رفض تام لزج الشخصيات التاريخية في الصرعات السياسية شخصيات دينية تدعو الستري إلى الاعتذار والتراجع عن تصريحاته
الأيام - محليات - - الاربعاء 26 أغسطس 2009
كتب - محرر الشؤون المحلية:
رفض رجال دين من الشيعة والسنة ما جاء في تصريحات النائب حيدر الستري في خطبة صلاة الجمعة الاخيرة، وطالبوه بالتراجع عنها او شرحها لازالة اي لبس، مشيرين الى ان الشخصيات التاريخية الدينية هي رموز للامة وعلى الاطراف عدم الزج بها في القضايا السياسية لتجييرها لحزب دون الاخر. وكان الستري قد قال «أقول دون مبالغة أو مزايدة أن سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم هو علي هذا العصر، ومن اشتاق لرؤية على بن أبي طالب (ع)، ومن يتوق ان ينظر الى علي (ع)، فلينظر الى وجه سماحة الشيخ عيسى قاسم». وقال النائب الشيخ عادل المعاودة انه اذا "صح هذا الكلام" فهذا من الغلو المذموم في الشرع، وانه "لايوجد على هذه الارض من يوزاي نفسه ببصقة علي بن ابي طالب ونحن علينا بالظاهر ولا يجوز لنا ان نزكي الناس فالله اعلم بمن اتقى". واشار المعاودة في تعليقه للايام على كلام السيد الستري ان حسن الظن ان كان واردا لكن لا يجب ان يتعدى قدره بعد الجيل الذي زكاهم القران وزكاهم الرسول ان يدعي مجاراتهم فكيف بمساواتهم. ودعا النائب من قال هذا الكلام ان ينفيه او يتبرأ منه لانه كلام شاذ وفيه من الظلال ما يرفضه الله عز وجل وجميع المؤمنين، معتبرا ما جاء على لسان الستري بأنها زلة ايمانية يجب ان يتوب من قالها وان لا ينتقص من شخصية الامام علي اخ الرسول وزوج ابنته ورابع الخلفاء وسيد من سادات المؤمنين. من جانبه وفي تعليق له على ماورد في خطبة السيد حيدر الستري قال السيد ضياء الموسوي"اننا نؤمن بعصمة الامام علي واعتقد ان مثل هذا الكلام مع احترامي للشخوص وتقديري لهم، فهم مجرد بشر لهم ايجابياتهم وسلبياتهم" داعيا الى ابعاد الشخصيات التاريخية التي هي اعمدة للاسلام عن البيوت السياسية، وخارج اطار الحملات الانتخابية لان مثل هذا الطرح الذي فيه نوع من الغلو يقود الى كارثة ثقافية ويؤدي الى نكسة كبيرة تجاه الاسلام. ويرى الموسوي انه اذا اراد احد ان يوصف شخصا اخر ان يكون الوصف له قيمة موضوعية ومعنوية وعلمية، مستدركا "لكن يجب ان لا تكون بطريقة تقود الى اختلالات تفهم بطريقة عكسية تجاه الاسلام وشخصياته". ووصف الموسوي هذه التصريحات بانها مسيئة الى العقيدة، مؤكدا ان كل شخصية في البحرين محل احترام وتقدير، لان هذه الشخصيات قد تصيب وقد تخطىء، واضاف ان الخطبة اذا طرحت في سياقها فهي خطبة متسرعة ولن تخدم اي طرف وستؤخذ على الوفاق، لان الدخول في هذا الوصف يسبب ارباكات عقائدية. وشدد الموسوي على الاسلام الوسطي قائلا "ان خطباءنا دائما مع الاسلام الوسطي واننا اذا اردنا ان نحب فعلينا ان نحب برفق واذا بغضنا فبرفق ايضا" واشار في هذا السياق الى كلام للامام علي عليه السلام حيث يقول "هلك في اثنان، محب غال ومبغض قال" مؤكدا ان هذه هي النقطة الجوهرية في الاسلام وهو الاعتدال في الحب والكره. الى ذلك دعا الشيخ محسن عبدالحسين العصفور النائب الى الاعتذار علانية مما صدر عنه على وجه السرعة والكف عن تكرار مثل ذلك مستقبلا وان لا يتجرأ على المساس بمثل هذه الشخصية العظيمة". وقال العصفور في تعليقه للايام على خطبة الستري يوم الجمعة الماضي "الظاهر ان السيد يحتاج الى اعادة دراسة للعقيدة وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بمرتبة الامامة عند اهل البيت عليهم السلام. "واضاف ان طغيان العمل السياسي انساه (السيد) الشيء الكثير مما درسه في الحوزة، حتى اصبحت لديه الجرأة على التفوه بمثل هذه التعبيرات سائغة سهلة يلوكها كلما ضاق عليه الخناق لتبرير الانغماس واللهف وراء المصالح الشخصية والتهرب من الدفاع عن المصالح العليا للطبقة المقهورة والمحرومة التي اصبحت في اجندته في طي النسيان بعد انغماسه في بذخ المخصصات والمختصات الممنوحة لاصحاب السعادة النواب، على حد تعبيره. واشار العصفور الى ان الزج بمقام الامام علي في مثل هذه المواضع هو توهين واساءة لهذه الشخصية العظيمة، واذا كان يحاول الدفاع عن من يحب ويغالي بشأنه لضمان مصالحه الانية والوقتية خصوصا في فترة انتهاء المجلس الوطني الحالي لاستمالة هذه الشخصية والطمع في دعمها ودعم من يستمع اليها فهو واهم بل هو دليل الافلاس السياسي ودليل الاختلاس للمواقف والالتفاف على الاخفاقات المتلاحقة التي يعيشها قادة التيارات السياسية ومن يتسمى منها بالدينية. ووصف العصفور في نهاية حديثه ما جاء على لسان الستري بانه اسلوب رخيص لمثل تلك الغايات الرخيصة. وفي السياق ذاته اكد الشيخ صلاح الجودر ان السيد حيدر لم يوفق في وصفه، مطالبا اياه بالتراجع عن هذا التصريح او شرح اسباب قيامه بتشبيه قاسم بالامام علي، واضاف ان الشيخ عيسى قاسم رمز ديني محترم، لكنه لا يمكن ان يصل بأي حال الى منزلة علي بن ابي طالب الذي هو رمز ليس للشيعة بل لعموم المسلمين. ودعا الجودر الى ترشيد الخطاب الديني خصوصا من فوق المنابر حتى لا تحدث اشكاليات بين افراد المجتمع بل بين الجماعة الواحدة، معتبرا ان هذه التصريحات اثارت استياء الشارع وهي زلة لسان من السيد.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
08-26-2009, 10:20 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
