*بعد يوم عمل شاق و العودة للمنزل فى ساعة متأخرة من مساء الأمس أو بالأدق فى الساعات الأولى من صباح اليوم روادتنى نفسى الأمارة بالسوء لتصفح المنتديات العربية بصفة عامة و أقسام الأسهم الإماراتية بصفة خاصة بعد الإغلاق الأخضر الجرجيرى لمؤشر العم سام و حقيقة قبل المطالعة راهنت نفسى الأمارة بالسوء أننى سوف أشاهد موضوعات تتحدث عن المستقبل الزاهر للأسواق المحلية و سلسلة الإرتفاعات المتتالية المتوقعة محشوة بأرقام كبيرة للمؤشر بل تماديت فى التحدى و حددت أقلام بعينها و كنت أتمنى من أعماقى أن أخسر الرهان و لكن و أه من لكن هذه فقد ربحت الرهانخلال رحلة صعود المؤشر من قاع 1428 و حتى قمة 2200 شهدنا نفس الأقلام المفرطة فى التفاؤل تتحدث عن مستويات و أرقام للمؤشر بعيدة كل البعد عن المناطق الحقيقية التى يقف فيها المؤشر و من أجل إحداث تسخين الجو و إضفاء روح التحدى خرجت علينا أقلام محدودة مسرفة فى التشاؤم تبشرنا بعودة المؤشر لكسر القاع و ذكر مستويات متدنية تصيب من يسمعها بأزمة قلبية حادة و دارت المعركة و الصراع بين الأقلام المفرطة فى التفاؤل و الجزم بإستمرارية الإرتفاع و الأهداف المتصاعدة و بين الأقلام المسرفة فى التشاؤم و التأكيد على أن كسر القاع مسألة وقت ثم بعد الهبوط من القمة شهدنا تحولاً غريباً و إختلافاً جوهرياً فبدأت الأقلام المسرفة فى التشاؤم تتحدث عن فرص للإرتفاع و أهداف تتصاعد يوماً بعد يوم مع التأكيد أنه لا يخرج عن سيناريو كسر القاع بينما بدأت بعض الأقلام المفرطة فى التفاؤل فى الحديث بنبرة أخف حدة و بعض التعليقات المقتضبة و إختفت أقلام أخرى تماماً من الساحة و فى النهاية لم نشهد الأرقام العالية التى تبنتها الأقلام المفرطة فى التفاؤل و لم نشهد كسر القاع الذى تبنته الأقلام المسرفة فى التشاؤمالغريب فى الأمر أنه بعد التبشير بالقمم العالية المتوقعة أو القيعان المقوقعة و عندما تبدأ التوقعات فى الخفوت نسمع عبارات أن هناك إمتداد فى الموجة الزئبقية و إنقطاع فى الموجة الحلزونية و فشل فى إختراق النموذج اللوذعى بالإضافة إلى بعض البهارات الخاصة بالقطيع و أفعالهم السوداء بالسوق و كبار المضاربين الأشرار و خططهم الدنيئة و السوق و وقواعده الواهية و كأن كل هذه العوامل لم تكن فى الحسبان عندما خرجوا و بشروا بالقمم أو القيعان يقول المتفاءلون أن ديننا الحنيف يدعو للتفاؤل و نقول لهم هل التفاؤل هو بناء القصور فى الهواء أم أن التفاؤل الذى يدعو إليه ديننا الحنيف يكمن فى الثقة و اليقين الكامل بقدرة الله سبحانه و تعالى و تفويض الأمر له بعد الأخذ بالأسبابهل التفاؤل هو العزف على أوتار الصغار و المتعلقين و تبشيرهم بالمستقبل المشرق و أرقام بعيدة عن الواقع الحالى ثم يفاجئوا بخيبة الأمل راكبة جمل و التى تكون أكثر إيلاماً و أشد وطأة على النفسهل التفاؤل هو دغدغة مشاعر الصغار و المتعلقين و جعلهم يعيشون فى أحلام وردية ثم يستيقظوا على كوابيس مزعجةهل التفاؤل هو أن يملأ المحلل الدنيا صخباً و ضجيجاً عند تحقق رؤيته و يملأ صفحات المنتديات بعبارات كما قلت و كما توقعت و عندما تخيب الرؤية يختفى عن الأنظار أو لا يعلق و التبرير جاهز أنه إجتهاد قد يخطئ و قد يصيبيا سادة يا كرام ألم يحن الوقت لنتعلم من أخطاء الماضى و نسير مع السوق خطوة بخطوةيا سادة يا كرام ألم يحن الوقت للوسطية و لا لفتح الشباك عن أخره و لا لإغلاقه تماماً يا سادة يا كرام لا تبنوا مجدكم على جثث الصغار و المتعلقينيا سادة يا كرام نقولها و نطلقها من هنا نعم للتفاؤل الحذر و نعم للتبشير بصعود تدريجى أو هبوط تدريجى و لا و ألف لا للتطرف فى التفاؤل أو التشاؤمهمسة أخيرةالمحلل المحترف هو من يتعامل مع المعطيات و العوامل بصورة مجردة بعيداً عن المشاعر و العواطف و لديه المرونة الكاملة فى الإلمام بالظروف و الأوضاع المحيطة و ذكاء المحلل فى التعامل التدريجى مع الأمور و المستجداتأعلم أننى صوت نشاز وسط الألحان الملائكية التى تعزف الأن و مستعد تماماً لتلقى طعنات الإتهامات الجاهزة و المعلبة و لكن أقولها و رزقى على الله و كل واحد عقله فى راسه يعرف خلاصه*