السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دنيا -خاص
عدنان عضيمة:
قديماً، كان مهندسو الروبوتات يصممونها على أساس أن تكون مجرّد آلات معدنية ذكية قادرة على محاكاة السلوكيات البشرية. واليوم، أصبح المهندسون يبذلون جهوداً مضنية لإضافة الأحاسيس والانفعالات إلى الأجيال الجديدة من هذه الآلات المثيرة.

وفي هذا الإطار، سجّل مهندسو جامعة «واسيدا» في طوكيو، نجاحاً لافتاً عندما تمكنوا من بناء الروبوت «كوبيان» KOBIAN القادر على التعبير عن الحزن عندما تسير الأمور على غير ما يتمنى ويشتهي. ويكون في وسعه أن يعبّر أيضاً عن الفرح والحبور عندما يقابل وجوهاً مألوفة لديه يعرف عنها أنها تسهر على سلامة داراته التكاملية وتسعى إلى شحن بطارياته من دون إبطاء. ومن النواحي الميكانيكية المحضة، يتّصف «كوبيان» بقدرته الخارقة على تحقيق مشية متوازنة برجليه الاثنتين المحشوتين بركام هائل من التروس والمسننات والأسلاك. وعندما يتجوّل في مكان لم تسبق له زيارته، فإنَّه يعمد إلى تفحّصه بكل دقة بواسطة كاميرتين مثبتتين في مكان العينين، وأيضاً عن طريق مجسّاته الدقيقة التي تجنّبه الوقوع أو الانزلاق أو فقد التوازن. ويمكنه أيضاً تخطي الحواجز والعوائق بسهولة فائقة. ويعود فضل بناء «كوبيان» لفريق من المهندسين المتخصصين بتطبيقات علم الذكاء الاصطناعي في جامعة واسيدا للعلوم والتكنولوجيات المتقدمة، يقوده البروفيسور آتسوو تاكاناشي وترعى المشروع شركة «تمسوك» المتخصصة ببناء وترويج الروبوتات الصناعية. وتكمن الصعوبات الجمّة التي يتطلبها بناء مثل هذا الروبوت ذي الإمكانات المثيرة، في صعوبة تشكيل التراكيب الوجهية كالوجنتين والشفتين والحاجبين والعينين بحيث تتفاعل مع بعضها البعض لتشكيل الإيحاء الانفعالي أو الإحساس المطلوب. ولعل الأكثر تعقيداً من هذا، هو ملاءمة القدرة على تشكيل هذه الإيحاءات مع الظروف التي تستوجبها. وإذا لم ينجح المهندسون في تحقيق هذا الشرط، فسوف يعبر الروبوت عن انفعالات معاكسة لما تتطلبه الأحوال، كأن يبكي عندما تجتمع الظروف التي تدفع إلى السعادة، والعكس بالعكس. ويقول الخبراء الذين تابعوا مجريات حفل الإطلاق الإعلامي لـ»كوبيان» يوم الثلاثاء الماضي، بأنه يمثل قفزة نوعية في علم بناء الروبوتات القادرة على التعبير عن مشاعرها.


*وهذا شكله:-


المصدر:جريدة الاتحاد