إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-29-2009, 02:40 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

مجلة الحرس الوطني : واحة التراث الشعبي تاريخ: 01/06/2003 بقلم: صلاح عبدالستار الشهاوي

رياضة القنص بالصقور عند العرب
بدأت البيزرة مع حرفة وهواية الصيد ثم تراكمت الخبرات والمهارات والمعارف الخاصة بالطيور حتى صارت علما تاما. والصيد مسألة ضاربة في القدم تعود للمراحل المبكرة من حياة الإنسان على الأرض قبل مرحلة الحضارات، واضطراره للحصول على القوت. فمنذ بداية تاريخ الانسانية انتبه الانسان إلى براعة جوارح الطيور في الصيد والقنص فراودته الأماني في أن يستخدم تلك المهارة الفائقة لصالحه ويوظف الجوارح عنده... ومن ثم تحولت المسألة من مجرد استخدام الجوارح للحصول على القوت الضروري إلى استخدامها كنوع من الرياضة والتسلية.
وفي القرآن الكريم: يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب (المائدة:4).
والمراد بالجوارح فى الآية الكريمة إما أن يكون على وجه الحقيقة واليقين أى الجارح بنابه أو مخلبه مشتقا من الجرح بمعنى الجراحة. وإما أن يكون المقصود به الكاسب للصيد ليعود به على أهله ومن تلزمه نفقتهم كما في قوله تعالى: ويعلم ما جرحتم بالنهار (الأنعام: 60) أى ما كسبتم. وكما في قولهم: "جرح فلان واجترح بمعنى كسب واكتسب" ويمكن حمل الجوارح على المعنيين معا. ويشترط في الحيوان أو الطائر الصائد أن يكون من الكواسب على أهله وأن يجرح طريدته كما يشترط فيه أن يكون معلَّما أى جرى تعليمه وتدريبه.
والجوارح بهذا المعنى مجال واسع لأن العرب أدرجت ضمن الجوارح "العقاب والبازي والصقر والشاهين والسلوقي وعناق الأرض" وقد عرفتها العرب جميعا. وما يعنينا هنا هو الصيد بالطيور وخاصة البيزرة وهو الباز أو البازي وهو طائر من الصقور.

تعريف البيزرة:
البيزرة علم أحوال الطيور الجارحة، كما البيطرة علم أحوال الحيوان. والكلمة معربة وهى من قولهم -(بيزار)- معرب من الفارسية -(وبازدار وبازيار) أى حامل البازى وصاحبه والجمع (بيازرة) قال الكميت:
كأن سوابقها في الغبار صقور تعارض بيزارها
أما الدميرى في كتابه (حياة الحيوان) فيرى أن الكلمة عربية الأصل فالبيزرة مأخوذة من البازي أو الباز وهو مذكر لا اختلاف فيه ويقال في التثنية -(بازيان)- وفي الجمع -(بزاة) مثل: (قاض -قاضيان- وقضاة)- ولفظه مشتق من البزوان وهو الوثب وأفصح لغاته-(بازي) - مخففة الياء.
والبيزرة يضرب بها المثل في نهاية الشرف وفي ذلك يقول الشاعر:
إذا ما اعتز ذو علم بعلم فعلم الفقه أولى باعتزاز
وكم طِيب يفوح ولا كمسك وكم طير يطير ولا كباز
وللصيد بالطيور عند العرب في جاهليتهم مكانة مهمة فرضته في البداية الحاجة الاقتصادية كوسيلة من وسائل الرزق ثم لم يلبث أن تطور إلى متعة من متع النفس وضرب من ضروب الحرب في أيام السلم وهم أشد ما يكونون حاجة إلى الرزق والمتعة والتدرب الدائم على القتال. ومن الثابت تاريخيا، أن العرب كانوا أول من اهتم بتربية الصقور وتدريبها وذلك حتى قبل بعثة النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث أجمع الباحثون في البيرة على أن أول من صاد بالصقر ودربه هو الحارث بن معاوية بن ثور أبو كندة.
وليس أدل على ذلك من الحديث المشهور الذي يروي قصة إسلام عم النبي -صلى الله عليه وسلم- حمزة بن عبدالمطلب (54ق ه -3ه- 556- 625) وأنه رضي الله عنه عندما عاد من رحلة الصيد كان صقره بيمينه وقوسه بشماله، فهذا شاهد على اهتمام العرب بتربية الصقور والصيد.
ولما جاء الإسلام برسالته الشاملة لشؤون العقيدة والحياة وأخذ العرب يبنون حياتهم الجديدة على أسسه وتعاليمه ويحكّمون شريعته فى جميع ما يأتون وما يذرون... لم يكن بدعا، أن يسألوا الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن حل الصيد وحرمته وأن يقفوا على رأي الإسلام في هذا الأمر الحيوي المهم وهم الذين جعلوا يتحرجون من كل ما كان في الجاهلية خشية أن يكون للإسلام منه موقف آخر غير ما ألفوه وما تعاملوا به، فقد روي أن زيد الخير وعدي بن حاتم سألا النبي صلوات الله عليه فقالا: إنا نصيد بالكلاب والبزاة وقد حرم الله تعالى الميتة فماذا يحل لنا منها؟ فنزل قوله تعالى: يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله (المائدة:4).

وازدهرت البيزرة أيام عز العرب ورقيّ مدنيتهم فأصبح علما يدرس كالطب للإنسان والبيطرة للحيوان. وقد بلغت عناية المسلمين بالصقور حدا كبيرا حتى برع فيه وأولع به كثير من الخلفاء من أمراء المؤمنين والمشهود لهم بالورع والتقوى كأمثال "أبي جعفر المنصور" الذى كان من الخلفاء الذين يعدون فى فن البيزرة قدوة يحتذى بهم. كذلك كان "الخليفة المهدي" شغوفاً بالصيد وهو المعروف بالحذر والتحفظ والبعد عن التبذل، وحذا حذوه معظم خلفاء الدولة العباسية "كهارون الرشيد" كما كان الملوك والأمراء يهدون البزاة والصقور والشواهين لمن أرادوا جلب السرور إلى نفسه أو طلبا للقرب منه والتودد إليه.
ولم يقف ولع خلفاء الدولة العباسية بالبزاة والبيزرة عند حد الإهداء فحسب بل خصصوا لها النفقات والرواتب الثابتة كما ألفت فيها الكتب والرسائل.
واهتم خلفاء الدولة الفاطمية في مصر بعلم البيزرة وجعلوه علما يدرس، له قواعده وأصوله كما صنفت فيه الكتب والرسائل.
وفي العصر المملوكي ثابر السلاطين في مصر والشام على الاهتمام بالبيزرة حتى جعلوا وظيفة (البازيار) من الوظائف الكبرى في الدولة التي يتولاها كبار الأمراء. ومن فرط عنايتهم بالبيزرة كان سلاطينهم يخرجون لزيارة مطعم الطير ويأمرون بأن تطعم طيور الصيد بحضرتهم، كما تسموا بأسمائها مثلسنقر)، و (آق سنقر) أي الصقر الأشهب.
ولم يقتصر الشغف بالبيزرة عند المسلمين على الملوك والأمراء بل تعداه إلى الفنانين والمصورين الذين سجلوا صور ملوكهم وسلاطينهم وقد حمل كل منهم الباز أو الصقر أو الشاهين في يده، ليس هذا فقط بل حفلت مخطوطاتهم الأدبية والدينية أيضا بالكثير من الصور التي حرص المصور على رسم طيور الصيد فيها، ومن أهم هذه المخطوطات (كليلة ودمنة) لابن المقفع ، (ومقامات الحريري) و(الأغاني)، و(دمعة الباكي) لابن فضل الله العمري و(الشاهنامه) للفردوس...
ولم تقتصر رسوم مناظر البيزرة وصورها وطيور الصيد على صدور المخطوطات فحسب، بل تناولتها الفنون الزخرفية الأخرى، فقد رسمت ونقرت وحفرت على الخشب كما نسجت في البسط والسجاد.
أهم الطيور الجارحة
بقي أن نتعرف على أهم نوعين من أنواع الطيور الجارحة الصيادة وهما:
الباز: وله عائلة كبيرة هى: "البازي - والزراق- والباشق- والبيدق" والبازى أحرّها مزاجا لأنه قليل الصبر على العطش ومأواه مساقط الشجر العالية الملتفة والظل الظليل وهو خفيف الجناح سريع الطيران، وفرخ البازي يسمى عظريفا.
الصقر: تسمي العرب كل طائر يطير صقراً، ما خلا النسر والعقاب، والصقر من الجوارح أصبر على الشدة وأكثر تحملاً لغليظ الغذاء والأذى وأحسن إلفاً ومزاجه أبرد من البازي فهو أهدأ منه نفسا وأسرع أنساً بالناس، يتغذى بلحوم ذوات الأربع. ولبرد مزاجه لا يشرب الماء ولو أقام دهرا ولذلك يوصف بالبخر ونتن الفم، ومن صفاته أنه لا يأوي إلى الأشجار ولا رؤوس الجبال إنما يسكن المغارات والكهوف وصدوع الجبال.
هذه نبذة صغيرة عن البيزرة عند العرب ولكن نحب أن ننوه أن الصيد بالصقور يلقى اليوم، في إطار الاهتمام بالجوانب المادية والمعنوية للتراث، عناية كبيرة من أبناء الخليج العربي، وخاصة من جانب الشباب الذين يحرصون على تعلم مهاراته من الكبار، لأن هذه الرياضة تشكل جانبا مهما من جوانب التراث الخليجي، الذي تُبذل قصارى الجهود للحفاظ عليه ونقله من الآباء إلى الأبناء، بالإضافة إلى تسجيله ودراسته في إطار من التأصيل العلمي الدقيق للحقائق المتعلقة به لتبقى ملكا للأجيال المقبلة.



المراجع:
1- ابن منظور: لسان العرب، الجزء الرابع ص 201.
2- الدميرى: حياة الحيوان الكبرى، الجزء الخامس ص63.

3- محمد مرتضى الحسينى: تاج العروس من جواهر القاموس، الجزء الأول، ص112.
4- عبدالرحمن محمد البليدي: الكافي في البيزرة، ص39.
5- سعاد ماهر محمد: البيزرة في التاريخ والآثار -مجلة الدارة- العدد الأول- ربيع الأول 1395ه، ص60.
6-د. يوسف زيدان: علم البيزرة -مجلة الفيصل العدد 203، جمادى الأولى 1414ه ص104.
7- كامل يوسف حسين: الصيد بالصقور -مجلة الفيصل العدد 229 رجب 1416ه، ص84.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رياضة الغوص إلى أين؟ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-16-2010 03:20 AM
مكينتين رياضة بـ 2000 فقط !!!!!! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-12-2010 09:00 PM
العرب اخوه جوال العرب لكل العرب محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 01-16-2010 02:20 AM
كتاب: رياضة الصيد بالصقور للشيخ زايد رحمه الله محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-31-2009 06:40 PM
[ عرض اعلان ] : رياضة في رياضة sportxsport.com اعلان نصي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-20-2009 11:30 AM


الساعة الآن 11:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML