سيادي: «الوفاق عملت خارج البرلمان أكثر من الداخل»... فيروز: «القول إن برلمان 2002 أفضل من 2006 كلام فارغ» المرزوق: لا توجد أية جمعية سياسية قدمت لنا مشروعاً لنطرحه
كتب – حسين العابد: قال نائب رئيس كتلة الوفاق خليل المرزوق «إن الأفق الذي تتحرك فيه الوفاق ضمن تكتلها النيابي يدخل في إطار الحراك الوطني الشامل لكل أفراد المجتمع البحريني ولا يختص لفئة دون أخرى أو لطائفة دون غيرها ولا يتجه نحو تحقيق مكسب لجمعية أو جهة أو تكتل معين، إنما تسعى لكل مواطن مهما كان مذهبه وطائفته ومنهجه وتسعى الوفاق في حراكها لتعزيز تنمية المواطنة بشتى أبعادها». جاء ذلك في الندوة التي أقيمت في مجلس العضو البلدي يوسف ربيع بمشاركة نائب الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي فؤاد سيادي. وقال المرزوق «إن الحراك الوطني مظلة تستظل بها الكتلة وفقاً لمبادئ جمعية الوفاق السياسية والنيابية مؤكداً على أن هذه الرؤية مصاحبة للكتلة وستظل كذلك مستقبلا». وفي كلمته قال فؤاد سيادي «إن العمل البرلماني بشكل عام جزء بسيط ينطوي تحت العمل السياسي وما حققه البرلمان من إنجازات وحصول قوى المعارضة فيه على مقاعد ما هي إلا نتيجة للنضال الطويل والمستمر للأفراد الذين ناضلوا من أجل تحقيق وإقرار العمل الديمقراطي في البلد مشدداً على أهمية الوعي للبرلمانات في المنطقة». ولفت إلى أنه لا يصح النظر للبرلمان على أنه الأداة السياسية المثلى والخطوة النهائية في سبيل تحقيق المطلب مشيراً إلى أن من ينشد كل الآمال في البرلمان فقط ويعتبره الحل الجذري الذي كان مطالباً به فهو خاطئ. وانتقد سيادي من يرى أن العمل السياسي ينحصر تحت قبة البرلمان وأنه لا حظوظ للسياسين خارج نطاق المجلس النيابي منوهاً إلى أن العمل السياسي خارج البرلمان كان له دور فاعل وكبير. واستدل على ذلك بقوله «ان جمعية الوفاق كان لها دور سياسي وريادي في الخارج أكثر مما هو عليه الآن داخل البرلمان بسبب عدم وجود التوافق الذي يدفع برامجها بالداخل نتيجة لمعارضة الكتل الأخرى لها في العديد من الملفات». وأشار إلى ان التعويل على التغيير والتقدم من خلال البرلمان غير مفيد وأن تأمل التغيير من خلاله سيجعل المنظرين والمجتمع يصطدم بالآليات التي يتم التعامل بها من خلال المعوقات. ودعا سيادي قوي المعارضة السياسية لإعادة النظر في دارستها وأن لا تستعجل خيار المشاركة خاصاً بذلك كتلة الوفاق التي برأيه يجب عليها أن تتريث ولا تقرر المشاركة إلا بعد مراجعة ما قدمته في مشاركتها الأولى. ولفت سيادي إلى أن الـثلاث سنوات الماضية من الفصل التشريعي الثاني لم تشهد إي تغيير يلحظ من خلال التغيير في المطالب بالحقوق في جميع الملفات السياسية مشيراً إلى أن الكثير من النواب سقطوا في مطب التعامل مع المواطنين كأعضاء بلديين أكثر منهم نواب وظيفتهم الأساسية الكشف عن الفساد وتسليط الضوء على الرقابة والكشف عن مواطن الخلل ووقف الهفوات التي تقوم بها السلطة التنفيذية داعياً النواب لاستغلال هذه الأداء وتوجيهها بما يخدم المصلحة العامة. وقال «يجب على الوفاق أن تكون ممثلة عن المعارضة وهذا يحتم عليها أن تشاور ما تطرحه في البرلمان من ملفات سياسية على قوى المعارضة وأن تكون أطروحاتها معدودة من قبل مطبخ الحركة السياسية للمعارضة ككل». بدوره رد خليل المرزوق على هذا الحديث وقال «إن التشاور حاضر وموجود مع الجمعيات السياسية في كل الملفات الحساسة بل هناك إصرار للتواصل في بعض الملفات ولكن مع الحراك السياسي السريع الذي يدور في البرلمان لا ينبغي من الوفاق أن تناقش العديد من الأمور والملفات مع قوى المعارضة الأخرى لما يرافق ذلك من بطأ كبير لا يتلاءم والحراك البرلماني السريع». وأضاف: «إن المطالبة الأساسية من قبل الجمعيات تتوجه دائما بأن لا تعمل الوفاق بمعزل، إلا أن أحداً من الجمعيات السياسية وقوى المعارضة لم يتقدم بأي مشروع أو مقترح لطلب مناقشته وطرحه بصفتنا ممثلين لهم، فالوفاق لم تحتكر العمل السياسي». كما اعتبر المرزوق أن فقدانهم منصب النائب الأول لا يعني عدم وجود حراك كبير للوفاق داخل البرلمان مشيراًَ إلى ان الحراك لا يتوقف على منصب النائب الأول وأن وجودهم على رأس ثلاث لجان في المجلس ترك آثاراً وبصماتٍ لها مدلولاتها في نجاح العمل البرلماني كما في اللجنتين التشريعية والمالية ولجنة المرافق التي رأى أنها بقيادة وفاقية تحولت من لجنة مهملة إلى لجنة لديها حراك ملحوظ ونشاط على مستوى كبير. وذكر المرزوق أنهم رفضوا الحوار الوطني نظراً إلى أن أي حوار لا يرعاه جلالة الملك يبقى دردشة سياسية ولا يمكن التعويل عليه والتأمل فيه. كما رد على منتقدي الوفاق بشأن توجهها البرلماني حيث قال «إن من يرى أن الوفاق صبت اهتمامها في الجانب الخدمي فقط وعملت مقام العضو البلدي فهو مخطئ، فالكتلة عملت في جميع الميادين التشريعية والخدمية والرقابية». واعتبر النظر للنواب من زاوية ضيقة في عملهم وأنهم مسؤولون عن كشف الفساد ومتابعة الملف السياسي والدستوري دون غيرهِ مفهوم خاطئ لابد من تصحيحه ملفتاً إلى أن المجتمع البحريني من أولوياته الجانب الخدمي فهناك مواطنون يرزحون لـ 20 عاماً بانتظار قسيمة سكنية مؤكداً على أنه من غير المعقول التوجه لملف وتجاهل باقي الملفات التي تهم الناس. وأضاف «شعب البحرين ليس كله سياسي، فالناس بحاجة لخدمات وحتى مع تعليق هذه الأعمال وفقاً لمهام البلديين فإنهم بحاجة لدعمنا كنواب فضلاً عن بعض الملفات الخدمية هي قضايا استراتيجة تحتاج للبرلمان». وعلى صعيد آخر قال سيادي «هناك إخفاقات لم تنتبه لها الوفاق في البداية ومنها قضية القرى الأربع حيث كان المفروض منها أن تؤسس لسن قانون يهتم بالمستحقات الإسكانية وتأسيس قاعدة لها في ذلك بدلا من السير وراء الوعود والهبات». وأضاف: «إن من أكبر هفوات المجلس النيابي هو التسرع في تمرير قرار خصخصة قطاع النفط واتخاذ خطوة قد تكون غير محمودة من دون الرجوع أو الاستفادة بخبير أو مستشار لمواجهة هذا المشروع». وفي ذلك أفاد المرزوق «اسم خصخصة قطاع النفط بذاته ليس صحيح، فالمشروع الذي وافق عليه النواب هو اتفاقية استكشاف عن الحقول النفطية وجاء بعد دراسة الموضوع ومتابعته" مشيراً إلى أن "وجود أي تلميح بتسريح عدد من العمال لا يعود للموافقة على هذا المشروع وغيره إنما نية مبيتة قد يتم التوجه لتحقيقها في ذات الفترة». وفي مداخلة للنائب الوفاقي جواد فيروز قال «بعد تقييمنا للتجربة لم نتفاجأ بالمنتوج وفقاً لصلاحيات المجلس واللائحة وصلاحية السلطات الأخرى، وكنا على علم أنه من غير الممكن خلق دولة ديمقراطية قائمة على القانون من خلال المشاركة». وذكر أن الكثير يسلم إلى أن أداء الوفاق نسبة لباقي الكتل هو الأبرز وأفضل من الباقي مشيراً إلى أن تقييم أداء الوفاق ومقارنته بباقي الجمعيات السياسية غير المشاركة في العملي البرلماني هو أمر غير منصف وذلك لعدم خوض تلك الجمعيات غمار المعترك النيابي. وأضاف «إن الشعار القائم على أن برلمان 2002 أفضل من أداء مجلس 2006 هو شعار فارغ ولا يمس الصحة بصلة». ولفت إلى أنه من الخطأ أن تقوم كتلة ما بالسعي وراء الأمور السياسية وحسب منوهاً إلى الحراك البرلماني يجب أن يوضع في ثلاث محاور أساسية والتحرك نحوها وهي الملفات السياسية والرقابية والخدمية معتبراً أن غض النظر عن الأخيرة تعد عواقبها غير محمودة لاسيما وأن الناس تنظر لهذا الملف أكثر من غيره ويهم الشعب بشكل جذري.
09-09-2009, 04:50 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
