بفضل التطور الكبير الذي شهده القرن العشرين فقد انتشرت دعوة الإسلام في العالم كله، ويعود الفضل في ذلك بعد رب العالمين إلى تطور وسائل الاتصالات الحديثة، ووسائل النقل والتي ساعدت على امتزاج الثقافات وتلاقحها بعد أن كانت متناحرة متخاصمة.
يقدر اليوم عدد المسلمين في البلاد الأوروبية بالملايين، إذ ينعم قسم منهم بالمعيشة الكريمة، حيث تتوفر لهم سبل الراحة والأمان، كما ويسهم المسلمون في هذه البلدان بشكل كبير في المجالات المختلفة، فقد نبغ منهم العلماء والمفكرون خاصة بعد أن توافرت لهم كافة السبل المحفزة للعمل والإبداع.
ماذا قال الغرب عن الاسلام
من المثير للدّهشة و الغرابة و العجب أحياناً أن ترى عدداً من المسلمين يلهثون وراء الغرب و حضارته ، بل و إنّهم يهرولون و يراجعون أبواب سفارات الدّول الغربيّة للحصول على تأشيرةٍ تمكّنهم من السّفر إلى تلك الدّول و من ثمّ الإقامة الدائمة التي ينشدونها و يعتبرونها الحلم الأكبر و المنقذ الأعظم لهم من ظلمات الفقر و التخلّف بزعمهم ، و لا ريب أنّنا نعلم ما وصل إليه العالم العربيّ و الإسلاميّ من وضعٍ سيءٍ مزرٍ لا يرضى عنه أحد و لا يقبله ، و كلّ ذلك نتيجة بعد النّاس عن دينهم الذي جاء لينقذهم من ظلمات الجّهل و الضّلال إلى نور الهداية و الفلاح في الدّنيا و الآخرة ، بل إنّ عزّة هذه الأمّة و رفعتها تأتي من تمسّكها بدينها ، فمن أعرض عن طريق الله سبحانه انتكس و ارتكس و عاش معيشةً ضنكاً كلّها شقاء ، فبالإسلام وحده و بالتّمسك بشريعة الرّحمن التي لم تغفل جانباً من جوانب الحياة إلا و عالجته و وضعت له الحلول المناسبة ، و بالتّمسك بأخلاقيات الدّين التي تحثّ على كلّ فضيلةٍ ، بكلّ هذا ترتفع راية الأمّة و يعلو شأنها لتنافس الأمم بل و تعلو عليهم بقيمها ، فلا عذر لأحدٍ أن يفتخر بالغرب و حضارتهم المبنيّة على المادة و التي خلت من الجوانب الرّوحيّة و الأخلاقيّة فهدمت القيم ، و كرّست المادة في كل جوانب الحياة الإجتماعيّة و الإقتصاديّة فغدى البشر كآلةٍ تحرّكها مجموعة من القوانين و الأنظمة .
__DEFINE_LIKE_SHARE__