12-16-2015, 03:00 PM
|
عضو ماسي | | |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَهَاهُوَ الْقُمُّصُ زَكَرِيَّا بُطْرُسُ قَدْ حَجَبَتْهُ قَنَاةُ الْحَيَاةِ الْمَسِيحِيَّةِ عَنِ الظُّهُورِ لِيَظْهَرَ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى قَنَاةِ فَادِي بِخُطَّةٍ خَبِيثَةٍ مِنَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْخَنَازِيرِ مِنْ اَجْلِ جَذْبِ اَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِمُشَاهَدَةِ قَنَاةِ الْحَيَاةِ بَعِيداً عَنِ الْعِيَارِ الثَّقِيلِ الَّذِي كَانَ يَطْعَنُ بِهِ الْخِنْزِيرُ الْقُمُّصُ بُطْرُسُ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْقَنَاةِ اِلَى قَنَاةِ الشُّؤْمِ وَالنَّحْسِ الْاُخْرَى الْمُسَمَّاةِ فَادِي! وَقَدْ اَرْسَلَ لَنَا بِالسُّؤَالِ التَّالِي: لِمَاذَا نَجِدُ تَنَاقُضاً وَاخْتِلَافاً كَبِيراً عِنْدَ الْمُفَسِّرِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ(فَمَرَّةً يَقُولُونَ بِالرَّحْمَةِ فِي مَعْنَى هَذِهِ الصَّلَاةِ اِذَا جَاءَتْ مِنَ اللهِ! وَمَرَّةً يَقُولُونَ بِمَعْنَى الِاسْتِغْفَارِ اِذَا جَاءَتْ هَذِهِ الصَّلَاةُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ! اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنْ الْاَقْوَالِ الَّتِي يُنَاقِضُ بَعْضُهَا بَعْضاً! وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الْاَقْوَالِ وَاِنْ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً يُنَاقِضُ بَعْضُهَا بَعْضاً كَمَا تَزْعُمُ! وَلَكِنَّهَا صَحِيحَةٌ تُؤَدِّي اِلَى ثَرَاءِ الْمَعْنَى الْوَاحِدِ بِمَعَانِي كَثِيرَةٍ غَزِيرَة! وَهَذَا اِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ، فَاِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى ثَرَاء هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ بِالْمَعَانِي الرُّوحِيَّةِ وَالْمَادِّيَةِ مَعاً، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَلِمَاذَا هِيَ صَحِيحَة؟ لِاَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُفَسِّرِينَ لَهُ دَلِيلُهُ الصَّحِيحُ مِنَ الْقُرْآَنِ اَوِ السُّنَّةِ عَلَى مَايَقُولُهُ مِنْ اَقْوَالٍ فِي مَعْنَى الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَاِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْاَقْوَالُ مُخْتَلِفَة، فَمَثَلاً لَوْ اَرَدْنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نَسْتَعْرِضَ مَذْهَبَ الْاِمَامِ الْاَعْظَمِ الْحَنَفِيِّ فِي الصَّلَاةِ وَرَاءَ الْاِمَامِ: فَاِنَّهَا صَلَاةٌ صَحِيحَةٌ بِدُونِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ! وَاَمَّا عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ فَاِنَّهَا صَلَاةٌ بَاطِلَةٌ بِدُونِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَة! نَعَمْ اَخِي: وَلَكُلٍّ مِنَ الْاَحْنَافِ وَالشَّافِعِيَّةِ دَلِيلُهُ الصَّحِيحُ عَلَى صِحَّةِ الصَّلَاةِ اَوْ بُطْلَانِهَا عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ! فَالشَّافِعِيَّةُ مَثَلاً يَحْتَجُّونَ بِدَلِيلٍ صَحِيحٍ وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ لَاصَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَاْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب( فَالشَّافِعِيَّةُ هُنَا يَقُولُونَ بِبُطْلَانِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْامَامِ وَمُنْفَرِداً اَيْضاً مِنْ دُونِ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ! وَاَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَلَايَقُولُونَ بِبُطْلَانِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْاِمَامِ وَلَامُنْفَرِداً يُصَلِّي مِنْ دُونِ اِمَامٍ! وَيَحْتَجُّونَ اَيْضاً بِنَفْسِ الْحَدِيثِ[لَاصَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَاْ فَاتِحَةَ الْكِتَاب(بِمَعْنَى لَاصَلَاةَ كَامِلَة! بِمَعْنَى اَنَّ صَلَاتَهُ صَحِيحَةٌ! وَلَكِنَّهَا نَاقِصَةٌ أَيْ ثَوَابُهَا وَاَجْرُهَا نَاقِصٌ اِذَا صَلَّى مُنْفَرِداً! وَاَمَّا اِذَا صَلَّى خَلْفَ الْاِمَامِ فَاِنَّ صَلَاتَهُ صَحِيحَةٌ وَكَامِلَةٌ غَيْرُ نَاقِصَةٍ وَثَوَابُهَا كَامِلٌ اَيْضاً وَلَوْ لَمْ يَقْرَاْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاَحْنَافَ لَايَعْتَبِرُونَ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الصَّلَاةِ كَمَا يَعْتَبِرُهَا الشَّافِعِيَّة! بَلْ يَقُولُ الْاَحْنَافُ بِاللَّغْوِ وَالْعَبَثِ لِمَنْ يَقْرَاُ خَلْفَ الْاِمَامِ فَاتِحَةً اَوْ غَيْرَ فَاتِحَةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاِمَامَ عِنْدَهُمْ يَنُوبُ عَنِ الْمُصَلِّينَ فِي قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآَنِ طَوِيلَةً كَانَتْ اَوْ قَصِيرَة! وَلِذَلِكَ اِذَا رَكَعَ الْاِمَامُ: فَاِنَّ الْمُصَلِّينَ يَرْكَعُونَ مِثْلَهُ وَيُسَبِّحُونَ، وَاِذَا سَجَدَ الْاِمَامُ: فَاِنَّ الْمُصَلِّينَ يَسْجُدُونَ مِثْلَهُ اَيْضاً وَيُسَبِّحُونَ، وَاِذَا اعْتَدَلَ مِنَ الرُّكُوعِ اَوْ قَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: فَاِنَّ الْمُصَلِّينَ يَحْمَدُونَ اللهَ مِثْلَهُ وَيَدْعُونَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَاِذَا قَعَدَ الْاِمَامُ قُعُوداً اَوّلاً اَوْ قُعُوداً اَخِيراً مِنْ اَجْلِ الصَّلَوَاتِ الْاِبْرَاهِيمِيَّةِ وَالتَّحِيَّاتِ، فَاِنَّ الْمُصَلِّينَ اَيْضاً يَقْعُدُونَ مِثْلَهُ اَوّلاً وَاَخِيراً، فَمَاذَا بَقِيَ لِلْاِمَامِ لِيَنُوبَ عَنِ هَؤُلَاءِ الْمُصَلِّينَ غَيْرُ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَسُورَةٍ بَعْدَهَا طَوِيلَةٍ اَوْ قَصِيرَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَمْ يَبْقَ لَهُ شَيْئاً يَنُوبُ بِهِ عَنْهُمْ سِوَى قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَسُورَةٍ اَوْ آَيَةٍ بَعْدَهَا، وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْاَحْنَافَ يَعْتَبِرُونَ اَنَّ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ وَرَاءَ الْاِمَامِ لَغْوٌ وَعَبَثٌ مُحْتَجِّينَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[ اِنَّمَا جُعِلَ الْاِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ( وَنَحْنُ مَعَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة نُرَجِّحُ قَوْلَ الشَّافِعِيَّةِ عَلَى قَوْلِ الْاَحْنَافِ مُحْتَجِّينَ بِحَدِيثٍ قُدْسِيٍّ بِمَا مَعْنَاه[ قُسِمَتِ الصَّلَاةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي قِسْمَيْنِ( اِلَى آَخِرِ الْحَدِيث( وَنَعُودُ الْآَنَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لِمُنَاقَشَةِ الْخِنْزِيرِ الْمَلْعُونِ بُطْرَسَ فِيمَا سَاقَهُ مِنْ تَنَاقُضٍ وَاخْتِلَافٍ بِزَعْمِهِ فِي اَقْوَالِ الْمُفَسِّرِينَ وَنَقُول: وَلْنَفْرِضْ جَدَلاً كَمَا زَعَمْتَ اَنَّ اَقْوَالَهُمْ مُتَنَاقِضَةٌ وَمُخْتَلِفَةٌ فِي تَفْسِيرِ مَعْنَى الرَّحْمَةِ! فَلِمَاذَا تَعِيبُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ اَنْ تَعِيبَ عَلَى قَوْمِكَ الْاُورْثُوذُكْسِ وَالْكَاثُولِيكِ فِي تَنَاقُضِهِمْ فِي اَقْوَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ حَوْلَ طَبِيعَةِ الْمَسِيحِ اللَّاهُوتِيَّةِ وَالنَّاسُوتِيَّةِ فِي مَجْمَعِ نِيقْيَا الْمَشْهُورِ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ اَدِلَّتُهُ وَحُجَّتُهُ وَمَنْطِقُهُ الشَّيْطَانِيُّ الَّذِي يَعْتَبِرُ مَنْ يُخَالِفُهُ مُهَرْطِقاً وَمُجَدِّفاً! وَقَدْ حَدَثَتْ حُرُوبٌ دِينِيَّةٌ صَلِيبِيَّةٌ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ وَحَصَلَ مَاحَصَلَ فِيهَا مِنْ سَفْكٍ وَاِرَاقَةٍ لِلدِّمَاءِ الْمَسِيحِيَّةِ لَمْ نَسْمَعْ بِهَا فِي آَبَائِنَا الْاَوَّلِينَ الْاَقْدَمِينَ الَّذِينَ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَحْتَرِمُ رَاْيَ الْآَخَرِ فِي تَفْسِيرِهِ لِلْقُرْآَنِ وَاِنْ كَانَ مُخَالِفاً لِرَاْيِهِ طَالَمَا اَنَّهُ يَسْتَنِدُ عَلَى حُجَّةٍ وَدَلِيلٍ مُقْنِعٍ فِي تَفْسِيرِهِ الْمُخَالِفِ! وَنَحْنُ هُنَا لَانَتَحَدَّثُ عَنِ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ الَّذِينَ كَانَ الْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ يُعَامِلُهُمْ اَيْضاً بِاحْتِرَامٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ [اِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا( بِمَعْنَى اَنَّ الْخَوَارِجَ بَغَوْا عَلَيْهِ وَظَلَمُوهُ وَالشِّيعَةُ اَيْضاً بَغَوْا عَلَيْهِ فَظَلَمُوهُ وَظَلَمُوا خَالِقَهُ اَيْضاً بِظُلْمٍ اَشَدَّ مِنْ ظُلْمِ الْخَوَارِجِ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ( كَمَا اَنْتُمْ ظَلَمْتُمُ الْمَسِيحَ وَظَلَمْتُمْ خَالِقَهُ اَيْضاً حِينَمَا جَعَلْتُمُوهُ اِلَهاً مَعْبُوداً مِنْ دُونِ اللِه وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْمَسِيحَ لَهُ عِنْدَ اللهِ مَرْتَبَةٌ اَدْنَى مِنْ مَرْتَبَةِ الْاُلُوهِيَّةِ وَهِيَ مَرْتَبَةُ الْعُبُودِيَّة، وَلَيْسَتْ مَرْتَبَةُ الْعُبُودِيَّةِ فَوْقَ مَرْتَبَةِ الْاُلُوهِيَّةِ اَبَداً وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْ دُون ِاللهِ(وَلَيْسَ كَمَا يَتَصَوَّرُهُ الْبَعْضُ بِالْمَعْنَى الشَّيْطَانِيِّ الشِّرْكِيِّ الَّذِي يَخْطُرُ عَلَى بَالِهِمْ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ الشِّيعَةُ حِينَمَا جَعَلُوا الْاِمَامَ عَلِيّاً وَالْحُسَيْنَ وَآَلَ الْبَيْتِ جَمِيعاً وَالْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ آَلِهَةً مَعْبُودَةً مِنْ دُونِ اللهِ فَقَالُوا: اِنَّ الْاِمَامَ عَلِيّاً هُوَ عَلِيٌّ الْاَعْلَى! وَنَقُولُ لَهُمْ بَلِ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ عَلِيّاً وَخَلَقَ الْحُسَيْنَ وَخَلَقَ آَلَ الْبَيْتِ وَخَلَقَ الْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ وَهُوَ اللهُ اَعْلَى وَاَجَلُّ، نَعَمْ اَللهُ اَعْلَى وَاَجَلُّ اَيْضاً حِينَمَا قَالَ اَبُو سُفْيَانَ فِي غَزْوَةِ اُحُد: اُعْلُ هُبَلْ! اُعْلُ هُبَل! وَهَذِهِ نَاحِيَة، وَمِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى: فَاَنْتَ ذَكَرْتَ لَنَا فِي رِسَالَتِكَ اَنَّكَ تَرْغَبُ اَنْ نَتَنَاقَشَ مَعَكَ بِالْعَقْلِ وَالْمَنْطِقِ! وَنَحْنُ جَاهِزُونَ لِلْعَقْلِ وَالْمَنْطِقِ وَنَكْرَهُ السِّبَابَ وَالشَّتَائِمَ اِلَّا مِنْ بَابِ الْمُعَامَلَةِ بِالْمِثْلِ! فَكَمَا اَنْتَ تَشْتُمُ وَتَتَهَجَّمُ عَلَى رُمُوزِنَا الدِّينِيَّةِ الْمُقَدَسَةِ! فَنَحْنُ اَيْضاً يَحِقُّ لَنَا اَنْ نَشْتُمَكَ اَيُّهَا الْجَبَان! هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا اَنْتَ جَبَان؟ لِاَنَّكَ تَعْلَمُ حَقَّ الْيَقِينِ: اَنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ مَهْمَا غَضِبْنَا عَلَى اسْتِفْزَازَاتِكَ الْحَقِيرَةِ! فَاِنَّنَا َلَانَسْتَطِيعُ سَبِيلاً اِلَى اَنْ نَشْتُمَ كَثِيراً مِنْ رُمُوزِكَ الْمُقَدَّسَةِ وَعَلَى رَاْسِهَا عِيسَى الطَّاهِرِ وَاُمِّهِ مَرْيَمَ الطَّاهِرَةِ! اللَّذَيْنِ نَقِفُ اَمَامَهُمَا اِجْلَالاً وَاحْتِرَاماً عَاجِزِين، وَلِذَلِكَ اَنْتَ دَيُّوثٌ حَقِيرٌ جَبَانٌ؟ لِاَنَّكَ تَسْتَغِلُّ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ النَّاحِيَةِ الْحَسَّاسَةِ اَحْقَرَ اسْتِغْلاَلٍ وَاَبْشَعَهُ وَاَقْبَحَهُ كَمَا يَفْعَلُ الشِّيعَةُ حِينَمَا يَسْتَغِلُّونَ هُمَ بِدَوْرِهِمْ اَيْضاً اَهْلَ السُّنَّةِ مُطْلِقِينَ الْعَنَانَ لِاَلْسِنَتِهِمُ الْقَذِرَةِ فِي الطَّعْنِ عَلَى الصَّحَابَةِ وَاُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ الطَّاهِرَاتِ وَالطَّاهِرِين{وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ(بِمَعْنَى{وَالْمُؤْمِنُونَ(مِنَ الصَّحَابَةِ وَآَلِ الْبَيْتِ{وَالْمُؤْمِناَتُ(مِنْ اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ{بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ{ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ فِي الْآَيَةِ رَقْم 71 {اُولَئِكَ( وَكَلِمَةُ اُولَئِكَ فِي سُورَةِ النُّورِ فِي الْآَيَةِ رَقْم26 هِيَ اسْمُ الْاِشَارَةِ الَّذِي يُسْتَعْمَلُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِلْبَعِيد: بِمَعْنَى اَنَّ لَهُمْ مَنْزِلَةً رَفِيعَةً عَالِيَةً جِدّاً عِنْدَ اللهِ وَبَعِيدَةً فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ عَالٍ جِدّاً تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَبَعِيدَةً اَيْضاً عَمَّا يَرْمِيهِمْ بِهِ اَهْلُ الْكَذِبِ وَالِافْتَرَاءِ وَالْبُهْتَانِ مِنَ الشِّيعَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ{مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَاَجْرُ عَظِيم( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشِّيعَةَ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ لَايَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً اِلَى الطَّعْنِ عَلَى اَحَدٍ مِنْ آَلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ! وَلَكِنَّ الْجَبَانَ الْخَسِيسَ النَّذْلَ الْحَقِيرَ مِنْكُمْ وَمِنْهُمْ لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ اِلَّا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ نَكَثُوا اَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا اَئِمَّةَ الْكُفْرِ اِنَّهُمْ لَااَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُون(وَلِذَلِكَ اِذَا اَرَدْتَّ اَيُّهَا الْخِنْزِيرُ الْحَقِيرُ اَنْ نَتَحَاوَرَ بِالْمَنْطِقِ وَالْعَقْلِ! فَهَاهِيَ الرِّيَاضِيَّاتُ الْجَبْرِيَّةَ وَالْهَنْدَسِيَّةُ وَالْفِيزْيَائِيَّةُ وَالْكِيمْيَائِيَّةُ! هِيَ جَمِيعاً اُمُّ الْمَنْطِقِ وَاُمُّ الْعَقْلِ فِي مُعَادَلَاتِهَا الْجَبْرِيَّةِ وَالْهَنْدَسِيَّةِ وَالْفِيزْيَائِيَّةِ وَالْكِيمْيَائِيَّةِ الَّتِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تَجِدَ سَبِيلاً اِلَى حَلِّهَا جَمِيعاً بِاَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ جَمِيعاً وَلَوْ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً فِي حُلُولِهَا! وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اَقْوَالَ هَؤُلَاءِ الْمُفَسِّرِينَ الْقُرْآَنِيَّةَ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ اَيْضاً وَلَوْ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً فِي مَعَانِيهَا وَلَكِنَّهَا تُؤَدِّي اِلَى هَدَفٍ وَاحِدٍ وَهُوَ تَمَامُ الْمَعْنَى الْبَلَاغِيِّ وَاِشْبَاعُهِ مِنْ مُعْجِزَةِ الْقُرْآَن ِالْبَلَاغِيَّةِ كَثِيرَةِ الثَّرَاءِ وَالْغَزَارَةِ الشَّدِيدَةِ الْقَوِيَّةِ بِالْمَعَانِي الْجَمِيلَةِ الرَّائِعَةِ، فَاَنْتَ مَثَلاً اَيُّهَا الْخِنْزِيرُ: تَسْتَطِيعُ اَنْ تُضِيءَ اسْتُودْيُو فَادِي الَّذِي تَطْعَنُ مِنْهُ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ لَيْلَ نَهَارٍ بِاَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ صَحِيحَة! فَمَثَلاً تَسْتَطِيعُ اَنْ تُضِيئَهُ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ مِنْ نُورِ الْكَهْرَبَاءِ مَثَلاً! اَوْ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ صَحِيحَةٍ اُخْرَى مِنْ نُورِ الْبَطَّارِيَّاتِ مَثَلاً! اَوْ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ مُخْتَلِفَةٍ اُخْرَى مِنْ نُورِ الْمُوَلِّدَاتِ الَّتِي تَعْمَلُ عَلَى الْبِنْزِين! اَوْ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ صَحِيحَةٍ اُخْرَى مِنْ نُورِهَا الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى الْمَازُوت! اَوْ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَلَكِنَّهَا صَحِيحَةٌ اَيْضاً مِنْ نُورِ الْمِصْبَاحِ الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى فَتِيلِ الْكَازِ! اَوْ فَتِيلِ الْمَازُوتَ! اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الطُّرُقِ وَالْمَعَانِي الصَّحِيحَةِ الَّتِي تُؤَدِّي اِلَى اِضَاءَةِ الِاسْتُودْيُو الْمَشْؤُومِ بِالنَّارِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَاِضَاءَةِ الْمَعَانِي الْقُرْآَنِيَّةِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي عُقُولِ النَّاسِ بِالْاَنْوَارِ الرَّحْمَانِيَّةِ{ وَمِنْ آَيَاتِهِ اخْتِلَافُ اَلْسِنَتِكُمْ وَاَلْوَانِكُمْ(وَبِسَبَبِ اخْتِلَافِ اَلْسِنَتِنَا ايها الاخوة: فَاِنَّ اللهَ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَمَحَ لَنَا اَنْ نَقْرَاَ قُرْآَنَنَا الْكَرِيمَ عَلَى عَشْرِ لَهَجَاتٍ، وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَنْ يَعْقُبَ اخْتِلَافُ اَلْسِنَتِنَا اخْتِلَافاً آَخَرَ فِي فَهْمِنَا وَمَدَارِكِنَا اَيْضاً بَلْ وَاَلْوَانِنَا اَيْضاً، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَفْهَمُ الْقُرْآَنَ بِلَوْنٍ مُخْتَلِفٍ عَنِ اللَّوْنِ الْآَخَرِ، وَلَكِنَّهَا اَلْوَانٌ صَحِيحَةٌ جَمِيلَةٌ مُتَنَاسِقَةٌ يَدْعَمُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَاِنْ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً؟ لِيَنْتُجَ عَنْهَا بِالتَّالِي اَجْمَلُ قَوْسِ قُزَحٍ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ، فَالْعَالِمُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَفْهَمُ الْقُرْآَنَ بِلَوْنٍ يَخْتَلِفُ عَنِ اللَّوْنِ الَّذِي يَفْهَمُهُ الْفَقِيهُ، وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْفَقِيهَ يَحْتَاجُ اِلَى اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ كَمَا يَحْتَاجُ فَقِيهُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اِلَى فَقِيهِ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، وَكَمَا يَحْتَاجُ فَقِيهُ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ اِلَى فَقِيهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ، وَكَمَا يَحْتَاجُونَ هُمْ جَمِيعاً اَيْضاً اِلَى فِقْهِ الطَّيِببِ فِي طَبَابَتِهِ، وَالصَّيْدَلِيِّ فِي دَوَائِهِ، وَالْمُهَنْدِسِ فِي هَنْدَسَتِهِ الْمِعْمَارِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنْ هَنْدَسَاتِ الدِّيكُورِ اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ، وَالْفَلَّاحِ اَيْضاً فِي زِرَاعَتِهِ، وَالصَّانِعِ فِي صِنَاعَتِهِ، وَالتِّجَارِيِّ فِي تِجَارَتِهِ، وَعَامِلِ النَّظَافَةِ فِي نَظَافَتِهِ، بَلْ وَعَامِلِ الْبَلَالِيعِ فِي صَرْفِهِ الصِّحِّيِّ؟ لِيُشَكِّلُوا جَمِيعاً اَجْمَلَ قَوْسِ قُزَحٍ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ؟ مِنْ اَجْلِ تَبَادُلِ الْمَنَافِعِ وَعِمَارَةِ هَذَا الْكَوْنِ بِزِينَةِ هَذِهِ الْاَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ الْاَكْثَرَ مِنْ رَائِعَةٍ، وَاِلَّا فَاِنَّ الْحَيَاةَ سَتَكُونُ مُمِلَّةً بِمَلَلٍ رُوتِينِيٍّ قَاتِلٍ اِذَا عِشْنَاهَا مَعاً جَمِيعاً بِلَوْنٍ وَاحِدٍ فَقَطْ، وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة كُلُّنَا بِحَاجَةٍ اِلَى بَعْضِنَا الْبَعْضِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ وَلَانَسْتَطِيعُ الِاسْتِغْنَاءَ عَنْ بَعْضِنَا اَبَداً مَهْمَا تَقَاتَلْنَا وَمَهْمَا تَحَارَبْنَا، وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ؟ لِيَتَّخِذَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً، وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الطَّبِيبَ مَثَلاً يَاْخُذُ حَاجَتَهُ الْمُلِحَّةَ الْعَاجِلَةَ مِنَ الْقُرْآَنِ وَالسُّنَّةِ بِلَوْنٍ آَخَرَ مُخْتَلِفٍ عَنِ اللَّوْنِ الَّذِي يَاْخُذُهُ فَقِيهُ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مَثَلاً، وَنَتْرُكُ الْقَلَمَ الْآَنَ لِمَشَايِخِنَا الْمُعَارِضِينَ قَائِلِين: بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ النَّصَارَى يَقُولُ فِيه: اَنْتُمْ تَقُولُونَ اَنَّ الْحَيَّ اَبْقَى وَاَفْضَلُ مِنَ الْمَيِّتِ! فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ عِيسَى الَّذِي يَعْتَقِدُ فِيهِ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ اَنَّهُ مَازَالَ حَيّاً! فَهَلْ هُوَ اَفْضَلُ مِنْ مُحَمَّد؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: هَلْ لَدَيْكَ ابْنَةٌ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاة! فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهَا اَفْضَلُ مِنْ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءَ الطَّاهِرَةِ الْبَتُولِ الْمَيِّتَةِ رَحِمَهَا اللُهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً وَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَجْعَلَ قَبْرَهَا رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّة! بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ اَيْضاً مِنَ الْقُمُّصِ الْمَلْعُونِ بُطْرُسَ يَقُولُ فِيه: اَللهُ عِنْدَنَا فِي الْمَسِيحِيَّةِ هُوَ اَللهُ مَحَبَّة! وَاَمَّا اللهُ عِنْدَكُمْ فِي الْاِسْلَامِ فَهُوَ الشَّيْطَانُ بِحَدِّ ذَاتِهِ بِدَلِيلِ مَايَقُولُهُ قُرْآَنُكُمْ عَلَى لِسَانِ نُوحٍ {وَلَايَنْفَعُكُمْ نُصْحِي اِنْ اَرَدْتُّ اَنْ اَنْصَحَ لَكُمْ اِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ اَنْ يُغْوِيَكُمْ( فَاِذَا كَانَ اللهُ يُغْوِي كَمَا يَقُولُ قُرْآَنُكُمْ! فَاِنَّ الشَّيْطَانَ يُغْوِي اَيْضاً! وَاِذَا كَانَ اللهُ يُضِلُّ كَمَا يَقُولُ قُرْآَنُكُمْ! فَاِنَّ الشَّيْطَانَ يُضِلُّ اَيْضاً! وَلِذَلِكَ لَافَرْقَ بَيْنَ اللِه وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ فِي قُرْآَنِكُمْ! وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك:
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|