السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طالب مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، اللواء مهندس خبير محمد سيف الزفين، بخفض سن الحصول على الرخصة من 18 إلى 16 عاما مستنداً إلى إحصاءات حديثة تؤكد انخفاض معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المتسبب فيها صغار السن في دبي، مقارنة بالسائقين الأكبر سناً، رافضاً اقتراحات سابقة بزيادة سن الحصول على رخص القيادة من 18 إلى 21 عاماً.

وقال الزفين في دراسة أعدها حديثاً إن «رخص قيادة الدراجات البخارية تمنح للشباب في سن 17 وهي تمثل خطورة أكثر من السيارات، فضلاً عن ذلك فإن غالبية الشباب في سن 16 يكون لديهم فضول لقيادة المركبات وإتاحة الفرصة أمامهم للحصول على رخصة في هذا العمر سيحول دون لجوئهم إلى قيادتها بطريقة مخالفة تعرّضهم للخطر».

ووفق دراسة الزفين فسيتم التشدد في مسألة الحصول على دروس القيادة النظرية والعملية وكذا الاختبارات قبل منح الشباب في سن 16 عاما رخص قيادة، مقترحا كذلك وضع شروط إضافية بعد حصولهم على الرخص يتعين استيفاؤها قبل السماح له بالقيادة العملية، موضحاً أن «الحصول على رخصة قيادة الدراجة النارية في سن 17 يستلزم الحصول على 20 ساعة من الحصص النظرية و100 ساعة من التدريب العملي»، لافتاً إلى أن «قائدي الدراجات النارية في أعمار تراوح بين 18 و20 عاماً هم أقل معدلاً في ارتكاب الحوادث في دبي».

وأضاف الزفين، «يتعين أن نكون أكثر ثقة في هذه الفئة من الشباب ولا يجب أن نحكم عليهم بسبب قلة من السائقين الصغار المتهورين»، لافتاً إلى أن «البرنامج المقترح يشمل الاشتراطات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة الطريق ومراعاة آداب وأخلاقيات القيادة». وتشير إحصاءات الإدارة العامة للمرور إلى أن «غالبية الحوادث المرورية التي أسفرت عن وقوع وفيات خلال الربع الثالث من العامين الماضي والجاري كان المتسبب فيها سائقون تراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاماً، فيما لم يتسبب السائقون من سن 18 إلى 20 سوى في ثلاث حوادث فقط تشمل حوادث الدراجات النارية».


ووفق السجلات المرورية في دبي تسبب سائقون في أعمار تراوح بين 26 إلى 30 عاما في حوادث أسفرت عن مقتل 14 شخصا خلال الربع الثالث من العام الماضي، فيما تسبب سائقون في المرحلة العمرية ذاتها في وفاة ستة أشخاص فقط خلال الفترة نفسها من العام الجاري.

وتسبب السائقون من عمر 31 الى 35 سنة في وفاة خمسة أشخاص خلال الربع الثالث من العام الجاري، بانخفاض يصل إلى نحو سبع وفيات عن الفترة ذاتها من العام الماضي، فيما سجلت الأعمار ما بين 36 الى 40 سنة خمس حالات وفاة، وتسبب السائقون بين 46 الى 49 سنة في أربع حالات وفاة خلال الربع الثالث من عام 2009.

وأشار الزفين إلى أن ثمة قناعة راسخة في عقول الكثيرين بأن الشباب الصغار هم الفئة الأكثر تسبباً في الحوادث، لكن العكس كلياً هو الصحيح فهم الفئة الأقل، لافتاً إلى أن «السائقين الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما تسببوا في وفاة ثمانية أشخاص في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الجاري مقابل 12 وفاة تسببوا فيها خلال الفترة ذاتها من العام الماضي».

واقترح الزفين اشتراطات صارمة للحصول على رخصة قيادة في سن 16 عاما، منها أن يكون المتقدم للرخصة حاصلاً على موافقة والديه، على أن يكون هذا مسموحاً به للمواطنين الإماراتيين فقط أو يتم تعديل ذلك ويسمح بها للمقيمين، لكن بشرط ألا يتم استخدام الرخصة في بلادهم الأصلية أو خارج حدود الإمارات بالنسبة للمواطن إلى أن يتم السائق 18 عاماً». واشترط مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي خلال السنة الأولى من الرخصة أن يرافق السائق ركاب لا تقل أعمارهم عن 20 عاماً بهدف توفير نوع من الضمانة لعدم التهور في القيادة، وفي حال تجاوز السائق الذي يقل عمره عن 18 عاما الحد الأقصى المسموح به من النقاط المرورية «النقاط السوداء» تلغى رخصته ولا يسمح له بالتقدم مجدداً للحصول على رخصة إلا بعد وصوله إلى سن 18 عاماً. ولفت الزفين إلى أن كثيراً من الدول تمنح الرخصة في سن أقل من 18 عاما وكذا عدد كبير من الولايات في أميركا، مؤكداً أن «دولة الإمارات تتمتع بشبكة طرق جيدة فضلا عن ان توافر أجهزة الضبط المروري مثل الرادارات والكاميرات يضيّق من هامش التهور في القيادة». ومن خلال مراجعة الأنظمة المعمول بها في بعض الدول تبين من خلال بحث «الإمارات اليوم» على الانترنت أن كثيراً من الولايات الأميركية تمنح الرخص في سن 16 عاماً فيما تم زيادتها أخيراً في كندا من 16 إلى 18 عاما، وفي روسيا والصين والهند واليابان وقبرص 18 عاماً، وفي بريطانيا تمنح في سن ،17 لكن يتم النظر في زيادتها إلى ،18 وفي استراليا تعتمد على المكان الذي يقيم فيه الشخص وتراوح بين 16 إلى 18 عاماً، وفي مصر ومعظم الدول العربية لا يقل عمر المتقدم عن 18 عاماً.