حفر الباطن والوطَنية المْفقودة



حفر الباطن وحسب الموسوعة الحرة " هي المدينة الوحيدة الحدودية التي لم يهاجر منها السكان بل بالعكس يهاجروا لها أي الهجرة العكسية وهي مدينة يزيد عدد سكانها بشكل كبير ومفاجئ جدا " . من هذه المقدّمة يخيّل الك انك تقرأ عن جزيرة محاطة بالمياه ، عن أشجار وغابات ، عن شلالات متناثره هنا وهناك ، عن شعب ٍ متلاحم متآلف متعارف ، عن أمان منقطع النظير ، عن مؤسسات دولة راقية وحديثة ، قد تتوقع انك أمام جوهرة المدن العالمية .



إلا أن هذه الهجرة العكسية تتلاشى اسبابها الخيالية التي تتوقعها لتستقر أمام واقع ٍ مرير ، ومحافظة مزدحمة بكل ماهو مؤلم ومقزز وفوضوي .



حفر الباطن ملئت بالآف مؤلفة من البدون عديمي الجنسية الذين منح لهم الجواز الاخضر في جرة قلم ٍ تجر ّ على الوطن آهات وويلات من اللاوطنية الناشئة بقوة فيها. "الشريفات والاساعدة" هذا هو اللقب الدارج لهذه الفئة الجديدة او "سعودي جديد" وان شئت فقل "عيون زينون" والأخيرة لاتحتاج إلى تفسير .



قد اجد نفسي مضطرا للخروج عن جمال الكلمات وتنظيم الافكار ، فدعني استعرض اقرب المآسي فيها :



قد تاخذك قدميك الى دوائر حكومية وليكن بنك التسليف السعودي ، لاتبتعد عنه ظنا منك انه سوبر ماركت ، ستجد نفسك وسط حراج اختلط الحابل فيه بالنابل ، همجية لابعد حدودها ، أمّية في أوجَ عصورها ، اقسم بالله انني رايت احدهم يقضي حاجته اجلكم الله بجوار المبنى الحكومي ، لاتسمع كلمات وطنية ولهجة اهل البلد ، انك امام وفد جديد من صحاري الشام والاردن أجبروا على الزي السعودي آسف انهم سعوديون ، شعوب تعودت على القمع والجمهورية فوجدت التسامح هنا فتمادت في حق بلدها الجديد سامح الله من وطنّهم .

شاع في المحافظة ماعملوه من التزاوج فيما بينهم بعقد رسمي واجراءات نظامية دون الدخول الشرعي بالزوجة والهدف هو التقديم على قرض الزواج * وبعده تطليق الزوجة لتقدم على الضمان الاجتماعي !!!!



حفر الباطن امام طابور خامس جديد اعدادهم تعدت الستين الف نسمه وسط توالد رهيب واعداد قادمة للتجنيس وتكديسهم فيها ، دون خدمات ، دون امن ، دون محافظ رسمي يردع الشرذمة التى عاثت بتركيبة هذا البلد السكانية .


ولك أن تقيس على بنك التسليف جميع البنوك * ومكتب العمل ، والمستشفيات ، حتى الامن العام اقتحموا باحته وسط تجاهل لهذه الخطوة التي تحرك مؤشرات الخطر في المحافظة .



السرقات والمشاكل والقتل والازعاج والشكاوي هي الاخرى زادت لاأقول اننا كابناء البلد ملائكة لكن كنا نخاف ونحسب الخطوه ونهاب رجل الامن ونحترم الاشارة هذه المبادئ معدومه لدى الوافدين الجدد فالنظام معدوم فلا مانع من تجاوزه .



في الصباح الباكر وبعد صدور امر التجنيس يذهب المجنس الى الاحوال المدنية لاستخراج بطاقة احوال ومنها الى المرور لرخصة قياده وقبل صلاة الظهر لأٌقرب بنك لفتح حساب وعلى وقت الصلاة استراحة للتدخين وبعدها للبلدية لتقديم رخصة محل وان امكنه الوقت الى مكتب العمل لامر العماله ، في اليوم التالي الى الضمان الاجتماعي والجمعية الخيرية وبنك التسليف ، ولامانع من برقية شكوى ، ياكلون الاخضر واليابس لايحللون ولايحرمون .



الم يكن الأجدى توزيعهم بشكل إجباري على المحافظات حتى يبقون كقوى هزيلة بدلا من قوتهم وخطرهم في منطقة واحدة ، لا أبالغ فنحن نشاهد ونعامل ونقابل هولاء الناس ، القليل منهم منتج وخير ّ لكن البقية الباقية من الظلم لنا تجنيسهم . الم يكن من الأجدى تقسيم الجنسية إلى درجات حتى يعلم الجميع ان الجنسية السعودية الأولى ابعد من دير الزور عنهم !!!



المصيبة العظمى ان الوازع الديني لدى الكثير منهم معدوم وهذا دافع لفعل المزيد من الفوضى والمخالفات واللامبالاة وعدم الاحترام ، والقادم اكثر مرارة اذا ماعلمنا ان اعدادا كبيرة ستجنّس !!



حكومتي الغالية : حفر الباطن غالية ، لانريد عصبية قبلية او كره للساكنين الجدد نريد أن تفرضي النظام والأمان والصرامة وان تضربي بيد من حديد أمام الجميع حتى لاتفلت الأمور فيها . المهم هو الوطن وأبناؤه .





كتبه بواقعية ومشاهدة:مواطن مخلص



1/10/2009