما ندعو له هو أن لا يلزمنا إخوتنا بمواقفهم وأفكارهم . فنحن ندعو ليحترم بعضنا وجود ومنهج ومرجعية بعضنا البعض ، فلا يتهم بعضنا بعض بصنوف الاتهامات من عدم الشرعية والخيانة وغيرها . ولنسعى للعمل في الملفات المشتركة وما أكثرها ، و يحترم كل منا خصوصيات الطرف الآخر . ولذلك فالمطلوب هو الوصول لميثاق شرف يضمن تطبيق المضامين التي تم ذكرها . س31 : ما هو ردك على الانتقادات التي توجه إليك وتتهم خطاباتك بالتقسيمية التي تزيد الانشقاق ؟ ج31 : عندما نستعين بالتقسيم لتوضيح بعض الأفكار ، فهناك حالاتان يمكن أن يوظف فيهما التقسيم هما : 1- التقسيم بهدف التصنيف الأخلاقي والقيمي . ومثاله أن تقسم الناس إلى ملتزم ومنحرف ، وأمين وخائن ، وصادق وكاذب . وهذا النوع من التقسيم يتضمن حكما أخلاقيا وهو تقسيم خطير وتشطيري . وللأسف فإن تقسيم المؤمنين المتدينين إلى الخط العلمائي وغيره ، والخط الشرعي والمرجعي وغيره . يمثل نموذجا سيئا تم ممارسته ضد التيار الممانع ، ولم يعتذر منه حتى الآن ؟ رغم أنه يعتبر تجاوز خطير على حرمات المؤمنين . ولذلك لم أقبل بإستعمال مصطلح المسايرة لأن بعض الإخوة يعتبرونه حكما أخلاقيا سلبيا عليهم . 2- التقسيم بهدف بيان التفاوت العلمي والفكري . وعموما فهناك مبدأ ألتزم به وهو أن الإختلاف السياسي الموجود في الساحة هو إختلاف في المنهج السياسي ، وليس إختلاف مزاجي أو شخصي . ولذلك فإنني مثلا أقسم المنتمين للخط العلمائي بحسب موقفهم من القضايا السياسية إلى مدارس ثلاثة . وهو لا يتضمن أي طعن أخلاقي لأي تيار ، كما أنني في بيان موقف كل تيار أكدت على إنتماءه للخط العلمائي ، وأعتمدت على معرفتي الأكيدة واليقينية بأفكار ومواقف كل تيار ، ولم أعتمد على الظنون . ولذلك فإن التقسيم في القضايا العلمية والتفاوتات المنهجية يمثل حالة طبيعية جدا . والمؤسف أن هناك في ساحتنا حالة من الإصرار على شخصنة الإختلافات السياسية الموجودة ، بينما أصر شخصيا على فهم هذه الإختلافات بصورة علمية منهجية . س32 : ما هي موقعية الشيخ المقداد بالنسبة لتيار الوفاء الإسلامي بشكل خاص وكذلك تيار الممانعة بشكل عام ؟؟ ج32 : أعتقد أن شخصية الشيخ المقداد تمثل موقعا متقدما في عموما الساحة الإسلامية والوطنية . فالشيخ المقداد يمثل اليوم ظاهرة علمائية تضيف العديد من المضامين الإيجابية للساحة الوطنية . فالصدق والشجاعة والمبدئية والبصيرة النافذة هي مميزات ألمسها بوضوح في شخصية الشيخ المقداد . ولو أن الظرف غير الظرف والمجتمع غير المجتمع ، ولو كنا في غير هذا الزمن الرديء ، ولو توفر بعض الإنصاف لكان للشيخ المقداد ما يستحقه من تقدير وتكريم . وعموما فللشيخ المقداد رمزية خاصة ومتقدمة ، معنوية وشرعية وسياسية في إطار الوفاء وخط الممانعة . وفي الختام أقدم إعتذاري عن قصور الإجابات وعن عدم الإجابة عن بعض الأسئلة ، بسبب كثرة الأسئلة وضيق الوقت . ويمكن للإخوة عند الضرورة تذكيري ببعض الأسئلة الضرورية للإجابة عنها إذا لزم الأمر . والحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين . __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة سماحة الشيخ سعيد النوري يوم الجمعة (صوت)1-1-2010 | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 01-02-2010 09:50 PM |
حوار خاص مع سماحة الشيخ سعيد النوري. | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 12-09-2009 01:30 AM |
حوار خاص مع سماحة الشيخ سعيد النوري. | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 12-09-2009 01:20 AM |
الدفعة الثالثة من أجوبة سماحة الشيخ النوري على أسئلة أعضاء ملتقى شهد | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 11-02-2009 08:40 PM |
الليلة سماحة الشيخ سيعد النوري في بني جمرة عن الشرعية والخط العلمائي | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 08-23-2009 12:40 PM |