لؤلؤة أوال - أقلام حرةبقلم: أبواب الجهادطالعتنا الصحف ووسائل الإعلام في الفترة القليلة الماضية عن وجود حركة دؤوبة للوزراء الخليفيين ورئيسهم، فبين ليلة وضحاها أصبحت البُشرى بالمشاريع الإسكانية تُغطي الصحف وازدادت المدن قيد الإنشاء، فلم تعد فقط المدينة الشمالية اليتيمة بل أصبحت معها أربع مدن أخرى موعودة، علماً بأن المدينة الشمالية لم تُبصر النور منذ سنوات. لم يكن مجال الإسكان الموعود هو الوحيد، فحتى رئيس الأوقاف الجعفرية المُعيّن من قبل الخليفيين اتخذ موقعاً و موقفاً آخر، فصار يُبّشر هو الآخر ببناء مسجد الشيخ عزيز والحفاظ على مسجديته وعرض عدداً من المشاريع، لم تعد هناك مشكلة حقيقية لمن أُريد لهم سلب رزقهم في كراجات مدينة عيسى، فالتطمينات الشفوية أتت لِتُلغي القرارات المكتوبة، وأصبحت هناك رؤى بتطوير الدرفلة من أجل زيادة مدخول البلد، والقائمة تطول من خلال الإطلالات المختلفة المكثفة الأخيرة للوزراء الخليفيين، وقد توّجها رئيسهم بزيارته للحد وافتتاح صالة اجتماعية وإطلاق الوعود بحل مشكلة الازدحام واستكمال المرفأ البحري.كل ذلك يسبق مرحلة رفع الدعم، والذي هو في حقيقته رفع للأسعار في كل المواد والحاجات المُختلفة، مرحلةٌ تدفع لانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، فضلاً عن الوافدين من ذوي الدخل المحدود.لم يُهيأ الخليفيون البلاد لهذا اليوم، فالسرقات والترف لم تترك مجالاًٍ لذلك، فـ القرش الأبيض لم يُترك لليوم الأسود، ومقدرات البلد قد نُهبت، والتعويض من جيوب المواطنين، والأمر لا زال في المرحلة الأولى، وُصولاً لمراحل أخرى، تجمع بين ارتفاع الأسعار وفرض الضرائب، سيسعى الخليفيون معها لفرض بروباغندا إعلامية أخرى.وعلى صعيد تدخل الخليفيين في اليمن، وزجّ أنفهم في العدوان عليه، ومع سقوط عدد من القتلى المرتزقة لهم هناك، سعوا لتسخير الآلة الإعلامية، لكي يُظهروا أن القتلى في عِداد الشهداء، وأنها حربٌ مُقدّسة، وذلك في سبيل الدفاع عن ثغر من ثغور المسلمين تحت لواء ولي الأمر، وهنا قد تغاضوا وتناسوا عن الكثير من الثغور المُغيّبة ومنها فلسطين، فلم تعد هناك ثُغور ولم يعد هناك مسلمون!آلة إعلامية، تسعى للتغطية على الجرائم، والإلهاء عن الوقائع والواقع، فدماء أطفال اليمن لا زالت تنزف إثر صواريخ طائرات الغدر، والبيوتات مُهدّمة على رؤوس ساكنيها، ولا يُراد بعدها الدفاع بل يُستنكر له، ليعيش المُجرم بعدها دور الضحية، ويكون الشعار الثأر لدم قميص عثمان.