“أحجية” شركتي “املاك” و”تمويل” ما زلت للاسف دون حل . فقضيتهما تحولت من مشكلة عادية قد تواجهها اي شركة مالية وتجارية، الى معاناة يومية للكثيرين . اذا كانت بنوك العالم ومؤسساتها المالية وشركاتها العقارية رغم ضخامة مشاكلها استطاعات ان تتجاوز ومنذ أشهر عدة عنق زجاجة الازمة المالية سواء بدعم حكومي أم باعادة هيكلة، أم بالاثنين معا . فإن “أحجية” أملاك وتمويل مازالت تراوح . كنا نأمل ألاَّ نتطرق الى هذه القضية الا وقد حلت عقدتها، فقبل ثلاثة اشهر كتبنا، وقبل ستة اشهر، وعندما بدأت المشكلة كذلك، لكن للاسف الايام لا ترحم، فالوقت يمر بسرعة والأضرار تتفاقم . هذه الايام تصادف ذكرى مرور 300 يوم على تعليق تداول أسهم الشركتين في البورصة، والمستثمرون مغيبون لا يعرفون مصير أموالهم، فخسائرهم باتت مضاعفة سواء تلك المجمدة بملكيتهم للأسهم، أو تلك التي تتزايد يوميا بسبب التمويل المصرفي وفوائده الخيالية . 300 يوم من عزلة ما بعدها عزلة يعيش تفاصيلها ومآسيها يوميا عشرات الآلاف من المستثمرين فلا معلومات متاحة ولا تطورات تعلن، ولا حتى تسريبات من هنا او هناك، وكأن القضية سر محكم، او مشكلة خاصة يجب ان تحجب تفاصيلها عن العموم . الشركتان تواصلان عملهما في سوق التمويل المحلي ولديهما قاعدة عملاء واسعة، ونشاطهما يمتد لأكثر من امارة وتعلنان نتائجهما دورياً، لكن أسهمهما معلقة عن التداول لماذا؟ . إذا نظرنا الى تجارب الآخرين لوجدنا ان الشركات المدرجة في البورصات والتي تعرضت لمشاكل ضخمة شارفت فيها على الافلاس، لم تعلق تداول اسهمها، فترك للمستثمر حرية تحمل تبعات قراره الاستثماري سواء بامتلاك السهم أم التخلي عنه . حتى اذا كان قرار تعليق التداول هدفه حماية المستثمرين، فإن امتداد هذا التعليق الى 300 يوم ألحق الاذى بالمستثمرين، واضر بسوق الاسهم، وكذلك بالسوق العقارية، التي تبحث عن اشارات ايجابية تعيدها الى النهوض مجددا . القضية لا تتعلق بمستثمري “أملاك” و”تمويل” فقط، بل بقطاعات عدة كالاسهم والتمويل والعقار، والأهم أنها تحمل في جوانبها عاملاً نفسياً له دور كبير في تعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني . فهل يُعَيّد مساهمو الشركتين سعداء كبقية خلق الله، أم ينتظرون عيد الأضحى أو عيداً آخر في العام المقبل . . بانتظار رد اللجنة المكلفة بالملف . المصدرأحجية شركتي “املاك” و”تمويل” ما زلت دون حل ,معلومات مباشر (http://www.mubasher.info/DFM/News/Ne...D=645994&src=G)