عندما ضربت موجه قويه قدمها الممدود على شاطئ البحر ,,انتبهت ليلى من غفوتها وغوصها في اعماق الماضي فالشاطئ شهد اول لهوها وضحكاتها البريئه مع زميلات المدرسه ,, وهنا مسكت بيد والدها ذهابا وايابا بحثا عن ساعتها اللتي ضاعت من كثر حركتها وفرط نشاطها ,, أه من شريط الذكريات ومن حنينيها القاتل لبيت الاسره ذو الجدران الدافئه ,, نهضت ليلى لتركض خلف ابنها محمد المشاكس واللذي اتى في خضم صراعها مع اخيها على ورث العائله . واللتي لم تمارس الامومه تجاهه كما ينبغي ,,لانشغالها لكنه مارس دور الرجوله معها رغم صغر سنه ,,فهو فعلا مستوعب طفولة ليلى اللتي لا تنتهي وكثره تشابك خيوط علاقاتها الاسريه ,, ليلى ذات السحنه الخليجيه والعيون الواسعه ,,وذات القد الممشوق كنخله عربيه لم تأخذ ليلى نصيبا وافرا من الجمال لكنها تأسر القلب والعين بمجرد ان تراها ففيها لغز يجر كل من يراها ,,لمحاولة فك رموزه ,, ملت ليلى من كثرة المتطفلين ,,وهمزات النساء كلما مرت من امامهن فكلهن حيارى حول سر احتفاظها برونقها وطفولتها رغم ما مرت به من ضروف طوال سنوات عمرها ,,وهي لم تعد تكترث لذلك فقد محت كل الوجوه من ذاكرتها الا وجه محمد ,, ,,محمد ,,اول من رد قلبها على نداءه ,,محمد من نسجت خيوط فجرها على صوته .. كثيره هي الصفات اللتي جمعتهم ,,لكن القدر ابي ان يجمعهم ,, فهو نصفها الاخر بما تحمل المعنى من كلمه ,,فكلاهما محب للشعر وكلاهما محب للبحر وكلاهما معطاء وكم احتواها وكم كان لها الرجل عندما احتاجت لذلك ,, وكم من الذكريات جمهتهم في الفريج القديم اللذي كانوا فيه كالاهل ,, رحمك الله يا محمد ,,كلمه تتفوه بها كلما مر شريط ذكرياته !! فهو لم يعد لها للابد ,, ليلي تمارس طقوسها على السيفه اسبوعيا ,,فهي تأتي عصرا ,,وتلهو وتلعب مع ابنها تجمع المحار والقواقع ,,تبني قصورا بالرمال ليخربها موج البحر ,, تتمشى ذهابا وايابا لا تحمل معها من واقعها الا ابنها,,وفي مخيلتها ذكريااات لا تنتهي وامال معلقه بالماضي ,, (أمي ,,يالله نسير غابت الشمس ),,ناداها محمد عندما رأها بعدت ملوحه بيدها له ,, حملت ليلى حاجياتها على عجل ,,وتذكرت موعد ابرة الانسولين لزوجها المريض مذ سنوات !!! الصورة: http://uaesm.maktoob.com/up/uploads/b4a6c4bb81.bmp أكثر...
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|