*كثيرا ما يرد في الأسلوب الأدبي و في كلام العرب قولهم :**ليت شعري ، فيا ليت شعري.... فما معناها؟**قال العلامة ابن القيم في الميمية:**فيا ليت شعري كيف حالُك عندما*** تطايرُ كتب العالمين وتُقسم ُ**قال العلامة العثيمين :**(المؤلف يقول " يا ليت شعري كيف حالك " ليت شعري يعني: _ليت شعوري ، يعني ليتني أشعر ماذا تكون حاله_ ، والجواب لو شعرت بحاله لشعرت بأمر عظيم سروراً أو حزناً )اهـ.**و قال ابن فارس في كتابه العظيم (معجم مقاييس اللغة) :**(والأصلُ قولُهم شَعَرتُ بالشّيء، إذا علمتَه وفطِنْتَ له.**_ولَيْتَ شِعْرِي، أي ليتني علِمْتُ_. قال قومٌ: أصله من الشَّعْرة كالدُّرْبة والفِطنة، يقال شَعَرَت شَُِعْرة ، قالوا: وسمِّي الشَّاعر لأنه يفطِن لما لا يفطن له غيرُهُ. قالوا: والدليل على ذلك قولُ عنترة:**هل غادَرَ الشُّعراءُ من مُتَرَدَّمِ *** أم هل عَرَفْتَ الدَّارَ بَعد توهُّم** يقول: إنَّ الشّعراء لم يغادِرُوا شيئاً إلاّ فطِنُوا له)اهـ.**و مراد ابن فارس –رحمه الله تعالى- بقوله : (قال قوم) هو سيبويه ، قال خطيب أهل السنة ابن قتيبة في (أدب الكاتب) :**(وقولهم ( ليتَ شِعْري ) هو من ( شَعَرْت شِعْرَة ) _قال سيبويه :_**أصله فِعْلَة مثل الدِّرْبة والفِطْنَة فحذفت الهاء قال : والشاعر مأخوذ منه)اهـ.**و قال ابن الأثير في النهاية:**(وفيه: [ وليْتَ شِعْرِي ما صنَع فلان ] أي ليت عِلْمي حاضرٌ أو مُحيط بما صنَع فحُذف الخَبَر وهو كثيرٌ في كلامهم . وقد تكرر في الحديث )اهـ. **و قال ابن الجوزي في (غريب الحديث) :**(وقولُ القَائلِ لَيْتَ شِعْري مَعْنَاهُ لَيْتَ عِلْمِي)اهـ.**و تفسير العلامة العثيمين له بـ(الشعور) غير بعيد من المعنى ، فإنّ من لوازم الشعور العلم .**و الله أعلم.**منقول للفائدة*