الصحابي الجليل البراء بن مالك بن النضر الانصاري المدني البطل المغوار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخو أنس بن مالك خادم.
كان مستجاب الدعوة، و أثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كم من اشعث اغبر ذي طِمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك.
شهد الفارس المغوار أحدا و الخندق والمشاهد كلها بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و كان شجاعا في الحرب شديد الباس و بايع تحت الشجره و لم يشهد بدرا.
تميز البراء بالشجاعة المفرطة وركوب الأهوال، ظل مجاهدا في سبيل الله في حياة النبي
وبعد بعد وفاته فقد اشتهرت بطولاته وكثرت أمجاده، كان للبراء بن مالك دور كبير في قتال المرتدين

وفي يوم اليمامة ، احتشد مسليمة الكذاب في 40.000 ألفا من المرتدين، واشتهد القتال وعظم البأس وثبت المرتدون وقاتلوا قتالا شديدا حتى كادت المعركة أن تكون لهم فثبت لهم المسلمون وصمد الفريقان كل قرن لقرنه فلما رأى خالد بن الوليد هذا الموقف نادى على أحد أشجع الشجعان في جيشه كي يبث الروح القتالية في صفوف الجنود،
من هو البطل الذي ناداه خالد؟؟؟ نعم
كما تظنون جميعا نادى خالد على البراء قائلا قم يا براء: فركب فرسه وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا اهل المدينه لا مدينه لكم اليوم وانما هو الله والجنه ثم حمل وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة وانسحبوا إلى داخل حديقة حصينة سميت فيما بعد بحديقة الموت لكثرة من مات فيها من الأبطال.
دخل المرتدون حديقة بها عدو الله مسليمة فقال البراء يا معشر المسلمين احملوني عَلَى تُرْسٍ عَلَى أَسِنَّةِ الرماح والقوني داخل الحَدِيْقَةِ،
وبالفعل وضع البطل على ترس وألقي في داخل الحديقة وَقَاتَلَ قتال الأسود الضواري والطيور الكواسر، فجعلهم يقارعهم ويناضلهم وحده في وسط حشود والاف مؤلفه، حَتَّى افْتَتَحَ بَابَ الحَدِيْقَةِ. فَجُرِحَ يَوْمَئِذٍ بِضْعَةً وَثَمَانِيْنَ جُرْحاً بين رمية بسهم وضربة بسيف فحمل إلى رحله يداوى وأقام عليه خالد شهرا يداوي جراحه.

خرج بعد ذلك بطلنا العظيم يقاتل الفرس :
وفي إحدى معارك تلك الفتوح، كان هو وأخوه أنس بن مالك عند حصن من حصون الفرس يحاصرونها، وكان الفُرس يُلقون كلاليب في سلاسل مُحمّاة، فتخترق جسد الرجل فيرفعونه إلى سوؤ الحصن إليهم، فأصابوا أنس، فرأى البراء أخاه أنس وقد علق به الكلاب، والسلسلة تسحبه إلى إلى الحصن، فأسرع البراء وقبض بيده على السلسلة، وجعل يحاول كسرها وتحرير أخيه الصغير منها حتى تمكن من ذلك، ثم نظر إلى يده فإذا لحمها سقط، وبقيت على العظم.
قال عمر بن الخطاب إلى إمراء الجيوش الإٍسلامية لا تولوا البراء على جيش فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم. مرت الأيام والسنون وبطلنا الرائع يبحث عن الشهادة في كل شبر من أرض المعارك الكثيرة التي حضرها حتى جائت سنة عشرون من الهجرة في فتح تستر.
في يوم تُستر ( تقع في إيران الأن) فعل البراء الأفاعيل وأتي بالعجب العجاب، فقد قتل في هذا اليوم مائة فارس مبارزة بالسيف وحده، غير من قتل في هذا اليوم، حاصر المسلمون تستر شهورا لا يقدرون على اقتحامها ولا اقتحام أسوارها ودارت بين المسلمين والفرس في هذا حصار هذه المدينة أكثر من ثمانين معركة، فلما كانت آخر معركة قال المسملمون : يا براء أقسم على ربك أن يهزمهم

قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك.
فقال البراء اللهم اهزمهم لنا واستشهدني، فهزموهم ونال البراء جائزته التي طالما سعى لها وهي أن يموت في أرض المعركة شهيدا بأيدي الكفار.