يخوض منتخبنا الوطني للشباب لكرة القدم في الحادية عشرة والنصف مساء اليوم، مواجهته الثانية ضمن مباريات المجموعة السادسة لكأس العالم للشباب، والمقامة مبارياتها بمدينة الإسكندرية بمصر، وهي مواجهة شاءت الأقدار أن تكون بالغة الأهمية وبمثابة مفترق طرق، سواء في مسيرة الأبيض أو حتى فرق المجموعة، في حالة إذا ما قدر للأبيض أن يوقف الزحف الهندوراسي الذي بدأ كالإعصار بفوز كاسح على المجر بثلاثة أهداف نظيفة، وضع الفريق الذي لم يكن متقدماً الترشيحات في صدارة المجموعة، والأهم أنه قدم أداء عاليا للغاية، ووضحت قدرات لاعبيه الفنية والبدنية، والتي يحتاج التعامل معها إلى مقاتلين بمعنى الكلمة.ويبدو أن غموض منتخب هندوراس وكونه أقرب فرق المجموعة له ما يبرره، فالفريق بدا في مباراته الأولى ماردا، وجعل المتابعين في المجموعة يضعون أيديهم على قلوبهم من أن يتقدم الصفوف.الصورة: http://m1.2mdn.net/viewad/817-grey.gif (http://ad.doubleclick.net/click;h=v8...0/0;;~sscs=%3f) وبالرغم من أن منتخبنا قدم عرضاً متبايناً أمام جنوب أفريقيا في المباراة الافتتاحية للمجموعة، إلا أنه لا يمكن أن نقيس أداء المنتخب الأبيض بهذه المباراة، ومن يعرف الفريق من قبل يدرك أنه لايزال لديه الكثير، فما ظهر أمام (الأولاد) ليس إلا القليل مما لدى الأبيض، الذي ربما كان أقرب إلى حقيقته في بدايات المباراة ونهايتها، وبين هاتين الفترتين، لم تظهر قدراته إلى حد بعيد بسبب التوتر والضغط النفسي، مما كلفه التأخر بهدفين، قبل أن يقوم بحملته قبل النهاية ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه بتعادل ثمين حصد به نقطة وأبقى على الحسابات مفتوحة.ويمكن القول إن كل طرف من المباراة الأولى استحق النقطة بعد أن بذل الفريقان الكثير من الجهد، طوال 90 دقيقة تلاعبت بالأعصاب وأشعلت المدرجات التي شهدت حضوراً طاغياً، قوامه 14 ألف متفرج، ساندوا جميعهم الأبيض الشاب من البداية حتى النهاية وهتفوا له حتى وهو متأخر بهدفين.ويجب أن يكون الأبيض قد استفاد من دروس المباراة الافتتاحية، التي دائماً ما تكون ذات طبيعة خاصة، كما أنه يمكن القول إن اللاعبين في مباراة اليوم سيكونون قد ودعوا إلى حد بعيد أجواء الصيام الذي أثر على لياقتهم، ولعل المنتخب المصري والذي يتشابه كثيراً في الظروف مع الأبيض الشاب قد بدا أفضل بدنياً في مباراته الثانية بمجموعته أمام باراجواي، بالرغم من خسارته التي جاءت في وقت قاتل، وهو ما لم نكن نتمناه للفريق الشقيق، كما لا نتمناه للأبيض الذي يجب أن يكون جاهزاً لمواجهة من العيار الثقيل، أثبت أمام المجر أنه جاء ليثبت وجوده، ويكسر نحس الدور الأول الذي لم يتجاوزه طوال مشاركاته الخمس في البطولة.وكان فريقنا قد أكمل استعداداته للمباراة، من خلال تدريبين، اطمأن خلالهما مهدي علي مدرب الفريق على عناصره، وعلى جاهزيتهم، كما اطمأن على تخلصهم من السلبيات العديدة التي شهدتها المباراة الافتتاحية، خاصة على صعيد الدفاع وعدم الفاعلية الهجومية في بعض الأوقات أو القدرة على إنهاء الهجمة بشكل صحيح.وعلى صعيد التشكيلة، من المنتظر أن تشهد تعديلات طفيفة في بدايتها عن التشكيلة التي بدأ بها المباراة الأولى، وإن كانت في مجملها قد تدور بين الـ14 لاعباً الذين دفع بهم خلال الشوطين، وهم، يوسف عبدالرحمن في حراسة المرمى، أمامه من اليمين لليسار، عبدالعزيز هيكل، سعد سرور، حمدان الكمالي، ومحمد فايز، وحبيب فردان وفي الوسط، ذياب عوانة، محمد فوزي، عامر عبدالرحمن، عبدالعزيز صنقور وسلطان برغش، وفي الهجوم علي مبخوت وأحمد خليل وأحمد علي.تجدر الإشارة إلى أن منتخبنا الوطني للشباب يحمل لواء القارة الصفراء في كأس العالم، بعد أن حصل على لقب كأس الأمم الآسيوية العام الماضي والتي أقيمت نهائياتها في مدينة الدمام بالمملكة السعودية، وقد وضعت قرعة المونديال منتخبنا على رأس المجموعة السادسة، والتي صُنفت من قبل المراقبين بأنها الأسهل بين المجموعات، حيث ضمت إلى جانبه، منتخبات جنوب أفريقيا وهندوراس والمجر.مفاجأة هندوراسعلى الجانب الآخر، وبعد المفاجأة المدوية التي فجرها منتخب هندوراس في المجموعة باكتساحه المجر بثلاثية نظيفة، بات الفريق قريباً من التأهل إلى الدور الثاني، وبدا الفريق طوال اليومين اللذين سبقا مباراة اليوم في قمة التركيز، من أجل مواصلة السير في ذات الطريق، خاصة وأنه يعلم أن الأبيض هو حامل لواء المجموعة وبطل آسيا.ولا شك أن منتخب هندوراس بقيادة ماريو مارتينيز وروجر روخاس سيحاول إثبات أن فوزه على المجر 3-صفر لم يكن بالصدفة، حتى وإن كان لم يفز في مباراة من تجاربه الإعدادية، وفي 13 مباراة خاضها في كأس العالم تحت 20 سنة، يتضمن سجل هندوراس 3 انتصارات مقابل 10 هزائم.وكان أداء فريق هندوراس مخيباً للآمال في آخر مشاركة له في نهائيات كأس العالم للشباب، حيث كانت دورة هولندا 2005 بمثابة كابوس مزعج بالنسبة للفريق، بعد تجرع ثلاث هزائم متتالية وتوديع البطولة بسجل خالٍ من الأهداف، في حين اهتزت شباكهم 15 مرة، وبعد احتلالها المركز الثالث في بطولة منطقة كونكاكاف هذا العام، تسعى هندوراس إلى تحسين سمعتها الكروية.وبدأ منتخب هندوراس مشواره في بطولة كونكاكاف تحت 20 عامًا بالتعادل 2-2 مع منتخب السلفادور الذي أظهر صلابة قوية، وتبعه بتعادل آخر بدون أهداف مع منتخب الولايات المتحدة، قبل أن يتمكن من تصحيح موقفه وضمان مكان في الدور نصف النهائي ومعه بطاقة التأهل إلى بطولة مصر 2009 بعد تغلبه برباعية نظيفة على جامايكا في المباراة الأخيرة من دور المجموعات. وبعد احتلالها المركز الثاني في المجموعة خلف المنتخب الأميركي، التقت هندوراس مع كوستاريكا في نصف النهائي، لتسقط في سلسلة الركلات الترجيحية، بعدما تمكنت من فرض التعادل في وقت المباراة الأصلي والإضافي، ودخل الفريق مباراة تحديد المركز الثالث بعزيمة كبيرة، حيث كان هدف «رينيري مايوركوين» في الأنفاس الأخيرة كافيا لضمان فوز هندوراس 2-1 على الدولة المضيفة ترينداد وتوباجو وحجز مقعد في منصة التتويج.ويعد إميليو أمانزور واحدًا من أبرع المدربين في هندوراس، وهو ما جعل اتحاد الكرة المحلي يعينه على رأس الإدارة الفنية للمنتخبين القوميين تحت 17 عامًا وتحت 20 عامًا، وكان «أمانزور» قد حقق أكبر إنجازاته التدريبية على مستوى الأندية مع فريق «ريال خوفنتود»، بفوزه بالبطولتين الافتتاحية والختامية لدوري الدرجة الثانية المحلي خلال موسم 2007 - 2008، ليتمكن «أمانزور» من قيادة الفريق المغمور إلى اللعب في دوري النخبة.من أبرز نجوم فريق هندوراس، روجر روخاس وهو المهاجم الذي نجح في تسجيل أربعة أهداف في ست مباريات ضمن الأدوار الإقصائية، ويمثل لاعب أوليمبيا خطورة متواصلة في خط الهجوم، وهناك أيضا ماريو روبرتو مارتينيز، وويلمار، وأنجل جابريل، وفي القائمة كذلك فرانسيسكو رييز، ناهون سوليس، أنجل كاسترو، ويلمر كريسانتو، جوزيه فونسيكا، إسدراس بادييا، خوليو أوكامبو، فيكتور أورتيز، ألفريدو ميجيا، وجوزيه ميندوز.وكان إميليو اومانزور مدرب هندوراس، قد قال بعد الفوز الكبير الذي حققه على المجر: استطيع أن أؤكد لكم أننا في بداية قصة طويلة ورائعة، ويجب أن نحافظ على تواضعنا الآن، وإن كان من الصعب البقاء متواضعين بعد نتيجة مماثلة، وسيقوم الجهاز الفني وأنا بالعمل على عدم استهتار اللاعبين.ولا شك أن كلمات أومانزو المفعمة في حد ذاتها بالغرور بحاجة إلى رد يعيد الأمور في المجموعة إلى نصابها الذي يجب أن تكون عليه، ليظل البطل الآسيوي في المقدمة، وهو طموح بين أقدام اللاعبين _الإتحاد_
09-30-2009, 05:20 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
